الجمعة، 23 نوفمبر 2018

رئيسُ دكاترة ...

العملُ الجامعي أساسُه جماعيةُ القرارِ، من خلال المجالسِ، بدءًا بمجالسِ الأقسامِ، ثم مجلسِ الكليةِ، انتهاءً بمجلسِ الجامعةِ، مرورًا بالعديدِ من اللجانِ التي تَدرسُ الموضوعاتِ الأكاديميةِ والإداريةِ قبل عرضِها على مجالسِ الكليةِ والجامعةِ حتى تكون القراراتُ النهائيةُ مستوفاةَ الدراسةِ. لا توجدُ في علاقاتِ أعضاءِ هيئات التدريس برئيسِ مجلس القسمِ أو العميدِ أو رئيسِ الجامعةِ سلطةُ إفعل يا دكتور فلان وإلا، خاصةً وأن التخصصاتِ العلميةِ متعددةٌ وأن رئيسَ مجلسِ القسمِ ليس أقدمَ أستاذٍ في القسمِ، وأن العميدَ ليس أقدمَ أستاذٍ في الكليةِ، ولا رئيسَ الجامعةِ هو أقدمَ أستاذٍ في الجامعةِ. إضافةً إلى أن الوظائفَ الجامعيةَ مؤقتةٌ يعودُ بعدَها شاغلُها إلى مكانِه وترتيبِه في قسمِه العلمي

لكن بعضَ النفوسِ تجدُ في شغلِ منصبٍ كرئيسِ مجلسِ قسمِ وغيرِه فرصةً لممارسةِ المنظرةِ والمَريَسةِفهناك من يحاولون السطو على رئاسةِ لجانٍ علميةٍ لمناقشةِ الرسائلِ أو الامتحاناتِ الشفهيةِ رغم أن القواعدَ تنصُ على أن رئاسةَ تلك اللجانِ للأقدمِ في الأستاذيةِ احترامًا للمكانةِ العلميةِ في المقامِ الأولِ. أضِفْ الفظاظةَ في التعاملاتِ وتَصوُرَ المنصبِ المؤقتِ تسلُطًا على الجميعِ. هذا المسلكُ الإداري والأكاديمي غير الصحي ناتج عن تركيبةٍ نفسيةٍ من ناحيةٍ، وهو من ناحيةٍ أخرى مُكتسب لدى البعض  نتيجةً للإعارةِ في دولٍ بعينِِها يَكُونُ تجديدُ العقودِ فيها بتنازلاتٍ كثيرةٍ، فيتصورون بعد عودتِهم أنهم سيُمارسون في جامعاتِهم ما تعرَضوا له.   

عديدون ممن شغلوا كراسي جامعية على مستوياتٍ مختلفةٍ تحولوا بقدرةِ قادر من أصحابِ رأيٍ إلى "مُبرراتية" لما يُملى عليهم و""مُفبركاتية" أرقامٍ وإنجازاتٍ، هذا غيرُ تصورِ التفردِ في الألمعيةِ والفهمِ في كُلِّ أمور الكونِ؛ عشقُ الكرسي يظهرُ حقيقتَهم بالألوانِ الطبيعيةِ. ليس بغريبٍ أن تشغلَ أحلامَ هؤلاء خُيالاتُ كراسي فوق فوق فوق، وأن تتشتَت الجامعاتُ في وجودِهم وتتحولُ لساحاتِ صراعاتٍ ونزاعاتٍ وتشاحناتٍ


في الجامعاتِ، لا يُعطي الكرسي المؤقتُ وظيفةَ رئيس دكاترة يتخطى القواعدَ والأصولَ، يمنحُ ويمنعُ، يقربُ ويبعدُ، ويُقَوِمُ آداءَ وسيرةَ أساتذةٍ أقدم منه وفِي غير تخصصِه. هل تتقدمُ الجامعاتُ بمن يرى نفسَه رئيس دكاترة يصنفُ أعضاء هيئة التدريس إلى معه وضدِه؟

الخللُ واضحًا، والمراجعةُ غائبةً، ليتهم يفهمون،،

اللهم لوجهك نكتب علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،

نُشِرَت بجريدة السبورة يوم السبت ٢٢ ابريل ٢٠١٧ 






Twitter: @albahary

ضوابطٌ جديدةٌ للتمييزِ في المعاهدِ الخاصةِ!!

تهلَلَت إحدى صفحاتِ التعليم بإحدى الصحفِ القريبةِ من الحكومةِ  بضوابطٍ يُقالُ أنها جديدةٌ للتعيينِ في المعاهد العليا الخاصة، سواء للتدريسِ أو للعمادةِ، ونُسِبَ لأحد أصحابِ هذه المعاهدِ قولُه أن التعيين لدرجةِ أستاذ سيكون من اثنتين وستين عامًا وحتى سبعين عامًا. ما الهدفُ؟ خوفًا من أن ينسى عضو هيئةِ التدريسِ المعلوماتِ، أو يظهرَ بمظهرِ غيرِ لائقٍ أمام الطلابِ، أو أن تكونَ مخارجُ الألفاظِ لديه غيرَ سليمةٍ!! طبعًا، كله احترامٌ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ!! وتنطبقُ ذاتُ القواعدِ على من يشغلُ العمادةِ حتى يتمكنُ من آداءِ مهامِه!!

مع الاحترامِ للجميعِ، إذا كان التمييزُ السِني قاعدةً، فكيف يُقبلُ أن تُقدَمَ أىُ قواعدٍ في أي مجالٍ من الذين تجاوزوا السبعين بمراحلٍ واستحوذوا على لجانٍ ما لها من حَصرٍ، كانت فيها المخمخةُ رائدَهم لعقودٍ؟ ثم هل توضعُ القواعدُ بتَمثلِ أشخاصٍ بعينِهم؟ وبأيةِ روحٍ توضعُ؟ وهل تنحصرُ مشاكلُ المعاهدِ العليا الخاصةِ في استبعادِ من تجاوزوا السنِ؟ أين انعدامُ المعاملُ والمكتباتُ وقاعاتُ الدرسِ وانخفاضُ مستوى المتقدمين للدراسةِ بها؟ وإذا كان التمييزُ بالسنِ سيرفعُ مستوى الدراسةِ بهذه المعاهدِ، أليس هناك من هم أصغرُ سنًا وفيهم أكثرُ  مما نسبَه للكبارِ السيدُ المُبَجلُ صاحبَ أحد هذه المعاهدِ؟ 

التمييزُ السِني عندنا أصبحَ كارثةً لا مثيلَ لها، فالدولُ التي تحترمُ الإنسانَ والآداءَ حقًا لا تعترفُ إلا بالكفاءةِ؛ أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا قرَرَت التنحي باختيارِها، دونالد ترامب الرئيس الأمريكي وتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا لا يُثأثِؤون ولا يشدون شعورَهم، وغيرُهم وغيرُهم. هذا التمييزُ السني وهذه الألفاظِ في حقِ الكبارِ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ تمَسُ أيضًا كلَ كبيرٍ على مستوى الدولةِ سياسيًا وتتفيذيًا. ألا تتزينُ الصحفُ والإعلامُ والفنون بآراءِ الكبارِ وجَهدِهم وخبراتِهم ورؤاهم؟ 

التمكينُ في أي دولةٍ ناجحةٍ يكونُ للجميعِ أيًا كان سنُهم، لا بتذَلُفِ فئةٍ بعينِها، لأسبابٍ ليست الكفاءةُ أهمَها. كم من صغارٍ نسبيًا في السنِ أوردوا دولَهم في تهلُكةٍ وخرابٍ ومواقفٍ دوليةٍ محرجةٍ؛ لنرجعْ بالتاريخِ والذاكرةِ، فدولُ هذه المنطقةِ مُتخمةً بالتجاربِ التعيسةِ


لماذا يستمرُ كبارُ أساتذةِ الجامعاتِ في العملِ؟ لأن العِلمَ لا يشيخُ، وللمعاشاتِ الهزليةِ التي يتقاضونها في ظلٍ انكارٍ للعلمِ قبل أن يكونَ لهم. هل مطلوب من أي كبيرٍ أن يكره نفسَه؟!

كيف تكون صفحةٌ تعليميةٌ منبرَ تأليبٍ؟ وماذا عن استخدامِ ألفاظٍ من نوعيةِ المعاهد أصبحت جراجات من تخطوا الستين، مُتغافلةً عن كارثتِها الحقيقيةِ. إذا كان كِبرُ السنِ عورةً أيُستَبعدُ من الدولةِ كلُ كبارِ السنِ وأولُهم من استوطنوا لعقودٍ اللجانَ والجوائزَ في وزارةِ التعليمِ العالي والمجلسِ الأعلى للجامعاتِ؟ هذا علمًا بأن الصفَ الثاني الأصغرُ يصعُبَ أن يكونَ بأفضلٍ لأنه إما من نفسِ الدائرةِ أو خرجَ منها وجلسَ على مقهى فيسبوك إدعاءً بالعبقريةِ والتفردِ والنزاهةِ

اللهم لوجهك نكتب علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،


Twitter: @albahary

أمسية مع السينما المصرية الجديدة


 نظمت مؤخرآ الجمعية الثقافية الأرمنية بالإسكندرية "ديكران يرجات" بمقرها أمسية تم فيها عرض فيلم "أخضر يابس" (2016) ليكون بداية سلسلة أفلام تمثل السينما المصرية الجديدة والتى ستقوم   الجمعية بالتعاون مع "ملتقى محبى الفن السابع" و 7 Arts و Mo7eb  بتنظيم عروض لها لتعريف الجمهور السكندرى بها وإتاحة الفرصة للقاء صناعها.             
   
حضر عرض الفيلم مخرجه ومؤلفه ومشارك فى إنتاجه ومونتاجه السيد /  محمد حماد والسيدة / خلود سعد المنتجة الفنية ودار عقب العرض حوار بينهما وبين الجمهور الحاضر أثار جدلآ واسعآ وإستغرق وقتآ طويلآ.





الفيلم شارك حتى يومنا هذا فى أكثر من 50 مهرجان وحاز على العديد من الجوائز أهمها أحسن مخرج من مهرجان دبى, أفضل فيلم روائى من مهرجان مكسيكو, أفضل ممثلة عربية (هبة على) من النقاد العرب فى كان, أفضل ممثلة من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة والجائزة الكبرى من مهرجان "فاميك" للفيلم العربى بفرنسا.

فى نهاية الأمسية تم إهداء شهادة تقدير لكل من الضيفين لجهودهما فى صنع سينما مصرية جديدة.


أمسية ستتكرر كثيرآ طالما هناك من يصنع سينما مصرية متميزة! 

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون