الاثنين، 18 يونيو 2012

فَرمَطة مصر ...


ما هو شكل مصر في حال وجود مسؤول إخواني أو أكثر على رأس السلطة التنفيذية فيها؟ هل ستتغير أسماء الشوارع وشكلها ولافتات المحال؟ هل سيتغير السلام الجمهوري؟ هل سيتغير العلم؟ هل ستتغير أزياء الرجال والنساء على حدٍ سواء؟ ما هو مصير التعليم العام والخاص؟ كيف ستكون البنوك وشركات الصرافة؟ هل ستعود شركات توظيف الأموال؟ ما هو شكل الضرائب؟ وما هي حكاية فرض الزكاة؟ كيف ستكون السياسة؟ هل ستعود مفردات التكفير والفسطاط المؤمن والفسطاط الكافر؟ هل ستتغير أساليب الخطابة والكلام العام؟ هل سيعود الرقيب بشكلٍ إخواني على الفنون والآداب؟ كيف ستكون قوانين الأحوال الشخصية والعقوبات؟ وما مدى الحرية المسموح بها إعلاميًا؟ هل ستظهر عقوبات مثل الإساءة للذات الدينية؟ في أي اتجاه ستكون هيكلة الشرطة؟ 

أسئلةٌ كثيرة ٌوما تحتها أكثر، الشعبُ المصري يمرُ بحالٍ من التشتتِ والتربصِ، لم تَحِله انتخاباتُ الرئاسةِ غيرُ الحاسمة في نتيجتها، لا الفائز فاز ولا الخاسر خَسَرَ، يستحيلُ أن يدعى تيارٌ أنه يمثلُ الشعبَ كلَه، ومع ذلك هناك من يدعون ذلك، مصر ليست في جيب الإخوان ولا في أي جيب. من تسطيح الأمور تصورُ أنه من الممكن السيطرةُ على مصر بتربيطات داخلية وخارجية، خارجيًا مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها في مقابل غض الطرف عن تغيير مصر داخليًا. لا الولايات المتحدة تريدُ مصلحةَ مصر ولا هي تؤتمن، وما هي بغاضةٌ بصرَها عن أي تجاوزٍ في حقوق المخالفين دينيًا وعقائديًا أو في حقوقِ المرأة. من المقامرةِ،  والمقامرةُ حرامٌ، تخيل أنه يمكنُ إعادةُ رسمِ دولةٍ بحجمِ مصر وموقعِها، من السذاجةِ توهمُ أنه يمكن إعادةُ هيكلةِ فكرِ مصر وثقافتِها وهي على ما هى عليه من تعدديةٍ دينية وعرقية وثقافية؟ 

المسؤوليةُ على الإخوان كبيرة والشكوكُ فيهم كثيرةٌ لدرجةِ أن هناك من يقولون أنهم لن يعملوا على القضاءِ على الأميةِ وقد ساهمَت في الإتيانِ بهم، التجارب فيما بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ لم تكن مُبشرةً ولا سعيدةً، لم تؤكدْ أنهم يتعلمون من الماضي ولا من تجاربِهم، ولا من نسبة ٥٠٪ التي يدورون حولها بالتيلة. ليس من حقِ الإخوان ولا غيرِهم التفريطُ في أمنِ مصر ووحدةِ أراضيها والمخاطرُ والأطماعُ حولها من كلِ جانبٍ، سيناء ليست لحماس لأنهم شركاءٌ للإخوانِ.

من المؤكدِ أن مصر ليست دولةً سهلةً ولا هي من البسكويت، ليست قابلةً للفَرمَطةِ، أي مسحُ دماغِها وإعادةُ كتابتِها،،



Twitter: @albahary