فتاوي من كلِ شكلِ، من كلِ من قال أنا في الدين فقيهٌ مُتفقهٌ، ولو كان الواقعُ علي نقيضٍ أكيدٍ، مُفتون من كلِ جنسٍ ولونٍ، رجالٌ ونساءٌ، شيوخٌ وشبابٌ، بالجبةِ والقفطانِ أو بالبدلةِ والكرافتةِ. طوفانٌ من الفتاوى، بلا انقطاعٍ، في أي موضوعٍ، من أي مصدرٍ، تُثيرُ من الجدلِ والبلبلةِ والفرقةِ ما يجعلُ المعيشةَ ضنكاً، التأقلمَ مع الحياةِ مستحيلاً، التفاهمَ مع الآخرين خطيةً، الرغبةَ في التقدمِ باباً لجهنمِ. الدولُ متقدمةٌ وما دونُها التجأت للعلمٍِ، غزَت الفضاءَ، بحثَت ووجدَت الحلولَ، سَخَرَت الأرضَ وما عليها وما حولَها لرفاهيتِها، تلاعبَت بالدولِ منتجةِ الفتاوى، جرَتها وشدَتها، كما أملَت مصالحُها.
شعوبٌ ألغَت عقولَها وسلمَتها لأهل الفتاوي، التفكيرُ ممارسةٌ وتجربةٌ، أصبحَ مهجوراً من فرطِ انكارِه، حلَ محلَه الكسلُ والتخاذلُ والتواكلُ؛ ما جدواه وقد أفتي شيوخُ الفتاوي أنه لا علمَ إلا مع أهلِ العلمِ، معهم، التفكيرُ فرضُ كفايةٍ، يقومُ به البعضُ عن الكلِ، إنه لهُم، وحدُهم. مهنةُ الفتوي راجَت مع انتشارِ الفضائياتِ، شأنُها شأنُ الأدعيةِ التي تُحملُ علي أجهزةِ المحمولِ، شرائطِ الكاسيت التي تزعقُ في سياراتِ نقلِ الركابِ والبضائعِ دون أن تُسمعَ علي علوِ صوتِها، محالِ بيع السواكِ والطرحِ والجلاليبِ. مظاهرٌ توحي بالمجتمعِ الفاضلِ، تعاملاتٌ تؤكدُ علي كل الغشِ والكذبِ والتحايلِ والتلاعبِ، ضاعَت الثوابتُ الأخلاقيةُ، لم يبقْ ويزدهرْ إلا التدينَ المظهري، القِشري، الذي يُيسرُ النصبَ ويفتحُ أبوابَ الرزقِ واسعةً بشعاراتٍ ومظاهرٍ دينيةٍ، علي السطحِ، فقط.
مجتمعاتُ الفتاوى لا تقدمُ لعالمِ اليومِ إلا ما أخفَته الكتبُ الصفراءُ، بلا تدقيقٍ ولا تروٍ، لم تسهمْ في حلِ معضلةٍ علميةٍ ولو كانت متعلقةٌ برفاهيةِ شعوبِها، لم تحُضْ علي طلبِ العلمِ، لم تهتمْ بفضيلةِ العملِ، لم تكرسْ احترامَ الوقتِ، حرَمت ميكي ماوس علي الأطفالِ، وكأن فرحةَ الطفلِ ممنوعةٌ محسوبةٌ، كأن الكأبةَ وقايةٌ له، الفأرُ الكرتوني مؤمراةٌ صهيونيةٌ غربيةٌ، وماذا عن النظارةِ الطبيةِ التي بها يقرأون ما به ومنه يُفتون؟ أليست مؤامرةً؟ لماذا أُخِذَت بحسنِ نيةٍ حُرِمَ منها الطفلُ؟ مجتمعاتُ الفتاوي تعيشُ عالةً علي عالمِ اليومِ، فيما بينِها متقاتلةٌ، مع عالمِها متصارعةٌ، نفسُ عقليةِ مئاتٍ من السنين ولَت بعدما أورَث الهزائمَ والانكساراتِ والخسائرَ.
التصالحُ مع النفسِ مفقودٌ من فرطِ فتاوي التحريمِ والكراهيةِ والفرقةِ، الدينُ أصبحَ عسيراً شاقاً من كثرةِ ما أثقلوه به من عندياتِهم، من نفسياتِهم، من احباطاتِهم، من نهمِهم للشهرةِ والمالِ. مجتمعاتُ الفتاوي علي شعرةٍ، يتبادلُ أفرادُها الشكوكَ والريبةَ والنفورَ، التعاملاتُ مَرَضيةٌ، الجيرةُ متوترةٌ، حتي السلامُ والمعايدةُ لم تعدْ من الواجباتِ الإنسانيةِ، ضربَها التحريمُ والتأويلُ. المرأةُ طالَها نصيبُ الأسدِ من الفتاوي في ملبسِها ومأكلِها ومشربِها ونومِها وحركتِها وجلوسِها، هي الحائطُ المائلُ الذي عليه التحملُ والصبرُ مهما نالَ، كلُه من أجلِ الفضيلةِ والأخلاقِ والنشءِ الصالحِ، كأن الرجلَ حيوانٌ غريزي بلا عقلٍ، مسحوبٌ أبلهٌ أحمقٌ من شيطانٍ متلبسٍ في شكلِ إمرأةٍ، ولو كانت دميمةً قبيحةً منفرةً.
فضائياتُ الفتاوي تتجاورَ ووتتعايشَ مع فضائياتِ الخلاعةِ، كلُها مشاريعٌ تجاريةٌ، لنفسِ الملاكِ والشركاءِ، سبوبةٌ وبابُ رزقٍ بلا حسابٍ؛ لكلِ زبونٍ ما يبغي، فتاوي أم خلاعةٍ؟ لماذا لم يُحرموا فضائياتِ الفتاوي بعدما زرَعَت كل ما ذرَعَت من أسبابِ التناحرِ والتشاحِنِ؟ تساؤلٌ لا محلَ له، هل بأيديهم يمنعون عن أنفسِهم ملاييناً عليهم تنهمرُ وحوراً حساناً أستحلوها مثنيً وثلاثاً ورباعاً وربما أكثر؟
هل تنتهي الفتاوي بعودةِ مجتمعاتِها للجحورِ والكهوفِ؟ أبداً، هناك عالمُ واسعٌ لا بدَ من تركيعِه وسحبِه،،
شعوبٌ ألغَت عقولَها وسلمَتها لأهل الفتاوي، التفكيرُ ممارسةٌ وتجربةٌ، أصبحَ مهجوراً من فرطِ انكارِه، حلَ محلَه الكسلُ والتخاذلُ والتواكلُ؛ ما جدواه وقد أفتي شيوخُ الفتاوي أنه لا علمَ إلا مع أهلِ العلمِ، معهم، التفكيرُ فرضُ كفايةٍ، يقومُ به البعضُ عن الكلِ، إنه لهُم، وحدُهم. مهنةُ الفتوي راجَت مع انتشارِ الفضائياتِ، شأنُها شأنُ الأدعيةِ التي تُحملُ علي أجهزةِ المحمولِ، شرائطِ الكاسيت التي تزعقُ في سياراتِ نقلِ الركابِ والبضائعِ دون أن تُسمعَ علي علوِ صوتِها، محالِ بيع السواكِ والطرحِ والجلاليبِ. مظاهرٌ توحي بالمجتمعِ الفاضلِ، تعاملاتٌ تؤكدُ علي كل الغشِ والكذبِ والتحايلِ والتلاعبِ، ضاعَت الثوابتُ الأخلاقيةُ، لم يبقْ ويزدهرْ إلا التدينَ المظهري، القِشري، الذي يُيسرُ النصبَ ويفتحُ أبوابَ الرزقِ واسعةً بشعاراتٍ ومظاهرٍ دينيةٍ، علي السطحِ، فقط.
مجتمعاتُ الفتاوى لا تقدمُ لعالمِ اليومِ إلا ما أخفَته الكتبُ الصفراءُ، بلا تدقيقٍ ولا تروٍ، لم تسهمْ في حلِ معضلةٍ علميةٍ ولو كانت متعلقةٌ برفاهيةِ شعوبِها، لم تحُضْ علي طلبِ العلمِ، لم تهتمْ بفضيلةِ العملِ، لم تكرسْ احترامَ الوقتِ، حرَمت ميكي ماوس علي الأطفالِ، وكأن فرحةَ الطفلِ ممنوعةٌ محسوبةٌ، كأن الكأبةَ وقايةٌ له، الفأرُ الكرتوني مؤمراةٌ صهيونيةٌ غربيةٌ، وماذا عن النظارةِ الطبيةِ التي بها يقرأون ما به ومنه يُفتون؟ أليست مؤامرةً؟ لماذا أُخِذَت بحسنِ نيةٍ حُرِمَ منها الطفلُ؟ مجتمعاتُ الفتاوي تعيشُ عالةً علي عالمِ اليومِ، فيما بينِها متقاتلةٌ، مع عالمِها متصارعةٌ، نفسُ عقليةِ مئاتٍ من السنين ولَت بعدما أورَث الهزائمَ والانكساراتِ والخسائرَ.
التصالحُ مع النفسِ مفقودٌ من فرطِ فتاوي التحريمِ والكراهيةِ والفرقةِ، الدينُ أصبحَ عسيراً شاقاً من كثرةِ ما أثقلوه به من عندياتِهم، من نفسياتِهم، من احباطاتِهم، من نهمِهم للشهرةِ والمالِ. مجتمعاتُ الفتاوي علي شعرةٍ، يتبادلُ أفرادُها الشكوكَ والريبةَ والنفورَ، التعاملاتُ مَرَضيةٌ، الجيرةُ متوترةٌ، حتي السلامُ والمعايدةُ لم تعدْ من الواجباتِ الإنسانيةِ، ضربَها التحريمُ والتأويلُ. المرأةُ طالَها نصيبُ الأسدِ من الفتاوي في ملبسِها ومأكلِها ومشربِها ونومِها وحركتِها وجلوسِها، هي الحائطُ المائلُ الذي عليه التحملُ والصبرُ مهما نالَ، كلُه من أجلِ الفضيلةِ والأخلاقِ والنشءِ الصالحِ، كأن الرجلَ حيوانٌ غريزي بلا عقلٍ، مسحوبٌ أبلهٌ أحمقٌ من شيطانٍ متلبسٍ في شكلِ إمرأةٍ، ولو كانت دميمةً قبيحةً منفرةً.
فضائياتُ الفتاوي تتجاورَ ووتتعايشَ مع فضائياتِ الخلاعةِ، كلُها مشاريعٌ تجاريةٌ، لنفسِ الملاكِ والشركاءِ، سبوبةٌ وبابُ رزقٍ بلا حسابٍ؛ لكلِ زبونٍ ما يبغي، فتاوي أم خلاعةٍ؟ لماذا لم يُحرموا فضائياتِ الفتاوي بعدما زرَعَت كل ما ذرَعَت من أسبابِ التناحرِ والتشاحِنِ؟ تساؤلٌ لا محلَ له، هل بأيديهم يمنعون عن أنفسِهم ملاييناً عليهم تنهمرُ وحوراً حساناً أستحلوها مثنيً وثلاثاً ورباعاً وربما أكثر؟
هل تنتهي الفتاوي بعودةِ مجتمعاتِها للجحورِ والكهوفِ؟ أبداً، هناك عالمُ واسعٌ لا بدَ من تركيعِه وسحبِه،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق