من المفترض أن الإعلامَ المقروءَ والمسموعَ والمرئي ينقلُ الصورةَ والرأي الى المتلقي بأمانةٍ وتجردٍ؛ لذا حازت شبكات إعلامية مثل CNN وBBC و Euronews و Skynews و Fox على ثقةٍ ومصداقيةٍ، وفَقدت أجهزةُ إعلامِ دولٍ كُلَّ اعتبارٍ وأصبحت عبئًا طاحنًا على ميزانية دولِها. ومع الاسف كلما مَر الوقت والأحداث كلما زادَ التيقن أن الإعلامَ في مصر، خاصَه وحكومِيَه، بعيدٌ تمامًا عن المهنيةِ.
لنبدأ بدورة ريو للألعاب الأوليمبية باعتبارها الأحدث. المعلقُ المصري على المبارايات يصفُ ما في خيالِه لا ما يرى، لاعبٌ مصريٌ مهزومٌ فطسانٌ خيبان مُرشحٌ عنده للفوزِ والحصول على ميداليةٍ، الحكامُ لا يفهمون وقراراتُهم لا تعجبُه وهو أحسن منهم!! حُوِلٓت الصورةُ في قناة النيل الرياضية لما جاءت مباراة الميدالية البرونزية للاعب وزن فوق ١٠٠كجم الإسرائيلي أور ساسون هازِمُ المصري في الجودو والفائز بالميداليةِ!! أيضا قُطِعٓ الصوت أثناء تسليم ميداليات وزن ٨٥ كجم في رفع الأثقال، لماذا؟ لأن الحاصلٓ على الذهب هو الإيراني كيانوش روستامي!! هذا غير النطق الخاطئ للدول وأسماء اللاعبين!! هل أكل المصريون الأونطة؟ هل لم يعلموا بفوزِ لاعب الجودو الإسرائيلي بالميدالية البرونزية؟! هل لم يفهموا من الصورةِ المعروضةِ أمامَهم أن الميداليةَ الذهبيةَ جاءت للإيراني؟!
أما عن أبوابِ التعليمِ في الصحفِ فحالُها يثيرُ الأسى والشفقة على الدولةِ كلِها. هل أصبحَت بمحرريها أوصياءً على التعليم بمستوياته، ووسيلةَ تأليبٍ وتهييجٍ وإثارةٍ؟! هل نَصَب مُحَرروها من أنفسهم أبطالًا ناصحين واعظين شأنهم شأن بتوع الفضائيات؟! لماذا أُغلِقَت أبوابُ تلك الصحف أمام أعضاءِ هيئات التدريس بالجامعات الحقيقيين الكادحين المُتفانين وفُتِحت لأهل الهوى والغرضِ والمدفوعين والمجرورين؟! كروشٌ أم عقولٌ؟! واستمرارًا لمسلسلِ صنعِ الأعداءِ والشيطنةِ، أصبحَ أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ غيرُ مرغوبٍ فيهم، لا بدِ من إخراسِهم من خلال تعيينهم بعقودٍ لا تُبقي غيرَ المنافقِ والإمعةِ، على حسابٍ من؟! مصرُ كدولةٍ، حاضرُها ومستقبلُها.
الإعلامُ المصري بكل تصنيفاتِه لم يصبحْ مصدرًا للمعلومةِ ولا الرأي، الحقيقةُ غابَت عنه، لا توجدُ إلا خارجَه أو من خلالِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي بكل ما عليها. هل من رَشيد؟!
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق