الأحد، 4 فبراير 2024

‏ تطويرُ التعليمِ بالقَصقَصة


Cisors Images – Browse 25 Stock Photos, Vectors, and Video | Adobe Stock

تُطويرِ التعليمِ ضرورةٌ على المستوى الجامعي وما قبلِه، وهو لا يكون سوى بتوافقٍ مجتمعي وإلا فإن الإخفاقَ مآلُه الحتمي ولنا في ذلك تجارُبٌ. على مستوى التعليمِ العالي لا يُمكنُ التطويرُ بدونِ اِعتبارِ ِأراءِ أطرافِ العمليةِ التعليميةِ وأولُهم أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ. لكن الواضح َأن أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ مُصَنَفون إلى المُطَورين المْستمرين لعقودٍ وهم أقليةٌ ثم القائمين فعليًا على العمليةِ التعليميةِ وهم الأغلبيةِ. المُطَورون فيهم من لا يدخلون محاضراتٍ وقَلما يَحتكون بالعمليةِ التعليميةِ والطلابِ،  أما  أعضاءُ هيئةِ التدريسِ الذين يتحملون عبءَ التدريسِ فيُعانون بشدةٍ من لوائحٍ تُفرَضُ دون الرجوعِ إلى خبراتِهم وما أكثرِها في جامعاتِنا. 


430+ Torn Book Page Stock Videos and Royalty-Free Footage - iStock | Torn  paper

أخرُ الصيحاتِ التطويريةِ اِبتسارُ ساعاتِ وسنواتِ الدراسةِ، ما تسبَبَ في عنتٍ شديدٍ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ القائمين على العمليةِ التعليميةِ وللطلابِ على حدٍ سواءٍ؛ فالموادُ التي  تتطلبُ محاضرتين أسبوعيًا اِختُزِلَت للنِصفِ ما يعني تقليصَ المادةِ العلميةِ. مع أسفِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ على عمليةٍ تعليميةٍ أقربِ ما تكونُ للدوراتِ التدريبيةِ منها للمناهجِ الأكاديميةِ، يُرفعُ شعارُالتطويرِ. 


اِبتسارُ الدراسةِ يرفعُ تساؤلاتٍ، أهو ضغطٌ للنفقاتِ؟ أهو لتقليلِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ؟ أم أهو تَصَورٌ لمحاكاةِ الغربِ؟


التقليد الأعمى ❌ | دعاة الإسلام Amino

التعليمُ الجامعي مبني على ما قبلِه، عندنا ما قبلُه يعاني ويختلفُ تماما عما هو عليه في الغربِ؛ يستحيلُ تصورُ تطويرِ التعليم الجامعي بمحاكاةِ الغربِ. قَصقَصةُُ المناهجِ  وسنواتِ الدراسةِ لن يؤتي إلا خريجًا فاقدَ الأساسياتِ والتعمُقِ. 


من الأخر، التعليمُ أمنٌ قومي،،


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،






نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الخميس ١ فبراير ٢٠٢٤



Twitter:@albahary

الاثنين، 22 يناير 2024

الجودةُ الأخلاقية

🇮🇶 ه ي ث م ال؏ـ,ـراقـ,ـي🇮🇶🍁 on X: "#كـان ذنبي اني #كـنت ...

جُحودُ المعروفِ صفةٌ ذميمةٌ فيها معاني عدمِ الوفاءِ ونُكرانُ الفضلِ. المعروفُ ضائعٌ لدى جاحدُ النفسِ، والشكرُ عنده مهجورٌ، هو دائمُ التحقيرِ لما يُسدى إليه من خيرٍ، وعديمُ الوفاءِ لمن أحسنَ إليه. 


الاِعترافُ بالفضلِ والجَهدِ من سجايا النفوسِ السويةِ، وهو حافزٌ لازمٌ لبَزلِ المزيدِ. الإحباطُ وكَسرُ النَفسِ نتيجةٌ حتميةٌ للجُحودِ والنُكرانِ. غَرسُ قيمِ الوفاءِ وإسداءِ المعروفِ لأهلِه من واجباتِ التربيةِ قبل التعليمِ. مع الأسفِ ضاعَت فضيلةُ الاِعترافِ بالفضلِ والجَهدِ وغلبَها التَنمُرُ والجُحودُ وما أكثرُه على مواقعِ التواصلِ. المجتمعُ الذي يضيعُ الفضلُ فيه مجتمعٌ غيرُ سويٍ. 


التعليمُ الجامعي وما قبلُه يستنفذُ جَهدًا نفسيًا وجسمانيًا، القائمون عليه يتعاملون مع طلابٍ بنفوسٍ وخلفياتٍ متعددةٍ، وينفقون الوقتَ ما بين تحضيرٍ وتصحيحٍ ناهيك عن التدريسِ. هم أحوجُ ما يكون للاعترافِ بجَهدِهم وتقديرِه، لكن مع الأسفِ كلِه، يُعانون جُحودًا ونُكرانًا. 


أ.صآلحة الغآمدي on X: "#صفه_لا_تعجبك_بالشخص 🌹الكذب والخداع والغش ثلاث حفر  إذا سقط الشخص في احداها سقطت الثقة منه كذب اللسان من فضول كذب القلب فلا  تأمن الكاذب على ود ولاتثق منه بعهد

الجودةُ في الجامعاتِ تكرسُ مفهومَ الشكلياتِ، ملفاتٌ ملفاتٌ ملفاتٌ بغضِ النظرِ عن العمليةِ التعليميةِ الفعليةِ، واِستبياناتٌ يملأُها الطلابُ رغم غيابِهم التامِ عن المحاضراتِ. أكدَت هذه الاِستبياناتُ على سلوكياتِ مواقعِ التواصلِ، تنمرٌ وتجاوزاتٌ لفظيةٌ في حقِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، تَلَبُسُ المفهوميةِ المُطلَقةِ، لي ذراعِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِِ لتطويعِهم ولتخفيفِ المناهجِ والحصولِ على درجاتٍ بلا وجهِ حقٍ.


التعليمُ الحقيقي يبدأُ بالجودةِ الأخلاقيةِ، بالاِعترافِ بالجَهدِ، بإسنادِ الفضلِ لأهلِه، بالترفعِ عن ممارساتٍ تكسرُ نفوسَهم، وقتَها سينصلحُ حالُ المجتمعِ. البدايةُ لا تكون إلا بغرسِ قيمةِ الوفاءِ في الأسرِ والمؤسساتِ التعليميةِ؛ البديلُ مجتمعٌ يضيعُ فيه الحقُ والفضلُ والمعروفُ، وتسودُه الوصوليةُ والخِداعُ والغِشُ و …


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الأحد ٢١ يناير ٢٠٢٤



نُشِرَت بجريدة الأهرام يوم الإثنين ٢٩ يناير ٢٠٢٤





Twitter:@albahary


الأحد، 31 ديسمبر 2023

الجامعاتُ يقظةً ومنامًا

المهارات الخمس التي تحتاجها لتصبح كاتب محتوى محترف

من يكتبُ يتنفسُ كلماتِه ويعيشُ سطورَه؛ بقلمِه يُغيِّرُ وبقلبِه. القلمُ قوي، قوي جدًا، يا سلام لو هو بالحقِ. من يكتبُ يطيرُ النومُ من عينيه على رجاءِ أن تكونَ سطورُه كاشفةً ناصحةً.  ليسَ للكتابةِ آوانٌ، لكنها تفرضُه وقتَ النومِ، فتحيلُ الليلَ نهارًا وأرقًا والنهارَ تعبًا وتكسبرًا.  الكتابةُ إحساسٌ، ليست كلماتٍ مرصوصةٍ؛ الكاتبُ ثائرٌ مُسالِمٌ، على أملِ أن يكونَ حِلمُه حقيقةً. الكتابةُ الأمينةُ تنأى عن شطحاتِ وعشوائياتِ وجنوحِ مواقعِ التواصلِ. 


Man Sleeping
هل من الأهل من الأحلامِ دراساتٌ عليا حقيقيةُ بلا مجاملاتٍ ولا شِلَلياتٍ وبموضوعاتٍ ومنهجياتٍ علميةٍ عن جَد؟ هل منها تجَنبُ المنظرةِ وتقليدِ أنظمةِ الغربِ التعليميةِ بلا ملاءمةٍ؟ هل منها تنحيةُ الوجوه المُتحكمةِ لعقودٍ في التعليمِ الجامعي بكلِ دوائرِها؟ هل منها اِختيارُ  إداراتٍ جامعيةٍ مُتجردةٍ من المنظرةِ والشعاراتِ وتحظى بتقديرِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ؟ هل منها عودةُ مجالسِ الأقسامِ لممارسةِ صلاحياتِها وعدمُ اِعتبارِ رؤسائها مجردِ سكرتارية وحملةِ مراسيل؟ هل منها جوائزٌ حقيقيةٌ مُستحقةٌ على مستوى الدولةِ والجامعاتِ؟ هل منها جودةٌ تتعفَفُ عن تستيفِ الملفاتِ وإبعادُ من رفعوا شعاراتِها ومنها اِستفادوا؟ هل منها تحسينُ المستوى المعيشي لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ؟ هل منها تكريسُ سلوكياتِ الاِلتزامِ لدى الطلابِ بدلًا من الشكوى والتبرمِ؟

أحلام أحلام أحلام، اللهم إجعله خير،  آوانُ الاِستيقاظِ، نقوم من النوم …


اللهم لوجهك نكتب علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣


Twitter: @albahary

الأحد، 10 ديسمبر 2023

هل لا يزالُ الغربُ قدوةً؟؟


 

من المتوقع أن تلد 5.500 امرأة بغزة في الشهر المقبل ـ صورة تعبيرية.

اِستعَرَت معاناةُ المدنيين في غزة، اِستخدَمَ الجيشُ الإسرائيلي كلَ ما لديه من أسلحةِ التدميرِ لتحويلِ غزة إلى أكوامِ ترابٍ. كَم من السنين والأموالِ ستعيدُ ما دُمِرَ وإلى متى قبلَ أن يُعادَ تدميرُه كما حدَثَ من قبل؟ مأساةُ غزة ضاعَت وسطَ ذرائعِ دفاعِ اسرائيل عن نفسِها؛ تعاطُفُ الغربِ المُطلقُ مع اسرائيل لم يفترْ حتى مع بعضِ تظاهراتٍ من مناصري حقوقِ الإنسانِ.


آثار الدمار جراء القصف على غزة


اِفتعلَ الغربُ بقيادةِ أمريكا أزمةَ أوكرانيا وتكتلوا ضد مصالحِ روسيا الأمنيةِ وعاقبوها بكلِ غِلٍ واِتهموها باِنتهاكِ حقوقِ الإنسانِ وهي لم تمحْ مدنًا مأهولةً كقطاعِ غزة. ألا أنهم اِعتبروا هجومَ اسرائيل على المدنيين بالقطاع حقُ شرعي في الدفاعِ عن النفس، وكأن أرواحَ البشرِ درجاتٌ. 


دير البلح، غزة - 2 كانون الأوّل/ ديسمبر: تم نقل عدد من الجرحى، من بينهم أطفال، إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج عقب هجوم إسرائيلي بعد توقف القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس لأغراض إنسانية في دير البلح، غزة في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2023. علي جاد الله/ الأناضول (تصوير علي جاد الله/ الأناضول عبر وكالة فرانس برس)

 حلالٌ للغربِ حرامٌ على غيرِهم، هو مبدأُ الغربِ الأولِ؛ كلُ ما يفعلونه مباحٌ مبررٌ، تجميدُ أصولِ، اِستخدامُ أسلحةٍ مُحرمةٍ، اِعتقالاتٌ، تقييدُ حرياتٍ. سماتُ الغربِ المتأصلةُ فيها تعدُدُ المعاييرِ، برودةُ المشاعرِ، الأنانيةُ، التعالي؛ لكن في دولِنا من ينسون أو يتغافلون. هناك من يُقلدونهم في ملبسِهم المُقَطعِ، وفي أسلوبِ حياتِهم المُنفلِت.؛حتى من يَتَصدون لما يُسمونَه تطويرَ التعليمِ الجامعي يَبتسرون ساعاتِ وسنواتِ الدراسةِ وكأنهم بذلك سيَحصُلون على مفتاحِ رضا الغربِ، وواقعًا لن يرضى. جامعاتٌ خاصةٌ وأهليةٌ وحتى حكوميةٌ تنتهجُ المَظهرياتِ بلوائحٍ مُسمياتُها بلا مُحتوىً متكاملٍ، وكأن الغربَ سَهلُ الخِداعِ. 


الجارديان تبرز تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

الغربُ يَعي، ويَعرَفُ أهدافَه ويسعى لها بنفسِه وبمن يُسَخِرُهم، وهو ما لا يجبُ أن يغيبَ عن أذهانِنا؛ لا حبيبَ له إلا مصالحَه. كثيرون من أهلِ الشرقِ الذين يعيشون في الغربِ يعانون عدمَ الاِستقرارِ النفسي ولو اِستقَرَت أحوالُهم الماديةُ، يسمعون عن مُثُلٍ ومساواةٍ تكشِفُ حقيقَتَها الأيامُ والأحداثُ. ألا أن الغربَ ليسَ كلُه سيئًا، ففيه العلمُ والعملُ وتقديرُهم، لكن بشرطِ الإنعزالِ تمامًا عما يرونه ثوابتًا مثلَ معاداةِ الساميةِ، والمثليةِ، وحقِ الإجهاضِ، وغيرِها مما قد لا يتفهَمُه غيرُهم. 



  يجبُ أن نُقَدِرَ أنفسَنا ولا نتصورَ أن إلغاءَ طبيعةِ مجتمعِنا يُحققُ التقدمَ. اليابان والصين وكوريا والهند وروسيا وغيرُها لم تقلدْ الغربَ بل اِعتزَت بثقافتِها وتاريخِها وأخَذَت عن الغربِ ما يناسبُها فقط. ليت من يَرفَعون شعاراتِ التطويرِ يَعون، وليت من يَتّصورون أنهم طبقةً اجتماعيةّ أعلى يفهمون. 

اللهم لوجهك نكتب علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter: @albahary


نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠٢٣

الاثنين، 29 مارس 2021

المُعاندة...


المُعاندة هي المُخالفةُ والمُعارضةُيعاندُ الناسُ رفضًا لما يُفرضُ عليهم ويرونه غيرَ ملائمٍالمُعاندة قد تكون صراحةً لما يخرجونعلانيةً للتعبيرِ عن رفضِهم وقد تكون ضمنًا عندما لا يتجاوبون مع مايرفضونه، قانونًا كان أو نظامًاهل أصبحت المعاندةُ سمةً غالبةً في مجتمعِنا؟



لما إتلافُ الممتلكاتِ العامة؟ لأن حالةً من العداءِ نشأت وتضخَمت من البعضِ تجاه أجهزة الدولةِهناك من يشعرون بأنه لايوجدُ من يحِسُ بهم، وأن معاناتَهم في غيرِ اِعتبارٍ؛ وسائلُ مُعاندتِهم هي إلقاءُ الحجارةِ على نوافذِ القطاراتِ، سرقةُ الكهرباءِ من الأعمدةِ، إلقاءُ المخلفاتِ في الشوارعِ، وغيرُه من قائمةٍ طويلةٍ للتعبيرِ عن الغضبِ


لما العزوفُ عن الإعلامِ المحلي؟ لأنه لا يطرحُ الموضوعاتِ التي تهمُ الناسَ، لأنه إعلامٌ مُوجه، محدودُ الحركةِ مُقيَّدُ الإبداعِالمقاطعةُ هي صورةٌ واضحةٌ للمُعاندةِالصحفُ أكوامٌ بينما تنَحَت الفضائياتُ أمام وسائلِ التواصل التي أصبَحَت مُتنَفسًا ومصدرَ ثقةٍالفضائياتُ العربيةُ والأجنبيةُ تجتذِبُ الناسَ بينما الإعلامُ المحلي يساندُه البرلمان بفرضِ ضرائبٍ لتعويضِ خسائرِه بما يُفاقِمُ المُعاندةَ!!



كلما أُصدِرَ قانونٌ أو مسودةٌ له تثورُ التكهناتُ عن دوافعِه ومدى الضررِ الذي سيلحقُ بفئاتٍ منه، وما يُثارُ عن قانونٍ جديدٍ للجامعاتِ مثالٌياترى هل سيتخلى القانونُ عن الأساتذةِ المتفرغين؟ هل سيطيحُ بمن تأخروا في الترقيةِ؟ هل سيُكرسُ الجودةَالتي قدَمَت مثالًا في التسطيحِ وإهدارِ قيمةِ الأستاذِ الجامعي وجرأت الطلابَ على مؤسساتِ الدولةِ ومنها الجامعات؟ هلستكون برامجُ الساعاتِ المعتمدةِ نموذجًا يُعمَمُ بالرغم من عدم ملاءمتِه لجامعاتِ الأعدادِ الكبيرةِ؟ عدمُ الثقةِ في الدوافعِالحقيقيةِ ردُ فعلِها الطبيعي هو المُعاندةُ، تمامًا كما يُقاومُ الفيروساتِ نظامُ المناعةِ في الجسمِ، قانونُ الشهرِ العقاري مايزالُ حيًا في الأذهانِ


المُعاندةُ تكونُ أيضًا من السُلطات لما تتجاهلُ متاعبَ الناسِ وأوجاعَهم ومخاوفَهم فتتمادى في فرضِ ضرائبٍ ورسومٍ وإجراءاتٍ مُجحِفةٍ 


أي نظامٍ أو إدارةٍ لابد أن تقومَ على اِحترامِ الناسِ، لا يُعاندُهم فلا يُعاندوه ...


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


Twitter: @albahary

الخميس، 4 مارس 2021

نقابة المهندسين .. الفضائلُ الغائبةُ



من المفترضِ أن تستهدفَ النقاباتُ المهنيةُ صالحَ أعضائها مهنيًا واجتماعيًا، إنه الهدفُ الرئيسي من إنشائها؛ ليست مؤسساتٌ تجاريةً تجري وراء الربحِ، وإذا كانت ميزانياتُها خاسرةً فلابد أن يِحاسَبَ مجلسُها حسابًا عسيرًا. أكتبُ ذلك بعدما قَلَصَت نقابةُ المهندسين عددَ أفرادِ الأسرةِ المستحقين الاشتراكَ في مشروعِ الرعايةِ الصحيةِ بما يفرغُه واقعًا من مضمونِه



الرعايةُ الصحيةُ للمهندسين وأسرِهم عملٌ تكافُلي لصالحِ الأسرةِ كلِها، وعلى هذا النهجِ سارَت النقابةُ منذ بدأَ مشروعُ الرعايةِ الصحيةِ. هذا العامُ تمَخَضَت الأدمغةُ عن استبعادِ الأبناءِ الذين يعملون بحجةِ أنهم يسددون تأميناتِ اجتماعيةِ!! ما علاقةُ التأميناتِ الاجتماعيةِ بالاشتراكِ في مشروع تكافلي لصالحِ أفرادِ الأسرةِ؟! أوليسَ من الممكنِ ألا توفرُ جهاتُ عملِهم مشروعًا جيدًا للرعايةِ الصحيةِ؟! أضف إلى ذلك أن المشروعَ كان يوفرُ كوبوناتِ لزيارةِ الأطباءِ بعددِ أفرادِ الأسرةِ، وكانت تكفي لمدةِ عامِ بما جعلَ ممكنًا أن تؤول الكوبونات التي لم يحتاجْها أحدُ الأفرادِ لغيرِه من الأسرةِ. لكن مع استبعادِ بعضِهم قَلَ عدَدُ الكوبونات لدرجةِ تحجيمِ عددِ الزياراتِ لحدودِ الثلاثة طوال العام للفردِ!! من اِستُبعِدوا من أفرادِ الأسرةِ كانت تُسَددُ عنهم اشتراكاتٌ سنويةٌ، ما المبررُ إذن لاِستبعادِهم من مشروعٍ تكافلي بالأساسِ؟! ثم لما تشتيتُ الأسرةِ بين أكثرِ من مشروعِ للرعايةِ الصحيةِ، على فرضِ توفرِها



آلاف المهندسين لا يترددون على النقابةِ وتنحصرُ فائدتُهم الأساسيةُ في مشروعِ الرعايةِ الصحيةِ، الذي يعتبرونه حسنَتها الوحيدةَ. لما الابتكارُ في تقليلِ استفادةِ أعضاءِ النقابةِ، خاصةً في هذه الظروفِ؟؟ هل نضَبَت الأفكارُ لهذا الحدِ؟؟ هل تّدارُ النقابةُ الآن بمنطقِ تقليصِ الدعم؟؟ أهو أخر ما تفتَقَت عنه؟؟ هل تُدارُ بمنطقِ السوبرماركت؟؟ 



إلى ما آلَ واجبُ النقابةِ؟ الرعايةُ الصحيةُ بها اِنحدَرَت. حتى رأيُها اِنكتَمَ، ترى لما صَمَتَت وقد تكلمَ الجميعُ لما تمَت تصفيةُ مصنع الحديد والصلب بحلوان؟؟









العمل النقابي تَجرُد، تَرَفُع، تَنَزُه، إحساس، وعي، إدراك، فَهم، فِطنة، تقدير، تواضُع. لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.






Twitter:@albahary