ترقيعاتٌ في شيءٍ مهترئ، يسمونه وزارةً، أناسٌ يدخلون ويخرجون، لماذا؟ لا يعرفون ولا يجوزُ لهم ولا للشعبِ، كلهم عبيدُ إحساناتٍ، عليهم القبولُ والرضا. أُخرِجَ وزيرُ التربيةِ والتعليم بما يجعلُ الزهدَ في أي منصبٍ فضيلةً، كأنه مجردُ كرسيٍ ألقي لمخزنِ الخردةِ. عيب والله حتي لو كان الفشلُ حليفَه، لم يخترْ نفسَه للمنصبِ وما راودَ أحلامَه، فوجئ به مثلما بوغِتَ بالاستبعادِ. هل تعيينُ وزيرٍ أو قلشُه يُصَنفُ سري جداً، سرٌ حربي!! ولما الانتظارُ لأشهرٍ قبل التعيين في العديدِ من المناصبِ في الوزاراتِ والجامعاتِ؟! لم يكنْ تمحصاً ولا تفحصاً ولا تدقيقاً، ما كان الترددُ حكمةً ولا هو من حسنِ الفِطنِ، ولن يكون، ولو كان فكيف يُختارُ بعد طولِ تأخيرٍ وتسويفٍ ومماطلةٍ من يفشلون وبالقوي وبالجامد؟! يستحيلُ أن يكونَ العيبُ فيهم لكن في كيف بعد طولِ دهرٍ أجلَسَوا علي كرسي ليس لهم.
علامات التعجبِ فقدَت معناها، اِستُعيضَ عنها بمفرداتِ السخريةِ والاشمئناط التي تزخرُ بها شبكة الانترنت والجلسات. تعليقاتُ القراءِ في المواقعِ الإلكترونيةِ غير الحكوميةِ تؤكدُ علي رأيٍ شعبي قاطعٍ فيما جرَت عليه عادةُ تجاهلِه في السياساتِ والأشخاصِ، حجمُ انفصالِه عن من يتأخرون ويتلكأون ويعاندون اتسعَ، وصلَ إلي آخر المنتهي.أيةُ سياسةٍ أصبحَت مرفوضةً ومنتقدةً ومكروهةً، وضعٌ مأساويٍ لأي نظامٍ بلغَ به التجمدُ والعجزُ ما يعزلُه تماماً عن الواقعِ، عن قدرِ المخاطرِ التي بيدِه غرِقَ فيها. سنواتٌ وسنواتٌ مرَت، ضاعَ معها عمرُ أجيالٍ ومستقبلُهم في تعييناتٍ لا تُفهمُ ولا تُقبلُ في المناصبِ الوزاريةِ وغيرِها، سياساتٌ وهميةٌ تعرضَ خلالَها الشعبُ لكلِ أنواعِ التجاربِ في التعليمِ والصحةِ والزراعةِ والاقتصادِ، لم يرْ منها إلا أزماتٌ ونكباتٌ.
يستحيلُ أن يتقدمَ وطنٌ ومواطنوه فئرانُ تجاربٍ، يتناوبُ كراسي المسئوليةِ والسياساتِ فيه من تعوزُهم المقدرةَ والعلمَ والفكرَ، ولا مانعَ من انعدامِ الشخصيةِ القياديةِ والكياسةِ الوظيفيةِ، باختصار، وظائفٌ تمنحُ، هباتٌ، عطايا، مكافآتٌ، لا أكثر. السياساتُ يضعُها المتخصصون، أصحابُ الرأي والخبرةِ، أصبحَت مع نوعيةِ الوزراءِ التي فُرِضَت مجردَ شكلٍ، سبوبةٌ للاستمرارِ علي الكراسي لحين القلشِ بأقلِ قدرٍ من الخسائرِ وأكبرِ كمٍ من المغانمِ. الناسُ تأملُ في التغييرِ لأنه سنةُ الحياةِ، عندما يكون بالتنقيطِ يزدادُ يأسُهم وحنقُهم ومعاداتُهم للنظامِ، عندما يحلمون بالتغييرِ فهو في تصورِهم لا يقفُ عند حدِ وزيرٍ أو إثنين، بل إلي ما هو أكثر وأبعد.
لطالما اجتمعَت في وزير التربيةِ والتعليمِ كلُ أسبابِ السخطِ العامِ، لما أُخرِجَ تعاطَفَ معه الكثيرون، ليسَ حباً فيه لكن معاندةً واستنكارً لإهدارِ كرامةِ إنسانٍ أخطأَ قبلَه من وضعَه أمامَ مسئوليةٍ أكبرَ منه ومن أي آتٍ بعدَه وبعدَه وبعدَه. اختيارُ من يصلحون للمناصبِ القياديةِ علمٌ، ليس مصادفةً ولا مجاملةً، لا هو بضربِ الودَعِ ولا بالتقليبِ في الدفاتِرِ القديمةِ ولا بالحفرِ تحت البلاطةِ.
ما علينا، فضفضة والسلام،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق