فاز النادي الأهلي علي إنبي، يوم الخميس الماضي، عَطَبَت أقدامِ اللاعبين، قامت صفارةُ الحكمِ بالواجبِ، سَجَلَت للأهلي أهدافاً ما كانت لتدخل وبلا حقٍ ألغَت لإنبي أهدافاً، فوزٌ غيرُ مستحَقٍ وهزيمةٌ للأخلاقِ. لجنةُ الحكامِ أعلنت أنها ستعاقبُ من قصرَ، يا حلاوة، وبعدين!! الرياضةُ مرآةٌ للمجتمعِ، كيف يتناقشُ، كيف يعملُ، كيف يُحكَمُ، كيف يَحلُ مشاكلَه، كيف يتقبلُ الآخر، كيف يتسعُ عقلُه للفوزِ والهزيمةِ علي حدٍ سواءٍ.
في الدولِ التي تزيدُ فيها المتاعبُ عن حدٍ معينٍ، لا بدَ من تنفيسٍ، لا بدَ من امتصاصِ الطاقةَ العامةَ وتفريغِها في نشاطٍ ما لا يؤثرُ علي استقرارِ المجتمعِ، كرةُ القدمِ هي النشاطُ الأمثلُ، لا بدَ أن تنامَ الأغلبيةُ مبسوطةُ، لا بدَ أن يفوزَ الأهلي، إنه فوق الجميع، هكذا تُرفَعُ لافِتاتُه. إنبي غلبان، جمهورُه قليلٌ، وماله عندما يخسرُ، إنه كبشُ فداءٍ للأغلبيةِ.
الحكايةُ ليست كرةَ قدمٍ، إنها في الحقوقِ والواجباتِ، في كيف يكونُ التنافسُ، في السياسةِ، في التعليمِ، أمام الفرصِ في العملِ، أمام الحقِ في التوظفِ والسكنِ والأكلِ والشربِ. عندما تَغرِسُ المنافساتُ المُفترضُ أنها رياضيةٌ روحَ التعصبِ والفوزَ بأي ثمنٍ سيعتادُها السلوكُ العامُ، سيكون التدميرُ للاختلافِ في الرأي، عند الاعتراضِ علي سياساتٍ، عند إصلاحِ كنيسةٍ. سيكون الاعتيادُ علي التمييزِ والتفرقةِ، ستُفقَدُ العدالةَ والمساواةَ، بين الرجلِ والمرآةِ، بين المسلمِ والمسيحي، بين الغني والفقيرِ، حتي بين أصحابِ المهنةِ الواحدةِ.
الأهلي نادٍ، حزبٌ، لا فَرقَ بينه وبين غيرِه إلا بالجَهدِ، بالفوزِ بحقِ ربنا، إذا تحوَلَ للإلهاءِ العامِ ستضيعُ الرياضةَ، لكن قبلَها المجتمعُ، كلُه،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق