تكنولوجيا السلاحِ هي الأكثر تقدُمًا على الإطلاقِ ومفاتيحُها بيدِ دولٍ بعينِها؛ ومن الطبيعي أن تحتفظَ بأسرارِها ولو باعَت بعضَها. التكنولوجيا العسكريةُ تقومُ على كثيرٍ من العلومِ وتحتاجُ سنواتٍ للتطويرِ والاِختبارِ.
كما نرى في الحياةِ المدنيةِ بعضًا من مظاهرِ التطورِ العلمي في السياراتِ الحديثةِ ووسائلِ الاِتصالِ كالأجهزةِ الجوالةِ الذكيةِ وغيرِها، فإن الجانبَ الأهمَ من الصورةِ لانراه على حقيقتِه. من لم يُحَدِثْ هاتفَه الجوال؟ لا أحد. هذه التحديثاتُ تتحكمُ في الأجهزةِ عن بعدٍ، وإذا كان ما يُرى منها هو الجزءُ المفيدُ، فإن ما لايُرى أكثرُ. وهناك من التحديثاتِ ما يتمُ دون اسئذانِ حائزي تلك الأجهزةِ. التحديثاتُ قد تكون بغرضِ تحسينِ آداءِ الأجهزةِ، لكن بنفسِ مفهومِ السيطرةِ عليها عن بُعدِ فمن الممكنِ إيقافُ الأجهزةِ أو التجسسِ عليها. وما حدثَ في حربِ أجهزةِ الاِتصالِ pager التي شنتَها اسرائيل على حزب الله درسٌ تدارسُه المؤسساتُ العسكريةُ والمخابراتيةُ.
إذن الحروبُ الحديثةُ ليست تكديسَ سلاحٍ، إنما صناعتُه وتطويرُه. فمن يشتري السلاحَ بما معه من مالٍ لن يملكَ أسرارَه ولن يمكنَه استخدامُه إلا بإذن مُصَنِعِه الذي يستطيعُ إيقافَه أو تحجيمَه عن بعدٍ وتحويلَه إلى مجردِ حديدٍ.
نقطةُ البداية، العلمُ الحقيقي أولًا، لا شعاراتٍ ولا مزايداتٍ ولا عنترياتٍ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًاٍ بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
Twitter:@albahary