الاثنين، 17 أغسطس 2020

‏قيمُ المجتمعِ ...

وقعَت فتياتٌ تحت طائلةِ القانونِ لتخطيهن قيمَ المجتمع ِ حسبماوردَ في عريضةِ الإتهامِ. ‏‏أثارَت قضاياهن مواقعَ التواصلِوشغلَت حيزًا في المواقعِ الإخباريةِ الأجنبيةِ،فيهم من رأى أنه تعدٍ على المرأةِ خاصةً وأن الفتياتِ صغيراتِ السنِوأن الملاحقاتِ لا تطولُ رجالاً


قيمُ المجتمعِ كثيرةٌ، من ضمنهِا تجريمُ السرقةِ والسبِ والقذفِ والتعدي على الحقوقِ الخاصةِ والعامةِ. ‏المجتمعُ المصري مُتخمٌ بالمخالفاتِ؛ سلعٌ مغشوشةٌ، بناءٌ مخالفٌ، تعدي على الطريقِ العامِ بعرباتِ الفولِ والأطعمةِ الفاسدةِ،قيادةٌ في الممنوعِ،تحويلُ شققِ الطوابقِ الأرضيةِ لأنشطةٍ تجاريةٍ بدون ترخيصٍ، سبٌ وقذفٌ عبر وسائلِ الإعلامِ، كلامٌ مغلوطٌ عبر مختلفِ الوسائطِ، تسميمُ حيواناتٍ في الشوارعِ،وغيره وغيره مما يعجزُ عنه الحَصرُ



لماذا لم تُمنعْ تلك التعدياتُ؟  لما لا يُحاسَبْ مسؤولو الأحياءِ المرتشون؟ألا يدلُ وقوعُ المخالفاتُ مساءً على انعدامِ الأخلاقِ في المجتمعِ وعلى تراخي المحلياتِ؟ لماذا لم يَطُلْ القانونُ جرائمَ السبِ والقذفِ علنًا؟  لماذا ولماذا ولماذا؟ أليست كلُها تعدياتٍ على قيمِ المجتمعِ؟ هل وقَفَت قيمُ المجتمعِ عند فلانة وعلانة؟ هل هي قيمٌ مطاطةٌ؟هل ترى بعينٍ واحدةٍ؟ هل تُعَرَفُ حسب الحالةِ؟


الحفاظُ على قيمِ المجتمعِ ضروريٌ في مواجهةِ كلِ التعدياتِ،حفاظًا على قيمِ المجتمعِ ذاتِهامن التاويلِ والاستغلالِ. المجتمعاتُ السويةُ لا تُميِّزُ بين مخالفةٍ وآخرى ومخالفٍ وأخر. مخالفةُ قيمِ المجتمعِ تستوجبُ المحاسبةَسواء وقعَت من مسؤولين قَصَروا عمدًا في أداءِ وظائفِهم أو من أفرادٍ تعدوا عليها بسوءِ نيةٍ، وسواء وقعَت من إمرأةٍ أو من رجلٍ

لكن لَما كانت العقوباتُ لا تطولُ كلَ المُتعدين وكلَ التعدياتِ على قيمِ المجتمعِ أليس من الضروري أن نُعَرِفَ ما هي قيمَ المجتمعِ؟؟



اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الإثنين ١٧ أغسطس٢٠٢٠


Twitter: @albahary

الأحد، 26 يوليو 2020

تَعلَمتُ من إبنتي ...


التنشئةُ واجبٌ على الأهلِ، من لم يُرَبْ في صغرِه ستتولاه بقسوتِها الأيامُ والليالي. مع التنشئةِ السليمةِ يتعلمُ الأبناءُ الاعتمادَ على النفسِ واِحترامِ الآخرين بلا تعالٍ ولا تفريطٍ

بطبعي لا أميلُ إلى العنف، وأتعجبُ من الذين يدفعون تَذاكرًالأفلام ٍ تُرعِبُهم وتُرجِفُهم وتُشعرُهم بالبرودةِ في الحرِ. ‏علاقتي بالحيواناتِ كانت عن بعدٍ، اَحترسُ من الكلابِ واَستلطفُ القِططَ، لا أكثر. لفَتَ نظري أن إبنتي طبيبةُ الأسنانِ عضو هيئةِ التدريسِ بالجامعةِ تحملُ دائما كيسًا فيه طعامٌ جافٌ للقططِ والكلابِ، تحتفظُ به لتُطعمُ من تجدُهم في الشارعِ؛ تَطهو لهم وتأخذُ المرضى منهم لعيادةِ الطبيبِ البيطري حتى في العاشرةِ مساءً. راتبُها الجامعي المحدودُيتبددُ على القططِ والكلابِ. ‏ ‏اِستغربتُ في الأولِ ما تفعلُ، لكن مع الوقتِ أيقنتُ أنه خيرٌ ورحمةٌ لكائناتٍ خلقَها ربُنا، تتألمُ وتجوعُ في صمتٍ


شيئا فشيئا،تغيرَت نظرتي من مُجرد التعاطفِ  إلى إبداءِ الرأي،وهو ملعبي المفضلُ. ‏ما الهدفُ من مصارعةِ الثيرانِ في إسبانيا،إحدى دول قارة أوروبا التي ترفعُ شعاراتِ الإنسانيةِ والرحمةِ والعدلِ والرقي؟لو كانت هذه الهمجيةُ الوحشيةُ باسمِ الرياضةِ عربيةً، هل كانت أوروبا ستظلُ صامتةً؟أصبحتُ أتعجبُ ممن يتباهون بصيدِ البطِ ويعتبرونه رياضةً، يفتخرون بصورِهم بالبنادقِ الفتاكةِ وحولهُم عشراتُ الضحايا من البطِ!! هل سيأكلونه، أم سيتبرعون به، أم سيرمونه؟! كيف تتباهى فنانةٌ تريدُ إنسانًا رقيقًا بأن خطيبَهاصيادُ بطٍ؟!‏! ‏وما العائدُ من صيدِ العصافيرِ؟! ما الذي يؤكل في العصفورِ؟!! ‏الحيواناتُ المفترسةُ تصطادُ لتأكلِ، لا منظرةَ ولا تباه

في أحيانً كثيرةٍ، يجعلُ التعاطفُ مع الحيواناتِ الإنسانَ نباتيًا؛ كثيرٌ من المعتقداتِ في دولِ آسيا لا تُجيزُ أكلَ كائناتٍ خلقَها اللهُ مثلما خلقَ الإنسانَ

‏ ‏



لو
لم نَجدْ ما نتعلَمُه من أبنائنا قد نكونُ قصَرنا في تربيتِهم. شكرًا إبنتي العزيزة ...












اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


Twitter: @albahary

‏الحكومي أم الخاص؟


الثانويةُ العامةُ موسمُ القلقِ، التوترِ، الحساباتِ، الأملِ، الرجاءِ؛ الأملُ في مجموعٍ يؤهلُ للجامعةِ المَرجوةِ. المقارنةُ بين الجامعاتِ الحكوميةِ والخاصةِ عنوانٌ رئيسيٌ؛ أحيانًا تكونُ الجامعاتُ الخاصةُ هي الاختيارُ للإحساسِ بالتميزِ الاجتماعي، وأحيانًا تكونُ بحكمِ المجموعِ.  ‏سيتضحُ مدى تأثيرِ انخفاضِ الدخلِ بفعلِ محنةِ كورونا على الالتحاقِ بالجامعاتِ الخاصةِ

الجامعاتُ الخاصةُ في تنافسٍ شأنُها شانُ أي مشروعٍ خاصٍ،فهي تستقطبُمن جامعاتِ الحكومةِ أفضلَ أعضاءِ هيئةِ التدريسِاللذين يشغلون بكفاءةٍ ما يُسندُ إليهم من مناصبٍ إداريةٍ ومن أعباءٍ تدريسيهٍكما أنها تُوفرُ بيئةً تعليميةً مناسبةً من مكتباتٍ وقاعاتِ درسٍ ومعاملٍ وطبعًا كافتريات. المأخذُ الأكبر ُعلى التعليمِ الخاصِ هو الرضوخُ للطالبِ على حسابِ العمليةِ التربويةِ والتعليميةِ،لابدَ أن يكونَ مزاجُه عال العال، الزبونُ دائمًا على حقِ. ‏النجاحُ في أحيانٍ كثيرةٍ يكونُ يسيرًا لأن نسبةَ أعمالِ السنةِ تكونُ في حدودِ ٥٠٪؜ أو ٦٠٪؜ ما يُبقي للاِمتحانِ النهائي ٥٠٪؜ أو ٤٠٪، بسيطة؜. 

الجامعاتُ الحكوميةُ لما اِحتاجَت الفلوسَ أنشأت أيضا التعليمَ الخاصَ، بنظامِ نجاحٍ أسهلِ من نظيرِه المجاني. وبدلاً من أن يُحاكي التعليمُ الخاصُ بها نظيرَه الحكومي لجأت بعضُ الإداراتِ إلى تحويلِ نظامِ التعليمِ الحكومي لنظيرِه الخاصِ!!  مع الاسفِ لم تستطيعْ جامعاتُ الحكومةُ تقديرَ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ وحافَظت على تواضعِ رواتبِهم.  ‏‏بينما تزدادُ معاناةُ الأساتذةِ المُتفرغين بها لثباتِ ما يتقاضونه شهريًاوكان الأسعارَ لا تزيدُ يوميًا، ولرغبةِ بعض الجامعاتِ في التعنتِ في إعاراتِهم. ‏هناك من يتصورون في الجامعاتِ الحكوميةِ، على كافةِ مستوياتِها، أن الاستاذَ المتفرغَ يتقاضى حسنةً لا أكثرَ،رغم ما يتحملُه كثيرون منهم من أعباءٍ تدريسيةٍ. في إداراتِ الجامعاتِ الحكوميةِ من يعتبرون الكراسي الأعلى تطورًا طبيعيًا للوظيفةِ الجامعيةِ، وهو ما يُغلِبُ المنظرةَ المُبالِغةَ على أدائهم

المشكلةُ الأكبرُ في التعليمِ الحكومي والتعليمِ الخاصِ هو إتجاهُ البعضِ "لتقليدِ بره" بحجةِ التطويرِ،  متغافلين أن التعليمَ نظامٌ اجتماعيٌ لا يمكنُ فيه فَصلُ التعليمِ الجامعي عن التعليمِ الثانوي وما قبلِه. مع الأسفِ تطغى في أحيانٍ كثيرةٍ الطموحاتُ الشخصيةُوتَرفعُ شعاراتٍ لا تتلاءمُ مع نُظُمِنا الاجتماعيةِ والتعليميةِ؛تطويرُ التعليمِ لا يكونُ "زي بره" ولا بالتربيطاتِ. ‏اللهم اِحمْ التعليمَ الهندسي من المتشعبطين في "زي بره". 



الجامعاتُ الخاصةُبحكمِ إمكاناتِها ورغبتِها في إرضاءِ الطلابِ تُقدمُ مناخًا أكثرَ فرفشةٍ وملائمةٍ للراغبين في التعليمِ السياحي، إذا كانوا يَقدرون عليه







اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


Twitter: @albahary