الجمعة، 15 مارس 2013

تقييم أفلام الأوسكار فى دورته ال85 - الجزء الثاني : ترشيحات أحسن فيلم


تم ترشيحه لإحدى عشرة جائزة أوسكار منها أحسن فيلم وومخرج وسيناريو مقتبس وتصوير ومؤثرات بصرية حقق منها أربع أهمها أحسن مخرج.
الفيلم دراما إنسانية حول مراهق هندى تغرق السفينة التى يهاجر عليها مع أسرته وبعض الحيوانات التى يمتلكونها إلى كندا ليكون الناجى الوحيد مع نمر بنغالى على متن قارب نجاة.
الفيلم مقتبس من رواية تحمل نفس الإسم للمؤلف الكندى يان مارتل والتى حققت أعلى المبيعات وأكثر من جائزة أدبية هامة.
يقدم الفيلم رؤية تأملية دينية بسيطة تصلح أكثر للصغار خاصة أنه يتناول حياة البطل منذ أن كان صبيآ كالمعاناة التى تعرض لها بسبب إسمه أو إهتمامه بالأديان المختلفة وملامح أخرى من شخصيته فى إستغلال واضح لسحر الهند كدولة من الشرق وموطن لديانات عدة فى حين جاءت نهايته لتؤكد على أهمية أن يكون للحدث أكثر من تفسير وعلى حرية إختيار الشخص للتفسير الذى يناسبه.
المؤثرات البصرية متميزة سواء فى شكل وحركة الحيوانات أو الصور البصرية التأملية.
فيلم متميز لكن العدد الكبير من الترشيحات لآ يعنى تفوقه على بقية الأفلام المرشحة.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

تم ترشيحه لإثنتى عشرة جائزة أوسكار منها أحسن فيلم وإخراج وممثل وسيناريو مقتبس وحقق جائزتى التمثيل والإخراج الفنى (ديكور ومناظر).
فيلم تاريخى عن كيفية تمرير تعديل دستورى يحرر العبيد ويلغى العبودية التى كانت منتشرة فى االولايات الجنوبية لأمريكا فى تلك الفترة والتى كانت سببآ لإشتعال الحرب الأهلية (1861 – 1865) أثناء حكم الرئيس السادس عشر أبراهام لينكولن.
للأسف جاء الفيلم أصعف من الحدث الذى يتناوله ربما لأن السيناريو ركز أكثر من اللازم على الجانب الإنسانى للينكولن ولم يتعرض إلا قليلآ للرأى المعارض أو العنصرية السائدة فى تلك الفترة وربما لأن ستيفن سبيلبرج لم يكن فى أحسن حالاته بما أن الفيلم إيقاعه بطئ والحركة قليلة أو ربما لأن دانيال داى لويس قدم مثالآ لتمثيل متميز لا يخدم موضوع الفيلم بإختياره الغير موفق لنبرة صوت رجل مريض والهدوء الزائد ولولا روعة الديكور وكادرات التصوير والأداء المتميز لمعظم الممثلين خاصة تومى لى جونز لما إستحق الفيلم عناء المشاهدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

تم ترشيحه لثمانى جوائز أوسكار منها أحسن فيلم ومخرج وسيناريو مقتبس وأربعة ممثلين ولم يحقق سوى أوسكار أحسن ممثلة.
الفيلم إجتماعى رومانسى كوميدى حول شاب يخرج من مصحة نفسية بعد فترة علاج ليقابل شابة تعانى هى الأخرى من مشكلة نفسية ويمضيا معآ فى العمل على علاج أنفسهما والبحث عن السعادة.
أكثر فيلم من بين أفلام المرشحة قربآ للمجتمع الأمريكى حيث يقدم الشخصية الأمريكية المهووسة سواء كان الهوس بالرياضة أو الطب النفسى أو الإصرار على إنجاح فكرة أو علاقة.
السيناريو المقتبس متميز ويقدم موضوع تقليدى فى شكل غير تقليدى ويبرز أهمية أن يكون الإنسان إيجابيآ فى سعيه للبحث عن الجانب المضئ للحياة والمعروف بالإطار الفضى  (Silver Lining)
أداء رائع من معظم الممثلين وخاصة جنيفر لورانس التى نالت الجائزة.
أحد أمتع أفلام عام 2021.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

تم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وأحسن ممثلة وأحسن مونتاج وأحسن سيناريو أصلى فى حين حقق جائزة أحسن مونتاج صوت مناصفة مع فيلم "سكاىفول".
الفيلم دراما حقيقية حول العملية التى نفذتها يوم 2 مايو 2011 بدءآ من نصف ساعة بعد منتصف الليل قوات خاصة للمارينز(SEAL) لقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن بناءآ على المعلومات التى جمعتها عميلة مخابرات على مر سنوات نتيجة إصرارها على التوصل لمكان تواجده.
هذا هو التعاون الثانى بين المخرجة كاثرين بيجلو وكاتب السيناريو مارك بوال بعد فيلمهما (الحربى أيضآ) "The Hurt Locker" الذى حقق أوسكار أحسن فيلم وأحسن مخرج وأحسن سيناريو منذ ثلاث سنوات.
سيناريو الفيلم جاء فى شكل تحقيق صحفى حيث إستخدم مارك بوال خبرته الصحفية ومصادره المعلوماتية فى حين أخذت مشاهد تنفيذ العملية شكل الفيلم التسجيلى إلا أن هذا الإسلوب رأيناه من قبل مع مخرجين مثل برايان دى بالما "Redacted" أو بول جرينجراس "The Green Zone" .
أثار الفيلم جدلآ كبيرآ لذكره أن المعلومات التى أدت إلى إتمام العملية تم الحصول عليها نتيجة التعذيب.
الملفت للنظر أن الشخصية الرئيسية فى الفيلم إمرأة (أداء متميز من جسيكا شاستين) والإخراج لإمرأة فى حين أن الموضوع المفترض أنه يخص عالم الرجال!
أحد أحسن أفلام عام 2012 إن لم يكن أحسنهم.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary

تقييم أفلام الأوسكار فى دورته ال85 - الجزء الأول : ترشيحات أحسن فيلم



                                 حب   Amour   
تم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وأحسن مخرج وأحسن سيناريو أصلى ولم يحقق سوى أحسن فيلم أجنبى.
الفيلم دراما إنسانية حول زوجة فوق الثمانين من عمرها تصاب بشلل نصفى نتيجة جلطة ليرعاها زوجها العجوز المقيم معها.
الفيلم حاز السعفة الذهبية فى مهرجان كان السابق وعدة جوائز من مهرجان الفيلم الأوروبى وهو من تأليف وإخراج مايكل هانيكيه النمساوى الذى يقدم هنا أقل أفلامه غموضآ.
السيناريو متميز ومكتوب بعناية ويعكس بدقة وواقعية الحالة الخاصة التى يتناولها وتطورها الذى يدركه من مر بنفس الظروف كما يعكس الحب المتدفق من الزوج لزوجته ويطرح قضية القتل الرحيم    (Euthanasia) أما الحمامة فقد تكون رمزآ لروح الزوجة.
نجح المخرج من خلال تنويع المشاهد وزوايا التصوير والأداء الرائع لبطلى الفيلم فى كسر الملل الذى قد ينتج من الإيقاع البطئ وإنحصار الأحداث داخل شقة.
وكالعادة فى نهايات أفلامه يترك المخرج المجال للمشاهد ليفكر فيما يقصده بتلك النهاية وإن كان مشهد عودة الإبنة للشقة بعد أن أصبحت فارغة من شاغليها يستحق أن يكون أطول للتعبير عن الظرف الجديد وتوصيل الإحساس للمشاهد.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

                            أرجو Argo   
تم ترشيحه لسبع جوائز أوسكار حقق منها أحسن فيلم وأحسن سيناريو مقتبس وأحسن مونتاج.
الفيلم دراما حقيقية حول عميل سى آى إيه يقوم بتهريب ستة أمريكيين لجأوا للسفارة الكندية بطهران بعد إقتحام السفارة الأمريكية فى أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979.
الفيلم من بطولة وإخراج بن أفليك ومبنى على رواية العميل الحقيقى للحيلة التى لجأ إليها وكيفية تنفيذها.
الفيلم يتميز بروعة المونتاج الذى جعل الأحداث عبارة عن لقطات قصيرة متتابعة لإسراع الإيقاع والتعبير عن التوتر المصاحب للمواقف. كما حرص السيناريو على إلقاء الضوء على الأحداث والظروف السياسية المعاصرة وإستعان المخرج –لإحياء مناخ تلك الفترة- ببعض اللقطات الأرشيفية التلفزيونية.
نجح الفيلم داخل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر منه فى باقى دول العالم وأعلن الإيرانيون أنهم سيقومون بإنتاج فيلم يرد على ما جاء فيه.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

تم ترشيحه لأربع جوائز أوسكار هى أحسن فيلم ومخرج وسيناريو مقتبس وممثلة ولم يحقق أية منها.
الفيلم دراما إنسانية وفانتازيا حول طفلة تعيش مع والدها بعد أن هجرتهما والدتها فى منطقة فقيرة بجنوب الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض للإغراق نتيجة إعصار ورؤيتها للأحداث بمزيج من الواقع والخيال وبشكل يعطى لحياتها أبعادآ غير عادية.
الفيلم يروى عن مجموعة من الناس يعيشوا فى ظروف قاسية ويرفضوا (أو يخشوا) مغادرة موطنهم إلى العالم الآخر فيما وراء الجدار المبنى للحماية من خطر الفيضان.
السيناريو رائع ورغم أنه من منظور طفلة إلا أنه يحمل فى طياته الكثير من الرموز والمعانى ويفتح المجال لكثير من الإسقاطات مثل مقارنة هؤلاء الناس بالحيوانات المنقرضة.
أداء متميز من الممثلة الطفلة التى أصبحت فى أول أدوارها أصغر ممثلة فى تاريخ السينما ترشح للأوسكار.
إخراج جيد من بينه زيتلين فى أول أفلامه والذى شارك فى كتابة السيناريو والموسيقى التى أضافت متعة للمشاهدة.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

تم ترشيحه لخمس جوائز أوسكار حقق منها أحسن سيناريو أصلى وأحسن ممثل مساعد.
الفيلم من نوعية الويسترن وتدور أحداثه قبيل الحرب الأهلية الأمريكية حول العبد دجانجو الذى يحرره صياد مكافأت المطلوبين(Bounty Hunter) ليساعده فى عمله مقابل معاونته فى تحرير زوجته العبدة فى إحدى مزارع الجنوب الأمريكى.
فيلم "ديناميتى" من تأليف وإخراج كوينتين تارانتينو (العاشق للسينما)  ينسف به العنصرية والعنف داخل المجتمع الأمريكى وبالمرة نفسه (أى الشخصية التى يقوم بتمثيلها فى الفيلم) ويكرم فى نفس الوقت الويسترن الإيطالى (الإسباجتى) خاصة سيرجيو كوربوتشى صاحب فيلم "Django" (1966) وممثله فرانكو نيرو الذى يظهر فى مشهد من الفيلم.
سيناريو متميز وإن عابه بعض الإطالة وبطء الإيقاع فى الجزء الأول إلا أن مصافحة واحدة (قد تصبح إحدى أشهر المصافحات فى تاريخ السينما) كانت كفيلة بتغيير شكل وإيقاع الفيلم إلى سينما لا نراها كثيرآ.
الفيلم يميل إلى الكوميديا السوداء وفيه الكثير من العنف رغم حذف تارنتينو لعدة مشاهد عنيفة.
أداء متميز من معظم الممثلين خاصة كريستوف وولتز (صاحب الأوسكار) وليوناردو دى كابريو (الذى لم يتم ترشيحه).
هذا الفيلم سوف يمتع كل محب للسينما ويصبح أنجح أفلام تارنتينو.
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

                     البؤساء   Les Miserables
تم ترشيحه لثمانى جوائز أوسكار منها أحسن فيلم وملابس وإخراج فنى وممثل وأغنية فى حين حقق أوسكار أحسن ممثلة مساعدة ومكياج ومكساج صوت.
الفيلم دراما تاريخية تدور أحداثها فى فرنسا فى النصف الأول من القرن التاسع عشر الذى حدثت خلاله أكثر من ثورة حيث يكرس خريج سجون حياته لتربية طفلة يتيمة نتيجة وعده لأمها ويحاول توفير حياة كريمة لها رغم مطاردة سجانه السابق.
الفيلم مقتبس من مسرحية غنائية مبنية على رواية "البؤساء" للشاعر والروائى الكبير الفرنسى فيكتور هوجو الذى عاصر تلك الفترة الزمنية.
نجح توم هوبر الإنجليزى الحائز على الأوسكار من عامين عن فيلم "خطاب الملك" فى تحويل المسرحية إلى فيلم سينمائى وحرص فى أثناء تنفيذه لذلك ‘لى أن يؤدى الممثلون الأغانى أثناء التصوير (Live) وأن يكون التصوير عن قرب (Close-up) وبأكثر من كاميرا فى وقت واحد لزيادة المصداقية وإعتمد على أن القصة معروفة للجميع ليقدم شكل جديد قد يقلل من دراماتيكية الرواية إلا أن السيناريو ركز على قصة الحب أكثر من تركيزه على الشخصية الرئيسية .
أغانى المسرحية التى نقلت كما هى للفيلم لم تكن على مستوى الرواية إلا القليل منها وأضافت عبء على الممثلين الذين إضطروا على التركيز فى الغناء فجاء تعبير وجوههم أقل من المطلوب بإستثناء آن هاثاواى التى حازت على الأوسكار.
تجربة رائدة تستحق المشاهدة خاصة أنها تتناول الظروف القاسية التى كان يعيشها الشعب الفرنسى والتى أدت إلى ثورته.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

Twitter: @albahary