الجمعة، 4 ديسمبر 2009

رسالة إلي محرر بريد الجمعة...


بداية أشكرك علي هذا الباب الجماهيري الذي ينبغي أن يكون طاقة نور للخُلقِ الحسنِ والتسامحِ والتعاون وتقبل الآخرين. لماذا أكتب لك؟ لما استفزني من رد نشرته يوم الجمعة الموافق 4 ديسمبر 2009 للسيدة أو الأنسة/ نهي حسن تحت عنوان "هذا الجبروت" وجاء في أول سطر منه "ساعدني كي نحمي أطفال وأبناء المسلمين" وتكرر بعد ذلك نفس التصميم عندما قالت في الفقرة قبل الأخيرة "أن هناك قانوناً يحمي أبناء المسلمين"، ثم جاء في أول الفقرة الأخيرة "مسئولية تربية أبناء الوطن والمسلمين". الأمر إذاً خرج من إبداء الرأي تجاه مأساة إلي مأساةٍ التعصب ورفض الآخرين وهي أكبر وأخطر.

لا أدري هل فاتك التنبه أم أنك تشاركها الرأي؟ أرجو الحذر في باب بمثل جماهيرية بريد الجمعة.

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

لا لتدميرِ التعليمِ الهندسي..بلا كللٍٍ


تعرَضتُ من قبل لما يتعرضُ له التعليمُ الهندسي من مخاطرِ تصوراتٍ خاصةٍ ستعصفُ به بأكثرِ مما أعلَه وأثقلَه، ولما كانت الأقاويلُ عما يُدَبرُ لا تهدأ في كليات الهندسةِ الحكوميةِ، فإن السكوتُ علي ما قد يُحاكُ ترفاً لا نملُكه ويعدو من الواجبِ وأمانةِ المسئوليةِ والكلمةِ أن نستمرَ في مواجهةِ مخططاتٍ يستحيلُ أن يكون لها من نفعٍ. المؤتمراتُ التي تنظمُها "المجموعةُ" المهيمنةُ علي قطاعِ الدراساتِ الهندسيةِ في وزارة التعليم العالي و"الجودة" لا تدلُ إلا علي الإصرارِ علي تكريسِ وفرضِ ما لا يراه سواها؛ مؤتمراتٌ من تلك التي يُنتقي فيها المتكلمون والحضورُ، سيناريوهاتُها معروفةٌ وتوصياتُها مُعَدةُ سلفاً. كلُ الأسفِ والحزنِ لما آلَ إليه الحالُ، إنكارٌ تامٌ متعمدٌ للآراءِ مع حصرِها في "شلةٍ" ضيقةٍ، أياً كان مسماها، خبراءٌ، مستشارون، حتي التعيينات في المراكزِ القياديةِ بالجامعاتِ لا تكون إلا لتنفيذِ ما يُري، لا لوضعِ أفكارٍ مستقلةٍ وتصوراتٍ جديدةٍ، نفسُ ما اِتُبِعَ لما شُكِلَت اللجانُ العلميةُ للترقياتِ، بلا أساسٍ علميٍ مميزٍ إلا الرضا والاستبعادِ.
الدراساتًُ الهندسيةُ تتعرضُ لخطرٍ كاسحٍ، شلةُ التصوراتِِ والرؤي قرَرَت ولا رادَ لما عَنَ لها وخطَرَ ببالِها، هكذا تنتشرُ المخاوفُ في كلياتِ الهندسةِ الحكوميةِ، الدراساتُ الهندسيةُ لا بدَ أن تكونَ علي أربعِ سنواتٍ، هو كده، عناد وعافية، أمريكا وأوروبا كده!! ما دارَت عليه الدراساتُ الهندسيةُ لسنواتٍ كوم وما تراه هذه "الدائرةُ" كوم آخر، وجدوا التايهة، اختصارُ سنوات دراسة الهندسة. أهو تصورٌ خاصٌ لإظهارِ الابتكارِ والإبداعِ؟ أهو رضوخٌ لنفوذِ الجامعاتِ والأكاديمياتِ الخاصةِ التي تريدُ الطالبَ وبسرعةٍ تقلبه؟ لقد ألحقوا بدراسةِ الهندسةِ بها طلابَ ثانوية عامة حاصلين علي ٦٤٪، مجموعٌ لا يعني إلا انخفاضَ مستوي الذكاءِ والتحصيلِ والالتزامِ. حتي الدراساتِ العليا، التي تتطلبُ امكاناتٍ ومهاراتٍ عقليةً وعلميةً متميزةً، انفتحَت واسعةً في كلياتِ الهندسةِ الحكوميةِ لطلابِ الأكاديمياتِ والكلياتِ والمعاهدِ الخاصة، طلابٌ يبتغون غسلَ شهاداتِهم إياها وكلياتٌ حكوميةٌ تلهثُ وراء فلوسِهم، رغماً عن الأقسامِ العلميةِ التي ترفضُهم لقلةِ مقدرتِها من حيث أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ والمعاملِ ولتردي مستواهم العلمي. هانَت مهنةُ الهندسةِ وضربتَها البطالةُ من فرطِ ما اِبتُذِلَت بكلياتٍ ومعاهدٍ خاصةٍ أُنشئت بلا حسابٍ ولا تخطيطٍ وبلا تعليمٍ ولا تربيةٍ. سوبرماركت الدراساتِ الهندسيةِ أحطَ من جلالِها، شهاداتٌ من كل لون، تعليمٌ ترفيهي، سطحيٌ، خُذ شهادة واحصُل علي الأخري مجاناً!!
مصيبةٌ والله ما نحن فيه، الأقوالُ تدورُ في كلياتِ الهندسةِ الحكوميةِ عما يدبرُونه بليلٍ ويُسكَتُ عنهً؛ ما يسمعون إلا أنفسَهم، مهما رأي المحايدون المتجردون المنزهون عن هوي الكرسي والشُهرةِ. هنا دورُ الإعلامِ المخلصِ في تسليطِ الضوءِ علي المصائبِ وكشفِها، بلا حساباتٍٍ إلا الحقيقةَ، مهما فُصِلَت المؤتمراتُ وأزيعَت التوصياتُ إياها. من قبلِ بعشوائيةٍ ألغوا السادسةِ الإبتدائيةِ وبقدرةِ قادرٍ أعادوها، وهكذا تريدُ "الشلة" إلغاءَ سنةٍ بطولِها من الدراساتِ الهندسيةَ. أغيثوا الدراساتِ الهندسيةَ ومهنةَ الهندسةِ مما يُحاكُ باسم التطويرِ، أنقذوها من نكبةٍ في غيابِ الصراحةِ والوضوح والمحاسبةِ والمتابعةِ والمراجعةِ.
التطويرُ يستحيلُ بالهدمِ، بانكارِ عقودًٍِ تخرَج خلالها عباقرةُ المهندسين وما أثبَت الزمنُ خيبةَ تأسيسِهم وتعليمِهم ويستحيلُ أن تكون الخيبةُ ألا في إلغاءِ سنةٍ من الدراسةِ الهندسيةِ. اللهم لوجهك كتبنا،،