السبت، 23 أبريل 2016

هل انتهى العمر الافتراضي لمرشحي الرئاسة الأمريكية؟

نُشرٓ ببريد الأهرام يوم الاثنين ١١ ابريل ٢٠١٦ رسالة بعنوان "المواطنون الأعلى مقامًا" وجاء فيها ما قاله أستاذ عاق لأستاذه الذي بلغ السبعين من عمره "انتهى عمرك الافتراضي". هذا بالفعل حال الجامعات الآن، يشكو كل من يقوم بالعملية التعليمية على كل مستوياتها من سوء سلوكيات وتجاوز في حق الأكبر، وكأن الأستاذ تساوى مع تلميذه. ومع الأسف لقد أصبح هذا المسلك نهجًا في الدولة، تذلفًا تارة وعجزًا أخرى.  

خيرُ الأمورِ أوسطُها، والاعتدالُ من التعقلِ والاتزانِ، نهجٌ سليمٌ قويمٌ مع الأسفِ لا محلَ له عندنا. الإتكاءُ على شعارٍ هو صكُ الصلاحيةِ، تُبَدَلُ الشعاراتُ وتُكَرَرُ حتى المللِ مثل لبانةٍ مُرةٍ ومع ذلك لا يلفُظَها الفمُ. لبانةُ هذه الأيامِ هي تمكينُ الشبابِ، حتى العجائزُ يلوكونَها من بابِ المودرنيزم، مثل صباغةِ الشعرِ ودَهنِه جل. أيامُ ما قبل ٢٥ يناير ظَهَرَ شعارُ تمكينِ الشبابِ لتأهيلِ الجو العامِ في البلدِ لتقبلِ فكرةِ وريثِ الحكمِ، وبالفعلِ عُيِّنَ من شبابِ الأربعيناتِ عددٌ لا بأسَ به في مواقعٍ مرتباتُها ما شاءَ الله. والآن الشعارُ يتكررُ، كما هو، بهدفٍ مختلفٍ، إعطاءُ الشبابِ ثمنِ ما بعد ٢٥ يناير، إسكاتُهم

فيما قبل ٢٥ يناير هيمَنَ على الدولةِ لعقودٍ من كانوا في أوسطِ العمرِ وهَرِموا في مواقعِهم، اِستَولوا على كلِ المفاتيحِ وأضاعوا أجيالًا بعدَهم لم تأخذْ فرصتَها بعد أن حجَبَها هؤلاء المؤبدون المستديمون؛ أُزيحَ السياسيون منهم بعد ٢٥ يناير وبَقى غيرُ السياسيين ولجانُ المجلسِ الأعلى للجامعاتِ شاهدةٌ على استمرارِ هيمنتِهم على الجامعاتِ، حكوميةً وخاصةً، بأدمغةِ تسلطِ طولِ البقاءِ وتحكماتِه. من طُلِبَ منهم الظهورُ كشبابٍ قاموا بأدوارِهم وقبضوا الثمنَ من مرتباتٍ وأضواءٍ، لكن القرارَ كان للمؤبدين المستديمين

والآن، بعد ٢٥ يناير، وُضِعَ أربعينيون على كراسي هنا وهناك، في الجامعاتِ والمحلياتِ والوزاراتِ، استيفاءً لشكلٍ ومراضاةً قبلَ الاقتناعِ والملاءمةِ، لم يكنْ لهم في ٢٥ يناير ولا في ٣٥ ولا حتى٩٥، استفادوا لأن الرزقَ من الله، ولأن الفرصَ بالمعرفةِ والزقِ والحشرِ؛ وزراءٌ ومحافظون أُجلِسوا وانكَشَفَ سوءُ الاختيارِ وضَعفُ حُجَتِه. إذا كان تمكينُ الشبابِ ضرورةً في كلِ موقعٍ بغضِ النظرِ عن الصوابِ، هل يُمْكِنُ أن يتولى وزارتي الدفاعِ والداخليةِ روادٌ أو نقباءٌ؟ الإجابةُ واضحةٌ؛ الملاءمةُ لا تقتصرُ على الجيش والداخلية، هناك مواقعٌ كثيرةٌ، وعلى رأسِها الجامعاتِ، أُغفِلَ منها وجوبُ تسلسلِ الأجيالِ وتعايُشِها وحُجِبَت أجيالٌ أقدمُ من أجلِ شعارِ تمكينِ الشبابِ ولو كان أجوفَ المضمونِ، غيرَ مُتسقٍ مع أخلاقياتٍ جامعيةٍ وعلمٍ، خاصةً مع تلهفٍ متأصلٍ على السلطةِ والمناصبِ.

التعسُفُ في شعارِ تمكينِ الشبابِ ظَلَمَ من هم أكبرَ منهم ليس سنًا فقط، ولكن أيضًا كفاءةً، وكأن ما قبل ٢٥ يناير وبعدَه سواءٌ، هما على حسابِ جيلٍ من كبارٍ طَمسَهم أكبرُ منهم، ثم جيلٍ آخرٍ من كبارٍ طواهم أصغرُ منهم؛ كبارٌ هم خَيلُ الحكومةِ غصبًا عنهم، رغم قدرتِهم وأحقيتِهم، ليموتوا بحسرتِهم ولتستمرَ الدولةُ للخلفِ دُر.

مازالَ النفاقُ والارتزاقُ واستغلالُ اللحظةِ، فقط صَغُرَ سنُهم. لم تُبنْ دولةٌ باللبانِ، العزاءُ الوحيدُ لخيلِ الحكومةِ، وحدِهم، وعجبي.


تخوض هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز ودونالد ترامب، وهم في ستينات وسبعينات العمر، انتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ في أمريكا ممكن لأنها دولة عجوز ومتخلفة،  لكن في مصر مستحيل، لا بد من النعانيع النغانيغ الضاربين صبغة وجل ومسرسعين هنا هناك، الفضائيات على قفا من يشيل !!


                نُشِرَت بجريدة الجمهورية يوم السبت ٢٣ ابريل ٢٠١٦


















Twitter: @albahary

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

حول القواعد الجديدة لترقياتِ أعضاء هيئات التدريس بالجامعات

طالعت مقترح القواعد الجديدة للترقيات، ولم أجد فيه ما يرفع من شأن البحث العلمي وأخلاقياته حقًّا، ولم أر فيه ما يمنع تحول لجان الترقيات إلى نقابات مهنية يدافع أعضاءها عن متقدمي جامعاتهم ولو تواضع مستواهم. تحفظاتي على مقترح القواعد يمكن إجمالها تحديدًا فيما يلي:

١. لم تتعرض المادة ١٨ بتعمق للتفرقة بين المؤتمرات العلمية عالية المستوى وغيرها. هل مجرد كلمة دولي تضفي على المؤتمر صفة الاحترام ولو كان سياحيًا ؟!! هل يعقل أن يحصل مؤتمر سياحي على درجات من ٦ إلى ٨ متخطيًا كثير من المجلات العلمية؟؟! كما أن المادة ذاتها فتحت باب الخلاف بين أعضاء اللجنة فيما يتعلق بتقويم المجلات العلمية، فتركت الباب مواربًا لكل التفسيرات فيما لا يجب الاختلاف فيه.

٢. نسب المشاركة كما وردت في المادة ١٩  تفتح الباب للتفرقة بين المتقدمين سواء كانوا مشتركين في بحث واحد أو كانوا متقدمين للترقية على مدار جلسات مختلفة. كما أن القواعد سكتت عن كيفية تحديد نسب مشاركة المشرفين على الأبحاث المستخلصة من الرسائل العلمية وعما إذا كان من الجائز أن يحصل مشرف على نسبة مشاركة تتجاوز ٥٠٪ أو تزيد متخطيًا نسبة مشاركة الطالب‏!! لقد دَبجت بعض الكليات نسب مشاركة لمتقدميها وصلت إلى ٨٠٪على الأبحاث من الرسائل العلمية!! المشرف إذن قام بالرسالة وناقش نفسه!! هل أخلاقيات البحث العلمي تقوم على ممارسات كتلك وختمها بالنسر؟!! قِس على ذلك عشرات الخطابات المختومة عن نسب مشاركة في الأبحاث ما فيها إلا المجاملات الفجة الفظة ومع الأسف الالتفاف على القواعد واللجان العلمية!!

ثم ما الحل في الأبحاث الاجتماعية التي توضع عليها أسماء لم تفعل شيئًا وقد تكون خارج التخصص أصلًا ولكنها تُرقى بالتنطع والأونطة؟!!

وأخيرًا، كيف تُشكل اللجان العليا وكيف تكون من أعضاء ليسوا على تخصص اللجنة العلمية؟!! هذا ما كان في القواعد السابقة ولم يرد بشأنه تحديدٌ في القواعد المقترحة. أليس البحث العلمي قائمًا على الأخلاقيات والاحترام، أم في العالم شئ وعندنا شئ آخر؟!!


هل يؤتمن على بحث علمي من رُقي بالسياحيات والنسب المضروبة والأبحاث السيكو سيكو والاجتماعية؟!! قواعد ترقيات تمسك العصا من منتصفها وتؤكد مع الأسف على السطحية وتفتيح المخ، ما المتوقع؟!! لا  فائدة فينا أم ماذا؟!!


نُشِرَت بجريدة الجمهورية يوم الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦ 


Twitter: @albahary

تعليق بمناسبة الدورة 88 للأوسكار


بإنتهاء شهر فبراير الماضى, أسدل الستار على موسم المسابقات والجوائز السينمائية وجاءت الدورة 88 للأوسكار عامرة بالسخرية وروح الدعابة خاصة فيما يخص العنصرية فى إختيار المرشحين ولا يتبقى سوى بعض الملاحظات التوضيحية التفسيرية:

1) كانت نسبة المشاهدة للحفل أقل من السنوات السابقة ربما لأن أفلام هذا العام لم تلفت النظر بالقدر الكافى ولم يرتبط بها المشاهدون وأيضآ بسبب الإتهام بالعنصرية الذى صاحب الحفل.

2) كانت أفضل أفلام هذا العام هى "المنبعث", "الإنتقاص الكبير" و"الضوء الكاشف" التى تساوت فى التقييم وربما جاء إختيار الأخير كأفضل فيلم لموضوعه الجرئ.

كيت وينسلت


3) كانت كيت وينسلت تستحق أوسكار أفضل ممثلة مساعدة لأدائها المتميز فى فيلم "ستيف جوبز" أكثر من أليسيا فيكاندر فى فيلم "الفتاة الدنماركية" خاصة أن دور الأخيرة يمكن إعتباره دورآ أول وليس مساعدآ. 

4) كانت بعض الجوائز شبه مضمونة مثل ليوناردو دى كابريو كأفضل ممثل وبرى لارسون كأفضل ممثلة وإمانويل لوبزكى كأفضل مصور وإنيو موريكونى كأفضل موسيقى تصويرية وسيناريو "الإنتقاص الكبير" وسيناريو "الضوء الكاشف" والفيلم الأجنبى "إبن شاؤول"  وفيلم التحريك "من الداخل للخارج" الذى يعتبر نوعية جديدة من أفلام التحريك.

إنياريتو ولوبزكى
5) حصل مخرج ومصوره (إنياريتو ولوبزكى) على الأوسكار لثانى مرة على التوالى رغم إختلاف نوعية الفيلم وأماكن التصوير والفيلمان هما "رجل طير" (2014) و"المنبعث" (2015).

6) الفيلم الحاصل على جائزة أفضل فيلم أجنبى "إبن شاؤول" هو أول أفلام مخرجه المجرى.

7) فاز فيلم الأكشن "ماكس المجنون" بأكبر عدد من الجوائز (ستة) كلها فرعية فنية وتقنية وأبرزها المونتاج الذى قامت به إمرأة هى مارجريت سيكسل زوجة مخرج الفيلم جورج ميللر.

8) تفوق فيلم ميزانيته 15 مليون دولار "إكس ماكينا" على فيلم ميزانيته 150 مليون دولار "ماكس  المجنون" وفيلم ميزانيته 200 مليون دولار "حرب الكواكب" فى المؤثرات البصرية.

9) تعدد المسابقات يتيح الفرصة أمام الجميع للحصول على جائزة كما تم مع إدريس إلبا الذى نال جائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "وحوش بلا وطن" من رابطة الممثلين ومن جماعة الأفلام المستقلة وإيما دونوهيو عن سيناريو فيلم "غرفة" من جماعة الأفلام المستقلة وديفيد روزنبلوم عن مونتاج فيلم "كتلة سوداء" من جوائز هوليوود للأفلام.

10) توافقت إختيارات الموقع مع إختيارات أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية  الأمريكية (الأوسكار) هذا العام بنسبة  13 من 19 إختيار وهى نسبة جيدة تفوق بها الموقع على كثير من الصحف والمواقع الأخرى.
وأخيرآ وليس آخرآ شكرآ للقراء لمتابعتهم لما يكتب بالموقع وشكرآ لصديقى وزميلى الدكتور/ حسام  لجهده وإدارته للموقع وكل عام وأنتم بخير.

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون