لو افترضنا أن سكان مصر يبلغ عددهم ٩٤ مليونًا منهم ٤٠ مليون أهلاوي و٢٥ مليون زملكاوي، والباقون موزعين على أندية الأقاليم أو لا مشجعين؛ إذن، عدد المصريين من الأهلاوية يشكل قوة ضاغطة يُعمل حسابها ويُفضل توجيهُها أو كسبُها. أكتُب، وأؤكد بداية أني لا أهلاوي ولا زملكاوي ولا أشجع الكرة المحلية حفاظا على اتزاني وهدوئي النفسي. لكن تكرارَ وقائع بعينها تُرجح كفة الأهلي يجعل من الواجب التساؤل والتقصي، خاصة وان إشعال الشعور بغياب العدالة، عند الملايين من غير الأهلاوية أو اللا مشجعين، يؤثر سلبا على الوضع العام.
لنرجع لمباراة الزمالك ومصر المقاصة التي أشعلت آخر الأزمات وأطلقت مواجعًا ما أكثرَها. لقد تقمص مدافع مصر المقاصة شخصية ودور حارس المرمى وأبعد كرة ولا أجدع حارس مرمى؛ من فرط براعته رآه الجميع إلا الحكم وحامل الراية!! أمرٌ لا يعني إلا أن الحكم اما قصيرُ النظر، أو لا يعرف كيف يتواجد، او أنه فاقدٌ الاتزان النفسي، وهو ما يوجب إبعاده تمامًا عن ملاعب الكرة. طبعا يستحيل إعادة المبارة وإلا سنرجع للخلف بعيدًا جدا، لكن في نفس الوقت كيف تنفق الأندية الملايين على أنشطة كرة القدم ثم يُطلب منها أن تكتفي بالمراكز من الثاني حتى الاخير؟! وكيف يُشكل فريقٌ يمثل مصر في أجواء لا تفرز لاعبين حقيقيين، إنما لاعبين منتمين لأندية الأغلبية العددية وتربيطات التوازنات؟! كيف تُزرع في اللاعبين الأخلاقيات الرياضية وقد شهدوا جميعًا في الملعب مدافعًا يتقمص دور حارس المرمى ولم ينطق أحدهم أو مدربهم وإداريوهم بالحق؟! ثم هل نسينا مدافع فريق مصر المقاصة الذي اقسم بأغلظ الإيمان انه ارتكب خطأ يستوجب ضربة جزاء لصالح الأهلي؟! ضربة جزاء لم يرها إلا اللاعب والحكم وعميت عنها مئات العيون في الملعب وعشرات الألوف عبر الشاشات التليفزيونية!! كلُها وقائعٌ لاتندرج تحت قائمة السوابق أو الطرائف الرياضية لكنها مع الاسف سوابقٌ في الغش والتدليس على مستوى عالمي.
لو تذكرنا من دفاتر الثلاثين عاما الماضية ان الأهلي كان دائم الفوز متخطيا المنطق ومسلمات الواقع. وهو ما يجعل التساؤلات لازمة. هل لفت الأنظار عن أوضاع بعينها يؤدي إلى وجوب فوز الأهلي حتى لا يغضب غالبية المصريين وتهدأ أعصابهم عن أية انفلاتات تجمع في فورانها كل أسباب الغضب المكتوم؟ هل يمكن أن نغفل عن غضب جماهير الأقاليم من إستيلاء الأهلي على لاعبيهم حتى لو أجلسوا على الدكة، المهم ألا تستفيد الأندية الأخرى منهم؟
دائمًا ما ترجع الأمور للخلف بعد فترة من تَصَوُر التقدم. هل من الممكن، ولو قريبًا، عودة الجماهير للملاعب وكل مباراة تحمل في طياتها كارثة بسبب فساد الإدارة وتعطُن الأخلاقيات؟! ثم هل بالفعل فوز الأهلي يدخل في التدابير غير المعلنة للحكومات للإلهاء عن المعاناة وتخفيف الضغوط النفسية والغضب المكتوم؟ س سؤال له ج جواب، وربنا يخلي لنا الدوريات الأوروبية وبلاها سوسو وتوتو وكوكو ...
أرجو ألا أكون أغضبت المزاج الأهلاوي بالملايين، إلا إذا كان الأمن الأهلاوي أمن قومي أو العكس،،
نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الثلاثاء ٧ مارس ٢٠١٧
نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الثلاثاء ٧ مارس ٢٠١٧
Twitter: @albahary
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق