من المفترض أن الجامعات منارات للأخلاقيات والعلم، على كافة مستوياتها، طلابًا أو معيدين أو أعضاء هيئات تدريس، وعلى كافة تعاملاتها سواء بين الأشخاص أو على مستوى الأداء الوظيفي أو المتابعة الإدارية. سلوكيات التعاملات بين الأشخاص أساسها الدائم الصراحة والصدق وأداء الأمانات والاحترام المتبادل والمودة بكل صورها. أما الالتزامات الوظيفية فقد حددتها قوانين ولوائح العمل وهي لا تخرج عن وجوب آداء ما يكلف به الموظف، وتؤكد عَلى ضرورة تواجده وتفرض عقوبات على الانقطاع عن العمل بدون استيفاء الإجراءات الواجبة. أما واجبات الإدارة فتنص على وجوب تطبيق قوانين العمل دون محاباة ومجاملات مع محاسبة المخطئ وعدم التجاوز في متابعة المخالفات الوظيفية والسلوكية.
تتعرض الجامعات هذه الأيام لما يعانيه المجتمع من انفلات سلوكي ووظيفي وإداري، مع كل الأسف. لقد ظهر من يتجاوزون في حق العمل الجامعي، لا يتورعون عن استخدام فيسبوك وغيره للإساءة لكلياتهم، وينقطعون عن العمل إذا جاءتهم فرصة خارج الكليات أو للسفر بغرض الحصول على درجة علمية. كيف يسافرون بدون إذن؟ حصلوا على موافقة الكليات ولم توافق الجامعة بعد لتأخر تقرير الأمن!! ستضيع فرصة السفر، مش مهم، سيتباكون فيما بعد للعودة بعد أن تفصلهم الجامعات!! وكأن الأقسام منفصلة عن الكليات، وكأن الكليات منفصلة عن الإدارات الجامعية!! انفلات سلوكي يقوم على الأنانية والانتهازية، وانفلات وظيفي أساسه عدم احترام قوانين العمل الجامعي. كيف يؤتمن من يبدأ حياته معيدًا وهو يراوغ ويلاوع حتى يهرب؟ وهل يجرؤ على هذا السلوك غير الأخلاقي وغير المنضبط خارج كليته أو خارج مصر؟! قطعًا لا، لكنها بكل أسف "الملعنة".
أما الانفلات الإداري فيكون لما تظهر شلة وتربيطة في مجالس الأقسام للمطالبة بعودة معيدين سبق وفصلتهم الجامعة لانقطاعهم عن العمل بدون الحصول على موافقتها!! دفاعٌ هو عن الانفلات وتشجيعٌ عليه!! هل أصبح نفاق الانفلات دليل على تشجيع الشباب؟! هل من يؤيدون الانفلات أصبحوا حلوين سكر أمام الأصغر؟! هل التحريض على عدم احترام القواعد والقوانين الجامعية ينبئ عن ثقة أيًّا كانت في المؤسسات الجامعية بدءًا من مجالس الأقسام؟! هل تتقدم دولة وفي كلياتها الجامعية من يفتقدون التزامات وسلوكيات الإدارة بنزاهة؟! القواعد التي كانت تمنع السفر قبل الحصول على الماجستير تم تدميرها على حساب المدارس العلمية في الكليات!! لم يكتفوا بل تخطوا إلى احتقار القوانين والقواعد بالسفر قبل الموافقة النهائية من إدارات الجامعة!!
هل تشجيع الشباب يكون بنفاق المخالفين منهم؟! بإعطاء المَثَل في عدم احترام قوانين الدولة؟ بالتباكي الكاذب على فرص للسفر قد تضيع لو احتُرِمت القوانين؟!! هل تتقدم دولة وهذا يحدُث في جامعاتها من الأكبر والأصغر على حدٍ سواء؟!
سلامي وتحياتي للجودة وشهرتها جوجو!! حالٌ أكثر من محزن ومؤسف في الجامعات،،
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق