الأمرُ إذن هو المبيعاتُ، المبيعاتُ هي القراءةُ، الثقةُ، ثقةُ القارئ في الصحيفةِ، وهو ما غابَ تمامًا عن صحفِ الحكومةِ، فهي صحفٌ تخضعُ لهوى رئيسِ تحريرِها الذي يديرُها بما يُظهِرُه، ويجعلُه في الصورةِ، موضوعاتُها لا تُعبرُ عن القارئ لكن عما يراه رئيسُ التحريرِ، وكَتَبَتُها من شبكةِ علاقاتِه لا من يرغبُهم القارئ. لماذا تُباعُ إذن وهي مجردُ نشراتٍ خاصةٍ بمن يفرضون وصايتَهم على فكرِ القارئ المفترضِ؟ القارئ لا يصدقُ رؤساءَ تحريرِ صحفِ الحكومةِ ولا من فتحَ لهم صفحاتِها، نَزَلَت صحفُ الحكومةِ من عينه، لماذا يدفعُ فيها ووسائلُ المعلوماتِ الموثوقةِ في كلِ مكانٍ، في الفضائياتِ وعلى شبكةِ الإنترنت؟
دعمُ الحكومةِ لصحفِها معناه استمرارُ خسائرِها وخسارةِ الدولةِ أموالِها، هل هذا هو الغرضُ؟ هل هذا هو الحلُ؟ هل تتحولُ صحفُ الحكومةِ إلى دعايةٍ فجةٍ للحكمِ، مرة أخرى؟ هل تكررُ أخطاءَها وأخطاءَ الحكومةِ بدعمِها؟ هل ترفعُ الحكومةَ الدعمَ عن الكهرباءِ والغازِ والبنزينِ والمواصلاتِ وتطحنُ المواطنَ ثم تبدِدُ أموالَها الشحيحةِ على الصحفِ الحكومةِ؟!
على صحفِ الحكومةِ أن تسعى لثقةِ القارئ وتَكِدُ، لا أن تتسولَ وتُسيرُ بهوىً رئيسِ التحريرِ والحُكمِ، بصراحةٍ وبمنتهى الوضوحِ،،
Twitter: @albahary