وردت ببريد الأهرام يوم السبت الموافق 13/3/2010 رسالتان، الأولي بعنوان "التنازلات المرفوضة!!" والثانية معنونة "الهلاك الوشيك!!"؛ وحقيقة الحال أن كلتا الرسالتين تعكسان نظرة المجتمع للمرأة من ناحية وما كرسته تلك النظرة في وعيها الداخلي من ناحية أخري. فالرسالة الأولي تحكي تجربة طبيبة مع محاولات الزواج بدءاً من أستاذها الألعبان مروراً بالشاب الذي يريدها أن تدلعه وتهاديه وتقعد له في البيت، لم تذكر الرسالة شهادته العلمية أو مقدرته المالية التي تبرر هذا الدلال وهذه البغددة التي تلقتها منه ومن أسرته. أما الرسالة الثانية فتحكي تجربة زواج بدأت بالخديعة، بإخفاء أمراض مستعصية في الزوج عن السيدة، شربت بعدها المرارة في حياتها.
تعليقات القراء مرآة الواقع، طالبوا صاحبة الرسالة الأولي بالصبر علي الخطيب الشاب، وكأنه عليها أن تنسي تعليمها وتقدم له الهدايا في سبيل رضائه عن الزواج بها!! لم يتطرق أحدهم لحقها في عزة النفس والاختيار بلا ضغوط، عليها فقط قبول كل ما يفرض عليها!! أما صاحبة الرسالة الثانية فشكروها علي صبرها وعلي أنها نعم الزوجة الصالحة، هكذا بمنتهي البساطة!! لم يذكر أحدهم حقها في معرفة حقيقة من يتقدم للزواج منها، ماذا لو كان المرض فيها؟ ألم يكن ليطلقها جزاءً لعدم صدقها؟!
المجتمع يري في المرآة كائناً درجة ثانية، عليها أن تضحي في سبيل الزواج، بشهادتها وكرامتها واستقرارها النفسي، وهو ما يفسر زيادة حالات الطلاق. كثيرٌ من الزوجات عجزن عن الاستمرار مقهورات، وكثيرٌ من الرجال أيضاً لم يقبلوا أن يكون لزوجاتهم إرادة، كثيرٌ من الزوجات لو لم تقبلن بحالهن المأساوي لزادت نسبة الطلاق عن النسبة المعلنة. الزواج مرحلةٌ هامةٌ، صحيح، لكنه الزواج السوي، القائم علي الإحترام لا القهر.
في ظل ما يُري أنه أزمة زواج، ظهرت التناكة، من الرجل، أياً كان، علي المرآة، أياً كانت علماً ومقاماً. الزواج ليس مِنة علي المرآة، من حقها أن تختار وأن تحتفظ بعملها وعلمها، تأميناً لمستقبلها، ماذا لو غدر بها زوجها أو أصيب بمكروه كما حدث مع صاحبة الرسالة الثانية؟
أزمة نظرة للمرآة قبل أي شئ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق