الخميس، 3 مارس 2011

الحَذَرُ من هؤلاءِ ...


الخامس والعشرون من يناير أوجدَ مصراً مختلفةً، فيها أملٌ وفيها رجاءٌ، لكن فيها قلقٌ وخوفٌ على الحاضرِ وعلى المستقبلِ. الوضعُ على الأرضِ فيه إلقاءٌ للاتهاماتِ وتصيدٌ للهفواتِ وتصفيةٌ للحساباتِ، فيه ترويعٌ للمواطنين، فيه استيلاءٌ على أراضى الدولةِ وبناءٌ فى الممنوعِ، فيه أكشاكٌ عشوائيةٌ فى كلِ شارعِ، انتهاكُ القانونِ أصبحَ القاعدةَ، غّدّت البلطجةُ مهنةً. مصر أصيبت داخلياً وكذلك خارجياً، حدُودُها تنتهك ومياهُ نيلِها اِنتُقِصَت، وضعُها الدولى فى تراجعٍ بفعلِ وضعِها الداخلى المُهتزِ.

ما يُخيفُ ظهورُ فئةٍ جديدةٍ من عشاقِ الشهرةِ والسلطةِ، امتلأت بهم الصحفُ والفضائياتِ، الحكوميةُ منها بالذاتِ. الصحفُ الحكوميةُ غيرَت جلدَها تماماً وفاضَت منها مقالاتٌ وتحقيقياتٌ تهاجمُ نظاماً هوى، كثيراً ما أخفَت خطاياه وصَفقَت لها، الآن فُتِحَت أبوابُها على البحرى لكلِ من يهاجمُه ويُطيلُ. الوجوه الجديدةُ من مُهاجمى النظامِ دخلوا كلَ مكانٍ، يريدون أن يكونوا على قمتِه بصفتِهم الأحرارِ الثوريين، هم الآن فى الجامعاتِ والإعلامِ وأى مكانِ عملٍ، مهمتُهم الظهورُ بالكلامِ وترويجِ الاتهاماتِ، يريدون سرقةَ الكادرِ ثم الكرسى بأى وسيلةٍ.

وضعٌ فى منتهى الخطورةِ، لكلِ حِقبةٍ مستفيدوها، أغنياءُ الحربِ أصبحَوا الآن فى صورةِ انتهازيو الثورةِ، يُدلون بآرائهم ويُظهرون فوراتٍ مُفتَعَلةٍ بغرضٍ وحيدٍ، أن يحصلوا على غنيمةٍ. الخطرُ من هذه الطبقةِ الجديدةِ من راكبى أى موجةٍ، إنهم يُجيدون التهييجِ، أبوابٌ إعلاميةٌ فُتِحَت لهم، إما شعورٌ بالذنبِ أو لمصالحٍ مشتركةٍ، تجميلُ الوجهِ لإعلامٍ غابَت عنه النزاهةِ فى مقابلِ كراسى ومنافعٍ غيرِها.
المُتَحَوِلون، المُتَلَوِنون، هم الآن سارقو الفرحِ، إحذَروهم علشان خاطر مصر،،


Twitter: @albahary