الجمعة، 27 سبتمبر 2013

ديفيد شارل سمحون



من هو؟ إذا نُسِي الإسم فهو أيضًا رأفت الهجان، رمز الإنجاز المخابراتي كما أداه  بنجاح محمود عبد العزيز في المسلسل التليفزيوني الرمضاني الذي انتِجَ عام ١٩٨٩ وأبدَعَ موسيقاه عمار الشريعي. هو العميل المدسوسُ في مجتمعٍ ليكون منه، وليس له، عينٌ عليه تنقلُ دواخلَه، وتؤثرُ في قراراتِه المصيريةِ، يعيشُ حياتَه بأفراحِها وأحزانِها، من وراء قلبِه؛ زُرِعَ في اسرائيل، وقت أن كانت التكنولوجيا بحاجة للبشرِ لتستكملُ ما ينقصُها. تغيرَت الدنيا، وفي زمن الطائرات بدون طيارٍ تقلُ الحاجةُ للبشرِ، لكن تزدادُ الحاجةُ لمؤمراتِهم، لتأليبِهم الداخلِ، بتهييجِ المشاعرِ وقَلقلةِ كلِ ما يُمْكِنُ. 

منذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ والداخل المصري مُتخمٌ بوجوهٍ وأصواتٍ أفرزَتها الفضائياتُ، لم تكنْ معروفةً، وفجأة طلَت، من كلِ فضائيةٍ، تكرَرَ ظهورُها، مرة من بعد مرة، بالتحريضِ والتهييجِ، وبالمعلوماتِ المنقوصةِ، تعذرَت معرفةِ الثوري الحقيقي من قرينِه المزيفِ.  ظهرَت مسمياتٌ، مثل نشط سياسي، ومفكر سياسي، وفقيه دستوري، ومناضل ثوري، وإعلامي، وشيخ، وسلفي، وجهادي، وحقوقي؛ ارتفعَت الأصواتُ وعَلَت، ولم تعدْ متابعةُ البرامجِ المسماةِ حِواريةٍ إلا مثارًا للتوترِ والإنفعالِ. من هؤلاء؟ من أين جاءوا؟ كيف انفتَحَت أمامهم الكاميرات بدون أمارةٍ، فجأة وعلى غيرِ ميعادِ؟ أسئلةٌ كثيرةٌ، تذكرنا بديفيد شارل سمحون. كم شارل؟ وكم سَمْحونًا فيهم، وكم ديفيد؟ 

انفَتَحَت مصر على البحري، واستحالَ التمييزُ بين الصحيحِ والمضروب، بين الأصلي والتايواني، بين المضمون واستعمال الخارج، كلُهم مناضلون ثوريون، مُندسون في الزحمةِ، زحمةُ الفضائياتِ التي تُهيِّج الشارعِ، إنهم مناضلون بالمراسلةِ، على الهواء، ظهورُهم له أهدافٌ، ليست بالضرورةِ أهدافُهم، هم مجردُ أدواتٍ، لها ثمنُها، وأيضًا وقتُها وأوانُها، منهم من اختفوا بعد أن انتهى دورُهم، ومنهم من تغيرَ دورُهم، كُلُه بتعليماتِ المُخرجِين، لكن من هم المُخرجين؟ فتش عنهم. 

وجوهُ كثيرةٌ، على كراسي في الحكومة، الأحزاب، الإعلام، في الشارع، في المظاهرات، الاعتصامات،  المليونيات، من نصدق؟ جو غريب من الريبة والتشكك، كلُه يَعِدُ أصابعَه لو سلَمَ على كلِه! ترى متى تُفصحُ المخابراتُ التي تعملُ في مصر عن ديفيد، وعن شارل، وعن سمحون ، المدسوسين في أراضيها، في كلِ مكانِ، على أي كرسي، رجالًا ونساءًا، بذقن ومن غير ذقن؟

Twitter: @albahary

عنترة لا يَصلُحُ وزيرًا ...



عنترة بن شداد، بطل الأفلام العربي، شجيع السيما، يرفع فلان ويفعص فلان، ويُلوح بسيفِه، صارخًا هَع هَع، وفي الواقع كله على فاشوش، فِش فِش. ما تعملش فيها عنترة، تُقال لكل من يطلع فيها ويحارب طواحين الهواء، حدوتةُ هنا ومشكلة هناك، المهم المنظرة. 


لماذا هذه المقدمة؟ لأنني ومنذ التعديل الوزاري الأخير، كغيري، نتابعُ آداء بعض الوزراء وتصريحاتِهم، خاصةً عندما يكونون على مقربةٍ من مجال عملِنا، وتحديدًا ما يتعلقُ بالجامعاتِ والتعليمِ العالي. ولكن صُرحاءً، لم يكن تناولُ الموضوعِ على خاطري، لكن تصريحاتٍ تناقلتها الصحفُ لوزيرِ التعليم العالي يقول فيه " تنقطع يدي لو كنت وقعت هذا القرار"، "ولن أُضَحي بتاريخي" أوجَبَت الكتابةَ. هل يتبرأ الوزيرُ من تصريحٍ حتى تسكُت عنه الضجةُ؟ هل دَرسًَ القرارَ أم أنه تراجعَ عنه وخلاص؟ وما هو تاريخه في النضال؟ صراحةً لا أعرفُ عنه الشئ المُتفردَ، ولا أراه من المناضلين. ولو افترضنا أنه وزيرٌ مناضلٌ، طب وأحنا مالنا، ما نريده عملًا حقيقيًا لا تنقطعُ يدُه فيه. 



التعليم العالي يتطلبُ تعقلًا لا كلامًا، ومش عايزين إيد ما تلزمناش، ولا لسان.   الاتجاه السياسي للوزير يخصُه، ولا يخصُنا، هو مسؤولٌ عن التعليم العالي الذي يملكُه الجميعُ، ولا يجوزُ له التصرفُ وفق ميولِه وحدِها، والوزارةُ ملكُنا كشعبٍ قبل أن يأتي وبعد أن يذهب، ليست وزارته يتصرف فيها كما يشاء وليس له أن يفرضَ على مجتمعٍ بأكملِه توجهاتٍ لا يقتنعُ بها الجميعُ.   منذ عُيِنِّ والتساؤلاتُ لم تنته، مسؤولًا عن العدالة الاجتماعية والتعليم العالي، في نفس الوقت، مش كثير؟ إحداهما على حساب الأخرى، كفاية واحدة، وبصراحة وبلا زعل، التعليم العالي ليست مكانه. المواءمات السياسية لما تُفرض لا تأتي بالنتائجِ المأمولةِ والمشاهدُ بدأت في التراكُمِ.  الوزارةُ بكلِ مجالسِها ولجانِها لا تخرجُ عن وجوهٍ قديمةٍ مستديمةٌ يُعادُ تدويرها، وزراءُ سابقون، رؤساءُ جامعاتٍ على المعاشِ، أهلُ حظوةٍ  ونعم وحاضر، وكأن البلد نَضَبَت، وكأنها أبعادية، ولكلُ وزيرٍ تربيطاتُه حتى يظلَ موجودًا بعد المنصبِ. 



 أيضًا نَشرَت الصحفُ أن وزيرَ التعليم العالي أعطى محاضرَته لطلاب حقوق إنجليزي. سؤال، هل يُسمحُ بالتدريس لمرحلة البكالوريوس لمن هم فوق الستين؟ وهل استُثني التعليم الخاص في الحكومةِ من هذه القاعدةِ؟ وماذا عن التعليمِ المجاني في جامعاتِ الحكومةِ؟ أم أنها قاعدةُ منحٍ للحبايبِ ومنعٍ لمن عداهم؟ سؤالٌ غيرُ برئ. لا أريدُ الإجابةَ التقليديةَ، الأقسامُ هي التي تُحدًِدُ، لأنه من المعلومِ يقينا أن هناك من الأقسامِ من تضعفُ عن تدخلاتٍ إدارةِ الكليةِ، 



أحيانا، تكونُ المناصبُ على كِبرٍ مشكلةً، كماهي على صِغرٍ، كلُ بميعادٍ، والنفسُ البشريةُ واحدةٌ، ما يأتي في غير آوانِه لا يكونُ إلا باسلًا ماسِخًا. على فكرة، عنترة  بتاع الأفلام والحكاوي لم يُعَيَن شيخ قبيلةٍ ولا وخفيرًا،،



لا حياءَ في مصلحةٍ عامةٍ،،

Twitter: @albahary

شاهدت في السينما


فيلم رعب حول أسرة تنتقل إلى منزل جديد فى منطقة ريفية لتكتشف أنه مسكون بأرواح شريرة فتلجأ إلى إثنين من المتخصصين.
الفيلم من إخراج المخرج الأسيوى الأصل الماليزى المولد المتألق جيمس وان (Insidious,SAW) الذى أصبح متخصصآ فى هذه النوعية من الأفلام, ومن سيناريو للتوأم هايز المتخصص أيضآ فى هذه النوعية ومبنى على قصة حقيقية من ملفات الزوج وارن (كما جاء فى التتر).
الفيلم يعد من أحسن أفلام الرعب فى الفترة الأخيرة رغم موضوعه المتكرر إلا أن المخرج نجح فى إنجاز فيلم عالى التشويق سريع الإيقاع كثير الأحداث يقترب فى شكله للأفلام المثيرة من النوعيات الأخرى.
الفيلم سوف يعجب هواة أفلام الرعب وغيرهم من محبى السينما على حد سواء.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم أكشن فانتازيا حول حرب دائرة بين وحوش خرافية عملاقة ومجموعة من الروبوت العملاق الذى يحركه شخصان بينهما توافق ذهنى.
بصمة المخرج المكسيكى جوييرمو ديل تورو(Pan's Labyrinth) واضحة على الفيلم الذى لا يقل جودة عن الأفلام الأخرى المقتبسة من الكوميكس مثل The Avengers , Iron Man  ولكن النكهة مختلفة مما يفسر نجاحه عالميآ أكثر منه فى الولايات المتحدة.
المؤثرات الخاصة جيدة ويعد من الأفلام القليلة التى أضاف لها إستخدام البعد الثالث, أما الإظلام الموجود فى معظم مشاهد الفيلم فهو مقصود للتعبير عن قتامة الموضوع حيث تصارع الإنسانية من أجل البقاء.
من المبكر الحكم على بطل الفيلم الممثل الإنجليزى شارلى هانام الذى سوف نراه كثيرآ فى الفترة القادمة.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم أكشن كوميدى حول عميلة  FBI تذهب إلى بوسظن للإيقاع بزعيم عصابة لتنال ترقية تستحقها وتضطر مشاركة ضابطة شرطة ذات أسلوب غير تقليدى.
الفيلم عودة لثنائيات الشرطة مثل سلسلة أفلام Lethal Weapon بالنسبة للرجال أو المسلسل التلفزيونى Cagney & Laceyبالنسبة للسيدات مع زيادة جرعة الكوميديا إعتمادآ على براعة الممثلتين وعلى خبرة المخرج بول فيج (Bridesmaids) فى الأفلام ذات البطولة النسائية.
السيناريو كان فى حاجة إلى مراجعة لإستغلال أفضل للشخصيات فى مواقف أكثر إبتكارآ بدلآ من تلك التى رأيناها من قبل أو التى جاءت غير موفقة مثل مشهد الرجل الذى كان على وشك أن يختنق وهو فى المطعم.
فيلم لطيف لا أكثر ولا أقل.

درجة الفيلم : 6 من عشرة
فيلم مثير حول أربعة من الذين يعرضون الحيل السحرية على الجماهير يتم تجميعهم للقيام بعدد من العمليات لحساب شخص لا يعرفونه.
فيلم جماهيرى يعتمد على سيناريو ذكى يتناول عالم الخداع والسحر, تيمة الإنتقام وقيمة العدالة إلى جانب المطاردات المثيرة والمفاجآت الغير متوقعة كما يعتمد على الإبهار من خلال المؤثرات الخاصة وعلى الإيقاع السريع.
الفيلم من إخراج الفرنسى لويس لوتيرييه (Transporter2, Clash of the Titans) الذى أصبح المنتجون يثقوا فيه لتحقيق الأرباح.
قد يرى البعض أن الفيلم مجرد حيلة لجمع الأموال فى حين ينتظر آخرون الجزء الثانى.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
فيلم مغامرات فانتازيا عن طفل يولد على كوكب كريبتون الوشيك على الإنفجار فيرسله والده إلى كوكب الأرض حيث يكتسب قوى خارقة يستخدمها فى إنقاذ الأرواح ومحاربة الشر.
الفيلم مبنى على شخصية سوبرمان (DC comics) التى تم تقديمها من قبل على شاشة السينما والتلفزيون والتى يحتفل العالم هذا العام بيوبيلها الماسى.
تم إسناد الإخراج إلى زاك سنايدر (300, Watchmen) أحد أفضل مخرجى الأفلام المقتبسة من الكوميكس والذى يعيد تقديم الشخصية بشكل جديد وبإسلوب مختلف إلا أن السيناريو إهتم بأن يكون الفيلم تجاريآ وبالغ من مشاهد التدمير والمعارك التى أصبحت سمة هذه النوعية من الأفلام ذات البعد الثالث.
إختيار إيمى أدامز فى دور الصحفية ومايكل شانون فى دور الجنرال زود جاء مناسبآ ولكن هنرى كافيل (سوبرمان) ما زال لم يثبت جدارته.
ويبقى السؤال الأهم هل شخصية سوبرمان بمثاليتها وأخلاقياتها ما زالت لها نفس الجاذبية عند الجمهور؟

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون