لست ناقدًا سينمائيًا، لكني مثل كثيرين نتابع السينما ونستمتعُ بها ونتذوقُها ومن فرطِ ما شاهدنا نستطيعُ الحكمَ على ما يقدَمُ قصةً وتمثيلًا وإخراجًا. وإن كنت سأتعرضُ سريعًا لفيلم المواطن ولكن باعتبارِه مدخلًا لموضوعٍ على أعلى قدرٍ من الأهميةِ خاصةً في تلك الفترة. الفيلم من تمثيل خالد النبوي وإخراج سام قاضي وهو أول أفلامه الطويلة، وشارَكَ فيه الممثل الأمريكي وليام أثرتون، وهو من ممثلي الصف الثالث. الفيلم يحكي قصة مواطن لبناني سافرَ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل انفجارات سبتمبر ٢٠٠١ بيومٍ واحدٍ، طلبًا للهجرةِ وبدءِ حياةٍ جديدةٍ، وإذا بالأحداث تباغته وتجعلُه إرهابيًا في نظرِ السلطاتِ الأمريكيةِ. الفيلمُ مُسَطَحٌ نمطي stereotype ، لا جديدَ فيه، الأشخاصُ بلا أبعادٍ، الشريرُ شريرًا لأنه أمريكي، والطيبُ طيبًا لأنه عربي، هكذا بمنتهى البساطة. مجردُ فيلم ٍعربي أبيض وأسود في كتابتِه وأحداثِه، ناطقٌ بالإنجليزية، يذكرُنا بعشرات الأفلام التي تصورُ الكفارَ صارخين زاعقين مُلونين مجانين ، بينما المؤمنون هادئين قانعين عقلاءً رُزَناءً، وأيضًا الأفلام التي تظهرُ اليهودَ بخلاءً مَكارين خبثاءً أنوفُهم معقوفةٌ، مضحوكٌ عليهم مثلما فعلَ فيهم الكومندان ناجي عطا الله في رمضان قبل الماضي.
المواقعُ الكبيرةُ لتقويمِ الأفلام مثل imdb أعطَت المواطن درجة 38 من 100 في تقديرِ النقادِ السينمائيين و6.7 من 10 في تقدير جمهور المشاهدين، وأغلبهم عرب؛ وفعلًا حصَلَ الفيلم على ثلاثة جوائز ورُشحَ لاثنتين، لكنها جوائزٌ في تجمعاتٍ سينمائيةٍ أكثر منها مهرجاناتٍ حقيقيةٍ. إلا أن المتابعةَ الإعلاميةَ للفيلمِ عندنا أظهرَته فتحًا مبهرًا، وانجازًا مبينًا، وفَرَدَت صفحاتِها وفضائياتِها دون الرجوعِ إلى التقويم الحقيقي للفيلم. الموضوعُ إذن ليس الفيلم، إنما التناولُ الإعلامي الذي يلعبُ على السهل، دون تدقيقٍ، ومع الأسفِ في معظمِ المواضيعِ. شئ جميل أن يظهرَ ممثلٌ مصريٌ وعربيٌ في التجمعاتِ العالميةِ، لكن الأجملَ أن توضعَ الأمورُ في نصابِها، جيدًا كان أو ضعيفًا. هذا هو الإعلامُ، تثقيفٌ وتنويرٌ وإجلاءٌ للحقائقِ عن دراسةٍ وتعبٍ، لا عن هوى وغرضٍ، ليس في هذا الفيلمِ تحديدًا، لكن على وجه العمومِ.
الإعلامُ تحت المنظارِ، كشَفَه المواطنُ، مثلما فعَلَ غيرُه، لم ينجحْ، بايخة،
Twitter: @albahary
هناك تعليق واحد:
تسمحلى اعلق انا شاهدت الفيلم وكنت مشتاق الى مشاهدته لانه اول بطولة عالمية لخالد النبوى وحيث اننى متعصب لكل ماهو مصرى ثم عربى تجربة لا بئس بها ولكن كنت اتمنى من خالد النبوى ان يستغل ويتميك بهذه الفرصة ليطل على العالمية.ولكن اثناء مشاهدة الفيلم جاء الى احساس بان خالد اول مرة يقف امام كاميرا عينيه زائغة وينظر للكاميرا كثيرا كنت متوقع ان يكون غول وياكل الكاميرا مثل ماحدث مع الاستاذ فى فيلم المهاجر ولكن مش عارف
ايضا كان رتم الفيلم واقع وهذا ما قلته بعد المشاهدة فى ندوة نادى السنما بمركز الابداع ولكن هذه تجربة لها حسنات ولها سيئات
مع تحيات المطرب طارق حسين
إرسال تعليق