أثارَ تصريحُ نقيبِ الأطباءِ عن هجرةِ الآلافِ من شبابِ المهنةِ ضجةً؛ كلامُه سليمٌ من واقعِ معايشتِه الواقعِ الأليمِ. لكن الهجرةَ لم تطلْ الأطباءَ فقط فالكلياتُ العمليةُ تُعاني نقصًا شديدًا في أعضاءِ هيئةِ التدريسِ لأن من يسافرون من المعيدين للدراساتِ العليا لا يعودون لكلياتِهم.
أعضاءُ هيئاتِ تدريسِ على الورقِ لكن واقعًا المهامَ القوميةَ، أيًا كان مُسماها، تَستغرقُهم في أقسامٍ بعينِها. أليسَ التدريسُ بجامعاتِ الحكومةِ المجانيةِ مهمةً قوميةً؟ لأي مصلحةٍ توضعُ القوانين؟
ويتفاقمُ العجزُ مع قَصرِ الاِنتداباتِ بمقابلٍ مُتَميِّزٍ، على البرامجِ الخاصةِ بالكلياتِ الحكوميةِ ومنعِها عن البرامجِ المُسماةِ مجانيةٍ! لماذا؟ لأن من دفعوا تعليمَهم أولى بأعضاءِ هيئةِ تدريسٍ! كليتان في كليةٍ واحدةٍ!! الإدارةُ كياسة.
أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ يُعانون، لوائحٌ يفرُضها من قلما يُحاضِرون، موادٌ بلا حسابٍ، استبياناتُ جودةٍ بلا سلوكياتٍ.
نقيبُ الأطباءِ ألقى حجرًا كبيرًا في مياهٍ راكدةٍ آسنةٍ، لكن هناك من يبخلون بزلطة عما تُعانيه جامعاتُ الحكومةِ. مُعاتبةٌ واجبةٌ، الأطباءُ في هجرَتِهم يلتزمون باِحترامِ حياةِ المرضى، أتراهم هنا بذات المسلكِ؟ الإجابةُ واضحةٌ دونَما أعذارٍ.
الغُربةُ مريرةٌ، لكن…
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،