الأحد، 23 مايو 2010

عندما يتوه الحقُ وتضيعُ الحقيقةُ...


تردت الأحوال عموماً، وغيرُ بعيدٍ الجامعات والمناخِ المفترض فيه المنطق العلمي، وما تزال خناقة وزير التعليم العالي مع المدير الأسبق لأكاديمية مبارك مستعرة كنموذجٍ ومثلٍ لا مفرَ من تكرارِه علي المستوياتِ كافة. الأجواءُ مكفهرةٌ، كيدّ وتربصٌ وتجاوزٌ، الكل يكره الكل. الجامعات ضلت الطريق، أعضاءًُ هيئات التدريس فرغت جيوبهم، انتماؤهم لمن يدفع لهم، للجامعات الخاصة ولشركات تدعي نقل التكنولوجيا وما نتج عنها إلا تخريب الجامعات، أصبح من المجهور به بقلب من حديد الجمع بين وظيفة الجامعة وغيرها، لا خوف ولا وجل ولا حياءَ ولا كسوفَ، إثبات الوجود في أوقات التواجد الشحيحة يكون باختلاق المشاكل وادعاء المواقف والصراخ.

مع تسمم الأجواء علي مستوي آداء الوزارة المسؤولة عن التعليم العالي وأعضاء هيئات التدريس علي حدٍ سواء، غاب المنطق وطُمِسَت الحقيقةُ، شُكلت لجان ترقيات أعضاء هيئات التدريس بما يخاصم المنطق العلمي، فقدت احترامهم، والنتيجة، أصبحت قراراتها محل اتهامٍ وشكٍ وسخريةٍ. من الطبيعي أن يتمحك كل من فشل في الترقيةِ في عدمِ كفاءةِ اللجنة، حتي لو قدم ما لا يصلح إلا للتندر في مجلة البعكوكة. في مناخ التردي السياسي والاجتماعي والعلمي هذا، هناك من يتبجحُ بأنه قدم بحثاً علمياً متميزاً، لكن لضيقِ الوقتِ اكتفي بنشره في مجلة أو مؤتمر ربع لِبة!! إذا كان بحثاً متميزاً كما تزعم، خجلان من إيه؟! المجلات العلمية المحترمة معروفة بالاسم!! هل حّكَمت لنفسك وألصقت بنفسك التميز!! كده بمنتهي البساطة؟! وإذا كنت قد هربت من النشر العلمي المحترم المُحكم، هل تريد تغيير نظام الترقيات حتي تقدم عملك الذي تراه فلتةً إلي اللجنةِ مباشرةً دون نشرٍ مُحَكَمٍ؟! من الطبيعي ألا يؤدي هذا المناخ الفاسد إلا إلي الخزعبلات تلك!!

من يتمردون علي العمل الجامعي يسيرون علي العجين والطين، والجمر، يؤدون المطلوب وغير المطلوب، وأكثر!! لكن، خارج الجامعات الحكومية التي آوتهم وعليهم تسترت. ما يُمتنعُ عنه خارج الجامعةِ يُقترفُ وزيادة داخلها، من يستحيلُ قبولُهم خارج الجامعةِ يعيثون داخلها إفساداً واتلافاً بفجرٍ وبجاحةٍ. مصيبة، ضربت الجامعات من أعضاء هيئات التدريس، ومن وزارة التعليم العالي والجودة، ومن كل من وضِع في موقع مسؤوليةٍ،،

يا آآه يا آآه، والأولة في الغرام، والعذاب فوق شفاه تبتسم، وسلم لي، حد فهم حاجة؟!!