السبت، 1 يناير 2011

شارعُ المكعباتِ وميدانُ امنحتب ...

الأسماءُ هى التاريخُ، ما هو الإسم الجديدُ لميدان سليمان باشا بوسط البلد؟ وهل تَقَبلَ الشعورُ العامُ الأسماءَ البديلةَ لشوارع شريف وفؤاد وتوفيق بالأسكندرية؟ قطعاً لا. هل يمكن تغييرُ اِسم ميدان رمسيس بعد نقل تمثالِه؟ وهل يمكن المساسُ بأسماء فنادق مثل كتراكت ومينا هاوس وويندسور؟ أكيد مستحيل. حتى عند بيع أى سلسلة من المحال أو العلامات التجاريةِ فإن الإسمَ يظلُ صامداً، هو التاريخُ والنجاحُ والذكرياتُ التى بها يؤرَخُ للزمانِ والمكانِ.

أكتبُ بعد أن نشرَِت الصحفُ أنه سيتمُ، ضمن إجراءاتٍ أخرى، تغييرُ أسماءَ مدارسِ النصر للبنين والنصر للبنات والليسيه بالإسكندرية إلى المستقبل والجيل والصاعد وغيره، طبعاً مع حلِ مجالسِ الإدارة و"تفوير" الشكل الإدارى لتلك المدارس. الموضوع إذن متعددُ الأوجه، مسحٌ لكل ما يمتُ للماضى بِصِلةٍ، ثورة يعنى.


طبيعى أن يثورَ الطلابُ ومن خَلَفوهم، وكذلك المدرسون. لمن الحقُ فى هدم الماضى من طرفٍ واحدٍ؟ هل دافعُ "تفوير" هذه المدارسِ، وليس إداراتِها فقط، ما قيلَ عن شكاوىٍ؟ حلو، طيب ما مدى جديةِ هذه الشكاوى؟ ومن كتبها أو من اِستُكتِِبَها؟ وهل توقفت مشاكلُ التعليمِ عند هذه المدارسِ تحديداً وبعدَها سيكون كلُه الفل الفل؟ وماذا عن الشكاوى التى من الطبيعى أن توجه ضد المدارس التجريبيةِ؟ هل سيتمُ حلُها و"تفويرها" إلى كتاتيب؟

التعليمُ، جامعى ومدرسى، يدخلُ كلَ بيتٍ، طلابٌ وأهالى ومدرسون، يستحيلُ أن تُحلَ مشاكلُه بتحركاتٍ فرديةٍ عنيفةٍ وجذريةٍ، التعليمُ لا "تفويرَ" فيه ولا عنتريةَ، إنه ملكٌ للمجتمعِ كلِه، لا يملكُ فردٌ أو وزارةٌ بأكملِها مفاتيحَه. كما سبقَ وقلنا لا لتدميرِ التعليمِ الهندسى بإلغاءِ السنةِ الإعداديةِ بكلياتِ الهندسةِ، ولا لخيالاتِ الجودةِ الورقيةِ، فكمان لا لهدمِ التاريخِ الذى طالما كان مثارَ فخرٍ، واسألوا من خرجوا من هذه النوعية ومن غيرِها من التعليم الخاص، الملكة صوفيا وعمر الشريف وأحمد رمزى ومفيد شهاب وسمير صبرى وأحمد نظيف وعلاء الأسوانى، ما شاء الله، وممكن تسألونى.

عندما يغضبُ المجلسُ الأعلى للشبابِ والرياضة على مجلس إدارة نادٍ من الأنديةِ الرياضيةِ والاجتماعية، فإنه بعد تأنٍ وتروٍ لدرجةِ المللِ، يصدرُ قراراً بحلِه، لكنه يظلُ نادياً، لا ساحةً شعبيةً. عندما تغضبُ القيادةُ السياسيةُ من وزيرٍ أو مجلسِ إدارةِ شركةٍ فإنها تقولُ لهم مع السلامة، وتَبقى الوزارةُ ولا تُباعُ الشركةُ روبابكيا. حنانيك يا وزارة التربية والتعليم، بالراحة، البلد مش نايمة للدرجة ديه، المشاكلُ فاضَت عن الحصرِ، لماذا التشتيتُ والتشتتُ؟ لا خابَ من استشارَ، وخابَ من إذا اِستُشيرَ سكَتَ أو وخافَ أو طَبطَبَ ودَلَع.

على فكرة، شارعُ الهرم ملئ بالمخالفاتِ، لتُنقلُ تبعيتُه لحى عين شمس وليُغَيَر اِسمُه لشارعِ مكعباتِ الجيزة، وبرضه لتعددِ المخالفاتِ بميدان رمسيس ليكن اِسمُه ميدان امنحتب وليتبع محافظ أسيوط.

المسئولية، أى مسئولية، لسيت خناقة ولا تار بايت ولا تجليات وافتكاسات، فى التعليم المدرسى والعالى وفى غيرِهما، وفى أى مجالٍ كان، صحرا أو بستان. إيييه، نعمل إيه بس، الكتابة فرض، والزعل مرفوع،،

ليست هناك تعليقات: