الجمعة، 2 أبريل 2010

الإدارةُ بالأرضياتِ والفضائياتِ...


متابعةُ الصحفِ والأرضيات والفضائيات تُظهرُ وضعاً عجباً لا مثيلَ له إلا في قليلٍ، عند الماو الماو، تصريحاتٌ لوزراءِ ورؤساءِ جامعاتٍ، انجازاتٌ وفتوحاتٌ تُميزُهم عن كلِ من سبقوهم، لا تخطيطَ ولا غيره، فكرُهم ما قبلُه ولن يكونَ بعدُه، فعلاً لا بدَ من تصعيدِهم، لأعلي، فوق، فوق، فوق قوي قوي. شئٌ عجيبٌ أن تُخَصَصَ أماكنٌ بعينِها في الصحفِ للأستاذ الدكتور فلان والأستاذ الدكتور علان، أقوالٌ وتعليماتٌ وتهديداتٌ وإرشاداتٌ ومواعظٌ، وطبعاً لا مانعَ من صورِهم وهم في حالةِ بحلقةٍ وشخطٍ ونطرٍ وتلعيبِ حواجبٍ.
أسلوبٌ عجيبٌ في الإدارةِ يتمحورُ حول المنظرةِ ومخاطبةِ من في أيديهِم الشدُ لفوقًِ، مش مهم العامة، من زملاءٍ في العملِ أو مرؤوسين، كلُهم أدواتٌ في مشروعٍ واحدٍ، تصعيدُ الباشا لفوق قوي، جميعُهم مُسخرون لخدمةِ مشروعِ سيادتِه القومي، عليهم تحملُ شطحاتِه ونطحاتِه، ما عليهم إلا أن يكونوا فئرانُ ألمعيتِه وتفردِه، زئ زئ.
هذا المسلكُ الأناني السطحي في الإدارةِ هو ما أورثَ حالاً متردٍياً في كافةِ المجالاتِ، من يوضعون لا يستهدفون إلا اللعبِ علي وترِ يتصورونَه مُرضٍ لمن عينَهم، لا يبادرون برأيٍ، لا يريدون خوفاً علي كرسي آتاهم ودونُه الموتُ، لا غرابةَ فيما يصيبُهم من قهرٍ واكتئابٍ لما يفاجأون بخلعِهم، رغم جهودِهم الإعلاميةِ.
فلانٌ وعلانٌ، من الذين يعرفون كيف يكونُ الأكلُ وضَبوا أمورَهم، لكلٍ صحفيوه وكتابُه ومذيعوه ومعدوه، حاجة تبكي، تِعِلُ، تِفقَع؛ إدارةٌ بالورنشةِ والتملقِ، لا خيرَ فيها ولا أملَ، الدنيا بدأت عند هذه النوعيةِ من المسئولين وعندهم انتهت وانتهي الحالُ إلي تدهورٍ متصلٍ مستمرٍ. طبعاً شطحاتُهم وتصرفاتُهم لهم وحدُهم، ملكُهم، يا ويل من يقلدُهم، سيكون مخُالفاً مُخطئاً مُتخطياً التزاماتِه الوظيفيةِ، تأنيبُه لازمٌ، فرضٌ.
إساءةٌ لدولٍٍ غيرِِ الماو الماو، طب وآخرتها، زئ زئ،،

الأحد، 28 مارس 2010

هل فوزُ الأهلي فرضٌ؟!


فاز النادي الأهلي علي إنبي، يوم الخميس الماضي، عَطَبَت أقدامِ اللاعبين، قامت صفارةُ الحكمِ بالواجبِ، سَجَلَت للأهلي أهدافاً ما كانت لتدخل وبلا حقٍ ألغَت لإنبي أهدافاً، فوزٌ غيرُ مستحَقٍ وهزيمةٌ للأخلاقِ. لجنةُ الحكامِ أعلنت أنها ستعاقبُ من قصرَ، يا حلاوة، وبعدين!! الرياضةُ مرآةٌ للمجتمعِ، كيف يتناقشُ، كيف يعملُ، كيف يُحكَمُ، كيف يَحلُ مشاكلَه، كيف يتقبلُ الآخر، كيف يتسعُ عقلُه للفوزِ والهزيمةِ علي حدٍ سواءٍ.

في الدولِ التي تزيدُ فيها المتاعبُ عن حدٍ معينٍ، لا بدَ من تنفيسٍ، لا بدَ من امتصاصِ الطاقةَ العامةَ وتفريغِها في نشاطٍ ما لا يؤثرُ علي استقرارِ المجتمعِ، كرةُ القدمِ هي النشاطُ الأمثلُ، لا بدَ أن تنامَ الأغلبيةُ مبسوطةُ، لا بدَ أن يفوزَ الأهلي، إنه فوق الجميع، هكذا تُرفَعُ لافِتاتُه. إنبي غلبان، جمهورُه قليلٌ، وماله عندما يخسرُ، إنه كبشُ فداءٍ للأغلبيةِ.

الحكايةُ ليست كرةَ قدمٍ، إنها في الحقوقِ والواجباتِ، في كيف يكونُ التنافسُ، في السياسةِ، في التعليمِ، أمام الفرصِ في العملِ، أمام الحقِ في التوظفِ والسكنِ والأكلِ والشربِ. عندما تَغرِسُ المنافساتُ المُفترضُ أنها رياضيةٌ روحَ التعصبِ والفوزَ بأي ثمنٍ سيعتادُها السلوكُ العامُ، سيكون التدميرُ للاختلافِ في الرأي، عند الاعتراضِ علي سياساتٍ، عند إصلاحِ كنيسةٍ. سيكون الاعتيادُ علي التمييزِ والتفرقةِ، ستُفقَدُ العدالةَ والمساواةَ، بين الرجلِ والمرآةِ، بين المسلمِ والمسيحي، بين الغني والفقيرِ، حتي بين أصحابِ المهنةِ الواحدةِ.

الأهلي نادٍ، حزبٌ، لا فَرقَ بينه وبين غيرِه إلا بالجَهدِ، بالفوزِ بحقِ ربنا، إذا تحوَلَ للإلهاءِ العامِ ستضيعُ الرياضةَ، لكن قبلَها المجتمعُ، كلُه،،