بدأ محافظ الأسكندرية عمله مشدودأ، حققَ الانضباط في الأسواقِ والشوارعِ، تصدي لمخالفاتِ البناء. لكن، يبدو أنه تعبِ وأصبحت الفوضي والعشوائية أكبر من سيطرتِه بتحالفاتٍ مؤكدة مع الأحياء وشرطة المرافق وسكوت عن أيادى الظلام.
لنبدأ من شوارع سعد زغلول وصفية زغلول والسلطان حسين، أهم شوارع وسط البلد، فقد تحولت إلي أبعاديات للباعة الجائلين، المشاه انسدَت أمامهم الأرصفة ولم يعدْ مسموحاً إلا السير في عرض الطريق، مع السيارت!! طبعاً الإبراهيمية تعرضت لذات الاحتلال.
محطات ترام محطة الرمل والإبراهيمية وبولكلي تم تأجيرها لبعض الباعة ومن منطق التناكة والنطوعية استولوا علي المحطات بالكامل وحَرَموا الركاب التند التي تقيهم الشمس اللاسعة والأمطار ومنعوا عنهم الدكك التي تريحهم، ثم وسعوا غزوتهم من بيع الصحف إلي نشر شرائط الوعظ الذي يحض علي الكراهية عيني عينك، هذا مع بيع الطرح والجلاليب والبخور. من حَرَك هؤلاء الباعة ومولهم بما يتجاوز امكاناتهم؟!
أما عن الميكروفونات الممتدة من المساجد والزوايا غير المرئية فقد تجاوز أمرها حدود الآذان معقول الصوت إلي الاستفزاز والتحدي المتعمد، فمثلاً في المنطقة بين رشدي وبولكلي يتحول وقت الصلاة إلي خناقة ميكروفونات صادمة للسكينة ولخصوصية نفوسٍ تنشدُ الراحة في بيوتِها. حتي صلاة التراويح فى رمضان مدوا لها علي محطة ترام بولكلي أحد مكبرات الدي جي!! أما إغلاق الشوارعِ، ولو كانت رئيسية، فى أوقاتِ الصلاةِ فتعدى حدودِ المعقولِ وما عادَ قاصراً على صلاة الجمعة وما استثنى منطقةً بدءاً من وسط البلد حيث المنشية وصولاً إلى منطقة الرمل بعد سيدى جابر.
مناديو السيارات لهم صولاتهم وغزواتهم على أراضى الدولة ولما كانت الأسكندرية موضوعنا فلنر كيف احتلوا كل وسط البلد وفرضوا ما يريدون من عشوائية وإتاوات، وبالمرة المنطقة بين بولكلى ورشدى حيث لَبَدَ أحدُهم أمام محل أحذية مُضيقاً طريقاً أصلاً مختنقاً بسياراتٍ يركنها فى دولته، أقصد منطقة نفوذِه بوضعِ اليدِ.
الأسواق مثل الإبراهيمية وكليوباترا انتظمت لوهلة وعادَِت لما اعتادَته من اعتداءٍ على حَرَمِ الطريقِ، أما سوق رشدى فقد منعت مافيا السوق بعض الباعة من فرشِ عشوائياتهم ففرشوها خارجه، على الطريقِ العام، أمام دورة مياه عمومية.
هل انهدَ حيلُ المحافظ، ممثل الدولة، أمام هذا الكم من الانفلاتات المتعمدة المتجاوِزةِ؟! هل لم يجدْ المُساندةَ؟ هل خرجَت الأسكندرية عن طوعِ الدولةِ؟ هل تنفصلُ؟! لمصلحة من؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق