الأربعاء، 1 يوليو 2009

إنهم يُهاجمون عادل إمام ...






















عادل إمام، صيدُ هذا الموسم، النعوتُ البذيئةُ تنهمرُ عليه، لا علاقةَ لها بفنٍ أوفكرٍ، تصفيةُ حساباتٍ، تأديبٌ لأنه تجرأ وأبدي رأيَه في التوريثِ، ليس من حقِه، سبقَ وهاجمَ التطرفَ ولازالَ، ليس من واجبِه. الأمرُ ليس في عادل إمام، إنه في أسلوبِ تعاملٍ يتسمُ بالأنانيةِ ورفضِ الآخرين، من يندمجُ في القطيعِ تختفي عيوبُه وخطاياه، ولو سرقَ وكذبَ وغشَ, من يخرجُ عنه تنفتحُ عليه أبوابٌ لا سبيلَ له في إغلاقِها. مجتمعاتٌ تسيطرُ عليها القبليةُ وأُحاديةُ النظرِ، لا تحُبُ التفكيرَ، تحاربُه وتكرهُه، العنفُ مخرجُها الوحيدُ.
الهجومُ علي عادل إمام دخلَ في الخصوصياتِ، تارةً يطولُ أداءَه المهني، تارةً يعيبُ عليه سِنَه، تارةً يتهمُه بالعمالةِ للنظامِ، كلُ ما يمكنُ استخدامُه من أدواتٍ غيرِ مشروعةٍ مباحٌ، بكلِ الفُجرِ والفَحشِ؛ مجتمعاتٌ لا حبيبَ لها ولا عزيزَ. عندما تطاولَت إحدي الفضائياتِ الخليجيةِ التي تُطلَقُ من مصر علي المنتخبِ القومي، تصدي لها كلُ من هبَ ودَبَ، لماذا؟ لأن المنتخبَ يسجدُ، غَلَبوا المظهرَ، أضفوا علي اللاعبين الطهارةَ دون أن يحاولوا التيقن، تماماً كما سبَهم المذيعُ الألمعي، هكذا سرَقَت شركاتُ توظيفِ الأموالِ وهربَت، أنا أركِب ذقن، قالَها محمد نجم منذ سنواتٍ. نفسُ الفضائيةِ الخليجيةِ، ما أكثرُ ما أخطأت، ما أكثرُ ما دافعت عن جرائمِ مُموليها، ما أكثرُ ما تسامحوا معها وتناسوا، طالما بَعُدَت عن من يبدو سجودُهم، معروفةٌ بانتهاجِها مبدأِ اللا تفكيرِ، بالتهجمِ المنحازِ، الدفاعِ وعرضِ القضايا التي تثيرُ السخطَ العامَ ولو بغيرِ حقٍ، باستضافةِ من يرفعون أيةَ شعاراتٍ علي حسابِ الحقيقةِ، بالظهورِ بأي ثمنٍ؛ مذيعُها المتوحدُ نصَبَ نفسَه قاضياً ومحامياً ومفكراً، طبعاً لا مشكلةَ طالما أن الأمرَ يتعلقُ بمصر، لا صاحبَ لها، مستباحةٌ، نظامُها سلَطَ من وزرائه وناسِه من يُحاربون شعبَه، نهجُه الدائمُ.
عادل إمام، له جماهيرُه، تماماً مثل المنتخبِ القومي، ما اتعسَ من التحَفَ بفكرِه فقط، سينهشونَه، سيدوسون عليه، سيفرمونه، شأنُه شأنِ من لا ظهرَ له، من المهمشين والعاطلين والجائعين والضائعين، حتي لو تعلموا وكدوا وشقوا. حربُ الفكرِ، الحربُ الوحيدةُ التي تجيدُها المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ، أنظمةٌ وتجمعاتٌ، حربٌ بها يتقاتلون ويدعون العصمةِ من الخطأ، بها يخسرون كلَ معاركِهم مع عالمِ اليومِ، مع الحضارةِ الإنسانيةِ، لا يعرفون التعقلَ في الخصومةِ ولا يريدون، حتي فيما بينِهم. ها هي غزة شاهدةٌ علي منتهي البؤسِ وضنكِ العيشِ، علي محنةِ الإنسانِ الذي يشقي بفعلِه أولاً، غزة في كلِ مكانٍ فيه عربٌ ومسلمون.
عادل إمام يتعَرضُ لما تَعرضَ له كلُ من تجرأَ وخالَفَ، نبذُ الخلافِ في الرأي والفكرِ يثيرُ الغضبَ والكُرهَ، كرهُ من يدعون التدينَ والسياسةَ، سواءَ كانوا في الأنطمةِ الحاكمةِ أوخارِجِها، مجتمعاتٌ تعيشُ علي الكُرهِ ليلَ نهارَ، دائماً متشنجةٌ ثائرةُ فائرةٌ، فاشلةٌ, جداً جداً جداً،،