الخميس، 19 يناير 2017

الوزيرُ يأتي ويذهبُ .. ولا يرحل!!

تعيينُ الوزراء حدوتةُ الحواديت. الوزير عندما يؤدي اليمين الدستورية يتصور أنه طالَ السماءَ، وتبدأ خُيالاتُ العبقرية والألمعيةِ تحاصرُه فيصدقُها ويعيشها مع سيطرةِ المنصب على من حوله من المرؤوسين، وعلى المنافقين من مستشارين يُقننون رؤاه ولا يُرشدونه. هذا حالُ الوزير وكثيرين ممن وجدوا أنفسهم على كراسي، للتذكرة الواجبة قبل أي كلام.  

الوزيرُ لا بد أن يأتي من دائرةٍ ضيقةٍ من المعروفين لأي سبب؛ وقد عَرفَ الكثيرون من أهل الاشتياق اللعبةَ فاقتربوا من الإعلام، إما بالآراء التي يوزعونها هنا وهناك، أو بالقرارات العنترية التي تثير الجدل أكثر من النفع، أو باصطناع الإنجازات الخزعبليةولما كان الإعلام يبحث عن الإعلانات فمن الضروري أن تكون الشخصياتُ الجدليةُ ضيوفَه ومادتَه. إذا كان الإعلامُ يبحث عن سبوبة استمراره، فكيف يطيعُه ويسايرُه من يتخذُ قرارَ التعيين؟ كم من وزراء أتوا بعد رئاسة جامعة أو مؤسسة أو عمادة كلية وتبين المقلب الذي شربته الدولة في آدائهم وفِي ممارساتهم وطباعهم، واتضح كم عانت منهم جامعاتهم وكلياتهم في الظل. الوزارةُ تفضح وتكشف أنهم كانوا دون مستوى الكراسي التي شغلونها قبل الوزارة!!  

الوزاراتُ بيوتُ عنكبوت، فيها المؤبدون الذين يهيمنون عليها ويتبدل عليها الوزراء ولا يتغيرون. في وزارة التعليم العالي مثلا لجانٌ ما لها من حصرٍ. وما أكثر لجان المجلس الأعلى للجامعاتِ، ومنها لجان القطاعات المتخصصة، فهي تتشكل من وجوه مؤبدة لم تتغير منذ سنوات طوال، فتشعبت وفرضت سيطرتها بالتربيطات  وامتنع عليها سماع أية آراء من زملاء الجامعاتِ في شؤونهم. شخصياتٌ عنكبوتية تَظهرُ للوزراء القادمين بلا خلفية حقيقية وكأنها الحلول والصواب. لنر أيضًا كيف شُكلت لجان ترقيات أعضاء هيئات التدريس بالجامعاتِ وما أثارت؛ نفس الوجوه تُكرر نفسها من لجنة للجنة أخرى، وكأن مصر أبعديةٌ. طبعًا الوزير لا يبحث إلا عن تلميع نفسه، ولا يمكنه فُض بيوت العنكبوت حتى لا ينكشف، فيظل الحال كما هو عليه من ركود. كم شكونا مما تتعرض له لوائح الدراسات الهندسية، وما يُدَبرُ لها بعيدًا عن الأقسام العلمية بالكليات، هل من مُصغ؟ أبدًا.  




لما يأتي الوزير يبدأ شيئا فشيئا في التقوقع حول بطانته التي يرى أنها ستُظهره وتؤدي عنه، مهما قيل عنها وأيًّا كان مسلك أعضائها وسيرتهم؛ وهو أسلوب مع الأسف شاع سواء في جامعة أو كلية أو شركة أو مؤسسة. الوزير مع البطانة وعينه على صحيفة أو قناة فضائية بعد وقت العمل أو خلاله، المهم أن يظهر وكأنه الجرئ المفكر القاطع البتار

كم من وزير آتى بالصدفة أو بالحركات، ثم غادر الوزارة غيرُ مأسوفًا عليه، خسرَت الدولة وكسب معاشًا ولقبَ وزير سابق، الأهم أنه لم يرحل!! كيف؟ هو موجود في لجان الوزارة التي كان يتولى مسؤولياتها وأُخلي منها، هو في لجان التطوير ووضع القواعد والقوانين!! مكافآةُ إخفاقٍ!! أيضًا اللجانُ خارج الوزارة وعضويةُ مجالس الإدارات والأمناء مفتوحة ع البحري!! وافرحي يا مصر ...


وزيرٌ من بعد وزير، والسيارة جابت زيت ودخان أسود ...



Twitter: @albahary







نُشِرَت بجريدة السبورة يوم الخميس ١٩ يناير ٢٠١٧

الاثنين، 16 يناير 2017

‏قوانين الجامعات .. من يضعها؟


تتناثر منذ فترة طويلة صورٌ عنمشروع قانون تنظيم الجامعات الجديد. ‏ما أن تُنشر صورة حتى يظهر في وزارة التعليم العالي من  يُكذب، سواء كان الوزيرُ أو غيره!! ‏ممن تتشكل لجنة وضع قانون تنظيم الجامعات؟وهل هو أمرٌ شديدُ السريةِ لهذه الدرجة؟! ‏المهم أن كُلَ صورةً  تُنشر تثيرُ غضب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات!! 

مقترحاتٌ تتراوح ما بين التخلص من مدرسين تأخروا في الترقيةِ وكأنهم المذنبون الوحيدون وليس الوضع العام، والتخلص من الأساتذة المتفرغين، وتكريس الديكتاتورية في الجامعاتِ بقصر عدد أعضاء مجلس القسم على أربعة أساتذة وأستاذ مساعد ومدرس واثنين من الطلاب، وغيرُها مما يُثير الأسف على كيفيةِ وضع القوانين والهدفِ منها.  

هل توضع تلك القوانين بروح الكراهية لما هو جامعة وأستاذ جامعي؟! هل المراد تقدم دولة أم محاربة الجامعة لأسباب ما؟! ثم هل توضع تلك القوانين بالتحريض الذي تتفنن وتتمادى فيه أبواب تعليم بعينها في صحف الحكومة؟! هل تعود ممارسات وزير حسني مبارك الذي لُقِبَ بالمبيد لما تسبب في التخلصِ من الأساتذة فوق السبعين؟ هل هانت الجامعات وأعضاؤها في مصر إلى هذا الحد؟


لما تم إغراق الجنيه وتدهور الاقتصاد ألقيت اللائمة على جشع التجار والصيادلة، أهكذا تكون فطنة وضع السياسات وأمانة الطرح والتحليل؟ هل أصبح هذا الاتجاه هو الذي يوجِه وضع قانون الجامعات؟!



Twitter: @albahary