الجمعة، 30 ديسمبر 2011

دولةُ الخلافةِ …


أذاعَت فضائية BBC يوم الجمعة ٣٠ ديسمبر أن مُرشدَ الإخوان المسلمين صَرحَ في مؤتمرٍ صحفي أن جماعته على وشك تحقيقِ هدفِ مؤسسِها، وهو تحقيقُ دولةِ الخلافةِ. وتصدَرَ صحيفةَ الأهالي يوم الأربعاء ٢٨ ديسمبر ما قالَه أحدُ السلفيين بأن من يخرج على حكمِهم خارجٌ عن الإسلام يجبُ قتالُه. أضف ما نُشِرَ عن هيئةٍ أُنشئت بفعلِ فاعلٍ للأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ. وطبعاً يستحيلُ أن نَغفلَ عن الوجوه التي تنتشرُ في الفضائيات مُسَفِهةٌ كلَ من يخالفُها وكأنه مخالفٌ للشريعةِ، لا معارضاً لهم كأشخاصٍ. المثيرُ للعَجبِ صدورُ التصريحِ ثم نفيه، والتزاحمُ علي المواقعِ الإلكترونية للصحفِ وغيرِها دفاعاً عن أي فعلٍ أو قولٍ من الجماعةِ أو السلفيين ولو كان على خصام مع المنطقِ وطبيعة الشعب المصري الكاره للتطرفِ. لما أُعلِنَ تصريحُ الخلافةِ الإسلاميةِ أو بيانُ هيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ، إنهمَرَت تعليقاتُ التأييدِ والمباركةِ، وكأن ما كان منذ مئات السنين صالحاً اليوم.

الانتخاباتُ اِعتُبِرَت شيكاً على بياض لأي قولٍ أو فعلٍ أو توجه أو قرار، ولو كان مؤداه إلحاقَ الدمارِ بالدولةِ المصريةِ، كيانُها ووحدةُ أراضيها، وما يزالُ النموذجُ الصومالي وكذلك الأفغاني والسوداني والغزاوي واضحاً تماماً في كيف تكونُ النظرةُ أحاديةً، الحكمُ بأي وسيلةٍ ولو على الأنقاضِ، ولو جلَبَ التعاسةَ والشقاءَ والبؤسَ. متابعةُ ما يُقالُ وينتهَجُ من تصرفاتٍ وممارساتٍ لا تثيرُ إلا قلقاً أكيداً ممن ركبوا الديمقراطيةَ ليجلسوا إلي ما لا نهاية، ليشطحوا ويتجاوزوا وهم بمنأي عن المساءلةِ لأنهم الشريعةُ، كما يظنون. الديمقراطيةُ تعني الاستعداد للنزولِ عن الحكمِ وقتما يشاءَ الشعبُ، والخلافةُ تحصرُ الحكمُ في طبقةٍ أو طائفةٍ بعينِها، وتستبعدُ عنه من سيُصَنفون غير أهلٍ للحكمِ أو لاختيارِ الخليفةِ. الخلافةُ تتناقضُ مع الديمقراطيةِ التي بهم أتَت، كيف نصدقُهم إذن وهم يكشفون وجهاً ثم يُخفونَه وكأننا في حفلٍ تنكري؟! يريدون طولَ البقاءِ لأهدافِهم الخاصةِ، لمصلحتِهم التي يصورونها ويتصورونها للكافةِ، يريدون أن يسحبوا شعباً في عصرٍ ولى فيه جَرَ الشعوبِ من قفاها.

هناك من يُدافعُ عن السلفيين بحجةِ أنهم لا يجيدون الكلام، بأنهم لم يحترفوا السياسةَ، عذرٌ مخادعٌ، هل مطلوبٌ منهم الكذب والملاوعة؟! اليومُ كلامٌ معسولٌ وغداً فعلٌ قامعٌ مدمرٌ!! وكيف يكونُ حسنُ التعبيرِ عن نوايا ليست بالحسنة؟! الأمرُ ليس في التعبيرِ، لكنه فيما تُضمِرَه النفوسُ. انتهَت دولةُ الخلافةِ العثمانيةِ بكارثةٍ أنهَت إلى غير رجعةٍ آخر نموذجٍ لها، وزالَت معها الدولةُ التركيةُ والحكم الديني، عالمُ اليوم أشدُ قسوةً.

مصر ليست خَمارة كما يصرخُ من طَفوا على السطحِ، ليست هي الأرضُ والثقافةُ التي تُحَلِلُ ضربَ النساءَ وشدَهم من شعورِِهم وتجنيبَهم؛ مصر لا تتحملُ حكماً ديكتاتورياً تحت أي مُسمى، يستحيلُ فيها تكفيرُ المخالفين، لا مكانَ فيها للصفوةِ الحاكمةِ، ولا لأي سلطةٍ أعلى تُنَزَه وتُحَصَن تحت أي مسمي،،

Twitter: @albahary

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

مئوية نجيب محفوظ فى مكتبة الإسكندرية


 نظم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية كعادته فى شهر ديسمبر من كل عام, إحتفالية بمناسبة عيد ميلاد الأديب الكبير نجيب محفوظ (1911 – 2006) المئوى هذا العام, رغم الظروف الصعبة التى تمر بها المكتبة.


شملت الإحتفالية عرض بعض الأفلام التسجيلية والروائية إلى جانب معرض صور له (من ضمنها صورة التخرج من قسم الفلسفة بكلية الأداب جامعة القاهرة عام 1934 المصاحبة لهذا التقرير).

بدأت الإحتفالية بكلمة من الناقد سمير فريد الذى تحدث عن نجيب محفوظ وحرصه على الكتابة باللغة العربية الفصحى حفاظآ على اللغة ثم عرض برنامج تلفزيونى من تقديم المذيعة ليلى رستم ضم عميد الأدب العربى طه حسين ومجموعة من الكتاب من بينهم نجيب محفوظ.

كما تم عرض الفيلم التسجيلى "نجيب محفوظ ضمير عصره" (1989) سيناريو وإخراج هاشم النحاس.
والفيلم الروائى "ساحر النساء" (1958) عن قصة سينمائية لنجيب محفوظ (عن الدجل والشعوذة) وسيناريو (متميز) لعباس كامل ومحمود صبحى وكامل التلمسانى ومن إخراج فطين عبد الوهاب وتمثيل فريد شوقى وهند رستم (التى قامت بأداء رائع) وتوفيق الدقن.

وأخيرآ عرض فيلمان مكسيكيان عن روايتين لنجيب محفوظ يؤكدا عالمية أدبه وحققا العديد من الجوائز.
الأول "بداية ونهاية" (Principio y fin) 1993 من إخراج المخرج المكسيكى الكبير أرتورو ريبستاين.

الثانى "زقاق المدق" (El callejon de los Milagros" ( Midaq Alley) 1994 من إخراج جورجى فونس وتمثيل سلمى حايك التى لفتت الأنظار فى هذا الفيلم وإنطلقت إلى السينما العالمية والنجومية.

  









مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون
  

شاهدت في السينما




فيلم تشويقى وأكشن حول منظمة سرية تعرض على رجل تم الإعتداء على زوجته, قتل الجانى ثم تعود بعد فترة من تنفيذ المهمة لتطالبه بمهمة مماثلة كرد للجميل وعند رفضه يبدأ صراع يؤدى إلى كشف بعض الحقيقة.
الفيلم الذى تدور أحداثه فى مدينة نيو أورلينز بجنوب الولايات المتحدة أخرجه روجر دونالدسون الخبير بمثل هذهالنوعية من الأفلام ( No Way Out, The Recruitونجح فى صنع فيلم تجارى عالى التشويق معتمدآ على سيناريو جيد حرص على إصلاح الأمور فى النهاية لإرضاء الجمهور.
يمكن للمشاهد إستخلاص عدة معانى من الفيلم أبرزها أن تطبيق العدالة يجب أن يكونمن خلال القانون.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم أكشن كوميدى حول قيام مجموعة من ضحايا عملية نصب, قام بها مالك البرج السكنى الخاص الذى يعملون به, بعملية سرقة مقتنيات ثمينة يخفيها هذا النصاب فى مكان عملهم لإسترداد أموالهم.
الفيلم يدور حول عمليات النصب بإسم توظيف الأموال والمعروفة فى الغرب بخطة بونزى والتى تكشفت إحداها من فترة وجيزة فى الولايات المتحدة.
وفق السيناريو فى إختيار نماذج الشخصيات المشاركة فى عملية السرقة وإضفاء جو من الكوميديا الساخرة مما يجعل المشاهد يتقبل أحداث الفيلم رغم صعوبة تصديقها.
نجح المخرج بريت راتنر مخرج سلسلة أفلام Rush Hour   فى تقديم فيلم يختلف عن أفلام تناولت نفس الفكرة( Ocean's Eleven) فى حين فشل إيدى ميرفى الذى يحاول تجديد جلده وإحياء نجوميته فى تقديم دور يستحق عليه الثناء.
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

                       فى الزمن المحدد  In  Time      
فيلم خيال علمى تدور أحداثه فى زمن لا يكبر فيه الإنسان عن 25 عام نتيجة تعديل جيناته وأصبحت فيه العملة المتداولة عبارة عن ساعات عمر الإنسان بعد ال25 المسجلة فى ذراع كل واحد, حول شاب فقير يتلقى ثروة (من الساعات) كهدية نظير خدمة قدمها لأحد الأغنياء وتأثير ذلك على حياته.
الفيلم يعكس واقع عالمنا الحالى الذى يهيمن فيه قلة من الأغنياء على مجريات الأمور فى حين تصارع غالبية من الفقراء من أجل الحياة, وهو من تأليف وإخراج النيوزيلاندى الأصل أندرو نيكول الذى تخصص فى أفلام الخيال العلمى سواء تأليفآ ( The Truman Show ) أو تأليفآ وإخراجآ              ( Gattaca, Simone )  والذى إختار هنا الإسلوب السهل المبسط (ربما أكثر من اللازم) من حيث التمهيد الواضح لبعض الأحداث والإسقاطات المباشرة والديكور البسيط وشكل أداء الممثلين بدون إنفعال.
الفيلم يؤكد (بشكل مختلف) المقولة الشهيرة "الوقت من ذهب" أو "Time is money"
درجة الفيلم : 6,5 من عشرة

فيلم خيال علمى حول عقار لعلاج مرض الألزهايمر يتم تجربته على القردة ويؤدى إلى نمو ذكائها بشكل ملحوظ.
الفيلم إحياء لسلسلة أفلام بدأت فى عام 1968 مقتبسة من رواية للمؤلف الفرنسى الراحل بيير بول إلا أن كاتبا السيناريو (رجل وزوجته) إختارا الإستسهال والإستخفاف بعقل المشاهد بشكل أساء إلى الرواية الأصلية وبمكانتها.
أبرز ما فى الفيلم التقنية المستخدمة فى نقل أداء الممثل لنماذج القردة مما جعلها أقرب للإنسان وتصرفاته.
الفيلم حقق نجاح باهر فى معظم أنحاء العالم ربما لرسالة الثورة والتمرد التى يحملها والتى تتماشى مع الظاهرة المنتشرة حاليآ فى كل مكان.
درجة الفيلم : 6 من عشرة


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون