متابعةُ الصحفِ والأرضيات والفضائيات تُظهرُ وضعاً عجباً لا مثيلَ له إلا في قليلٍ، عند الماو الماو، تصريحاتٌ لوزراءِ ورؤساءِ جامعاتٍ، انجازاتٌ وفتوحاتٌ تُميزُهم عن كلِ من سبقوهم، لا تخطيطَ ولا غيره، فكرُهم ما قبلُه ولن يكونَ بعدُه، فعلاً لا بدَ من تصعيدِهم، لأعلي، فوق، فوق، فوق قوي قوي. شئٌ عجيبٌ أن تُخَصَصَ أماكنٌ بعينِها في الصحفِ للأستاذ الدكتور فلان والأستاذ الدكتور علان، أقوالٌ وتعليماتٌ وتهديداتٌ وإرشاداتٌ ومواعظٌ، وطبعاً لا مانعَ من صورِهم وهم في حالةِ بحلقةٍ وشخطٍ ونطرٍ وتلعيبِ حواجبٍ.
أسلوبٌ عجيبٌ في الإدارةِ يتمحورُ حول المنظرةِ ومخاطبةِ من في أيديهِم الشدُ لفوقًِ، مش مهم العامة، من زملاءٍ في العملِ أو مرؤوسين، كلُهم أدواتٌ في مشروعٍ واحدٍ، تصعيدُ الباشا لفوق قوي، جميعُهم مُسخرون لخدمةِ مشروعِ سيادتِه القومي، عليهم تحملُ شطحاتِه ونطحاتِه، ما عليهم إلا أن يكونوا فئرانُ ألمعيتِه وتفردِه، زئ زئ.
هذا المسلكُ الأناني السطحي في الإدارةِ هو ما أورثَ حالاً متردٍياً في كافةِ المجالاتِ، من يوضعون لا يستهدفون إلا اللعبِ علي وترِ يتصورونَه مُرضٍ لمن عينَهم، لا يبادرون برأيٍ، لا يريدون خوفاً علي كرسي آتاهم ودونُه الموتُ، لا غرابةَ فيما يصيبُهم من قهرٍ واكتئابٍ لما يفاجأون بخلعِهم، رغم جهودِهم الإعلاميةِ.
فلانٌ وعلانٌ، من الذين يعرفون كيف يكونُ الأكلُ وضَبوا أمورَهم، لكلٍ صحفيوه وكتابُه ومذيعوه ومعدوه، حاجة تبكي، تِعِلُ، تِفقَع؛ إدارةٌ بالورنشةِ والتملقِ، لا خيرَ فيها ولا أملَ، الدنيا بدأت عند هذه النوعيةِ من المسئولين وعندهم انتهت وانتهي الحالُ إلي تدهورٍ متصلٍ مستمرٍ. طبعاً شطحاتُهم وتصرفاتُهم لهم وحدُهم، ملكُهم، يا ويل من يقلدُهم، سيكون مخُالفاً مُخطئاً مُتخطياً التزاماتِه الوظيفيةِ، تأنيبُه لازمٌ، فرضٌ.
إساءةٌ لدولٍٍ غيرِِ الماو الماو، طب وآخرتها، زئ زئ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق