الجمعة، 16 مارس 2012

تسول وبلطجة .. أخلاقيات عامة؟




تشهد البلاد فترةً من أحلك فترات تاريخها، حديثه على الأقل؛ فوضى وانفلات سلوكي وأمني، مع سبق إصرار وتعمد للإساءة إلي الشرطة وكسر عينها حتى يستمر الحال مائلاً بشدة.  لقد أصبح نموذج احتلال ميدان التحرير عيني عينك مثلاً يُحتذى في كل ميادين مصر، الرئيسية منها قبل غيرها.   وما نشهد، في تقاطع امتداد أبي داود الظاهري مع شارع الطاقة بجوار النادي الأهلي بمدينة نصر، إلا مثالاً مضافاً لمنتهى الانحطاط السلوكي والأخلاقي. فقد فوجئنا عصر يوم  الخميس الموافق ٨ مارس ٢٠١٢ بشخص يأتي مع إمرأة وثلاثة أطفال للإقامة الكاملة في الحديقة التي تتوسط شارع الطاقة، في النهار تبيع المرأة أواني فخارية ويختفي الرجل بالتريسيكل ولا يأتي إلا مساءً للبيات معهم في الحديقة، طبعاً لا بد من جلب البطاطين والحلل لزوم استدرار الدموع والاستيلاء على الشفقة والابتزاز. 



الحكايةُ والمناظرُ مُنفِرة مُقزِزة مَُستفِزة حقيرة، عنوانٌ لأسلوب أخذ غير المستحق، سياسياً، اجتماعياً، في العمل والشارع، في كل مكان، سلوكٌ عام، أخلاقيات في أدنى وأحط مستوياتِها،،


نُشِرَت بجريدة الأخبار يوم الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٢

Twitter: @albahary

مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية: معرض "إثنان فى واحد"


 نظم مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية خلال الأسبوع الأخير من شهرفبراير 2012 معرضين فى وقت واحد:

1-    معرض نحت للفنان كمال السماك فى قاعة ساحة التحرير, عرض فيه مجموعة متنوعة من الأعمال إختلفت فى الشكل والأسلوب وإتفقت فى الخامة وهى الحديد.
أطلق الفنان كمال السماك الذى بدأ مسيرته الفنية منذ 1989 إسم "تناغم الفنان مع الخامة" على معرضه الذى يتضح فيه مدى تفاعله مع مادة الحديد وتمكنه منها بحيث أنه أصبح يرى فى أية قطعة حديد موضوعآ لعمل جديد. يستخدم الفنان كمال السماك صهر الحديد أو ألواحه أو أسياخه ويقوم عن طريق لحام الكهرباء بعمل تكوينات جميلة وإنسيابية. وفى إطار بحثه عن الجديد دائمآ يفكر الفنان – كما يقول – فى شكل جديد لأعماله يسمح بتفاعل أكبر من الجمهور وذلك فى معرضه القادم بإذن الله.


















2-    معرض رسم وتصوير زيتى، فى قاعة الأخوين وانلى، للفنانين كلاى قاسم وعلى حجازى.


تميزت لوحات الفنان كلاى قاسم بتدفق الألوان الزاهية فى إسلوب تجريدى أو شكل فرعونى أو المزج بينهما. 




















فى حين جاءت لوحات الفنان على حجازى واضحة الخطوط والإتجاهات وإن غلبت عليها القتامة.




















مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الثلاثاء، 13 مارس 2012

  مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية: معرض "فنان .. ثقافة"

نظم مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية بدءآ من 4 مارس الحالى وضمن برنامجه الذى نشط مؤخرآ بشكل ملحوظ (نرجو الدوام له) معرضآ للفنان السكندرى ماهر جرجس يعد أول معارضه على الإطلاق ويأتى بعد تخطيه سن الستين. يقدم لنا الفنان ماهر جرجس مجموعة متنوعة من أعماله التى شملت نماذج لإسكتشات وكروت معايدة وأغلفة كتالوجات أو نشرات وبوسترات إلى جانب عدد كبير من لوحات الرسم ما بين الأكواريل والباستيل والأكريليك والجواش والحبر الأسود وألوان الزيت. الجدير بالذكر أن رسم الفنان لمثل هذه اللوحات بدأ فقط فى سنة 2009.


تمتاز أعماله بأنها مريحة للنظر, جذابة برقتها ونعومة خطوطها, وألوانها جميلة سواء كانت هادئة كألوان الماء أو زاعقة فى حالة ألوان الزيت, وهى أعمال تعبر عن شاعرية الفنان ورومانسيته. عمل الفنان منذ تخرجه فى عام 1973 من كلية الفنون الجميلة فى خدمة الثقافة الجماهيرية ويشغل حاليآ منصب نائب رئيس مجلس إدارة مركز الحرية للإبداع.

معرض أول متميز تأخر كثيرآ لكن كما يقول المثل الإنجليزى "التأخر أفضل من عدم الظهور" ‪"Better late than never"







  




























مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الأحد، 11 مارس 2012

المنعُ في الإنترنت .. ليس حلالاً


طالَبت لجنةُ النقل في مجلس الشعب بمنع المواقعِ الإباحيةِ عن الإنترنت، تحقيقاً للفضيلةِ وحمايةً للشبابِ، هكذا قالوا في حزب النورِ. من المؤكدِ أنه يستحيل أن يرضى مواطنٌ بسوء السلوكِ من تحرشٍ وبلطجةٍ وقطعٍ للطريقِ العامِ، مروراً بالدخولِ على المواقعِ الإباحيةِ.  الأمرُ ليس إذن مزايدةً على أخلاقياتِ بشريةٍ في صورتِها السويةِ. من الناحيةٍ الفنيةِ، وهي الأيسر، فإنه من الممكنِ منعَ أي موقعٍ  على الإنترنت، لكن لفترةٍ محدودةٍ، فمن اليسير جداً أن تُغيرَ المواقعُ الإلكترونيةُ عناوينها وأن يكونَ لها أكثرُ من موقعٍ بديلٍ، وهو ما يجعلُ عبءُ متابعتِها مُكلفاً، إضافةً إلى مهارةِ جيلٍ صنعَ ثورةً من علي الإنترنت في التغلُبِ على كلِ المعوقاتِ وكل محاولاتِ التحاذُقِ عليه. 

وإذا كان المنعُ، وهو أسهلَ ما في الحدوتةِ ممكناً لوقتٍ قصيرٍ، فإن مبدأَ المنعِ في حد ذاتِه هو المصيبةُ، لأنه سيبدأ بالمواقعِ الإباحيةِ سُلماً وطريقاً ملفوفاً للتعدي على المواقعِ السياسيةِ والفكريةِ المخالفةِ، وأيضاًعلى الفنون والأدابِ وغيرها وغيرها. هل قام المصريون بثورةٍ على من افترضوا فيهم الخنوعَ والقصورَ والغباء ليظهرَ غيرُهم تحت عباءةٍ أخرى؟! الإنترنت شارعٌ طويلٌ ممتدٌ بلا نهايةٍ، دكاكينُه على الصفين، فيها الجيدُ والردئ، ولكلِ  الاختيارُ، حسب تربيتِه وضميرِه. التربيةُ هي المهمة الأصعب والأولى بالاهتمامِ بدلاً من تسطيحِ الأمورِ واختزالِها في شعاراتٍ تُظهرُ أنوفاً مُجملةً وحواجباً منتوفةً. 

الإنترنت فيه سمٌ قاتلٌ، لكن ماذا عن المخدرات والسجائر والكولة؟ هل نجحَ المنعُ في القضاءِ على المخدراتِ؟ هل قَلَلَت من التدخين الصورُ المقززةُ على علَبِ السجائرِ؟ أين البحثُ الحقيقي عن مشاكلِ الاقتصادِ والديون والأمنِ والإسكان والطعامِ والصناعةِ والزراعةِ والنقل؟! مصر لن تكون كوريا الشمالية ولا أفغانستان، ولا هي دولةً خليجيةً في الطباعِ والفكرِ، وما شاهدَه أعضاءُ لجنةِ النقلِ بمجلسِ الشعبِ حال مكوثِهم خارج مصر، ليس لها. 

هل الأجدى أن تُمنعَ دراسةَ الحاسباتِ أصلاً وكذلك إدخالِ أجهزتِها بالَمرة حتى تعمُ الفضيلةُ،؟! أم في المنع عن دخولِ مواقعٍ إلكترونيةٍ بعينِها كفاية؟! هل فكرَ أعضاءُ لجنةِ النقلِ في كيف يكون دخول الجيل الرابعِ من خدمات الإنترنت إلى مصر؟ لقد عَلَمَ الإنترنت العالم الانفتاح، وعلى كلِ عقلٍ الاختيارُ والتمييزُ بحريةٍ، بلا وصاية ولا مزايدة، لا مكانَ في عالمِ اليومِ لمن يمنعَ ويسمحَ حسب كيفه ومزاجه ومصلحته،،

Twitter: @albahary