الاثنين، 18 أبريل 2011

الإعلامُ بعد ٢٥ يناير … وقبله


الإعلامُ هو مرأةُ العقلِ والوعى العامِ، تقصيه يكشفُ ما يتصورُ البعض أنه مَخفىٌ. متابعةِ صحفِ وفضائياتِ ما بعد ٢٥ يناير يكشفُ حالاً ليس بجديدٍ، ما كان قبل هذا التاريخِ لم يتغيرْ بعده ! نفسُ الأسلوبِ، نفسُ المنطقِ، نفسُ الألفاظِ، نفسُ الحجبِ والمنعِ، نفسُ العناوين!! التغييرُ الوحيدُ أشخاصُ العناوين والأخبارِ!!

قبل ٢٥ يناير سبَحَت الصحفُِ والفضائياتُ بفضائلِ وعبقريات الأسرةِ الحاكمةِ، تبارَت فى التشهيرِ بالبرادعى وأيمن نور وغيرِهم ممن صُنِفوا عملاءً، حُجِبَ كلُ رأىٍ ينصفُهُم، ضاقَت الصحفُ والفضائياتُ على اتساعِها، عن أى رأىٍٍ ولو كان منطقياً من الذين اِعتُبِِروا مخالفين فى النظرةِ والتوجه، أفاضَت فى الحديثِ عن حريةِ الرأى ولو وأدَتها مع سبقِ الإصرارِ. بعد ٢٥ يناير ماذا تغير؟ عنوانُ الخبرِ وأشخاصُه لا موضوعه، بعد أن كان البرادعى فاشلاً أصبح حسنى مبارك، بعد أن كان أيمن نور مزوراً أصبحَ جمال مبارك، أما الكلامُ بداخل الموضوعِ فلم يتغيرْ ولم يتبدلْ !!

الصحفُ لم تتغيرْ، الفضائياتُ مازالت تفتعلُ الموضوعات لكنها تستضيفُ من خرجوا من السجونِ لجرائمٍ ارتكبوها؛ إعلامٌ يدعى الحريةَ، يتصورُ أنه ضحكَ علينا !! كانوا يمنعون من ينتقدُ نظاماً هوى لخطاياه التى تغاضوا عنها، ومازالوا يمنعون من يكشفُ أخطاءَ حالٍ جديدٍ يستحيلُ أن يكونَ مثالياً. الحريةُ المباحةُ الآن هى سبُ حسنى مبارك وأسرَتَه، هى مفتاحُ الكتابة للصحفِ والظهورِ فى الإعلامِ، وجوهٌ اِرتزَقَت من نظامٍ رحلَ لازالت تأكلُ عيشَها من وضعٍ جديدٍ، وبنفسِ الأسلوبِ القديم ِ!!

أىُ إعلامٍ هذا؟! فقدَ مصداقيتَه تماماً، ولا يزالُ، لم يتعلمْ كيف يسترجعُها، ولن، طالما أن الوجوه لم تتغيرْ، وقبلها العقولُ، إعلامٌ تربى على تمشيةِ حالِه لن ينعدلُ بين يومٍ وليلةٍ، سيمنعُ كما كان، سيُهَروِلُ كما كان!! من كانوا حُسنيين جَماليين سوزانيين أصبحوا فى رمشةِ عينٍ ثواراً أطهاراً شباباً !!

Twitter: @albahary