السبت، 8 سبتمبر 2012

منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها

صورة ١: المصري اليوم


صورة ٢: موقع أخبار مصر
صورة ٣: جريدة وول سترست جورنال
منحَت الحكومةُ الهولندية أقباطَ مصر حقَ اللجوء السياسي لما بُرِرَ أنه اضطهادٌ وتمييزٌ ديني تَبَدى في إهاناتٍ واعتداءاتٍ على نفوسِهم وممتكاتُهم. لم يظهرْ هذا النبأ في الصحفِ المسماةِ قوميةٍ، وهو أمرٌ طبيعي يجدُ تفسيرَه في أخونتِها، ولم تتنبه له العديدُ من الصحفِ الحزبيةِ والمستقلةِ لانشغالِها بمعاركٍ أخرى تتعلقُ بوجودِها ومستقبلِها. القرارُ الهولندي لكمةٌ في الفكِ لنظامِ الحكمِ الإخواني لا بدَ وأن تتسببَ في إصابةٍ تستلزمُ علاجًا صحيحًا وحقيقيًا. برَرَ بعض السياسيين ما أقدَمت عليه الحكومةُ الهولنديةُ بأنه نتيجةٌ لوجودِ عناصرٍ متطرفةٍ في البرلمان الهولندي قادَتها لاتخاذِه، وهو ما يفتقدُ لدقةِ التحليلِ. وإذا نظرنا إلى التعليقاتِ الإلكترونيةِ على القرارِ الهولندي لما اندهشنا لرغبةٍ كبيرةٍ من مسلمين يريدون أيضًا أن يشمَلُهم هذ القرارُ. الأمرُ إذن أكبر من التطرفِ في البرلمان الهولندي. 

الصورةُ جليةٌ في مصر. مناخٌ دينيٌ رافضٌ للمخالفين فكرًا وعقيدًة، زاعقُ الصوتِ، طويلُ اللسانِ واليدِ، يستحلُ لنفسِه ما يُحرمُ على غيرِه، يحتكرُ الصوابَ والحقيقةَ، وجدَ طريقَه في الفضائياتِ والمساجدِ والصحفِ، لم تقفْ له دولةُ الإخوان كما وقفًَت لمعارضيها ومُنتقديها. النتيجةُ الطبيعيةُ شيوعُ جوٍ من التوترِ والتوجسِ والتربصِ الاجتماعي والسياسي، كلٌ يجهزُ نفسَه لمواجهةٍ تبدو حتميةً، يا روح ما بعدك روح في معاركِ البقاءِ والهويةِ، إلى هذا الحدِ وصلَت مصر الآن. يستحيلُ نسيانُ تهجيرِ الأقباطِ جماعيًا، وأيضًا التعدي على أصحاب الفكرِ والفنانين، كلُ من هم خارج فسطاطِ الإخوان والسلفيين في نفسِ المركبِ، مُحاصرين، مُحَجَمين، مُتهمين، مَذمومين. 

أوروبا مفتوحةٌ على بعضِها، ما يحدثُ في دولةٍ يجدُ صداه في غيرِها، من المؤكدِ أن يُمنحَ الأقباطُ لجوءً سياسيًا في دولٍ أوروبيةٍ أخرى أو في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ وكندا، وليس ببعيدٍ أو مُستغربٍ بعض المسلمين. من قالوا من لا يريدُ حكمَنا بابُ الخروجِ مفتوحٌ له يدمرون مصر، بالتعصبِ وضيقِ الأفقِ وعدم فهمِ التاريخِ والسياسةِ. لكن هل تنتهي الأمور عند اللجوءِ السياسي؟ قطعًا لا، فهناك عقوباتٌ ظاهرةٌ مثل المقاطعةِ والتحجيم السياسي والاقتصادي، لكن الأخطرُ في العقوباتِ الخفيةِ من تحريضٍ على التقسيمِ والعملِ على تنفيذِه، هنا سينتهي الحكمُ الديني من مصر، لكن بمصيبةٍ تُذكرُ بكيف سقَطت وتفكَكَت دولة العثمانيين. 

الحقيقةُ مُرةٌ، لا يراها من وُضَعَت على عقولِهم غِماماتٍ سوداءٍ، الغدُ مُفزعٌ، تصريحاتُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ بدعمِ مصر فيها ما يخيفُ، لقد سبقَ وساندَت صدام والقذافي ومبارك، زيارةُ الصين وغيرها ليست مفاتيحَ الخلاصِ.  مصرُ في ورطةٍ، ما من بارقةِ خروجٍ منها بدون خسائرٍ، المناخُ الحالي يزيدُها، ملايينٌ المصريين مُتوتِرين مُتوجِسين. 

القرارُ الهولندي ضربةٌ في المليان، لم يشعرْ بها مُخدَرون مُنَوَمون بالمكابرةِ والغرورِ وتسطيحِ الأمورِ،،

صورة ١: المصري اليوم
صورة ٢: موقع أخبار مصر
صورة ٣: وول ستيت جورنال تظهر احصائية معدلات طلب اللجوء السياسي للولايات المتحدة من  المصريين المقيمين بها

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

شركات الإنترنت .. والماء والكهرباء


تقوم الدنيا بحق عندما تقطع المياه والكهرباء، ولا تنقطع الإعتصامات والمظاهرات والانتقادات بسبب تردي حالة مرفقي المياه والكهرباء. لكن إذا عدنا بالذاكرة لأسبوع قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ وأسبوع بعده، لما نسينا القطع المتعمد لخدمة الإنترنت.  يبدو أن هذه الأيام قد عادت بسبب جشع شركات الإنترنت، في الأغلب. 

اختبار أول: Download 110 Kbps - Upload 20 Kbps
نتيجة وزمن اختبارين أجريتهما على سرعة الشبكة
الخط الأزرق في الأسفل: سرعة الشبكة عندي - الخط الأخضر العلوي: متوسط السرعة العالمية !!
فأنا مشترك في شركة تي داتا TeData التي تعلن أنها أكبر شركة إنترنت في مصر، والأسرع، مسميات على نمط شجيع السيما ونجم الشباك. الخدمة بالغة السوء، من بطء وانقطاع، أما الدعم الفني فيتصور أن الزبون أهطل وعبيط ومتخلف، إذا اتصلت بهم يكون العذر، آخ يوجد تحديث في قواعد البيانات، كَلِمنا بعد ساعة، وتأتي الساعة بعد الساعة، واليوم بعد اليوم والعذر هو هو؛ طبعا الحكاية ليست تحديث في قاعدة البيانات. لكن أليست هي في التخلف والعجز عن استيعاب التكنولوجيا وفي الجشع الذي يحمل الشبكة بأكثر من طاقتها؟ أرجو التصحيح لو كنت مخطئًا. أهم شئ عند الشركة، رسالة أول كل شهر على المحمول، نذكركم بميعاد السداد!!

الصور توضح الاختبارات التي تظهر التواضع الشديد في مستوى الخدمة التي يُفترض أنها 512 Kbps، ونعلم جيدًا أنها لأسباب فنية تكون في حدود 405 Kbps لا 110 Kbps.

من يحاسب تلك الشركات على ما قد يُكَيَفُ نَصباً وخداعًا واحتيالًا؟ يبدو لا أحد، لماذا؟ لن تكون هناك مظاهرات ولا اعتصامات لانقطاع الإنترنت،،

Twitter: @albahary

العشوائيات في السكك الحديدية


عدت من الإسكندرية يوم ٢٥ أغسطس في قطار ٩١٨ وهو نفس اليوم الذي ذهب فيه رئيس الوزراء إلى الإسكندرية. أحال رئيس الوزراء المسؤولين عن صيانة قطاره للتحقيق لتعطل تكييف الهواء به، لكن من أدراه أن هذا القطار هو الوحيد الذي يعمل بتكييف كده وكده؟ وهل فعلًا أخطأ مسؤولو الصيانة أم أن القطارات أصبحت خردة؟ فالقطار ٩١٨ الذي كنت في عربته رقم ٢ كان يعمل بتكييف صوري، أي اسم بلا مسمى، وهي عادة معظم أجهزة التكييف في السكة الحديد إن لم تتوقف تماماً. 

الأعجب أن قطار ٩١٨ مباشر، أي طوالي، أي لا يقف بمحطات، ومع ذلك صعد بائع المشبك والسوداني والحمص من محطة طنطا واستمر بالقطار حتى القاهرة، ظل طوال طريق طنطا القاهرة دائرًا صائحًا بطشت الحلويات!! كيف صعد؟ ومع من ضبط أموره؟ وهو ما فكرني بمسرحية فؤاد المهندس لما نشلَت فانلته مع أن فوقها قميص بزراير وجاكت مقفولة!!  اعتادنا ركوب باعة المشبك من طنطا في كافة القطارات التي تقف بها، لكن الإبداع طال قطارات الطوالي المباشرة. 

المهم، أن حكاية المسؤولين المحتكين بالجماهير أمام الكاميرات باخت وسَخَفَت، فرئيس الوزراء الجديد زار أحد الأقسام وأبلغ الصحف، تم تصويره في قطار الإسكندرية، أيضاً وزير الاتصالات يوزع عشرة جنيهات عيدية أمام الكاميرا، وقبله أكل رئيس الوزراء عصام شرف فول مع أسرته في المهندسين!!

إيه الحكاية؟ هل يتصورون أن المصريين متخلفون وأغبياء إلى هذا الحد؟!



Twitter: @albahary



بذاءةٌ وتلفيقٌ …


يتعرضُ الكُتابُ في هذه الفترةِ لسبٍ وتجريحٍ وتلفيقٍ بعد أن خاضوا فيما اِعتُبِرَه البعضُِ مما لا يجوزُ فيه الاِجتهادُ أو الفكرُ.  ولما كانت الصحافةُ الإلكترونيةُ تتميزُ كعصرِها بالسرعةِ في النشرِ والجَرأةِ في العرضِ والتواصلِ المباشرِ مع القارئ فقد وجدتَه ضرورياً أن أتناولَ  ما يرِدُ من تعليقاتٍ في المواقعِ الإلكترونيةِ.

التعليقاتُ هي ردُ فعلِ القارئ علي المقالِ الإلكتروني، بقدرِ ما يكون فيها من هدوءٍ يكون فيها التعقلُ والفهمُ والاستيعابُ، كلما زادت فيها الحدةُ والانفعالُ يكون بعدُها عن الموضوعيةِ والحقيقةِ. من المفترضِ، أن المقالَ في الصحيفةِ الإلكترونيةِ حلقةُ نقاشِ، حوارٌ مفتوحٌ بين الكاتبِ والجمهورِ، عندما يعلو الصخبُ وتتطايرُ البذاءاتُ والتلفيقُ فالظاهرةُ أكبرُ من التجاهلِ، إنهانمطٌ غيرُ سويٍ في التعاملِ، في الإنغلاقِ، في غيابِ التسامحِ مع الآخرين وتقبلهم. مطالعةُ التعليقاتِ بما فيها من تجاوزاتِ تُبعدُ القارئ الحقيقي عن المقالِ الأصلي أو تزهدُه تماماً في قراءةِ أية تعليقاتِ، فالأمرُ أصبحَ سباباً علنياً دون محاولةٍ صادقةٍ للفهمٍ، في أحيانٍ كثيرةٍ، هو سبابٌ من أول كلمةِ في المقالِ، أو لمجردِ اِسم الكاتبِ ولو أبدعَ. العديدُ من التعليقاتِ تأتي من أشخاصِ بأسماءٍ مُفبركةٍ، وبعباراتٍ ركيكةٍ محفوظةٍ مثل لست منهم لكني أقولُ الحقَ، أو زمن الرويبضة، مدفوعون هم لإرهابِ الكُتابِ والإيحاءِ بغلبةِ فكرِ بعينِه، وقد يتطوعون من تلقاءِ أنفسِهم بما يتخيلونَه غيرةً وحميةً للحفاظِ علي معتقداتٍ يعلمُ اللهُ كيف خُزِنت في رطوبةِ جماجِمِهم.

كثيرٌ من الكتابِ ينأون بأنفسِهِم عن المشاركةِ في هذه الأجواءِ العَطِنةِ، مُفضِلين الاِحتفاظِ بفكرِهم لمن يقدِرُه، قد لا يخرجونَه أبداً لنورِ النشرِ الإلكتروني، أو ينشرونَه في الصحافةِ التقليديةِ الورقيةِ ضيقةِ الانتشارِ ولو فيها  قيودٌ علي حريةِ الرأي والتعبيرِ، دأبٌ متأصلٌ في عالمِنا العربي ولو كانت صحفُه صادرةً في غيرِ بلادِ العربِ. اِنسحابُ الكُتابِ من الصحفِ والفضائياتِ يحققُ منفعةَ عُظمي، مُبتغاة، لأنصارِ الحجرِ علي الفكرِ والرأي،  وها قد رأينا كيف تردَت الإذاعة في رمضان بعد أن كانت سلطانةَ ما بعد الإفطارِ.
 
الإحصاءاتُ تؤكدُ أن 16% من سكانِ العالمِ العربي يتعاملون مع الإنترنت، من المؤكدِ أن منهم كُثرً من الشتامين المُلفِقين المَسحوبين. أجواءٌ فيها اِفتعالُ الانفعالِ والغيرةِ، فيها الدونيةُ والسوقيةُ، القراءُ الحقيقيون متباعدون، الساحةُ كالعادةِ يحتلُها ذوو الصوتِ العالي واللسانِ البذيء والدماغِ المُخَوخَة، حقيقةُ واقعنا، أكدتها الصحافةُ الإلكترونيةُ، شكراً لها.

في العالم المحترم، الإنترنت وسيلةُ علمٍ وثقافةٍ، أما عندنا فوسيلةُ بذاءةٍ وسوءِ سلوكٍ وتلفيقٍ، لم نسمعْ عن عقابٍ ولا ملاحقةٍ لمرتكبيها، هل سبُ رئيسِ الجمهوريةِ أولى بالمعاقبةِ من التطاولِ والتشهيرِ بأي مواطنٍ؟  

Twitter: @albahary