الكتابةُ هي المشاعرُ والأحاسيسُ، هي الرأي، من الصعبِ أن تكونَ سبوبةً، وإلا أصبَحَت حروفًا مرصوصةً لا روحَ فيها، بلا حياةٍ. أكتبُ ببطءٍ، بترددٍ، أفكاري متصارعةٌ، الأحداثُ كثيرةٌ وردودُ الأفعالِ أكثرُ، هل أكونُ أحدَها، أم أختلفُ وكيف وقد اِستُتفِذَ كلُ اختلافٍ. سأتأنى حتى استوعبُ، سأسمعُ وأقرأ، سأكون نفسي.
أسبوعٌ قبل ٢٨ نوفمبر حتي اليوم، قلقٌ وتوترٌ وترقبٌ، عُطِلَت الْحَيَاةُ، شوارعٌ خاليةٌ، متاجرٌ موصدةٌ، آراءٌ متعارضةٌ، من تصدق؟ لا أحد. انتهى ٢٨ نوفمبر، أكَدَ على استحالةِ الإنضمامِ لمعسكرِ العنفِ، الشعبُ يفهمُ رغمًا عن رافعي رايات القتالِ وإعلامِ الإثارةِ، ورؤساءِ تحريرِ صحفِ الحكومةِ؛ قالَ كلمتَه، آن وقتُ الهدوءِ وأكلُ العيشِ، كفى ركوبًا لكلِ موجةِ، كفى إدعاءًا للثوريةِ، كفى شعاراتٍ باسم الدينِ.
ثم جاءَ الحكمُ على مبارك، هجومٌ على القضاءِ، كما دَرجَ أدعياءُ الثوريةِ وأهلُ مرسي، لا بدَ أن يحكُمَ القاضي في جنايةٍ وكأنه مجلسُ شعبٍ، أو قعدةُ مقهى، لا بدَ أن يحكمَ ليرضي الصوتَ العالي، المُتصنعٓ، لكنه اختارَ الطريقَ الصعبَ، حكمَ بما أمامه من أوراق وأدلةٍ، أرضى ضميرَه ولو غَضَبَ المُتنطعون.
كلُ من فارَ وهاجَ وماجَ بالكَذِبَ قبل الحقِ نسى أن بمصرِ شعبًا استيقَظَ بعد ٢٥ يناير وأفاقَ بعد٣٠ يونيو، لم يعدْ يُصَدِقْ من لا يزالون يتصورونه قليلَ الإدراكِ بما يحققُ أحلامَهم في السلطةِ والنفوذِ، فهمَهم ولم يفهموه، وفقسَهم وهم جاهلون. لن يقبلَ المصريون بعد اليوم فسادَ سياساتِ مبارك وتعييناتِه وناسَه، لا مكانَ لعشيرةِ مرسي وإرهابييها ومتآمريها، ولا للمرتزقةِ المتلونين المتقلبين الآكلين على كلِ الموائدِ وعلى فضلاتِها في كلِ الأزمنةِ.
كتبتُ بصعوبةٍ، لكن أوضحَ الكلامِ أوجَزُه،،
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق