السبت، 16 أغسطس 2008

الجامعات..بين الغضب والأسف


لجان "عليا" لاختيار قوائم المحكمين لترقيات أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، اللجان العليا الموعودة بالجنة، بالمكافآت، حسبما شاع بين أعضاء هيئات التدريس! اختيار محكمين بواسطة لجان "عليا" لم يُنشر بوضوح تشكيلها ولا كيفية اختيارها ولا ما ميز أعضائها عن غيرهم من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، عُقدت اجتماعات مع أعضاء هذه اللجان لتوضيح واجباتهم وأولها من يُختارون ومن يجب استبعادهم.
الجامعات الحكومية في حال يبدو في غير بال من يتخدون قرارات تتعلق بها، المعاندة مع أعضاء هيئات التدريس هي السمة الغالبة، وكأن الصراع معهم هدفٌ بحد ذاته. في وقت رُفع فيه شعار تجديد الدماء في الجامعات، استبعد العديدون؛ لم تسلم من الاستبعاد الوجوه المستديمة الموجودة في أي لجان، في كلها، وجوه من تغيرت أماكنهم ولم يتغيروا أو يُغيروا، بنفس أفكارهم، بكل ما عليها، تصفية الحسابات تبدو الدافع المستتر ولو كانت الأقوال عن الارتقاء بالبحث العلمي بليغةٌ. إدا كانت الجوائز في مصر محل تندر وامتعاض لما فيها من تربيطات واستبعادات فماذا يُتوقع بذات العقلية من تشكيل لجان تعددت مسمياتها ولا يعرف بها علي وجه اليقين تميزٌ حقيقيٌ.
من يتخذون القرارت مشغولون بكيف يكون التهذيب والإصلاح، باعتباره مفتاح إبقائهم، أعضاء هيئات التدريس في واد آخر، بلغ بهم اليأس منتهاه وتملك منهم الغضب علي أوضاع وأشخاص فرضوا عليهم بلا سند إلا أن يكونوا ضمن مخطط الإلهاء العام، غض الفكر. أعضاء هيئات التدريس لا يرجون خيراً ولا يتوقعونه، انفصلوا تماماً عن جامعاتهم، وجودهم مرهونٌ بمحاضرة أو مصلحة، مهمشون مستبعدون، انقطعوا وغابوا، لم تعد تعنيهم أخبار زيادات الدخول ولا لجان عليا علي كل مسمي. الدخول في أي نشاط تديره الوجوه المؤبدة التي تمكنت من الاستمرار أو تلك التي قُربت لأسباب ما، علي غير المنطق، أصبح مرفوضاً منفراً؛ غابت عن أعضاء هيئات التدريس حمية الاهتمام والاكتراث، طالما فُقدت مصداقية القرارات والأفعال، أساس التجاوب والاعتبار.
حالٌ عجيب، أعضاء هيئات التدريس بالجامعات ومن يتخذوا ما يتعلق بهم من قرارات يتبادلون عدم الاعتراف، بعضهم ينكر بعضه، نفس وضع المجتمع، سلطة وشعب، علي خصام وإنكار!! لن يرتجي اصلاحٌ، يستحيل، بنفس الوجوه، بمنطق الاستبعاد، بشهوة الاستمرار، بنهم الاستحواز. غضب أعضاء هيئات التدريس من أوضاع متردية بفعل فاعل له سببه، أسفهم علي حاضر ضاع ومستقبل لن يكون له تبريراته. وغضبي وغضبي وغضبي، وأسفي وأسفي وأسفي، كما يردد كل أعضاء هيئات التدريس،،