الجمعة، 15 أغسطس 2014

وزيرٌ سابقٌ= خبير+حكيم+معاش

تَفتَحُ فضائيةً تجدُ وزيرًا شغال رغي، تَفتَحُ صحيفة تُفاجَأ بوزيرٍ يكتبُ، أقصدُ وزيرًا راحت عليه. كُلُه دَشٌ عن خِبراتِ سعادتِه وحِكمةِ جنابِه، وكيف كان سعادتُه يقضي الليل والنهار في الإبداعِ والألمعية وخدمة مصر، وكأن الشعب نسى كيف كان فاشلًا، ووجودُه يتساوى تمامًا مع غيابِه.  هناك من الوزراء من تسببت ممارساتُهم وتصرفاتُهم في زيادةِ الكراهيةِ العامةِ للنظامِ، حسني مبارك ومحمد مرسي، على حدٍ سواءٍ، لكنه جُنونُ الكرسي الذي يَلسعُ العقولَ ولهفةُ بعض الفضائياتِ ورؤساءِ التحريرِ على إعادةِ إنتاجِ وجوهًا قديمة وكأنها مفتاحٌ لزيادةِ الإعلاناتِ والتوزيعِ، فكرٌ خائبٌ ماسخٌ فاشلٌ قاصرٌ، كالعادةِ.  

أما كاجوال فصفةٌ لما هو عَرَضي، عابِرٌ، وبمعنى أدق ظُهورات. كما تُطلقُ كاجوال على ما هو غير رسمي، مثل البنطلون الجينز والفانلة التي شيرت، والفانلة البيسو التي لا ياقةَ لها.  الكاجوال لتمشية الحال، رخيصٌ وسريعٌ وعلى قد حاله، ما هو صيني يدخل تحت بند الكاجوال، يعملُ لفترةٍ محدودةٍ ويعطلُ بعدها،  بثمنِه. 

منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وما قبله بعامين، مَرَ على مصر عشراتُ الوزراءِ، أعدادٌ قياسيةٌ دخَلَت موسوعةَ جينيس للقياسياتِ  Guinness، ضاعَت أسماؤهم كما مُحِيَت وجوهُهم وما كان لهم من أثرٍ بَعدَ عينٍ، مَعذورين أحيانًا، وخائبين قليلي الحيلة أحيانًا أكثر. الوزيرُ يُختارُ لعدةِ أسبابٍ، مشتاقٌ جدًا وأدخَلَ نفسَه تحت اللمبةِ، بافتكاسة وبُق وتَهجيصة، فرأوه وعينوه، دون أن يكونَ لها. الدخولُ تحت اللمبةِ  يكونُ بترتيباتٍ كثيرةٍ، منها ما هو مع فضائيات ِالهوى والغرضِ للدفعِ بفلانِ أو علانِ لسببٍ ما، تفضَحَه الأيامُ فيما بعد.  ومن الوزراءِ من هم في دائرةِ الاختيارِ الضيقةِ التي لا تخرجُ عنها أسماءٌ بعينِها، تباديلٌ وتوافيقٌ بين أعضائها، مرة لفلان وأخرى لعلان؛ وبما أن الشئَ بالشئ يُذَكِرُ، فبنفسِ الطريقةِ  تُشَكَلُ لجانِ القطاعاتِ في المجلسِ الأعلى للجامعاتِ، وبها أيضًا يدورُ نفسُ المذيعين على الفضائياتِ. وأخيرًا، اللهم اجعله خير، قد يُختارُ الوزيرُ لكفاءتِه، ولكنها ليست بالقاعدةِ.  

من يدخلُ الوزارةَ يفكرُ  في مستقبلِه بعدها، لا يحزنُ إذا فٓشٓلَ، المهم وزيرٌ سابقٌ، اسمًا بين الجيران ومعاشًا، ومُعَزون كُثرُ في وفاةِ أقاربِه ومعارفهِ ولو بَعِدوا، وممكن فرصة عمل هنا أو هناك، وفُتاتُ برامجٍ وكتاباتٍ في صحفٍ، أحسن من مفيش برضه. من الوزراءِ السابقين من أصبحوا مُفكرين ومُحَلِلين ومفيش مانع ثوريين، وكأن الوزارةَ هي صكُ الألمعيةِ، والله يرحمُ خيبةَ الأداءِ وضحالةَ التدبرِ. كم من وزراءٍ دخلوا بهيصة وزمبليطة وخَرَجوا في الظُلمةِ من تحت عقب الباب!! شاهدتُ بعضًا من الذين  أبعِدوا من وزارةِ، حالُهم يستدعي الشفقةَ، كلامُهم لا يتجاوزَ ماضيهم، لما سَووا الهوايلِ، منهم من لا يزالَ مُتعنطِزًا، على مفيش طبعًا، ومنهم من يحاولُ رسمَ اللطافةِ والظرافةِ والخفافةِ والتواضعِ، الله يرحم.  

اللافتُ للنظرِ، أن كثيرًا من الوزراءِ يكونُ في جَرةٍ ويَطلَعُ لبرة فورَ جلوسِه على الكرسي، يبدأُ بالشطحِ والنطحِ والعَنتَرةِ، لا دراسةَ ولا تأني ولا استنارةَ، طاخ طيخ طوخ على طول، وكأنها ولا مؤاخذة عزبة دادي، والله يرحم تاني. كم تحملتي يا مصر، وكم جربوا فيكي، وكم لَطَشوا، ولكن شعبَك الآن غيرُ الشعبِ، يقظٌ واعٌ فاهمٌ، لن ينضحكَ عليه، ولن يتعنطَز ويتمنظَر عليه بشرٌ، أيًا كان،،

يا وزير يا يا مُبَجَل مثل كلِ مواطنٍ، كُلُه كاجوال، اِحفَظ مركزَك، ولو طالَ بك الزمنُ بعض الشئ، ويا بتوع بعض الفضائياتِ والصحفِ خِفوا عن الناس من طلعتِهم البهيةِ وأفكارِهم الضَحلةِ وذكرياتِهم السَخيفةِ،،





نُشِرَت بجريدة روزاليوسف يوم الأحد ١٧ أغسطس ٢٠١٤ 




Twitter: @albahary

مُفتي بالقطعة ... شُهرةٌ ورزقٌ

الوظائف في العالم العربي شحيحة ، لكي تعلو لابد أن تكون مسنودًا مَزقوقًا، إلا إذا كنت من أعضاء الفئة الجديدة، مفتي، مفتي نت مثل فيسبوك وغيره، مفتي قَعدات، مفتي فضائيات، كلُها تندرج تحت بند مفتي بالقطعة، حسب الطلب. وظيفةٌ تتواكبُ مع عصرِ المعلوماتِ والاتصالاتِ، شأنُها شأنُ مطربي الكليبات والمناسبات، شأُن الخبراءِ في كُلِه، وعلى شاكلتِهم المذيعون والمفكرون الجُدُد؛ المفتي بالقطعةِ مُكمِلٍ لهم، الفرقُ في الصنعةِ، في طبيعةِ العمل، في النكهةِ.

المفتي بالقطعة، ليس رجلا فقط، هناك من النساء من اجتزن الحدود، طلَعن لفوق. لا يشترط في الإفتاء شهادةٌ بعينها، كله ماشي، كثيرون تركوا وظائفهم الأصلية لما شح دخلها، غيروا جلدهم، فنانات تركن الفن وتركهن ، تحولن إلى تلك الوظيفة الجديدة، ربحها أكثر، ولو قل علمُهن، ولو كانت لغتُهن العربية تحت الصفر.

الشرط الأساسي في المفتي بالقطعة أن يطرح القضايا الجدلية، في الزواج والطلاق، فيما يتعلق بالمرأة علي وجه الخصوص، في المللِ والديانات الأخرى، في توظيف الأموال، باقي الأمور شعبيتها أقل، مرتبتها متأخرة. يتراوح أسلوب العرض ما بين التجهم والعبوس إلي رسم السماحةِ والدعة وطول البال، كلها أدوات المهنة. أما الزي فحسب الحاجة، هناك المفتي المودرن، الأفرنجي، وهناك أيضا المفتي ذو الزي التقليدي الأبيض واللحية الكثيفة، هادئون أو ثائرون، كلهم يلعبون حواجبهم، يشوحون بأياديهم، يهرشون جباههم، علامات الصدق والتمعن، من وجهة نظرهم وبتعليمات طالب الفتوى.

الفتاوي في الخمس سنوات الأخيرة تفوق في عددها ما أطلق خلال مئات السنين، الفضائيات الاستثمارية تصنعُ المفُتين، وكذلك مواقع التواصلِ على النت، تجارة في تجارة وإعلانات، فتاواهم تتناسب وطبيعة المجتمعات المتكاسلة خصوصا في إعمال العقل ، اندثرت برامج الثقافة وانزوي المفكرون، وصعد أهل الفتوى لفوووق. وراء الصراعات والجدل واللت والعجن، هم موجودون بالقوي. 

أغرَت الأضواء نجوم الفتاوي، زغللت عيونَهم، لعبت الشهرةُ بأدمغتِهم، أو طمعوا فيها، يبشرون الناس بالجنة في الآخرة ويستعجلونها لأنفسهم في الدنيا، يُمَنون بالحور الحسان وفي الحال يحوزون منهن ثلاثا وأربعًا وأكثر، انهمَرَ رزقُهم وفاضَ، فتاواهم علي كل لون، كُلُه بالطلب، برزقـِه.

التكنولوجيا أوصلت العالم المتقدم إلي المريخ، بكل الوضوح والنقاء، بعلماء يقودون للإمام، أما في المنطقة العربية، فالصراخُ والتهديدُ والوعيدُ والمنعُ، بمُفتين بالقطعة، تفصيل، يسحبون للخلف ولتحت، لقاع القاع. 


Twitter: @albahary

شاهدت في السينما

 
فيلم خيال علمى حول المواجهة بين الباقين على قيد الحياة من البشر بعد وباء فيروسى قضى على معظمهم وبين قرود إزدادت قدراتهم العقلية نتيجة التجارب المعملية التة أجريت عليهم.
جزء جديد من سلسلة أفلام بدأت فى عام 1968 وأفضل من سابقه بعد تغيير معظم العاملين من ممثلين وفنيين وعلى رأسهم هذه المرة المخرج المبدع مات ريفز مخرج فيلم    Let me in.         
مواقف وأحداث الفيلم تم تناولها كثيرآ من قبل لكنها فى محلها حيث أن القردة وقادتهم أصبحوا يتصرفون مثل البشر.
أروع ما فى الفيلم تعبيرات وجوه القردة, مشاهد هجومهم على ملجأ البشر والموسيقى التصويرية ولا يعيبه سوى إستخدام البعد الثالث الذى أضفى ظلامآ إضافيآ أثناء المشاهدة على الإظلام الموجود فى  الصورة.

درجة الفيلم : 7 من عشرة
 
 
فيلم خيال علمى حول ضابط أمريكى فى وظيفة غير قتالية يتم إرساله أثناء تواجده فى لندن ورغمآ عنه إلى جبهة قتال بين البشر وغزاة من الفضاء ليدخل فى حلقة يتكرر فيها وقوعه قتيلآ ثم عودته للحياة أكثر خبرة ومعلوماتآ عن العدو.
عودة مرة جديدة لأسطورة سيزيف بعد أفلام عدة مثل
ومن خلال سيناريو جيد مقتبس من رواية يابانية ومخرج متمكن قدم العديد من الأفلام الناجحة.
الفيلم مقنع والمؤثرات الخاصة جيدة لكن الرسالة التى يحملها الفيلم عليها الكثير من علامات الإستفهام والتعجب!

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة
 
 
فيلم كوميدى يروى قصة مدير فندق فى مدينة أوروبية خيالية فى الفترة التى سبقت الحرب العالمية الثانية على لسان عامل الردهة الذى أصبح مالكآ للفندق فيما بعد.
الفيلم ألفه وأخرجه الأمريكى ويس أندرسون فيما يعد أحد أفضل أعماله وأمتعها وإمتدادآ لأسلوبه الذى يعتمد على إستدراج المشاهد إلى عالمه الخاص الذى تدور فيه أحداث مستوحاة من الواقع لكن  برؤيته الخاصة. وهنا على سبيل المثال نجد تعظيم أهمية وتأثير مدراء الفنادق ومحاولة لإيضاح المناخ السائد فى تلك الفترة.
يذكرنا الفيلم فى إسلوبه ونوعيته بالفيلم الفرنسى الممتع Amelie  إلا أنه يختلف معه فى شكل الصورة. 
حاز على الجائزة الكبرى من لجنة تحكيم مهرجان برلين هذا العام.

درجة الفيلم : 7 من عشرة
 
 
فيلم خيال علمى عن لجوء إكس ورجاله إلى إرسال وولفرين إلى الماضى لتصحيح حدث إدى إلى تهديد وجودهم.
جزء جديد من سلسلة أفلام رجال إكس من مارفل كوميكس يلجأ هو الآخر إلى تيمة العودة إلى الماضى   The terminator.
لتصحيح مسار السلسلة وإعطائها دفعة مع إدخال شخصيات جديدة وإحياء شخصيات قديمة.
أداء معظم الممثلين جيد رغم نوعية الفيلم والمؤثرات الخاصة رائعة ونجح المخرج برايان سنجر الذى يعود للسلسلة بعد فترة فى تقديم فيلم مثير يرضى المشاهدين.

درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون