الخميس، 14 نوفمبر 2013

العجوزة والنعانيع ...

الإعلامُ سلاحٌ كثير الحدودِ، منها ما يصيب ومنها ما يَخيبُ بالقوي، وأنه من خيبتِه يصيبُ نفسَه، فيوقعُ المللَ والنفورَ والمقاطعةَ والاستهجانَ في نفوسِ المشاهدين، وهو ما يجعلُه إعلامًا موصومًا بعدم المصداقيةِ والارتزاقِ، هذا إذا لم يكنْ مُساقًا لخدمةِ أولوياتٍ ما.  مقدمةٌ سخيفةٌ، أنا عارف، لكن ما العمل وقد انضَمَمت لطابور مقاطعي الفضائيات، كرهت الشخط والنطر والحَزق والوعظ والإرشاد والفَذلكة والفلسفة والنصاحة والفتاكة والتحاذُق وبذاءات الشوارع. لكن لماذا صَعُب علىَّ الفن فجأة وكتبت؟! في إحدى الفضائياتِ الممولةِ  رياليًا، "حَزَقَ" أحدَ كسيبةِ الإعلامِ، دون أن يكونَ دارسًا له ولأصولِه وآدابِه،   وبصوتٍ مُنفرٍ كالمعتادِ، وفي غيابِ الكاريزما شخصية، وزارةٌ عجوزةٌ مثل رئيسها!! مش فاهم هل يندرجُ هذا المسلكُ تحت بندِ النقدِ، أم تحت بندٍ آخر سماه هذا النغنوغ الزغنون في نفس الحلقة قلة ...، ولن أردد ما قاله؟.

تقليعةٌ، يتصابى كل من يريدُ أن يبدو ثوريًا، يصبغُ شعرَه، يدهنه جل، ويهاجم في الفاضية والمليانة، يُهَيِّج، يثير قضايا بلا قضايا حقيقية، الوزراة مش ولا بد، ماشي، هل الارتزاق من مهاجمتها هو الحل؟ هل إرضاء حب الظهور هو الحل؟ الإعلامُ يتصدرُ الآن مرحلةَ كل من عنده كلمة يقولها، ولو كانت فارغة.  لا تخلو فضائيةٌ من انتقادات وكأن مقدمي برامجِها يحملون مفاتيحَ الحكمة، منتقدون صباحيون وآخرون للمساءِ والسهرةِ!! نهجٌ جديدٌ في إعلام اللا إعلام، هاجم تعيش وتأكل قراقيش !! لا أدافعُ عن الوزارة، ففيها وزراء مكانهم المَكلَمانات، وأسألوا التعليم العالي والجامعات عما يعانونه من تَخَبطٍ وضَعفٍ وخِفةٍ، على كافة المستويات وصولًا لإدارات الكليات. 

اتهام الوزراةِ بالعَجَز لأن رئيسَ وزارتِها مُسِنٌ، لن يُصلِحَ، ولن يجعلَ الأفندي الناقدَ بالتنطُعِ صبيًا كتكوتًا، النقدُ في الإعلام الراشدِ الواعي يكون بالمنطقِ، بلماذا وكيف، ليس بطول اللسان وتصنع المفهومية. إعلامٌ هذا فهمه ولسانه لا يبني رأيًا، لكنه يؤيدُ فكرة الإعلام الفسدان، أيا كان توجهُه، إعلامٌ يضربُ نفسَه بنفسِه،،،

وزارة عجوزة لأن رئيسها عجوز؟ إخخخ،،،



Twitter: @albahary

المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ

حوارًًٌ ساخنٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، لا يهمُ من المخطئ، ينتهي بقلمٍ صوتُه عالٍ، علي وجهِها، تَرِفُ المسكينة وتبكي، من هي؟ زوجته، إبنته، أخته، الجو. ما هو مستوي تعليمِها؟ مش مهم! ما هي وظيفتها إذن؟ أيضاً مش مهم!! طبعًا شَدها من شعرها، وزغدها، وتعالي يا "بِت"، وروحي يا "مَرَة" عادي جدًا. سيناريو يتكرر في الأفلام والمسلسلات العربية، القديمة والجديدة، ثقافة، تراث، يندر في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي نقلدها، رمزٌ فشنك للرجولة والفتونة وقوة الشخصية، حتي لو كانت الخيبة بالويبة. 

لما تنبه المجتمع لخطر التدخين انطلقت المطالبات لمنعُ مشاهدِ البطلِ المدخنِ في الأفلام والمسلسلات وتم بالفعل الاستغناء عنها ومعها قعدات الغُرَز، ولم يختل العمل أو يتأثر. لماذا لا تكون الدعوة بالمثل؟ لماذا لا تُمنع مشاهد ضرب المرأة علي وجهها والتعدي عليها؟ لماذا لا تُبتكر مشاهدٌ أُخري لإثبات الرجولة الشرقية، ذات الدم الحامي كما يتخيلون؟

في أفغانستان تُعاقب طالبان المرأة بقدرِ ما يتصورونه خطأً، ومن العقوبات قطع الأنف!! منتهي العظمة!! المرأة أصبحت مشكلة كثير من المجتمعات الشرقية وحائطها المائل.  يلبس الرجل القصير والطويل، الشفاف والسميك، يفرفش وينعنش ويدلع نفسه، المهم أن يكون علي مزاجه، أما المرأة فلا يحقُ لها الخروج عن قوالبٍ قاتمةٍ، الحر والبرد سواء، فهي كائن منقوص الإحساس، والعقل، معاناتها وتألمها في غير بالٍٍ. 

تقبلت المرأة نظرة المجتمع لها، دخلَت سجناً فُرِضَ عليها، تنازلت عن إرادتها، يَسَرت تَجَبُر َسي السيد عليها، حتي بدون وجه حق، بدون أمارة. لنجد نموذجاً في مسلسل "عايزة أتجوز"، خفيف وطريف لكنه ينتسب إلي طائفة وضع المرأة تحت بند الهطل من أجل عيون الحاج سي السيد، ولو كان معطوباً، علماً أو مكانةً أو شكلاً. 

سي السيد يري أنه محور عالم المرأة، طبعاً القِوامةُ له حتي لو كانت الدواب أكثرَ منه فهماً ومقدرةً، أقعدي في البيت، أمرك يا سيدي، إلبسي كذا، أمرك يا سيدي، كفاية دراسة، أمرك يا سيدي، عالمك البيت والعيال، أمرك يا سيدي. ماذا لو عَطَبَ الحاج سي السيد في صحته أو ماله أو عمله؟ أين تذهب تلك المرأة بعيالها؟ لماذا التناكة الفارغة؟ أسئلة غير واردة، غير مطروحة طالما أمر سي السيد ورأي وشاء!!

منذ بضعة أشهر، في ترام الأسكندرية، فوجئ الجميع برجل في خمسينات العمر يضرب طفلة لا يتجاوز عمرُها الإثني عشرة عاماً، أشعبها تلطيشاً، لم يرِقْ أو يلين لبكائها  وصراخِها، ولاستهجان الركاب، حكايتك إيه يا عم؟ محدش له دخل، إبنتي وأنا حر فيها!! منطقٌ مريضٌ، وكأن القانون يعاقبُ علي ضرب الغريب ويتسامحُ في ضرب القريب!!شيوع منطقِ سي السيد هذا يعكسُ مرضاً اجتماعياً نامَت عنه الآلة الإعلاميةُ، علي مستوي الدولة، وتغافلَت عنه عمداً فضائياتُ التكفيرِ التي تحصرُ نفسَها في أجندة محددةٍ، لا تحضُ علي علمٍ واحترامِ مجتمعٍ، إنما تَلِحُ علي قضايا معينةٍ يقعُ في أولِها تحجيمِ المرأةِ، مش عيلة انضربت!!

كثيرٌ من العرب يسافرون للغرب بحثاً عن العلم والعمل، يحملون في داخلهم ميراثٍاً اجتماعياً ثقيلاً يعزلهم عن المجتمعات التي سعوا إليها، يجدون الشرطة علي بابهم مع أول قلم علي وش حريمهم، أقصد ستاتهم، الحكاية مش سايبة، وسي السيد الحامي مكانه الوحيد السجن ثم أول طائرة لبلاده المحروسة.

سي السيد الشرقي الحامي الساخن قليل الانجازات، ساعات عمله قليلة، أعذاره كثيرة، لا يفكر جدياً في كيفية تقدم بلده ومجتمعه، في كيفية احتلال مكانة محترمة في عالم لا يرحم،  سَلَمَ مُجَهلاً قيادَه لمفتيي القضائيات، همُه الرئيسي، أرقه الموجع، انحَصَرَ في تكتيف المرأة وتحجيمها، حفاظاً علي جنسه من الفساد والخطيئة. سي السيد ضعيف الإرادة، لا مؤاخذة، وعقله علي قده، والمرأة ستغويه وستعطله عن الإبداع، لذا لا بد من وضعها في كل القوالب، هو كده وإلا لا وألف لا!!

الدولة "المُباركية"،  لأغراضِها وضعت المرأة في مناصب، رئيسة جامعة، عميدة، قاضية، ماشاء الله، لكنها لو خرجت للسوق وتحدثت مع البائع فهي الحاجة، لو دخلت في حوار كده أو كده سيكون الرد اتلمي يا ولية، أما في الأحياء الشعبية والأرياف والصعيد فالحكاية لا تحتاج سوق أو خناقة، هي حاجة وولية، وبس!! أما الدولة "المُرسية"، فترى أن التحرش مسؤولية المرآة بمجرد تخطيها عتبة منزلها!! أما الدولة "الحالية" فلا لون ولا طعم ولا رائحة، حاجة من كله ومن غير كله ...

المرأة تريدُ من الدستور أن ينصفَها، أن يُساويها بالحاج سيد، هل يُمكنُها؟ وإذا أمكنَها هل يُساويها المجتمعُ؟ لقد أصبحنا في مجتمعٍ يجنحُ إلي القتامةِ والغلظةِ الصحراويةِ، فقدَ أهم ما كان يميزُه، التسامحَ، التعدديةَ، قبولَ الأخرِ، تَفَهُمَ الاختلافِِ. كأبٍ، أجدني في قلق ٍ علي بناتي، وهن علي أول عتبات الحياة العملية، لست وحدي، إنما كل الأباء الذين يرجون لبناتهم الأمن والاستقرار والكرامة،،


Twitter: @albahary


شاهدت في السينما

                خطة الهروب  Escape Plan    

فيلم أكشن وتشويق حول شخص مهمته إختبار مناعة السجون للهروب منها يتم وضعه فى سجن منيع في تحدى جديد قد يكون الأخير له.
الفيلم الذى أخرجه السويدى ميكائيل هيفستروم بعد إنتقاله لأمريكا منذ فترة (1408, The Rite) نجح فى جذب الإنتباه فى نصفه الأول إلا أن النصف الثانى أفسد ما تم إنجازه من خلال أحداث لا تتماشى مع ما تم طرحه.
يتميز الفيلم بوجود عدد من الممثلين الجيدين إلى جانب بطلى العمل سيلفستر ستالونى وأرنولد شوارزينيجر الذان حرص السيناريو على إرضاء جمهورهما ربما أكثر من اللازم.
درجة الفيلم : 6 من عشرة


                             اليسيوم  Elysium       

فيلم خيال علمى تدور أحداثه بعد قرن ونصف من الآن حيث أصبح كوكب الأرض خرابآ لا يسكنه إلا الفقراء فى حين يعيش الأغنياء على محطة فضائية إسمها "اليسيوم" (موطن الموتى المباركين أو الخالدين فى الأساطير الإغريقية) ومحاولة البعض من سكان الأرض الوصول للمحطة حيث العلاج المتقدم لإنقاذ حياتهم.
بعد أن قدم المؤلف/المخرج الجنوب افريقى نيل بلومكامب فى فيلمه الأول الخيال العلمى أيضآ District 9 مشكلة محلية فى بلده (التفرقة العنصرية) يعود فى فيلمه الثانى ومعه طاقم عمله ليقدم هذه المرة مشاكل يعانى منها العالم كله.
الفيلم يحمل إسقاطات عديدة منها السياسية والإجتماعية والحقوقية وغيرها ويعكس الواقع الدى نحياه الآن فى إطار من الخيال العلمى.
أداء جيد من معظم الممثلين خاصة شارلتو كوبلى (الجنوب افريقى) فى دور المرتزق ومات دامون فى نيو لوك.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

                   وولفرين  The Wolverine      

فيلم أكشن فانتازيا حول وولفرين الذى يستدعيه شخص يابانى يدين له بحياته ليجد نفسه فى صراع مع عصابات الياكوزا (المافيا اليابانية) وإحتمال فقدانه لقدراته الخارقة.
الجزء الثانى من السلسلة التى قامت على شخصية وولفرين (إحدى شخصيات رجال إكس من مارفل كوميكس) يعيد تصحيح الأوضاع بعد بداية غير موفقة مع X-MenOrigins:Wolverine   والفضل يرجع للسيناريو الذى نقل الأحداث إلى اليابان حيث سحر الشرق الأقصى والنينجا مع إضافة بعد نفسى للفيلم من خلال ذكريات وولفرين مع حبيبته التى فقدها ومع فقدانه لقواه الخارقة, ما أعطى الفيلم عمقآ, كما يرجع الفضل للمخرج جيمس مانجولد الذى استفاد من تجاربه السابقة (Walk the Line, Knight &Day)  ليقدم فيلمآ جيدآ, لكن قطعآ لا يرجع الفضل إلى البعد
الثالث الغير مثمر فى هذا الفيلم!
 درجة الفيلم : 7 من عشرة
            

فيلم كوميدى حول شخص يضطر لسداد دين عليه إلى تهريب المخدرات من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيلجأ إلى حيلة أسرة مفبركة يقوم بتجميعها تقضى أجازتها فى المكسيك بواسطة سيارة كرفان.
الفيلم يتميز بسيناريو جيد استطاع أن يفرق بين المقبول والمرفوض وأن يبتعد عن الإسفاف رغم أن الموضوع والشخصيات يمكنها وبسهولة أن تعبر الخط الفاصل.
أما المخرج فى ثالث أعماله وكلها كوميدية نجح فى تقديم مشاهد مضحكة دون الوقوع فى المحظور أو الذوق السئ ومن أنجحها مشهد تعليم الإبن طريقة التقبيل.
أحد أنجح وأفضل الأفلام الكوميدية الأمريكية لهذا العام.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

            الفارس الوحيد The Lone Ranger       

فيلم ويسترن حول قصة تحول رجل درس القانون إلى بطل اسطورى يعرف بإسم الفارس الوحيد.
شخصية الفارس الوحيد ظهرت لأول مرة عام 1933 وتم عمل العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والكوميكس منذ ذلك الحين.
 النسخة الجديدة تحمل توقيع نفس مجموعة العمل التى قدمت سلسلة أفلام قراصنة الكاريبى من منتج ومخرج وكتاب سيناريو والممثل جونى ديب الذى يقوم بدور الهندى الأحمر صديق الفارس والذى  إختار الشكل الذى ظهر به فى الفيلم.
الفيلم ممتع وترفيهى مثل فيلم القراصنة إلا أنه لم يحقق نفس النجاح ربما لأنه يتناول موضوع الهنود الحمر (لسكان الأصليين لأمريكا) بإنصاف ويظهر الوجه القبيح للرجل الأبيض.
درجة الفيلم : 7 من عشرة

مهندس/ دانيال تانيليان - سكندري عاشق للسينما ومحب للفنون