تُطويرِ التعليمِ ضرورةٌ على المستوى الجامعي وما قبلِه، وهو لا يكون سوى بتوافقٍ مجتمعي وإلا فإن الإخفاقَ مآلُه الحتمي ولنا في ذلك تجارُبٌ. على مستوى التعليمِ العالي لا يُمكنُ التطويرُ بدونِ اِعتبارِ ِأراءِ أطرافِ العمليةِ التعليميةِ وأولُهم أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ. لكن الواضح َأن أعضاءَ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ مُصَنَفون إلى المُطَورين المْستمرين لعقودٍ وهم أقليةٌ ثم القائمين فعليًا على العمليةِ التعليميةِ وهم الأغلبيةِ. المُطَورون فيهم من لا يدخلون محاضراتٍ وقَلما يَحتكون بالعمليةِ التعليميةِ والطلابِ، أما أعضاءُ هيئةِ التدريسِ الذين يتحملون عبءَ التدريسِ فيُعانون بشدةٍ من لوائحٍ تُفرَضُ دون الرجوعِ إلى خبراتِهم وما أكثرِها في جامعاتِنا.
أخرُ الصيحاتِ التطويريةِ اِبتسارُ ساعاتِ وسنواتِ الدراسةِ، ما تسبَبَ في عنتٍ شديدٍ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ القائمين على العمليةِ التعليميةِ وللطلابِ على حدٍ سواءٍ؛ فالموادُ التي تتطلبُ محاضرتين أسبوعيًا اِختُزِلَت للنِصفِ ما يعني تقليصَ المادةِ العلميةِ. مع أسفِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ على عمليةٍ تعليميةٍ أقربِ ما تكونُ للدوراتِ التدريبيةِ منها للمناهجِ الأكاديميةِ، يُرفعُ شعارُالتطويرِ.
اِبتسارُ الدراسةِ يرفعُ تساؤلاتٍ، أهو ضغطٌ للنفقاتِ؟ أهو لتقليلِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ؟ أم أهو تَصَورٌ لمحاكاةِ الغربِ؟
التعليمُ الجامعي مبني على ما قبلِه، عندنا ما قبلُه يعاني ويختلفُ تماما عما هو عليه في الغربِ؛ يستحيلُ تصورُ تطويرِ التعليم الجامعي بمحاكاةِ الغربِ. قَصقَصةُُ المناهجِ وسنواتِ الدراسةِ لن يؤتي إلا خريجًا فاقدَ الأساسياتِ والتعمُقِ.
من الأخر، التعليمُ أمنٌ قومي،،
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الخميس ١ فبراير ٢٠٢٤
Twitter:@albahary