الأربعاء، 18 مايو 2011

فيسبوك، لعبة، نشاط، أم مؤامرة كبرى؟


فيسبوك هو أكبر تجمع على الكرة الأرضية لا تحتويه مساحةٌ مكانيةٌ محددةٌ، فهو يمتدُ ليشمل كل القارات واللغات والمعتقدات والأجناس والأعمار، دون لقاءٍ حقيقى أو تيقنٍ من حقيقةِ المتصلِ. لذا فإنه من الضرورى أن نتناول فيسبوك بالتحليلِ بعد أن أصبحَ ظاهرةَ هذا القرن ومحركَ كثيرٍ من أحداثِه المؤثرةِ.

أولاً. التاريخ والاستمرار:

البداية:
بدأ مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg ، اليهودي الديانة، والطالب بالسنة الثانية بجامعة هارفارد الأمريكية فى فبراير 2004 تاريخ فيسبوك، وجاء اسم فيسبوك من المنشورات التي تُمرِرُها الكليات على الطلابِ في بداية السنة الجامعيةِ لمساعدتِهم فى التعرفِ على بعضهم البعض بشكلٍ أفضل. كانت البداية فى جامعة هارفارد، وسهلَ فيسبوك تواصلَ طلابِها عبر الإنترنت. إزدادت شعبية فيسبوك وفي غضونِ بضعة أشهر اِمتدَ للكلياتِ الأخرى، وبحلول نهاية عام 2005 كان مفتوحاً أيضاً فى المدارسِ الثانوية، وبعد عامٍ آخر تم فتحه لجمهور الإنترنت الذى يتجاوز عمره 13 سنة.

المستثمرون فى فيسبوك:
بيتر تيل Peter Thiel أحد مؤسسي شركة باى بال PayPal للتحصيل الإلكتروني، وشركة أكسل بارتنرزAccel Partners، وشركة جرى لوك Greylock. في عام 2007 استثمرت شركة مايكروسوفتMicrosoft مبلغ 246 مليون دولار للحصول على حصة 16٪ في فيسبوك. عرضت شركتى ياهو Yahoo وجوجل Google شراء فيسبوك، ولكن مارك زوكربيرج أكَدَ أن فيسبوك ليس للبيع. إلا أن فيسبوك يحصلُ على أرباحِِه الهائلةِ من عائد الاعلانات، وهو ما ضَمَنَ له النجاحَ والانتشارَ مع تقديمِ خدمةٍ مجانيةٍ للمشتركين.

تَعَرََضَ فيسبوك للعديدِ من الدعاوى القانونيةِ والانتقاداتِ، وذلك فيما يَخُصُ سريةِ بياناتِ مستخدميه واستمرارِ ملكيتِِه لما يُنشَرُ فيه على الرغمِ من إغلاقِ المستخدمين لحساباتِهم به. وتمنعُ فيسبوك دولٌ مثل سوريا وإيران.

أُنتِجَ عن فيسبوك فيلم The social network الذي رشِحَ هذا العام لثمانيةِ جوائز أوسكار حصلَ منها على ثلاث.





ثانياً. إحصاءات من موقع فيسبوك
(http://www.facebook.com/press/info.php?statistics):

أكثر من 500 مليون مستخدم نشط، يدخل 50 ٪ منهم على الفيسبوك يومياً، ولكل مستخدم 130 من الأصدقاء فى المتوسط، ويقضى الناس على فيسبوك أكثر من 700 مليار دقيقة شهريا (٢٣،٣ مليار دقيقة يومياً).



النشاط على فيسبوك:
هناك أكثر من 900 مليون نشاط يتفاعل المستخدمون سوياً من خلالها عبر فيسبوك (صفحات، صفحات المجتمع، الجماعات، الأحداث)، ويبلغ متوسط ارتباط المستخدم العادى 80 نشاطاً، كما يقوم بإنشاء 90 قطعة من المحتوى كل شهر (صور، رسائل، روابط على الويب، مدونات...)، ويتشارك المستخدمون فى أكثر من 30 مليار قطعة من المحتوى شهرياً.

انتشار فيسبوك عالمياً:
توجد أكثر من 70 ترجمة متوفرة لفيسبوك، ويتواجد حوالي 70 ٪ من مستخدمي فيسبوك خارج الولايات المتحدة، وساهم أكثر من 300,000 مستخدمٍ في ترجمة فيسبوك إلى لغاتِهم من خلال تطبيقات الترجمة.

استخدام فيسبوك تجارياً ومجتمعياً:
تعاملَ أصحابُ المشاريع والمطورون والصحفُ وغيرِها من أكثر من 190 دولة مع فيسبوك وذلك بربطِ 20 مليون من مواقعِهم بفيسبوك يومياً، ويدخل أكثر من 250 مليون مستخدم على فيسبوك شهرياً من خلال مواقع على الإنترنت خاصة بهذه المشاريعِ. ويرتبط 10,000 موقعاً بفيسبوك يومياً دعماً لأنشطتِها، وقد أدمجَ أكثر من 2.5 مليون موقع أنشطتِها مع فيسبوك.

فيسبوك على المحمول:
هناك أكثر من 250 مليون مستخدم لفيسبوك من خلال الهواتف النقالة الذكية ذات القدرة على التعامل مع الإنترنت؛ ولسهولة هذه الأجهزةِ، هم أكثر نشاطاً بمقدار الضعف من مستخدمى فيسبوك بالحواسيب النقالة والشخصية. وتقوم أكثر من 200 من شركات الاتصالات لخدمات المحمول في 60 بلدا بنشر وترويج تطبيقات فيسبوك.

ثالثاً. إيجابيات وسلبيات فيسبوك:

هناك من المستخدمين من يُغرمون بفيسبوك وينفقون ساعاتٍٍ فى استعراض بياناتِ وإضافاتِ الآخرين، في حين أن هناك من لا يتقبلونه على الرغم من أنهم يجيدون استخدامه. ومن ايجابيات الفيسبوك يمكنُ أن نوردَ ما يلي:


  • البحثُ عن الأصدقاء القدامى وإعادةُ التواصلِ معهم.
  • الاتصالُ بالأصدقاءِ فى أى وقتٍ مهما كان التباعدُ الجسدي.
  • إبقاءُ الأسرةِ والأصدقاءِ على علمٍ دائمٍ بما يحدثُ ويجدُ.
  • الدعايةُ الشخصيةُ والتجاريةُِ والسياسيةُ والاجتماعيةُ والفكريةُ والعقائديةُ.
  • تكوينُ صداقاتٍ جديدةٍ ومتنوعةٍ من خلال الانضمامِ إلى مختلف المجموعات والتجمعاتِ.
  • التشاركُ مع الأصدقاءِ في الموسيقى المفضلة ومقاطع الفيديو والصورِ.

إلا أن هناك من السلبيات ما تَبعدُ الكثيرين عن الانضمام لفيسبوك:
  • إنهمارُ سيلٌ من طلبات الصداقةِ غيرِ المرغوبةِ من إناسٍ غير معروفين.
  • إتاحةُ البياناتِ الخاصةِ والصورِ على الملأ وتعرضُها لإساءةِ الاستخدامِ.
  • إقامةُ علاقاتِ صداقةٍ عن طريق الخطأ مع أشخاصٍ سيئى النوايا.
  • تلقي النشراتٍ الإخباريةٍ غير المرغوب فيها عن أنشطةِ الأصدقاءِ على فيسبوك.
  • تلقي رسائلِ إعلانيةٍ مُزعجةٍ على البريد الإلكتروني.
  • نشرُ مستنداتٍ وظيفيةٍ تحظرُ قوانينُ العملِ نشرِها والتفريطِ فيها.
  • تطلبُ تطبيقاتٌ كثيرة العديد من التفاصيل الشخصية التي يتَحَرجُ المستخدمُ عادةً من اِتاحتِِها.
  • إدمانُ فيسبوك وقضاءُ ساعاتٍ طويلةٍ معه، وجعلُه المتنفسِ الوحيدِ للتعبيرِ عن الذاتِ خاصةً للأشخاصِ الإنطوائيين، وهو ما يزدادُ فى البلدانِ العربيةِ التي يصعبُ فيها التواصلُ الحقيقى والحر مع الآخرين.
  • عَدمُ شفافيةِ التعاملُ مع فيسبوك، ذلك أنه يستحيلُ التيقنِ من هُويةِ الأصدقاءِ ومكانِهم، مما يجعلُ الانجرافَ في تجمعاتٍ وتحركاتٍ أمراً فيه من المغامرةِ الشئ الكثيرِ، فقد تكون النداءاتُ والدعواتُ من جهاتٍ معاديةٍ وأجهزةِ استخباراتٍ.

لقد أحدَثَ فيسبوك تغييراتٍ جوهريةٍ في الدولِ العربيةِ ذات الأنظمةِ القمعيةِ بعد أن ضاقت سبلُ التعبيرِ الحقيقي أمام ملايين المثقفين والشباب، لكن هل كانت هذه التغييراتُ وليدةُ مجموعاتٍ وتجمعاتٍ مُتجانسةٍ مُتحدةٍ حقاً في الأفكار والمرامي؟ هل يظلُ ما يُنشَرُ على فيسبوك من وثائقٍ بمنآى عن المساءلةِ القانونيةِ التي يجب أن تلاحقَ كلَ مخالفٍ كما في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وأوروبا؟

لم يغيرْ فيسبوك الحياةَ في الولاياتِ المتحدةِ حيث نشأَ ولا في أوروبا واليابان، لكنه استأسَدَ في مصر، هل هى مصادفةً؟ لا بدَ أن نتساءلَ ونتفَهَمَ ونحترسَ، فالمستخبي أكثرَ مما بانَ، وما هو آتٍ أخطرَ مما حَدَثَ،،




Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: