نشرَت إحدي الصحفِ اليوميةِ عنواناً كبيرأ بتصريحٍ لوزير التعليم العالي، نفكرُ في إعادة أستاذ الكرسي، تصريحٌ مرعبٌ يعكسُ فكراً بعينِه، فكرُ من يعين في المقامِ الأولِ. ذكرني هذا التصريحُ بمقالٍ في باب الشبابِ والتعليمِ بإحدي الصحفِ القوميةِ واصفاً الوزيرَ ومن حولِه بالخلطةِ السريةِ، إناسٌ يعملون في الخفاءِ ظناً أنهم يُدارون علي شمعةِ انجازاتِهم وتجلياتِهم.
لكن قبل أن ندخلَ في موضوع نفكرُ في إعادةِ أستاذ الكرسي، لا بدَ أن نعرِجَ أولاً علي الفكرِ الذي وضعَ علي الكراسي من يثيرون القلاقلَ واللغطَ والغضبَ، والانشغالَ. ما أمر وأكثر ما حملَته الفترةُ الأخيرةُ من اضراباتٍ واعتصاماتٍ، في جريدةِ الأهرامِ وقبلَها من الصيادلةِ وسائقي مقطوراتِ النقلِ، من العاملين في معاهدِ البحوثِ ومن أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ ومن المحامين وغيرِهم وغيرِهم. وضعٌ متفجرٌ فيه من المخاطرةِ التي تصلُ لدرجةِ المقامرةِ، المخاطرةُ بإثارةِ أكبرِ قدرٍ من شغلِ الرأي العامِ وإبعادِه عن السياسةِ الداخليةِ منها والخارجيةِ، حتي إذا خرَجَت الأمورُ عن السيطرةِ يظهرُ القرارُ الشجيعُ بحلِ المعضلةِ أو تسكينِها. سياسةٌ كتلك لا بدَ وأن تقومَ علي مسئولينٍ علي قدرٍ من الموهبةِ في إثارةِ الرأي العامِ بأفكارِهم الغريبةِ قبل أن تكون صحيحةٍ وبجِلدٍ سميكٍ يصمدُ للنقدِ مهما اشتدَ وحمي وجرَحَ. علاقةٌ غيرُ سويةٍ تقومُ الآن بين الشعبِ وحاكميه، فيها التربصُ والكراهيةُ المتبادلةُ، بدأها من حكموا عندما تصوروا أن في الشعبِ هطلٍ وعجزٍ عن فهمِ ما يُدَبرُ بنهارٍ وليلٍ.
عودةٌ إلي نفكرُ في إعادةِ أستاذِ الكرسي، فما يحدثُ في وزارةِ التعليمِ العالي من تهييجٍ للمشاعرِ غدا اعتياداً مباركاً، لم يُمنعْ من اقترفوه ولم يؤنَبوا، فاستمروا في طريقٍ وجدوه مَفتوحاً مُعبداً، بِدأً باللجانِ العلميةِ للترقياتِ التي أُدخِلَ فيها من لا يُعرفُ لهم سندٌ علميٌ أو تذكيةٌ تُفضلُهم عن من هم أقدَم وأحق، سندُهم الوحيدُ أنهم من الشلةِ الطيعةِ، من المقربين إلي الخلطةِ السريةِ. أما الجودةُ فنكتةٌ سخيفةٌ ستوقفها علي ما يبدو وزراةُ الماليةُ، وستعودُ ريما إلي ما عليه درجَت، اعتصاماتٌ واضراباتٌ يقابلُها وعيدٌ وتهديدٌ. التعليمُ المميزُ باعَ الجامعاتِ بالمالِ، اقتبسَ من الجامعاتِ الخاصةِ التسيبَ وقصقصةَ العلمِ وتسطيحَه، من أجلِ المالِ تهونُ كرامةُ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ وتُسحَقُ الأخلاقياتُ، لا تكونُ الإدارةُ ألا بعمداءٍ معينين تفصيلاً وبالمقاس، رجالاً كانوا أم نساءاً. لم يحظْ عهدٌ في وزارةِ التعليمِ العالي بهذا الكمِ من الغضبِ ومن ومن ومن... لماذا لا يتواصلُ التمادي، لماذا لا يستمرُ وقد انقسمَت الجامعاتُ علي نفسِها ما بين أهلِ الجودةِ ومن هم خارجَها، ما بين أهلِ المتميزِ ومن هم خارجَه، ما بين أعضاءِ اللجانِ العلميةِ ومن هم عنها مَبعَدون؟
أستاذ الكرسي أُلغي في كلِ جامعاتِ العالمِ المحترمةِ إلا من فكرِ الخلطةِ السريةِ في وزارةِ التعليم العالي، نظامٌ نُبِذَ لأنه يقومُ علي الدكتاتوريةِ في العلمِ، علي انفرادِ شخصٍ بمقدراتِ تخصصٍ علميٍ. البحثُ العلمي يقومُ علي حريةِ الفكرِ وقبلَها الإنفاقُ بسخاءٍ عليه، لا باختزالِ وتسطيحِ أسبابِ ما وصلنا إليه من تردٍ وتهلكةٍ في غيابِ الانضباطِ في الجامعاتِ، في وجوبِ استخدامِ العصا، في إعادةِ أستاذ الكرسي ممن يُختارون كما أُختيرَ من ضُموا لعضويةِ اللجانِ العلميةِ دون مؤهلاتٍ علميةٍ حقيقيةٍ مُميِزةٍ. عودةُ أستاذِ الكرسي تأكيدٌ علي الدكتاتوريةِ، هل تجدُ تأييداً لأنها تتفقُ وهواً لدي من أوجدوا المسئولين عن التعليم العالي؟ هل هي سِمةُ حقبةٍ ذقنا فيها ما ذقنا، من كلِ من هبَ ودبَ؟
نفكرُ في عودةِ أستاذ الكرسي، آآه وآآه يا خوفي مما ينتظرنا، بعد أن احتللنا آخر الصفِ بكلِ الجدارةِ، بعد أن أصبحَ الاهتمامُ الأولُ إثارةَ القلاقلِ والمتاعبِ والانشغالِ. أنا مُحبطٌ، قالها أحدُ الأساتذةِ القدامي المُخلصون، صدَقَ، فالصورةُ شديدةُ القتامةِ.
ما بعد الختامِ، اعتدنا تعليقاتِ المدسوسين من أهلِ الخلطةِ السريةِ، طبعاً فهم من حكومةٍ إلكترونيةٍ زكيةٍ ناصحةٍ، فيها من الخبراءِ من لا يجودُ بمثلِهم زمنٌ. هل تسترُها علينا يارب أم خسارة فينا؟
لكن قبل أن ندخلَ في موضوع نفكرُ في إعادةِ أستاذ الكرسي، لا بدَ أن نعرِجَ أولاً علي الفكرِ الذي وضعَ علي الكراسي من يثيرون القلاقلَ واللغطَ والغضبَ، والانشغالَ. ما أمر وأكثر ما حملَته الفترةُ الأخيرةُ من اضراباتٍ واعتصاماتٍ، في جريدةِ الأهرامِ وقبلَها من الصيادلةِ وسائقي مقطوراتِ النقلِ، من العاملين في معاهدِ البحوثِ ومن أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ بالجامعاتِ ومن المحامين وغيرِهم وغيرِهم. وضعٌ متفجرٌ فيه من المخاطرةِ التي تصلُ لدرجةِ المقامرةِ، المخاطرةُ بإثارةِ أكبرِ قدرٍ من شغلِ الرأي العامِ وإبعادِه عن السياسةِ الداخليةِ منها والخارجيةِ، حتي إذا خرَجَت الأمورُ عن السيطرةِ يظهرُ القرارُ الشجيعُ بحلِ المعضلةِ أو تسكينِها. سياسةٌ كتلك لا بدَ وأن تقومَ علي مسئولينٍ علي قدرٍ من الموهبةِ في إثارةِ الرأي العامِ بأفكارِهم الغريبةِ قبل أن تكون صحيحةٍ وبجِلدٍ سميكٍ يصمدُ للنقدِ مهما اشتدَ وحمي وجرَحَ. علاقةٌ غيرُ سويةٍ تقومُ الآن بين الشعبِ وحاكميه، فيها التربصُ والكراهيةُ المتبادلةُ، بدأها من حكموا عندما تصوروا أن في الشعبِ هطلٍ وعجزٍ عن فهمِ ما يُدَبرُ بنهارٍ وليلٍ.
عودةٌ إلي نفكرُ في إعادةِ أستاذِ الكرسي، فما يحدثُ في وزارةِ التعليمِ العالي من تهييجٍ للمشاعرِ غدا اعتياداً مباركاً، لم يُمنعْ من اقترفوه ولم يؤنَبوا، فاستمروا في طريقٍ وجدوه مَفتوحاً مُعبداً، بِدأً باللجانِ العلميةِ للترقياتِ التي أُدخِلَ فيها من لا يُعرفُ لهم سندٌ علميٌ أو تذكيةٌ تُفضلُهم عن من هم أقدَم وأحق، سندُهم الوحيدُ أنهم من الشلةِ الطيعةِ، من المقربين إلي الخلطةِ السريةِ. أما الجودةُ فنكتةٌ سخيفةٌ ستوقفها علي ما يبدو وزراةُ الماليةُ، وستعودُ ريما إلي ما عليه درجَت، اعتصاماتٌ واضراباتٌ يقابلُها وعيدٌ وتهديدٌ. التعليمُ المميزُ باعَ الجامعاتِ بالمالِ، اقتبسَ من الجامعاتِ الخاصةِ التسيبَ وقصقصةَ العلمِ وتسطيحَه، من أجلِ المالِ تهونُ كرامةُ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ وتُسحَقُ الأخلاقياتُ، لا تكونُ الإدارةُ ألا بعمداءٍ معينين تفصيلاً وبالمقاس، رجالاً كانوا أم نساءاً. لم يحظْ عهدٌ في وزارةِ التعليمِ العالي بهذا الكمِ من الغضبِ ومن ومن ومن... لماذا لا يتواصلُ التمادي، لماذا لا يستمرُ وقد انقسمَت الجامعاتُ علي نفسِها ما بين أهلِ الجودةِ ومن هم خارجَها، ما بين أهلِ المتميزِ ومن هم خارجَه، ما بين أعضاءِ اللجانِ العلميةِ ومن هم عنها مَبعَدون؟
أستاذ الكرسي أُلغي في كلِ جامعاتِ العالمِ المحترمةِ إلا من فكرِ الخلطةِ السريةِ في وزارةِ التعليم العالي، نظامٌ نُبِذَ لأنه يقومُ علي الدكتاتوريةِ في العلمِ، علي انفرادِ شخصٍ بمقدراتِ تخصصٍ علميٍ. البحثُ العلمي يقومُ علي حريةِ الفكرِ وقبلَها الإنفاقُ بسخاءٍ عليه، لا باختزالِ وتسطيحِ أسبابِ ما وصلنا إليه من تردٍ وتهلكةٍ في غيابِ الانضباطِ في الجامعاتِ، في وجوبِ استخدامِ العصا، في إعادةِ أستاذ الكرسي ممن يُختارون كما أُختيرَ من ضُموا لعضويةِ اللجانِ العلميةِ دون مؤهلاتٍ علميةٍ حقيقيةٍ مُميِزةٍ. عودةُ أستاذِ الكرسي تأكيدٌ علي الدكتاتوريةِ، هل تجدُ تأييداً لأنها تتفقُ وهواً لدي من أوجدوا المسئولين عن التعليم العالي؟ هل هي سِمةُ حقبةٍ ذقنا فيها ما ذقنا، من كلِ من هبَ ودبَ؟
نفكرُ في عودةِ أستاذ الكرسي، آآه وآآه يا خوفي مما ينتظرنا، بعد أن احتللنا آخر الصفِ بكلِ الجدارةِ، بعد أن أصبحَ الاهتمامُ الأولُ إثارةَ القلاقلِ والمتاعبِ والانشغالِ. أنا مُحبطٌ، قالها أحدُ الأساتذةِ القدامي المُخلصون، صدَقَ، فالصورةُ شديدةُ القتامةِ.
ما بعد الختامِ، اعتدنا تعليقاتِ المدسوسين من أهلِ الخلطةِ السريةِ، طبعاً فهم من حكومةٍ إلكترونيةٍ زكيةٍ ناصحةٍ، فيها من الخبراءِ من لا يجودُ بمثلِهم زمنٌ. هل تسترُها علينا يارب أم خسارة فينا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق