الجمعة، 6 مايو 2011

هل يُستَفتَى الشعبُ على حمايةِ الشرطةِ؟

بعد الخامس والعشرين من يناير خرجَت الشرطةِ تماماً من الساحةِ، وحتى الآن لم يكنْ عَودُها أحمَدُ، من الواضحِ أن خُروجَها مطلوبٌ حتى يتمُ فرضُ واقعاً على الأرضِ تَختفى فيه سلطةُ الدولةِ. الشارعُ المصرى أصبحَ مُباحاً لتيارٍ دينى يريدُ أن يُضبَغَُ المجتمعُ بما يراه لازماً لدولةٍ لا بدَ من فرضِها بالقوةِ، هناك مخالفاتٌ فى البناءِ والمنشآت والمقاهى والورش والعشوائيات يَبغى كلُ انتهازىٌ إعمالَها فى لحظةِ انعدامِ الأمنِ. تحَولَ المجتمعَ المصرى إلى البدائيةِ القانونيةِ وأصبحَت الأسلحةُ البيضاءُ وسيلةَ الحوارِ والإقناعِ بدلاً من المنطقِ والنقاشِ.



الشرطةُ المصريةُ فقدَت الأقسامَ ومديرياتِ الأمنِ وكثيراً من السجونِ بحيث لم يعدْ لها نقاطُ تمركزٍ، وخسرَت أيضاً هيبتَها وسطوتَها بحيث اِنعَدَمَت قدرتُها على الحركة الفعالةِ فى الشارعِ المصرى. ارتبَطت الشرطةُ بالقمعِ واستغلالِ النفوذِ والفسادِ وحمايةِ النظامِ لا المواطن، وهو ما أخفى جهوداً كثيرةً بذلَتها وأحَسَ بها المواطنُ المصرى لما غابَت. المجتمعاتُ الحديثةُ لا تعيشُ بدون شرطةً تحميها، وهو ما عادَ بالمجتمعِ المصرى لحالةٍ تقتربُ من المأساةِ الصومالية وكذلك اللبنانية فى أوقاتِ الصراعاتِ. الشرطةُ تحفظُ مفهومَ الدولةِ على الأرضِ وهى رمزُها وهو ما لا يريده فى المقامِ الأولِ تيارٌ دينى لا يرتضى إلا أجندَته، ومافيا مصالحٍ وبلطجة لا تزدهرُ إلا مع الفوضى.

 
من الضرورى فى المرحلةِ الحاليةِ أن تقفَ الشرطةُ المصريةُ على قدميها وأن تتعافى فى أسرعِ وقتٍ من كَسرٍ أصابَ يدَها اليمنى ورجلَها اليسرى بحيث لم تعدْ قادرةً على التَعَكُزِ والسيرِ ولو جزئياً، من الضرورى أن يُعادَ تأهيلُها نفسياً من شرخٍ عظيمٍ ضرَبَها. يستحيلُ تحميلُ القواتِ المسلحةِ عبءَ الأمنِ الداخلى والخارجى، ما لهذا أُنشئت؛ من الضرورى معرفةُ أبعادِ مؤامرةٍ خُطِطَت بعنايةٍ قبل الخامس والعشرين من يناير ونُفِذَت بعده لمهاجمةِ سجونٍ وتحريرِ مساجينٍ وتهريبِهم عبرَ مسالكٍ ودروبٍ وأنفاقٍ مُحددة مُسبقاً.


اِستُبيحَت مصر، أرضاً وحدوداً، كما تأكدَت أجندةُ المذهبياتِ الدينيةِ على حسابِ الوطنِ والجنسيةِ. النظامُ المصرى أخطأ لما تجاهلَ دعواتِ التغييرِ وانغلَقَ على نفسِه بينما الدنيا حولَه فى فورانٍ شديدٍ، وها هى النتيجةُ المنطقيةُ، لكنها مع كلِ الحزنِ مأساويةٌ قد تخسرُ فيها مصرُ أرضاً طالما قاتلَت من أجلِها وتفقدُ فيها استقراراً نسبياً غدا بعيداً فى المستقبلِ المنظورِ.


لا بدَ أن تعودَ الشرطةُ، لا تجلدوها، لا تلقوا الطينَ عليها، هى منكم، لا تكسروا أنفَها. هل يُستفتى الشعب على حمايتِها وتأمينِها؟ هل يأمنُ الضباطُ والجنودُ إذا دافعوا عن الأقسامِ والسجونِ بالرصاص، أم يُحاكموا؟ هل يأمنوا إذا أطلقوا الرصاص على بلطجية، أم يُجرَموا؟ هل يأمنوا إذا تصدوا للفوضى والخروجِ على القانونِ والنظامِ، أم يُؤثموا؟ لا بدَ أن تكونَ الإجابةُ واضحةً مدويةً، من المؤكدِ أن الفوضى الحاليةَ على هوى البلطجياتِ كلِها، بمسمياتِها كلِها، لكن أين صوتُ الشعبِ؟ لا تتوقعوا عودة الشرطةِ قبل تأمينِها، ما من منطقٍ آخر،،

Twitter: @albahary

الاثنين، 2 مايو 2011

تسيير أعمال أم تكبير مخ؟ أم ماذا؟


مظاهراتٌ لأى سبب ومن أى شخص أو مجموعة، اعتصامات، بلطجة، مطالبات فئوية وغيره لم تسلم منها فئة، حتى الجامعات. الكل يرى أنه على حق وعلى صواب، ما على الدولة إلا الطاعة والانصياع، لكن كيف والتفاهم مفتقد والمجتمع أصيب بانعدام تقبل الآخرين؟ انفلَت الشارع المصرى، القاعدة أصبحت الوقوف فى الممنوع والسير عكس الاتجاه، القيادة مخاطرة، لم يسلم منها شارع رئيسى أو جانبى، الأكشاك العشوائية فُرِضَت بوضع اليد فى كل مكان، جماعاتٌ تحت أردية دينية تسطو على ما قدمه الخامس والعشرون من يناير، تحت سمع وبصر الدولة تحتل المساجد وتقيم الحدود، وتتعدى على المخالفين فى العقيدة والفكر. البلطجة هى السيد، تحت أى مسمى، أين الدولة؟ هل تضمحل بطول الوقوف على جنب؟ بالركنة؟

مصر تمر الآن بحالةٍ شديدة الغرابة، تلاشت فيها سلطة الدولة لصالح الغوغائية والفوضى والعنف، لم تتمكن من فرض رؤيتها، إن كانت ترى، جمدت محافظ قنا، تركت المساجد تُسحب من وزارة الأوقاف، غضَت الطرف عن محاسبة التعدى على هيبتها، فوضت أمرها لمشايخ استحوزوا على الأضواء والكاميرات، انسحبت من أى مواجهة، لم تحاول ولو من باب ذر الرماد!! وضعٌ ترسخَ فى المشهد العام، الكل نسى الدولة، لا يراها، يعتبرها انتهت، عليه تدبير أموره بنفسه، عادت مصر إلى البدائية القانونية والحضارية.

حالٌ محزنٌ، مقلقٌ، مخيفٌ، الانفلات جرثومة معدية، إذا استشرت يتعذر القضاء عليها، وإذا قُضِى عليها بعد فوات الآوان فالثمنُ باهظٌ، تُرِك الانفلات على كيفه، تحت وهم تحقيق الهدوء والاستقرار وتهدئة الخواطر! كيف تفكر وزارة شرف؟ هل تنحصر مسئوليتها فى تمشية الحال وتُرَحَيلُ الشيلة لمن يأتى بعدها؟ وضعٌ يستحيلُ أن يزرعَ ثقةً فى حاضرِ مصر ومستقبلِها، الصورة الداخلية المهزوزة الباهتة لا بد وأن تنعكس على السياسة والاقتصاد، من الطبيعى أن يتراجعَ دور مصر السياسى وهى عاجزة عن التحكمِ فى داخلها، من المستحيل أن يستثمرَ فيها من لن يأمن على نفسِه ومالِه، لن يجازفُ بزيارتِها من يرى ما فيها من عنفِ وعدم تقبُل للآخرين.

مصر تحت اختبار العالم، كيف تعالج التطرف الدينى، كيف تبنى الدولة الحديثة، ولو بدأت متأخرة، ولو سبقها الكثيرون، فى هذا الزمن لا تملك دولةٌ الانعزالَ، ليس فى مقدورِها التعدى على المعتقدات والحريات العامة، عالم اليوم طويل الذراع وقاسٍ، يفرضُ ما يريدُ ولو تغاضى فترة. دروسُ اليومِ لا يستوعبها من يتصورون أنهم وحدُهم على حق، وهنا الكارثة، واضحة فى ليبيا وقبلها فى السودان. فى مصر التنوع والفكر والثقافة، ولو تخيل من يسطون على الخامس والعشرين من يناير أنهم وحدهم الحق والغلبة، ولو خطفوا الخامس والعشرين من يناير من الآخر، بعد أن صنَعه غيرُهم.

مصر مسئولية من يحبونها، من يريدونها واحدة متماسكة، من يفهمون أن الأخطار التى تواجهها من بلطجة وانتهاك للقانون تهدد كيانها ووجودها. على حكومة شرف أن تتعب لا أن تفتح مخها، عليها أن تقف مع الحق ولا تنحنى للبلطجة ولى الذراع، من أى كائن أو مجموعة، مهما كانت، عليها أن تُعلى القانون بعد طول تناسى، بعد أن أصبحت هيبة الدولة مستباحة.

هل تعى حكومة شرف؟ الوقت ليس فى صالحِها لو كانت مصر فى خاطرِها،،

Twitter: @albahary

شاهدت في السينما


فيلم خيال علمى حول مشروع حكومى سرى يستخدم أحد أفراد الجيش فى إكتشاف مرتكب حادث إرهابى عن طريق تواصله المتكرر مع آخر ثمانى دقائق من ذاكرة أحد الضحايا.
قصة الفيلم تمزج بين خيال القديم (أسطورة سيزيفوس) وخيال المستقبل لتقديم هدف سامى (عالم أفضل) فى إطار عالم ‘فتراضى وتذكرنا بفيلم Groundhog Day.
المؤثرات الخاصة جيدة وتساهم مع عناصر الفيلم الأخرى فى تقبل المشاهد للفكرة المطروحة.
ثانى أفلام دانكن جونز مخرج الفيلم الإنجليزى الذى حقق فيلمه الأول ‪Moon‬ عدة جوائز فى إنجلترا.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم حركة فى إطار خيال علمى حول مجموعة من المارينز فى مهمة لإنقاذ بعض المدنيين فى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية خلال غزو من الفضاء.
الموضوع ليس جديدآ ورغم أن التناول حاول التجديد من خلال الإيقاع السريع والتصوير بكاميرا محمولة والشكل الوثائقى إلا أن النتيجة جاءت مخيبة للأمال سواء من الحركة الزائدة المزغللة للكاميرا والإكثار من المشاهد القريبة ‪(Close-ups)‬ أو من ضعف تفسير ما يجرى على الشاشة وقلة المتعة.
درجة الفيلم : 5,5 من عشرة


فيلم تشويقى حول تعرض أمريكى لفقدان الذاكرة إثر حادث مرور بعد وصوله مع زوجته إلى برلين لحضور مؤتمر دولى ثم محاولته التوصل للحقيقة.
سيناريو الفيلم مبنى بالشكل الذى يتناسب مع الموضوع حيث يكتشف المشاهد مع بطل الفيلم الحقائق تدريجيآ إلا أن الأحداث والمواقف غير واقعية وغير مقنعة للمشاهد رغم أن الممثلين يؤدون أدوارهم بإتقان خاصة الألمانى برونو جانز فى دور رجل الستازى السابق والألمانية ديان كروجر فى دور سائقة التاكسى.
مخرج الفيلم الأسبانى خاومى كولى-سيرا ‪(Orphan)‬ يقدم فيلمآ مثيرآ خاصة فى مشاهد المطاردات.
درجة الفيلم : 6 من عشرة

الفيلم دراما حقيقية يتناول قصة ملاكم أيرلندى من نيويورك يدعى ميكى وارد وكيفية تحقيقه لبطولة غير متوقعة.
نجح كتاب السيناريو الذى تم ترشيحه لجائزة أوسكار فى رسم الشخصيات الرئيسية والعلاقة بينها مما أدى إلى حصول كرستيان بيل فى دور الأخ الأكبر وميليسا ليو فى دور الأم على جائزة أوسكار التمثيل المساعد كما أن وضع بعض مشاهد لقاء تلفزيونى للأخ الأكبر جاء فى خدمة واقعية القصة.
لم يكن إخراج مشاهد الملاكمة جيدآ إلا أن الفيلم كان أكثر عن الإنسان وإصراره على النجاح.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

فيلم كوميدى حول منتجة برامج تلفزيونية تقبل عملآ فى برنامج تلفزيونى صباحى غير ناجح وتتمكن بفضل حيويتها وإصرارها فى تحويله إلى برنامج ناجح.
الفيلم يلقى نظرة على الإعلام عامة وعلى البرامج التلفزيونية خاصة ويبرز أهمية عمل الفريق فى إنجاح أى برنامج.
يقدم مخرج الفيلم الجنوب أفريقى روجر ميشيل  (Notting Hill فيلمآ متميزآ بإيقاع يناسب الموضوع.
أداء ممتع من أبطال الفيلم خاصة هاريسون فورد فى دور لم نره فيه من قبل.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

فيلم مبنى على قصة حقيقية حول عميلة أمريكية سرية يتم الإفصاح عن هويتها إنتقامآ من زوجها السياسى الذى عارض حكومته عن العراق قبل الغزو.
لجأ المخرج المتميز دوج ليمان (The Bourne Identity)‬ إلى الشكل الوثائقى فى تقديم أحداث الفيلم سعيآ لمزيد من المصداقية التى حققها بفضل جودة التصوير الذى قام به شخصيآ.
أدت ناومى واتس دور العميلة بإتقان أما خالد النبوى فلم يفد ولم يستفد بمشاركته فى الفيلم.
هى فعلآ لعبة لكن هل هى عادلة؟
درجة الفيلم : 7,5 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون