المستشارون ركنٌ لا غنى عنه لصناع القرار، يفترض فيهم الخبرة والعلم، وقبلها الحياديةُ والأمانةُ. المستشارُ يوضحُ بدائلَ القرارِ، وأيُها أقربُ للصواب، وما هي عواقب كل قرار، قبل مزاياه وفوائده. المستشارُ ليس موظفاً يتلقى تعليماتٍ، وليس مربوطًا على درجة وبانتظار العلاوات. في كل دول العالم المتقدمُ يُختار المستشارون بعناية دون نظرٍ لانتمائهم السياسي أو الديني أو العرقي، الكفاءةُ هي المعيارُ الوحيد.
عملُ المستشارِ ليس سبوبةً، ولا أكلَ عيش، ولا يجبُ أن يكون، من الضروري أن يُقدرَ أهميةَ دورِه، وأن يتحررَ من كلِ قيدِ يربطه إلى مكتبه وكرسيه، عليه إبداءُ رأيِه بغضِ النظرِ عن تقبلِه، هذه أمانةُ الخبرةِ والعلمِ والمعرفةِ. المستشارُ مطلوبٌ ليعلنَ الصوابَ، لا ليُرضي من اختارَه عملًا بقرشِه، حفاظاً علي استمرارِه في زمن الجفافِ. من السهلِ اختيارُ مستشارين تفصيل، حسب الطلب، يؤدون وظيفةَ المحللِ، يُلبسون أي قرارٍ غطاءَ القانون، يفتشون في القانون بحثًا عن ثغراتٍ تجعلُ الخطأ وكأنه صوابٌ لا يأتيه باطلٌ، يطبخون سمًا جماعيًا.
المستشارُ قد يكون نعمة، ومن الممكن أن يكون نقمةً. إذا اُختيرَ برغبةٍ مخلصةٍ في طلبِ الرأي المجردِ لوجه الله، فالسلامةُ أقربُ إلى المنالِ، وإذا كان مجردَ واجهةٍ للتفصيلِ والتلبيسِ فلا مفرَ من نكباتٍ ومهالكٍ. كما تُميزُ السلعُ اليابانية والألمانيةُ تُعرفُ أيضًا السلعُ المضروبةُ والمغلفةُ تحت السلمِ، وأيضًا يُميزُ المستشارُ المتجردُ إلا من الصوابِ والأمانةِ، وعفةِ النفسِ.
يا بخت من بكاني ولا ضحك الناس علي، ولا ضحكني وبكى الناس علي، أقصد المستشار،،
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق