ألفٌ وخمسمائة جلدة وعشرون سنة سجناً لطبيبين مصريين يعملان بالسعودية، السفارةُ السعوديةُ بالقاهرة تؤكد أن الإعلامَ يبالغُ ويهولُ، العقوبةُ لا تتجاوزُ الألفَ ومائة جلدة، بالإضافةِ إلي السجنِ!! الصحفُ الحكوميةُ في مصرلا تري ولا تسمعُ ولا تتكلمُ، كالعادةِ؛ الصحفُ المستقلةُ والمعارضةُ لم تسكتْ، من واجبِها ومن حقِها. الشقيقةُ الكبري مصر يجبُ أن تتحملَ، من نصبَها شقيقةً، ومن وكبرَها؟ يُسألُ في ذلك من يحكمون وإعلامُهم، الدولُ المجاورةُ لا تعترفُ بأنها شقيقةً أو كبري، والدليلُ كل ما يلقاه المصري من صنوفِ الهوانِ والمذلةِ، لا تنصبُ عليه وحدِه ولو طالته سياطُها، إذا توهمَ الجالسون علي الكراسي.
العملُ في السعويةِ والخليجِ، عند الكثيرين، مهربٌ من شظفِ عيشِهم، تسابقوا عليه وتهافتوا، داسوا علي كرامتِهم من أجلِ الاستمرار فيه، ظروفٌ غيرُ أدميةٍ تتلقفُهم، أجورُهم متدنيةٌ، ومع ذلك راضون، ما رماك علي المرِ إلا ما هو أشدُ مرارةً. ما نالَت مصرُ من العملِ في الخليجِ إلا كل أذيً، ضاعَت شخصيتُها واختفَت وراءَ أزياءٍ سوداءٍ قاتمةٍ وجلاليبٍ قصيرةٍ ووجوهٍ مكفهرةٍ رافضةٍ، غابَ الفكرُ وحورِبَ، عمَت غلظةُ البداوةِ في التعاملاتِ، أصبحَت الحياةُ ممنوعاتٍ في ممنوعاتٍ. مصر، لم تعدْ مركزَ اشعاعٍ، تابعٌ هي بضيقِ يدِها وتردي أوضاعِها السياسيةِ، استباحَها من وجدوا المالَ سهلاً، أغنياءٌ بلا سندٍ، اشتروا كلَ ما تطولُه أياديهُم، إعلامُهم علي أرضِها للتهجمِ عليها، سبوبةٌ لهم، يتربحون من سيرتِها، يُعتمون بها علي خطايا مجتمعاتِهم.
مصر، تجترُ ماضيها، حاضرُها عاجزٌ، حاكموها لا يشغلُهم إلا استمرارُهم، ضاقَت صدورُهم بمعاناةِ شعبٍ اعتادَ القهرَ، الشرطةُ اختلَ دورُها، تحولَ من حمايةِ المواطنِ إلي الدفاعِ عن أهلِ الكرسي، أسلحتُها موجهةٌ إلي رؤوس العزلِ وصدورِهم، برطعَ المجرمون وفردوا، استولوا علي أراضي الدولة من السلومِ إلي سيناء، عمَ الفسادُ والبلطجةُ، حياةُ غابٍ لا مكانَ فيها لضعيفٍ، لا قانونَ إلا ما تراه القوةُ. لماذا يُطلبُ من الأغرابِ حسنُ معاملةِ المصريين بينما هم مُداسون علي أرضِها؟ تُنتهكُ أدميتُهم في طوابيرِ الأكلِ والشربِ والسكنِ، وأمامَ السفاراتِ الأجنبيةِ. ما الذي يدفعُ مصريٌ تحت هذه الظروفِ للانتماءِ، للتغني بالمصريين أهمه؟ ليغير جلدَه، ليلبسُ مثل من بأموالِهم اشتروه، ليفكرُ مثلهم، ليكفرُ ويحرمُ كما يفعلون، وأكثر، بقدرِ ما يدفعون، بقدرِ ما يستمرُ عندَهم.
عقودُ العملِ في السعودية، عقودُ رقٍ وعبوديةٍ، يتصورونها أسلوبَ دعوةٍ، لا تسري إلا علي المصريين، في الأغلبِ، وكذلك العقوباتُ المبتكرةُ للتنكيلِ بهم وإذلالِهم، غيرُ قابلةٍ للتطبيقِ علي من يردون الإساءةِ بعشراتِ ومئاتِ أمثالِها، يدعون أنهم حماةُ الدينِ وهم أسوأُ أمثلتِه، يخافون ولا يستحون، لم ترْ الحضارةُ الإنسانيةُ منهم إلا رفضَ الآخرين والتجمدَ والجلوسَ علي الأرائكِ الوثيرةِ بالأحذيةِ، يسبون حضارةَ الغربِ وهم أولُ المستفيدين من بذخِها، لا علمِها.
يتصورون أنهم مباركون بالمالِ الكثيرِ، أنهم محلُ غيرةٍ، من فرطِ تغفيلِهم، ومن خيبةِ غيرهم، أيضاً،،
العملُ في السعويةِ والخليجِ، عند الكثيرين، مهربٌ من شظفِ عيشِهم، تسابقوا عليه وتهافتوا، داسوا علي كرامتِهم من أجلِ الاستمرار فيه، ظروفٌ غيرُ أدميةٍ تتلقفُهم، أجورُهم متدنيةٌ، ومع ذلك راضون، ما رماك علي المرِ إلا ما هو أشدُ مرارةً. ما نالَت مصرُ من العملِ في الخليجِ إلا كل أذيً، ضاعَت شخصيتُها واختفَت وراءَ أزياءٍ سوداءٍ قاتمةٍ وجلاليبٍ قصيرةٍ ووجوهٍ مكفهرةٍ رافضةٍ، غابَ الفكرُ وحورِبَ، عمَت غلظةُ البداوةِ في التعاملاتِ، أصبحَت الحياةُ ممنوعاتٍ في ممنوعاتٍ. مصر، لم تعدْ مركزَ اشعاعٍ، تابعٌ هي بضيقِ يدِها وتردي أوضاعِها السياسيةِ، استباحَها من وجدوا المالَ سهلاً، أغنياءٌ بلا سندٍ، اشتروا كلَ ما تطولُه أياديهُم، إعلامُهم علي أرضِها للتهجمِ عليها، سبوبةٌ لهم، يتربحون من سيرتِها، يُعتمون بها علي خطايا مجتمعاتِهم.
مصر، تجترُ ماضيها، حاضرُها عاجزٌ، حاكموها لا يشغلُهم إلا استمرارُهم، ضاقَت صدورُهم بمعاناةِ شعبٍ اعتادَ القهرَ، الشرطةُ اختلَ دورُها، تحولَ من حمايةِ المواطنِ إلي الدفاعِ عن أهلِ الكرسي، أسلحتُها موجهةٌ إلي رؤوس العزلِ وصدورِهم، برطعَ المجرمون وفردوا، استولوا علي أراضي الدولة من السلومِ إلي سيناء، عمَ الفسادُ والبلطجةُ، حياةُ غابٍ لا مكانَ فيها لضعيفٍ، لا قانونَ إلا ما تراه القوةُ. لماذا يُطلبُ من الأغرابِ حسنُ معاملةِ المصريين بينما هم مُداسون علي أرضِها؟ تُنتهكُ أدميتُهم في طوابيرِ الأكلِ والشربِ والسكنِ، وأمامَ السفاراتِ الأجنبيةِ. ما الذي يدفعُ مصريٌ تحت هذه الظروفِ للانتماءِ، للتغني بالمصريين أهمه؟ ليغير جلدَه، ليلبسُ مثل من بأموالِهم اشتروه، ليفكرُ مثلهم، ليكفرُ ويحرمُ كما يفعلون، وأكثر، بقدرِ ما يدفعون، بقدرِ ما يستمرُ عندَهم.
عقودُ العملِ في السعودية، عقودُ رقٍ وعبوديةٍ، يتصورونها أسلوبَ دعوةٍ، لا تسري إلا علي المصريين، في الأغلبِ، وكذلك العقوباتُ المبتكرةُ للتنكيلِ بهم وإذلالِهم، غيرُ قابلةٍ للتطبيقِ علي من يردون الإساءةِ بعشراتِ ومئاتِ أمثالِها، يدعون أنهم حماةُ الدينِ وهم أسوأُ أمثلتِه، يخافون ولا يستحون، لم ترْ الحضارةُ الإنسانيةُ منهم إلا رفضَ الآخرين والتجمدَ والجلوسَ علي الأرائكِ الوثيرةِ بالأحذيةِ، يسبون حضارةَ الغربِ وهم أولُ المستفيدين من بذخِها، لا علمِها.
يتصورون أنهم مباركون بالمالِ الكثيرِ، أنهم محلُ غيرةٍ، من فرطِ تغفيلِهم، ومن خيبةِ غيرهم، أيضاً،،
هناك تعليق واحد:
تجتر ماضيها
معك حق أستاذى جملة بليغة تصلح وحدها أن تكون مقالا
إرسال تعليق