أعلنَ رجلُ أعمالٍ تبرعَه لأبي تريكة بمليون جنيه، اعتذرَ أبو تريكة عن قبولِ التبرعِ في إعلانٍ بمليون حنيه. أبو تريكة فلتةٌ في الأخلاق والتدينِ والوطنيةِ، هكذا يقول الإعلامُ، إنه أيضاً فاكهةُ الكرةِ، القديسُ، الخلوقُ، المنقذُ، الساحرُ، فتانُ الابتسامةِ. صورُه وهو ساجدٌ تتصدرُ الصفحاتِ، وكذلك وهو يهزُ الشباكَ بأيديه أو وهو يُسجلُ فيها، أصبحَ من المنزهين عن الخطأ، الويلُ كلُ الويلِ لمن يمسُه بكلمةٍ أو همسةٍ. عاشَ الدورَ وصدَقَه، قبلُ الكرةِ لم يكن من المفكرين ولا أصحابِ المواقفِ، عندما امتهنَها وارتدي زي الأهلي امتلَكَ الحصانةَ، دخلَ الجنةَ، التي خرجَ منها الحضري.
هكذا الإعلامُ، هكذا صناعةُ الأساطيرِ، هكذا نفاقُ الرأي العامِ، هكذا التلاعبُ بمشاعرِ السُذجِ وشغلُهم، هكذا المتاجرةُ بأي شخصٍ وبأي قضيةٍ، هكذا الهوي والغرضُ، هكذا الطبلُ والزمرُ والتهييجُ، في قضايا بعينِها ومع أشخاصٍ بذواتِهم. ليسَ بغريبٍ افتعالُ قضايا ومواقفٍ، أخرُها الحزنُ المفتعلُ لمقتلِ صيدلانيةٍ مصريةٍ بأيدي صعلوكٍ ألماني، وقبلُها العشراتُ من دعواتِ المقاطعةِ ضد المنتجاتِ والسلعِ الغربيةِ لانتهاكاتٍ تحفلُ المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ بأضعافِ أضعافِها، ما بين انكارِ الآخرين، عقائداً وسياسةً ولوناً وفكراً وجنساً وعرقاً، مروراً بالكذبِ والغشِ والخداعِ والتزويرِ.
صناعةُ الأسطورةِ جزءٌ من ثقافةٍ تؤمنُ بالخزعبلاتِ، بالمنقذِ المخلصِ، بالتواكلِ، بانتظارِ مجهودِ الغيرِ، بادعاءِ البطولةِ والنصرِ حتي في عزِ الهزيمةِ. لطالما صنعوا الزعماءَ وفَرعنوهم وآلَهوهم فخَسفوا بهم الأرضَ وأورثوهم ضنكَ العيشِ وذلَه، من المحيطِ إلي المحيطِ، من فوقِه وتحتِه. الناصرُ، الثائرُ، الداهيةُ، المُلهمُ، المُحَنكُ، المَعصومُ، الحكيمُ، المُظَفرُ، المؤمنُ، الإنسانُ، الأمينُ، البسيطُ، صفاتٌ متراصةٌ بلا معني أو مضمونٍ، إلا الانتهازيةِ والعجزِ وقلةِ الحيلةِ، تغنوا بها ليلَ نهارَ ولَونوها بالأحمرِ والأخضرِ والأزرقِ.
إعلامٌ يجعلُ من القاتلِ ضحيةً نفاقاً لثرائه ومركزِه، يُهاجمُ بالهوي والمصلحةِ، وبهما يُهادنُ ويَغُضُ الطرفَ، يقولُ ما لا يعني، ولا يعني ما يقولُ، ما أكثرَ ما تلاعبَت به السلطةُ وجَرجَرَته وسَحبَته، مقاطعتُه شاهدةٌ علي خَيبَتِه وانعدامِ مصداقيتِه. الإعلامُ هو المجتمعُ، هو نمطُ تعاملاتِه وطرحِه للأمورِ، هو التعاملُ بين الغني والفقير، بين إبنِ البطةِ البيضاءِ والملعونِ إبنِ البطةِ السوداءِ، بين من يبشرون أنفسَهم بالجنةِ ومن عداهم.
لو خرَجَ أبو تريكة من النادي الأهلي لتحولَ شيطاناً مارقاً خائناً؛ مثلما أصبحَ حسام حسن وتوأمُه، مثلما صارَ الحَضري، منتهي الزيفِ، كلُ العبثِ، إنه نمطُ حياةٍ، بالإسمِ، ليس إلا.
هكذا الإعلامُ، هكذا صناعةُ الأساطيرِ، هكذا نفاقُ الرأي العامِ، هكذا التلاعبُ بمشاعرِ السُذجِ وشغلُهم، هكذا المتاجرةُ بأي شخصٍ وبأي قضيةٍ، هكذا الهوي والغرضُ، هكذا الطبلُ والزمرُ والتهييجُ، في قضايا بعينِها ومع أشخاصٍ بذواتِهم. ليسَ بغريبٍ افتعالُ قضايا ومواقفٍ، أخرُها الحزنُ المفتعلُ لمقتلِ صيدلانيةٍ مصريةٍ بأيدي صعلوكٍ ألماني، وقبلُها العشراتُ من دعواتِ المقاطعةِ ضد المنتجاتِ والسلعِ الغربيةِ لانتهاكاتٍ تحفلُ المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ بأضعافِ أضعافِها، ما بين انكارِ الآخرين، عقائداً وسياسةً ولوناً وفكراً وجنساً وعرقاً، مروراً بالكذبِ والغشِ والخداعِ والتزويرِ.
صناعةُ الأسطورةِ جزءٌ من ثقافةٍ تؤمنُ بالخزعبلاتِ، بالمنقذِ المخلصِ، بالتواكلِ، بانتظارِ مجهودِ الغيرِ، بادعاءِ البطولةِ والنصرِ حتي في عزِ الهزيمةِ. لطالما صنعوا الزعماءَ وفَرعنوهم وآلَهوهم فخَسفوا بهم الأرضَ وأورثوهم ضنكَ العيشِ وذلَه، من المحيطِ إلي المحيطِ، من فوقِه وتحتِه. الناصرُ، الثائرُ، الداهيةُ، المُلهمُ، المُحَنكُ، المَعصومُ، الحكيمُ، المُظَفرُ، المؤمنُ، الإنسانُ، الأمينُ، البسيطُ، صفاتٌ متراصةٌ بلا معني أو مضمونٍ، إلا الانتهازيةِ والعجزِ وقلةِ الحيلةِ، تغنوا بها ليلَ نهارَ ولَونوها بالأحمرِ والأخضرِ والأزرقِ.
إعلامٌ يجعلُ من القاتلِ ضحيةً نفاقاً لثرائه ومركزِه، يُهاجمُ بالهوي والمصلحةِ، وبهما يُهادنُ ويَغُضُ الطرفَ، يقولُ ما لا يعني، ولا يعني ما يقولُ، ما أكثرَ ما تلاعبَت به السلطةُ وجَرجَرَته وسَحبَته، مقاطعتُه شاهدةٌ علي خَيبَتِه وانعدامِ مصداقيتِه. الإعلامُ هو المجتمعُ، هو نمطُ تعاملاتِه وطرحِه للأمورِ، هو التعاملُ بين الغني والفقير، بين إبنِ البطةِ البيضاءِ والملعونِ إبنِ البطةِ السوداءِ، بين من يبشرون أنفسَهم بالجنةِ ومن عداهم.
لو خرَجَ أبو تريكة من النادي الأهلي لتحولَ شيطاناً مارقاً خائناً؛ مثلما أصبحَ حسام حسن وتوأمُه، مثلما صارَ الحَضري، منتهي الزيفِ، كلُ العبثِ، إنه نمطُ حياةٍ، بالإسمِ، ليس إلا.
خيبةٌ بالقوي، بركاتك يا أبو تريكة، النجدةُ، يصورونك ولياً، مَدَد، حتي إشعارٍ آخرٍ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق