تابعَ المصريون الهزيمةَ أمام غانا، بذهولٍ، كانت الهزيمةُ من الدقائقِ الأولى، لم تكن غانا استثنائيةَ، لكن مصر. لم يشاهدْ المصريون منذ سنواتٍ منتخبَهم الكروي بهذا القدرِ من التفسخِ، والجهل الكروي، لم تكن مباراةً، ولكن درسًا في كيف تكون الهزيمةُ بالقوي، في كيفيةِ الوقوعِ في الأخطاءِ الفادحةِ التي تؤدي إلى الهزيمةِ الكاسحةِ . تاريخُ مصر الكروي لا يتضمنُ الوصولَ إلى كأس العالمِ، المستوى دائمًا دون حدِ الوصولِ، انمَحَت الهزيمةُ التاريخيةُ من تونس بهزيمةِ أشد من غانا، وكأن تَذكُرَ الفشلِ من حسنِ الفألِ، ويا بخت من باتَ مغلوبًا. الشامتون في الهزيمةِ يرونها انتقامًا إلهيًا من شعبٍ عزَلَ مُرسيه من كرسي أحلامِ جماعتِه، والغاضبون يرونه عيبًا في المدربِ واللاعبين.
كما أن للفوزِ أسبابًا، فللهزيمةِ أيضًا، الدنيا أسبابٌ ومسبباتٌ، والعاقلُ من يتعلمُ ويعي ويفهمُ. المناخُ العامُ في مصر، لا يقومُ على منطقٍ وأخذٍ بالأسبابِ، اجترارُ تاريخٍ جافٍ هو دومًا لغةُ شائعةٌ، من المعارضين أو غيرهم، بالإضافة إلى الشعاراتِ الفارغةِ على غرار أكلِ الزلطِ والهِمةِ وقت الصعابِ مع الزَجِ بالانتقامِ الإلهي فيما لا مَوضعَ له. لماذا يكون الفرحُ والحزنُ عند الهزيمةِ في مباراةٍ وكأنها الهزيمةَ الوحيدةَ؟! أين الإنجازُ الحقيقي في اي مجال؟ في الصناعةِ، في العلمِ، في الاقتصادِ، في الزراعةِ، في السياسة، في الرياضة؟
زعلانين عادي، الهزيمةُ اعتيادٌ وأحيانًا إدمانٌ يصعبُ علاجُه؛ لكن الشمتانين، على إيه؟! بلا خيبة وتفاهة وسطحية، ما وراءها إلا مزيدٌ من الهزائمِ.
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق