القاهرة ، مدينة تاريخية، كانت لها شخصية، معمارية، حيايتة، كان لها طابع، رائحة؛ الآن أصبحت مدينة كارهة لتاريخها، ولمستقبلها. فوضى في كل مكان، لا مرور متحضر، لا بناء على علم وأساس، ولا أخلاق. أقول ذلك وكلي أسى وقرف من شيوع سلوكيات الفوضى والبلطجة، من تخلخلها في دماء أبناء جيل جديد يتربى عليها ويتشربها في المدارس والشوارع، وقبلها في البيوت.
أخر مظاهر السلوكيات المرَضية التي شاعت لدرجة الوباء، هذه التلال القميئة من الآواني الفخارية والقُلل والطُبل (جمع طبلة) التي تغزو الأرصفة والشوارع، ويقيم بجوارها بصفة دائمة محترفو البلطجة والتسول. انظروا إلى ما آلت مدينة نصر، أمام مستشفى حسبو، في شارع الطاقة بجوار النادي الأهلي، إقامة كاملة، فيها كل أنواع البلطجة والفحش والتسول في الطريق العام، تُحتَلُ الشوارع والحدائق بحجة أكل العيش، لبيع الفخاريات. هل الطواجن هي الأكلات المفضلة في البيت المصري؟! هل الزير هو البديل الجديد للثلاجات؟! هل الطبلة هي الآداة المعتمدة بدلاً من الكلاكس؟! طبعًا هذه النكبات الفخارية تحتل جزءًا مُعتبرًا من الشارع، من الطريق العام، من اللازم أن تكون عُرضةً للكسر وخصوصًا مع الزحام والظُلمة، حتى تبدأ المناحة المُتمناه عن قَطع العيش، ويا لهوتي ويا خرابي!! هل تذكرون تمثيلية البيض المكسور والبكاء عليه؟! هي هي، لكن بتلال من القُلل والطُبَل!! الغريب أن هذه التلال الفخارية تختفي فترة يوم أو يومين وتعود مرة أخرى!! هل أخبرتها عصفورةٌ ما أن حملة إزالة قد تكون في الأفق؟!
هكذا أصبحت القاهرة، صارَت معرضًا مفتوحًا لكل العشوائيات، بدلاً من أن تزهو بالنظافة والنظام!! مع كل هذه الفوضى والعجز عن فرضِ النظام والسلوكيات، كيف يُطلب من أصحاب المحال الإغلاق المُبكر توفيرًا لطاقة تُبددها الحكومة قبل غيرها، بسياساتٍ غيرِ منزهةٍ، وبسوء ممارسات؟!
هل تكون القُلة شعارًا للقاهرة؟! لا أجد تعبيرًا أفضل، عنها وعن حالها، وآسفاه،،
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق