زادَت خيبةُ إنقطاعِ الكهرباءِ عن حدودِ الاحتمالِ، الحججُ تتراوحُ ما بين أزمةِ الوقودِ وقِدَمِ محطاتِ الكهرباءِ وإتلافِ المنشآتِ، كلُها صحيحةٌ، هذه حقيقةٌ، لكن العجزَ وقلةَ الحيلةِ حقيقةٌ أوضحُ. أين الحلول؟ مفيش. أين تغليظ عقوبة إتلافِ منشآتِ الدولةِ لأقصى مداها؟ مفيش. أين المحاكماتُ السريعةُ وتنفيذُ العقوباتِ، مفيش.
الحلُ الوحيدُ عند الشعبِ، كالعادةِ، قَلِلوا استهلاكِ الكهرباءِ، زي ما عليكم تقللوا الخلَفَ والأكلَ والشُربَ واللبسَ، وعيشوا في الظُلمةِ في عز النهار بدل ما نقطعها عنكم!! نجيب لكم منين؟ الشعب يقول إيه؟ يا خرابي، يا لهوي، يا خراشي، يا حومتي، أحييه ...، ؟؟!! الشعب مفروض عليه أن يقللَ استهلاكَه في كل الشئ وأن يعودَ إلى العصرِ الحجري، وأن يقبضَ على المجرمين الذين يخربون الأبراجَ وأيضًا على من يسرقونها عيني عينك في الشوارعِ والميادين، وفي نفسِ الوقتِ، لا بدَ أن يحترمَ الحكومةَ، طبعًا ما هي حكومة مملوكية. لم يخرجْ مسؤولٌ واحدٌ في الحكومة بحلٍ ولا بوعدٍ يبلُ الريقَ، كُلُه يأسٌ وتشاؤمٌ وقلةُ حيلةٍ وتصريحاتٌ فارغةٌ، عملًا بحكمةِ جحا الشهيرة، يعطيك طول العمر، يا يموت جحا، يا يموت الحمار، حكومةٌ جُحَويةٌ.
وعلى خطٍ موازٍ ضلاليو الإرهاب، من امتلأ بهم بعضُ الإعلامِ وفيسبوك وغيره من مواقعِ التضليل الإجتماعي، تفلسُفٌ وتفزلُكٌ وادعاءُ نصاحةٍ وفتاوي في أي موضوع وفهمٌ مطلقٌ وعلمٌ في الدين والدنيا، ولا كلمة عن مجرميهم الذين يُخربون مواردَ الدولة ويؤذون الشعب، يَكذبون ويَكرَهون بِعَمى في كلِ حياتِهم، يَحقِدون بكلِ ما فيهم من نَفَسٍ.
المصيبةُ الكبرى، أن الإعلامَ يعرضُ بهوىً، حكومة وإرهاب، الموالون للحكومةِ، كعادتِهم وتربيتِهم ومصالحِهم، لا يفتحون ستوديوهاتِهم وصحُفَهم إلا لحوارييهم من قدامى الفَشلة والاستعراضيين والهجاصين، فقط لا غير، النقدُ بحنيةٍ وعطفٍ والكلامُ بالميزان والموضوعات من الِمنيو menu؛ أما الإعلام عند بتوع الإرهاب، فمن البلاعةِ هات وإديله.
وآخرتها، ماذا يفعلُ الشعب، هل أصبح بابا وماما؟؟!! محصلناش الصومال ومالي و واق الواق!! سَلم لي على الصحوةِ والنهضةِ والإنتاجِ والنمورِ وكفاية عليك قعدة الرصيف في انتظارِ حسنةٍ لن تأتي. الخبرُ الذي يتصدرُ وسائلَ الإعلامِ هو توقعاتُ الأرصادِ الجويةِ بانخفاضِ درجاتِ الحرارةِ في الأيامِ القادمةِ، هو ده الحل، هي ديه التايهة التي ستمنعُ إنقطاعَ اسمها إيه الكهرباء!! وكسةٌ والله. وعلى فكرة، وزراءُ الحكوماتِ كلِها يحصلون على معاشات أعلى من سائرِ البشرِ ويَظلَون في كلِ اللجانِ حتى بعد أن يَلفُظهم الكرسي بسنواتٍ، إلى آخر العمرِ!!
أكتبُ والكهرباءُ مقطوعةٌ، عرقان، طهقان، قرفان، مخنوق، هل فشلَت الحكومةُ وحَقَقَ الإرهابُ غاياتِه الحقيرةِ؟؟
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق