عدت من الإسكندرية يوم ٢٥ أغسطس في قطار ٩١٨ وهو نفس اليوم الذي ذهب فيه رئيس الوزراء إلى الإسكندرية. أحال رئيس الوزراء المسؤولين عن صيانة قطاره للتحقيق لتعطل تكييف الهواء به، لكن من أدراه أن هذا القطار هو الوحيد الذي يعمل بتكييف كده وكده؟ وهل فعلًا أخطأ مسؤولو الصيانة أم أن القطارات أصبحت خردة؟ فالقطار ٩١٨ الذي كنت في عربته رقم ٢ كان يعمل بتكييف صوري، أي اسم بلا مسمى، وهي عادة معظم أجهزة التكييف في السكة الحديد إن لم تتوقف تماماً.
الأعجب أن قطار ٩١٨ مباشر، أي طوالي، أي لا يقف بمحطات، ومع ذلك صعد بائع المشبك والسوداني والحمص من محطة طنطا واستمر بالقطار حتى القاهرة، ظل طوال طريق طنطا القاهرة دائرًا صائحًا بطشت الحلويات!! كيف صعد؟ ومع من ضبط أموره؟ وهو ما فكرني بمسرحية فؤاد المهندس لما نشلَت فانلته مع أن فوقها قميص بزراير وجاكت مقفولة!! اعتادنا ركوب باعة المشبك من طنطا في كافة القطارات التي تقف بها، لكن الإبداع طال قطارات الطوالي المباشرة.
المهم، أن حكاية المسؤولين المحتكين بالجماهير أمام الكاميرات باخت وسَخَفَت، فرئيس الوزراء الجديد زار أحد الأقسام وأبلغ الصحف، تم تصويره في قطار الإسكندرية، أيضاً وزير الاتصالات يوزع عشرة جنيهات عيدية أمام الكاميرا، وقبله أكل رئيس الوزراء عصام شرف فول مع أسرته في المهندسين!!
إيه الحكاية؟ هل يتصورون أن المصريين متخلفون وأغبياء إلى هذا الحد؟!
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق