الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

نفقا تُ الجودةِ ...

الجودةُ أصبحَت الهدفَ المُعلَن للقائمين على العمليةِ التعليميةِ، وأصبحَ ترديدُ متطلباتِها صنعةَ الكثيرين، مدفوعين بطموحاتٍ شتى. العمليةُ التعليميةُ فى الجامعاتِ والمدارسِ تعانى بشدةٍ من أمراضٍ اجتماعيةٍ ضربت العمليةَ التعليميةَ بقسوةٍ وأصبحَ علاجُها مشكلةً على المجتمعِ كلِه أن يحلَها قبل المؤسساتِ التعليميةِ. وعلى سبيلِ المثالِ، الدروسُ الخصوصيةُ والتغيبُ عن المحاضراتِ والفصولِ وانهيارُ علاقةِ الاحترامِ بين الطالبِ والمؤسسةِ التعليميةِ. أضف إلى ذلك غيابُ ثقافةِ النظافةِ وللنظرُ إلى مظهرِ عمال النظافةِ وإلى حال الفصولِ والمدرجاتِ والمعاملِ ودوراتِ المياه. بعضٌ من وضعٍ متردٍ لاسبيلَ للتغافلِ عنه إذا كان هناك من يسعى بأمانةٍ ومنطقٍ لتحقيقِ الجودةِ المفقودةِ منذ زمنٍ طالَ ولأجلٍ غيرِ محدودٍ.


ما دفعنى لهذا المقالِ ما يُرى من نفقاتٍ باسمِ تحقيقِ الجودةِ، ناس داخلة على الكليات وناس خارجة، تفتيشٌ ومراجعةٌ، طبعاً ببدلات، وحداتٌ للجودةِ، طبعاً بفلوس. دوراتٌ مطلوبٌ عقدُها، طبعاً بمكافآت، فإذا كانت النيةُ فعلاً التجويدَ فلماذا إذن لا تكون مكافآت حضورِ دوراتِ التجويدِ تلك بمقابلٍ لحاضريها كمدريسها على حدٍ سواءٍ، ألا تستأهلُ الجودةُ الصرفَ؟ أم أنها لناسٍ بعينِهم؟ ولماذا لا يكونُ حضور تلك الدورات للقائمين على العمليةِ الإداريةِ جميعاً بدءاً من رؤساءِ الجامعاتِ حتى أصغر معيد وموظف؟

الغريبُ أن زياراتِ التفتيشِ على التجويد لم تبحثْ إلا فى أوراقِ وكلماتٍ ينقصُها حرفٌ ونقطةٌ، ولم ترْ إلا أبوابٍاً لا تُغلَقُ لعيبٍ فى الكالون. لم تتطرقْ حقاً لما يضربُ العمليةَ التعليميةَ والبحثيةِ، لمْ تسالْ أو تعلمْ أن هناك ظاهرةٌ أخذت فى الاستشراءِ بما يقتلُ تماماً المدرسةَ البحثيةَ فى الكلياتِ العمليةِ، ما هى؟ بكلِ الأسفِ هروبُ العديدِ من المعيدين فى تلك الكلياتِ إلى دولٍ خليجيةٍ بعينِها للحصولِ على الدكتوراة فى أحدث العلومِ. وضعٌ كارثى يقتلُ مستقبلَ الكلياتِ العمليةِ علمياً ومع الأسفِ اجتماعياً، وطبعاً المجلس الأعلى للجامعات ولا على باله، لن يتحرك إلا بعد أن تعمَ البلوى.

 

مطالبةُ الكلياتِ والمدارسِ بحلِ مشكلاتٍ اجتماعيةٍ مستعصيةٍ لن تُحققُ الجودةَ، وستُطيلُ من حلقةٍ مفرغةٍ تتسعُ وتتسعُ، كما أنها ستزيدُ من تبديدِ طاقاتٍ ومواردٍ، أللهم إلا إذا كانت كثيرةً ونظنُها شحيحةً. تحقيقُ الجودةِ يكونُ أولاً بكسبِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ لا بزيادةِ شعورِ النفورِ لديهم، وهو مع الأسفِ أحدُ أهمِ معوقاتِ تحقيقِ الجودةِ، أضفُ إلى ذلك وجوبُ الموضوعيةِ فى الأهدافِ والشفافيةِ فى النفقاتِ، فالحالُ يشى بتقتيرٍ على أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ وبعضِ البغددةِ على أهل الجودةِ، مالياً وإدارياً. لستُ ضد الجودة، الكلامُ أكثرُ وأكبرُ من مقالٍ واحدٍ ومن طاقةِ قراءةٍ غابَت من ضمن ما غابَ. الجامعةُ الأمريكيةُ اِعتُمِدَت، بسرعةٍ، بدون دوراتٍ، ألف مبروك، هل هناك من يجرؤ على خلاف ذلك، سؤال برئ، نُص نُص،،

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

أنهم يجلدون المرأة ...




لم تكذبْ مواقعُ الإنترنت ولا الفضائياتُ العالميةُ، إثنان من الجنود السودانيين يجلدان إمرأة علناً، تصرخُ ويواصلان، تتوسلُ، بلا نتيجةٍ؛ منظرٌ يكفى فى حدِ ذاتِه للتأكيدِ على فروقِ المعتقداتِ فى الشمالِ عنها فى الجنوبِ، شاسعةٌ بالقدرِ الذى يؤكدُ فى حدِ ذاتِه على وجوبِ انفصالِ الجنوبيين. الفيديو لا يكذبُ، ليس مؤامرةً، سجلُه سودانيون، راجعوه بأنفسِكم لو سمحَت قلوبُكم

كيف يحترمُ فتي في بداياتِ حياتِه الأنثي وهو يري والدَه يسيء معاملتَها، زوجةً كانت أو إبنة؟ كيف يتعاملُ مع الأنثي بهدوءٍ وهو يري أبطال الأفلام العربيةِ يلطعونها بالقلمِ علي وشها كي تتبدي بالقَوي رجولتُهم؟ كيف ينظرُ لها باحترامٍ وهي آداةُ الإعلانات الرئيسيةِ بدءاً من السيراميك وصولاً لمعجونِ الأسنانٍ؟ فضائياتُ التنفيرِ تصورُ الأنثي علي أنها مستودعُ إفسادِ الرجلِ، لا مخَ له ولا إرادةَ، لا بدَ من تغطيتِها وحبسِها. المناخُ العام لا يحضُ علي احترامِ الأنثي، لماذا إذن لا يستبيحُها ويتحرشِ بها بكل ما يمكنُه؟

الأعيادُ، مواسمٌ للتحرشِ، جحافلٌ من الصِبيةِ والشبابِ تغزو المدن، القاهرة والأسكندرية، من أين يأتون عادةً؟ من العشوائياتِ؟ من الأريافِ المتاخمةِ؟ يحتمون في أعدادِهم، يجدون في كثرتِهم شجاعةً، يتحرشون بالإناثِ، ببجاحةٍٍ وفُجر، واستباحةٍ، المجتمعُ كرسَ هذا المفهومَ الَمرَضي فيهم، البيت أولاً، ثم الفضائياتِ التنفيريةِ، وفي الإعلامِ، فاضل إيه؟ المجتمعُ من ضبابيتِه اعتبرَ الإناثَ مسؤولاتٍ عن التحرشِِ بهن!! نفسُ منطقِ فضائياتِ الإظلامِ، الرجلُ كائنٌ لا يستطيعُ السيطرةَ علي نفسِه، أمام الأنثي هو عيلٌ، و ورقة كمان!!

في المجتمعاتِ الغربيةِ حيث الإباحيةِ والحريةِ علي مصراعيها يستحيلُ التحرشُ بالإناثُِ، تكادُ تنعدمُ جرائمُ الاغتصابِ، لماذا؟ لأن الحدودَ بين حرياتِ الأشخاصِ قاطعةٌ فاصلةٌ، التعدي عليها مستحيلٌ، عقابُه بتارٌ؛ المرأةُ كائنٌ مكتملُ الإحساسِ، حقاً، ليست كنظيراتِها من دُررِِ المجتمعاتِ الشرقيةِ اللائي يتعرضن لكل أنواعِ القهرِ لمجردِ الإنعامِ عليهن بالزواجِ. حكايةُ اللحمِ المكشوفِ التي اخترعَها مفتي أستراليا، وبسببِها عُزِل، أخفقت في تبريرِ انعدامِ التحرشِ في الغربِ ومعه لماذا في الشرق العربي السعيدِ يتبادلُ الأزواجُ والزوجاتُ المكسياتُ القتلَ؟ فَبركةُ كلامٍ، الحكايةُ إذن ليست في اللحمِ المكشوفِ إنما في الاقتناعِ الحقِ لا الإكراهَ.

مجتمعاتُ الشرقِ بالفُصامِ مصابةٌ، بعين واحدةٍ وبنصف دماغ تري مشاكلَها، من فرطِ فشلِها تري المرأةَ سبباً لكلِ المشاكلِ، لا جزءاً منها. سى السيدِ يجبُ أن يكونَ محورُ حياتِها الوحيدُ، حتى لو كان عرجان كحيان صدمان تعبان عدمان خَرفان. المرأةُ، فى السودان يجلدونها علناً، فى مصر يتحرشون بها ببجاحةٍ، فى الخليج يركننوها على جنبٍ، وفى أفغانستان يقطعون أنفها عقاباً، عظمة على عظمة، يا ست.

السبت، 11 ديسمبر 2010

عودةُ القرشِ الندلِ ...

هاجمَ سمكُ قرشٍ سواحاً بشرم الشيخ، بعد أولِ هجومٍ صوروا قرشاً أسيراً على أنه الجانى، وحنطوه وأقاموا أفراحَ النصرِ؛ بعد الهجوم الثانى بدأ التخريفُ والتضاربُ والهذيانُ. قالوا أن القرشَ جاعَ بسبب الصيدِ الجائرِ والجوعُ كما تعلمون كافرٌ، فتغيرَ سلوكُه إلى مهاجمةِ الإنسان مع أن طعمَه وحش. وقالوا أن سفينة أردنية ألقَت خرافاً بالقرب من شرم الشيخ فتجمع عندها القرش وتوحش بعد أن كان أليفاً. وقالوا أيضاً أن نسبة ملوحة البحر الأحمر قاربت نسبتها فى البحر الأبيض مما أعجبَ القرش فجاء للاستمتاع فى شرم الشيخ. ثم تفتقَ مخزون التبريرات أن الموساد الإسرائيلى أرسلَ عملاءً من أسماك القرش المهجنة لضرب السياحة فى مصر. طبعاً مفيش مانع من كلمتين عن انتقام ربنا بالقرش من السياحة الحرام.

الله أكبر علينا وعلى حوالينا، كشفَ حالنا سمك القرش، وفضحنا أمام الخلقِ، سمك القرش أصله حاصل على أعلى الدرجات العلمية من جامعات ما تحت الماء، يتلاعبُ بنا كما يشاءَ وقتما يشاء. بوغتنا بذكاء القرش وألمعيتِه وكأنه كائنٌ غريبٌ لم نسمعْ عنه من قبل، وكأن العلمَ البشرى لم يدرسْه ولم يفهْمه. بعد أن أنهى وزير السياحة ومحافظ جنوب سيناء ما عندهما من مخزون التبريرات بدأوا فى استقدامِ الخبراء الأجانب، واضح أن المصريين لا يفهمون فى القرش، وأكيد فى غيره. ولتكتمل صورة المواجهة، لم يفت أحدُ كبار المسئولين الغطس فى المياه حتى يطمئن السواحُ الأجانب، وكله فى حب مصر، لكن الحقيقة لم أفهم لماذا غفَلَ عنه القرشُ، يبدو والله أعلم إنه مش غاوى رمرمة.

ومع هجوم الأعداءِ من القرش أكدَ بعضُ الخبراءِ المصريين بأن نقطةَ ضعفِ القرشِ فى عينيه وخياشيمه، فإذا هاجمك قرشٌ إديله بالجامد فيهم فيفرُ خائفاً مذعوراً مدحوراً!! ماشى، لكن لمن هذا النصحُ؟ للمصريين، محلى يعنى، أم للخواجات أيضاً ومن الضرورى ترجمته وإعلانه لهم وربنا يستر؟! النشرات ُالإعلانيةُ المشروخةُ، أقصد، المعتادةُ فى مثل هذه الظروفِ تحتلُ وسائلَ الإعلامِ بتنويعاتها، السواح باقون باقون، شرم الشيخ فى قلوبِهم وعيونِهم، وليسقطُ القرش. وما أمتعُ أحاديثِ أولى أمرِ السياحةِ عن تعويضِ كلِ سائحٍ مضارٍ بخمسين ألف دولار، ويا خسارتك يا مصرى.

حياتُنا عبثيةٌ، لا علمَ فيها ولا تعليم ولا صراحة، أمورُنا لا تعالجُ إلا بالتبريراتِ والتسطيحاتِ والعشوائية والفهلوة والحذاقة، الله يجازى صفر المونديال وسمك القرش المجرم المفتري، وربنا على الظالم يُرينا فيه يوماً ويصطاده لنا أو يسلطُ عليه من يأكلُه ويلتهمُه إرباً إرباً، قادر يا كريم، واللى يفترى على الغلابة عمره ما يكسب، وكلهم علينا ليه؟!

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

إن لم تستح فاصنع ما شئت ...


انتهت حدوتة الانتخابات النيابية فى مصر، الحزب الوطنى الديمقراطى هو اختيارُ الشعبِ، باكتساحٍ وجدارةٍ، بأية أمارة، الله أعلمَ. أقطابُ الحزبِ يتحدثون بمنتهى الجديةِ عن فتوحاتِ الحزبِ وعن تمسكِ الشعبِ به، يتصورونه شعباً غاوى فقر. شيئٌ مثيرٌ للعجبِ أن يجمعَ هذا الحزبُ بشراً بمثلِ هذه القدرةِ على التبرير والتفسيرِ والآداءِ، وكأن ما يقولونه جد وبصحيح وكأن الشعبَ من المعتوهين وكأن العالمَ الخارجى أعمى أبله. أبوابُ تعليقاتِ القراءِ المفتوحةُ فى كافةِ المواقعِ الإلكترونيةِ للصحفِ يستحيلُ أن تكذبَ، هى الاستفتاءُ العلنى، كلُها بدون استثناءٍ جعلَت من فتوحات الحزب الوطنى مادةٌ للتندرِ، وكذلك الجلساتُ الخاصةُ والعامةُ. طبعاً الحزبُ الوطنى على صوابِ، كلُهم على خطأ وأغبياءٌ، هو الوحيدُ الصَح.

لقد أثارَ إصرارُ الحزبِ الوطنى على نفسِ الأساليبِ فى فبركةِ الانتخاباتِ شهيةَ الناسِ للسخريةِ، فمنهم من وجدَ فى زيادةِ كوتةِ المرأةِ فى اسمه إيه، مجلسِ الشعبِ، فرصةً لتشكيلِ مجلسٍ أكثر طراوة، وأنه أصبحَ من الأنسَب الزغردة، وررررر، بدلاً من التصويت. منهم من انتهى إلى أن جلسات المجلس ستكون لتناول الكباب والكفتة وشرب الشاى والقهوة وتدخين الشيشة ومفيش مانع الفرجة على الديش. كلامٌ ثقيلٌ، لكنه شاعَ، أشاعَ سخريةً غابَت منذ فترةٍ. منطقُ علمِ النفسِ قبل السياسةِ ينصُ على أن الإنسانَ ملولٌ بطبعِه، وهو ما يتسببُ فى الفتورِ بين الزوجين، وأيضاً الرغبةِ فى تغيير الملابسِ والأكلِ والسيارةِ والمسكنِ والوجوه، إن أمكن؛ لكن عند الوصولِ إلى الحزب الوطنى تتوقفُ النظرياتُ، هو الاختيارُ الوحيدُ الذى لا يُمَلُ ولو طالَ بقاؤه ومعه الفشلُ والإحباطُ.

ما أكتبُ ليس لصالحِ معارضةٍ بعينِها فحالُها بائسٌ وفيها وما فيها، وما هو بالجديدِ فقد نُشِرَ مثلُه فى كلِ وسائلِ الإعلامِ، ورقية وفضائية وعلى الإنترنت، وفى الشوارعِ والنوادى وعلى القهاوى، لكن ما يُثيرُ القلقَ على المستقبلِ هو تقنينُ سلوكياتِ البلطجةِ والملاوعة والتحاذقِ والاستغفالِ ودهان الهوا دوكو والفهلوة والفتاكة. فإذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً فشيمةُ أهلِ البيتِ الرقصُ، وطبعاً، إن لم تستحُ فاصنع ما شئت. مش كده يا أيها الحزب الوطنى الديمقراطى، أضحَكت العالمَ فى زمنٍ عزَ فيه الضحكُ وأثَرتَ الرعبَ مما ينتظرُهذا البلدِ،،

الأحد، 5 ديسمبر 2010

شاهدت في السينما



دراما حول إمرأة مشتتة ذهنيآ وعاطفيآ تقوم – حتى تجد الإتزان اللازم – برحلة حول العالم تشمل ثلاث محطات رئيسية هى إيطاليا والهند وإندونيسيا على التوالى ويرمز لها عنوان الفيلم بنفس الترتيب.
الفيلم مأخوذ من كتاب حقق أعلى الإيرادات وتعاقدت عليه المؤلفة قبل كتابته ثم قامت برحلتها لتعايش التجربة وتسجلها.
النجمة جوليا روبرتس جميلة ومناسبة لدور المؤلفة لكن أداؤها جاء أقل مما يتطلبه الفيلم.
الفيلم رحلة جميلة فى النفس البشرية ويعرض نماذج مختلفة منها بشكل بسيط ومؤثر.
فيلم ممتع يدعو للإستمتاع بالحياة.


درجة الفيلم : 7 من عشرة



فيلم فانتازيا من إنتاج ديزنى حول ساحر يبحث على مر العصور عمن يحل مكان الساحر القديم مرلين ويتمتع بنفس قدراته للقضاء على الساحرة الشريرة مورجانا.
الفيلم من نفس مجموعة العمل التى قدمت من قبل جزئى "National Treasure" وبه الكثير من الخدع والمؤثرات البصرية الجيدة إلى جانب روح الفكاهة من خلال الممثل الشاب المرح بطل الفيلم ولكن الموضوع مكرر وغير مقنع.
كعادة أفلام ديزنى فى تقديم وجوه شابة جديدة نجد هنا تمارا بالمر أسترالية الأصل وواعدة الأداء.


درجة الفيلم : 6 من عشرة




فيلم فانتازبا مقتبس من لعبة فيديو ومسلسل رسوم متحركة حول إنقسام العالم لأربعة ممالك ( الهواء-الماء-الأرض-النار)
والصراع الدائر بينها وظهور "الأفاتار" القادر على تنظيم العلاقة بينها بعد غيابه قرن من الزمان.
يخوض المخرج م. نايت شيامالان الهندى الأصل تجربة جديدة بتقديم نوعية مختلفة ليست من تأليفه وينجح فيها بإقتدار. المؤثرات البصرية متميزة, إختيار مواقع التصوير موفق ( فى جرينلاند ) والممثل الصغير نواه رينجر الذى يقوم بدور الأفاتار فى أول ظهور له رائع. الفيلم جزء أول من ثلاثية مزمع إنتاجها.


درجة الفيلم : 6,5 من عشرة



فيلم بوليسى/رومانسى حول عصابة تقوم بالسطو على البنوك والعربات الحاملة للأموال فى مدينة بوسطن ( المشهورة بتلك السرقات ) ومصير أفرادها.
يقدم لنا النجم بن أفليك فى ثانى تجربة إخراجية بعد "Gone Baby Gone" فيلمآ مثيرآ يتميز بمشاهد الأكشن خلال عمليات السطو وما تليها من مطاردات وإشتباكات بفضل إجادة التصوير والمونتاج.
الممثل جيريمى رينر الذى تم ترشيحه للإوسكار العام الماضى والذى يقوم بدور صديق البطل فى العصابة والممثلة ربيكا هول التى تقوم بدور إحدى الضحايا ويقع فى غرامها البطل يلفتا النظر بأدائهما المتميز.
من السابق لأوانه الحكم على بن أفليك مخرجآ وإن كان مبشرآ.


درجة الفيلم : 7 من عشرة




الجزء الرابع من سلسلة أقلام مملكة الشر المأخوذة من لعبة فيديو إنجليزية والتى تدور حول الشابة أليس التى خضعت لتجربة علمية فى مؤسسة "المظلة" (Umbrella Corp) ونجح جسمها فى السيطرة على الفيروس القاتل وإزدادت قدراتها نتيجة لذلك.
فى هذا الجزء كما فى الأجزاء السابقة تحاول أليس ( تقوم بدورها ميا جوفوفيتش الروسية الأصل ) إنقاذ الأحياء من خطر الذين تعرضوا للفيروس وأصبحوا موتى أحياء (Zombies). الفيلم أخرجه مؤلف الأجزاء الأربعة وكان قد أخرج الجزء الأول أيضآ وهو متخصص فى هذه النوعية إلا أن الفيلم جاء مثل حلقة فى مسلسل تلفزيونى من حيث تكرار المواقف والمؤثرات البصرية فقل بالتالى الإبهار خاصة لمن شاهدوا أجزاء سابقة.


درجة الفيلم : 5,5 من عشرة




فيلم رعب حول مجموعة أسماك بيرانا آكلة لحوم تثير الرعب فى بحيرة يرتادها المصطافون بعد أن حررها زلزال من محبسها أسفل تلك البحيرة.
الفيلم دموى إلى حد كبير وملئ بالجثث المشوهة والأشلاء المتناثرة التى حرص السيناريو أن يظهرها بكثافة وأجاد مخرج الفيلم الفرنسى ألكسندر أجا (The Hills Have Eyes) والمتخصص فى هذه النوعية فى تحقيق الغرض المرجو.
القصة تم إنتاجها من قبل فى عام 78 وأحد أبطال الفيلم حفيد ستيف ماكوين.
إذا أخذنا فى الإعتبار زيادة العنف فى عالمنا خلال السنوات الماضية فمن الممكن إعتبار "بيرانا" التطور الطبيعى ل"الفك المفترس" بدليل الإستعانة ببطل الفيلم القديم ريتشارد درايفوس فى مشهد البداية فى الفيلم الجديد!


درجة الفيلم : 6 من عشرة

مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

السبت، 4 ديسمبر 2010

لو كنت خواجة ...

أعلنَ وزيرُ السياحةِ عن إغلاقِ شركةِ السياحةِ التى تسبَبَت منذ أسبوعين فى مقتلِ سياحٍ أجانبٍ على طريقِ العين السخنةِ؛ قرارٌ ساخنٌ حمشٌ، لأن الضحايا أجانبٌ. المصريون تفترسُهم جميعُ الطرقِ، كورنيش الأسكندرية، الطريق الدائرى، طريق الصعيد، طريق البحر الأحمر، لم تُتخذْ آيةُ إجراءاتٍ بهذه الصرامةِ الباديةِ. ولقد راودنى تساؤلٌ، هل تأكدَ وزيرُ السياحةِ من أن قرارَه قابلٌ للتنفيذِ؟ ماذا عن فتحِ ذات الشركةِ باسمٍ آخرٍ؟ وماذا عن دمجِها فى شركةٍ أخرى؟

ولقد تعرضتُ منذ أسبوعين لموقفٍ أثارَ فى نفسى الرغبةَ لكتابةِ هذا المقالِ. فقد تعرضتُ وإبنتى لإسهالٍ حادٍ وقئ بعد تناولِ الطعامِ فى فندقٍ من ذوى النجوم الخمسةِ على طريق الغردقةِ سفاجا. اتصلتُ بالعيادةِ، فكان الردُ، نحن عيادةٌ خاصةٌ، ادفع نعالجك. إذن على الفندقِ توفيرُ الأكلِ والتسميمُ وعلى النزلاءِ، أقصدُ المصريين منهم، توفيرُ العلاجِ. هل لو اتصلَ نزيلٌ خواجة بالعيادةِ ستكونُ الإجابةُ إدفع ثمن الزيارةِ؟!

فى دولِ العالمِ، يكون المواطنُ أولاً، حتى فى موسمِ الحجِ، اقتصرَ القطارُ الحديثُ على الحجاج الخليجيين، قُبِلَ هذا المنطقُ أو رُفِضَ. احترامُ المواطنِ المصرى فى بلدِه والحرصُ عليه ثقافةٌ غابَت عن الدولةِ وعن المواطنين ذاتِهم، لذا شاعَ الغشُ فى التعاملاتِ كافةٍ مع تحابيشٍ من الكذبِ والاستهتارِ بالغيرِ والأنانيةِ. أُهمِلَت محاسبةُ من يتعدى على حقِ مصرى، فى معرضِ سياراتٍ أو عقاراتٍ، فى شركةٍ سياحيةٍ أو فندقٍٍ، فى شركةِ اتصالاتٍ حكوميةٍ أو خاصةٍ، فى سوبرماركت أو جمعيةٍ استهلاكيةٍ، لذا ضاعَ الإحساس بالانتماء، مع الأسف.

سكَتَ الكلامُ المباحُ، ترى ماذا سأكتبُ، لو كنتُ خواجة؟

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

عندما تنهارُ الثوابتُ ...




للتعليمِ أركانٌ من ثوابتٍ يستحيلُ بدونِها أن يقومَ؛ التعليمُ ليس كتاباً أو محاضرةً، لكنه تقاليدٌ وأعرافٌ تتكرسُ وتتعاضدُ. وإذا التمسنا الأسوةَ في الجامعات العريقةِِ مثل هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكيةِ وكمبردج في بريطانيا لوجدنا بوضوحٍ أن ثوابتَها لم تتغيرْ منذ عشرات السنين، ثوابتٌ إداريةٌ وتربويةٌ وتعليميةٌ، لذا استمرَت في آداءِ رسالتِها بتميزٍ رغم تغيرِ الحكامِ والسياسات.


أما جامعاتُنا فليعنها اللهُ علي محنِها، جنازيرٌ وسنجِ، مدرجاتٌ متهاويةٌ، طلابٌ لا مهتمون، أعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ لا منتمون، قياداتٌ علي الكراسي نازلون؛ حالٌ يستحيلُ معه أن تقومَ للجامعةِ سيرةٌ حسنةٌ. سواءٌ بسواءٍ، جامعاتُ الحكومةِ والجامعاتُِ الخاصةُ لا هويةَ لها؛ لعجزِها، لم تقدمْ جامعاتُ الحكومةَ المثلَ، وبالجشعِ أهدرَت الجامعاتُ الخاصةُ قيمَ التربيةِ والتعليمِ.

لم تنآي جامعاتُ الحكومةِ في أي وقتٍ عن الاعتباراتِ السياسيةِ والمذهبيةِ، بدءاً من اختيارِ المسئولين عن التعليم العالي مروراً بتعيين رؤساءِ الجامعاتِ والعمداءِ، اختياراتٌ شابها في أحيانٍ عدةٍ خروجٌ عن ثوابتٍ لم يُرَدْ لها الصمودِ. وكان أشدُ ما ضربَ العملَ الجامعي من خروجٍ أن يُعين علي كراسي قياديةٍ من انفصلوا عن الحياةِ الجامعيةِ لفترةٍ طويلةٍ أو من يوفدون علي جامعاتٍ ليسوا منها ولا هي منهم، فانقطعَت بهم ورغماً عنهم تقاليدٌ وأعرافٌ يجبُ أن تستمرَ، حتي لو كانوا علي كفاءةٍ. فعلي سبيلِ المثالِ كان من المُستَقَرٍِ عليه عدمُ السماحِ بسفرِ المعيدين قبل الانتهاءِ من الماجستيرِ، بناءاً للمدرسةِ العلميةِ في الأقسامِ، وتكريساً لروحِ الانتماءِ في الكلياتِ، وحتي لا يزدادُ الهرمُ الأكاديمي انقلاباً فيزيدُ عددُ الأساتذةِ عن عددِ المدرسين والأساتذةِ المساعدين مجتمعين. للأسفِ مع كلِ آتٍ جديدٍ علي كرسي تتغيرُ القاعدةُ وتبدأُ حساباتُ جديدةٌ قد تغلبُها التربيطاتِ وردُِ المجاملاتِ، فيسافرُ من المعيدين من يسافرُ، ولا مؤاخذة في داهية الكليات والمساواة والقدوة. افتقدَت الجامعةُ الثوابتَ وأصبحَ كلُه متغيراً، في مهبِ الريحِ، بعد فترةٍ طالَت أو قَصُرَت.

وماذا عن أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ؟ التعليمُ أستاذٌ، هو الدليلُ والمثلُ، لكن لو خَلَت جيوبُه فبيتُه أولي، ما من سبيلٍ إلا البحثُ عن لقمةِ العيشِ في أي مكانٍ علي حسابِ التزامِه الوظيفي بالتواجدِ والعطاءِ. أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ يعملون عيني عينك خارج جامعاتِهم في شركاتٍ تَدَعي نقلَ التكنولوجيا الحديثة، بها يؤدون بانتظامٍ وتواجدٍ وفي كلياتِهم بتناكةٍ وتفضلٍ وتعالٍ، واللي عَجبه. ومن الجامعاتِ الخاصةِ من تستجلبُهم دون ورقةِ موافقةٍ من كلياتِهم الحكوميةِ. وضعٌ كارثي كله علي بعضه، لكنه طبيعي.

حتي الإعاراتُ لم تعدْ قواعدُها ثابتةٌ، لفترةٍ طويلةٍ كانت مشروطةً بألا تتجاوزُ الستة أعوامٍ وأن تكون بموافقةِ الأقسامِ وفي حدودِ نسبةٍ ربع أعضاءِ هيئة التدريسِ بكلِ قسمٍ، الآن طالَت لعشرةِ أعوامٍ حتي لو رفضَت الأقسامُ، وعلي الراغبين في الإعارةِ من أعضاء هيئةِ التدريسِ الموجودين بالداخلِ عدُ السنين من واحد لعشرة حتي يأتي دورُهم أو أن يتحايلوا ويجمعوا بين وظيفتين، خارج الجامعة وداخلها بالحد الأدني من العملِ والولاءِ والانتماءِ.

ويسألونك عن الطلاب، في جامعاتِ الحكومةِ لا معاملَ تعلمُهم ولا مكتباتٌ ولا مدرجاتٌ، التياراتُ المذهبيةُ تشدُهم، هم أدواتُها ووقودُها، تملأُهم بما تريدُ وتزرعَ فيهم العصيانَ علي ما حولِهم بدءاً بكلياتٍٍ يفترضُ أن فيها تكوينهم السَوي، خلُقاً وتعليماً. أما في سوبرماركت الجامعات الخاصةِ فقد اشتري الطلابُ الجامعةَ بمن فيها، الكلمةُ كلمتُهم، لا تربيةَ ولا تعليمَ، شهاداتٌ مضروبةٌ، وخلاص. وقد لفت نظري حصولُ الجامعةِ الأمريكيةِ علي الاعتمادِ، قد أفترضُ أنها تستأهله، لكن هل كان من الممكنِ ألا تحصل عليه؟ هل يستطيعُ أحدٌ أن يقولَ لها لأ؟ هل يجرؤ علي رفعِ ولو ملحوظةٍ؟

أما البحثُ العلمي فمرآةُ التقدمِ في عالمِ اليوم، عندنا عليلٌ هو ومريضٌ، لم يعدْ الحصولُ علي الدكتوراة من دولٍ رائدةٍ هدفاً، الاستسهالُ والهروبُ إلي دكتوراة دولٍٍ خليجيةٍ بعينِها أصبحَ موضة، تحولَت بوصلةُ الهروبِ من أوروبا الشرقيةِ إليها، ولتبتلي مصر وجامعاتُها. أعضاءُ هيئاتِ التدريسِ، عن البحثِ العلمي في معظمِهم بعيدون، علي خصامٍ معه، أكل العيشِ أولي، البحثُ العلمي سياسةُ دولةٍ، من المفترضِ أن يكونَ. حتى الرأى فقدَت الجامعاتُ قدرتَها عليه، مجالسُ الكلياتُ والجامعاتُ بتركيبتِها وتشكيلِها لا تملكُ رأياً مستقلاً، أقرَبُ ما تكون هى لنقلِ وتبليغِ ما يُملى دون أن تناقشَ أو تُصَوِب.

يحدثونك عن الجودةِ قُل ورقيةٌ ورقيةٌ ورقيةٌ، مجردُ شعارٍ، أجلَسَت من أجلَسَت وبها صَعَدَ من صَعَدَ، أساسياتُها غيرُ موجودةٍ، ولنسترجعُ كلَ ما سبقَ.

الدوامُ لله وحدِه، لا ثوابتَ لجامعاتنا، كيف يكون إذن الأملَ في أي تقدمٍٍ؟ اللهم فضفضت اللهم فاشهد،،



الاثنين، 8 نوفمبر 2010

... وإنهم لمُتحَرِشون











خصصت قناة CNN نصف ساعةً من إرسالِها لتحقيقٍ عن التحرشٍ بالإناثِ في الشارع المصري، وتزامنت معه أكثرُ من رسالةٍ في بريدِ الجمعة بالأهرام عن مراودةِ رجال أعمالٍ ورؤساءِ عملٍ لمرؤوسيهم من النساءِ عن أنفسِهن مقابل استمرارهن في العملِ. لم تُفَرِق التجاوزاتُ الذكوريةُ في حق المرأةِ بين صغير وكبير، يافعٍ وناضجٍ، بزبيبة وذقن وبدونهما، كلهم في النظرةِ للمرأة متساوون.

المرأةُ في المجتمعِ الشرقي كيانٌ منقوصُ الفهمِ والإحساسِ، مُسَخرٌٌ لخدمةِ الرجلِ و"تظبيط" دماغه، لا تعاني أو تتألم إذا تعدي عليها بلفظٍ أو فعلٍ، ولا يجوز، شأنها شأنٍ القططِ في المنازل. الرجلُ الفحلُ من حقِه الأبيضُ الشفافُِ من الملبسِ، أما المرأةُ فليس لها إلا الأسودُ ولو في عز الحرِ والظلمةِ. المرأة في هذا المفهومِ، وفقاً للثقافةِ الصحراويةِ التي انتشرَت بفعلِ عقودِ العملِ الاستعباديةِ وفضائياتِ الرفضِ والإظلامِ، محددةٌ الغايةُ منها، الإبقاءُ علي النسلِ ودغدغة ونعنشة سي السيد وعياله، في مقابل ذلك هي الدرةُ المكنونةُ والجوهرةُ المصونةُ في مملكتِها، البيتُ، حتي لو كان عشةَ فراخٍ فارغةً من الأساسيات.

كيف يحترمُ فتي في بداياتِ حياتِه الأنثي وهو يري والدَه يسيء معاملتَها، زوجةً كانت أو إبنة؟ كيف يتعاملُ مع الأنثي بهدوءٍ وهو يري أبطال الأفلام العربيةِ يلطعونها بالقلمِ علي وشها كي تتبدي بالقَوي رجولتُهم؟ كيف ينظرُ لها باحترامٍ وهي آداةُ الإعلانات الرئيسيةِ بدءاً من السيراميك وصولاً لمعجونِ الأسنانٍ؟ فضائياتُ التنفيرِ تصورُ الأنثي علي أنها مستودعُ إفسادِ الرجلِ، لا مخَ له ولا إرادةَ، لا بدَ من تغطيتِها وحبسِها. المناخُ العام لا يحضُ علي احترامِ الأنثي، لماذا إذن لا يستبيحُها ويتحرشِ بها بكل ما يمكنُه؟

في المجتمعاتِ الغربيةِ حيث الإباحيةِ والحريةِ علي مصراعيها يستحيلُ التحرشُ بالإناثُِ، تكادُ تنعدمُ جرائمُ الاغتصابِ، لماذا؟ لأن الحدودَ بين حرياتِ الأشخاصِ قاطعةٌ فاصلةٌ، التعدي عليها مستحيلٌ، عقابُه بتارٌ؛ المرأةُ كائنٌ مكتملُ الإحساسِ، حقاً، ليست كنظيراتِها من دُررِِ المجتمعاتِ الشرقيةِ اللائي يتعرضن لكل أنواعِ القهرِ لمجردِ الإنعامِ عليهن بالزواجِ. حكايةُ اللحمِ المكشوفِ التي اخترعَها مفتي أستراليا، وبسببِها عُزِل، أخفقت في تبريرِ انعدامِ التحرشِ في الغربِ ومعه لماذا في الشرق العربي السعيدِ يتبادلُ الأزواجُ والزوجاتُ المكسياتُ القتلَ؟ فَبركةُ كلامٍ، الحكايةُ إذن ليست في اللحمِ المكشوفِ إنما في الاقتناعِ الحقِ لا الإكراهَ.

ألم يقل أحد الصحفيين، المتخصصين في القضايا والبلاغات الجدليةِ، في حديثٍ له بإحدي الفضائيات أن الله عاقبَ كوندوليزا رايس، وزيرةُ الخارجيةِ الأمريكيةِ السابقةِ، بأن أبقاها بدون زواج!! دخل سيادتُه في عقلِها وفقاً للمفهوم القبلي الصحراوي السائد وفكرَ ومخمخَ، يستحيلُ أن يتخيلَ أنها اختارَت حياتَها وأولياتها. إذا كان نمطُ تفكيرِ المصنفين مثقفين علي هذا المنوالِ سائراً فكيف يكون مسلكُ من لا يقرأون ومن يُسلمون قيادَ ما في أدمغتِهم لمفتيي الفضائياتِ؟

الاعتداءاتُ الجنسيةُ في مدارس الذكورِ شائعةٌ في المجتمعاتُِ الصحراويةِ القائظةِِ، عرفَتها المدارسُ عندنا، سكتَت عنها فضائياتِ الفتاوي والوعظ في الفاضية والمليانةِ، لماذا؟ لا توجدُ أنثي يُلقون اللومُ عليها. لا يُعرَضُ باستفاضة ٍإلا ما يتعلقُ بمدارسِ البناتِ، الغرضُ، ليجلسن في بيوتهن، انتظاراً للفارسِ إياه حتي لو كان عرجان كحيان صدمان تعبان عدمان خَرفان.

العيدُ علي الأبوابِ، يُحيونه بقلةِ الأدبِ، موسمٌ للتحرشِ، جحافلٌ من الصبيةِ والشبابِ ستغزو المدن، القاهرة والأسكندرية، من أين يأتون عادةً؟ من العشوائياتِ؟ من الأريافِ المتاخمةِ؟ يحتمون في أعدادِهم، يجدون في كثرتِهم شجاعةً، يتحرشون بالإناثِ، ببجاحةٍٍ وفُجر، واستباحةٍ، المجتمعُ كرسَ هذا المفهومَ الَمرَضي فيهم، البيت أولاً، ثم الفضائياتِ التنفيريةِ، وفي الإعلامِ، فاضل إيه؟ المجتمعُ من ضبابيتِه اعتبرَ الإناثَ مسؤولاتٍ عن التحرشِِ بهن!! نفسُ منطقِ فضائياتِ الإظلامِ، الرجلُ كائنٌ لا يستطيعُ السيطرةَ علي نفسِه، أمام الأنثي هو عيلٌ، و ورقة كمان!!

التحرشُ جريمةٌ مصريةٌ، في الأفاقِ عُرِفَت، سيتكررُ ويتكررُ، في نفسِ الأماكنِ، في نفسِ المواعيدِ، لأننا في مجتمع بالفُصامِ مصابٌ، بعين واحدةٍ وبنصف دماغ يري مشاكلَه، يري المرأةَ سبباً لكلِ المشاكلِ، لا جزءاً منها. علي الأمن دورٌ مهمٌ، لكن يسبقُه المجتمعُ بالتربيةِ والقدوةِ، بلا شعاراتٍ هلاميةٍ متكررةٍ نمطيةٍ.

أهلاً بالعيدِ، وللتحرشِ الاحتقارُ، كلُ تحرشٍ،،

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

الحرس الجامعي ... كارت أحمر؟!

أصدرَ القضاءُ الإداري حكمَه بعدم جوازِ تواجدِ الحرسِ التابع لوزارةِ الداخليةِ داخلِ الحرم الجامعي؛ أقامَ البعضُ الزيناتِ وأطلقوا الشماريخَ، وانتابَ القلقُ آخرين خوفاً من انفلاتٍ وفوضى لا منجاةَ منهما. حكمٌ قضائىٌ وضعَ الجميعَ في حيرةٍ وترقبٍ، كلٌ يدبرُ لما هو آتٍ، يتحسبُ لما يمكنُ أن تؤولَ إليه الأمورُ، كلٌ يريدُ أن يشغلَ فراغاً ويحتلَ ساحةً يراها توشِكُ أن تخلو. القضاءُ أصبحَ وسيلةً لتغييرِ أوضاعٍ استقرَت منذ سنواتٍ بعد أن غَلَبَ الظنُ أنها ستستمرُ بلا نهايةٍ. لكن هل كان الحرسُ الجامعى إلي هذا الحدِ سيئأً متجاوزاً متجنياً؟

منذ عُينت معيداً حتى توليتُ رئاسةَ القسمِ توالى علي الكليةِ العديدُ والعديدُ من رجالِ الأمنِ، لم أكن يوماً من ممارسى السياسةِ وما زلتُ، كنت أسهرُ فى الكليةِ وأباتُ الليلَ، لم يتعرضْ لى أحدٌ ولم يعطلنى عن عملى، كانت محاضراتى مسائية وكانوا ساهرين بعيداً عن بيوتِهم حفاظاً على الكليةِ، كنت أتركُ سيارتى بالكليةِ عندما أكونُ على سفرٍ لثقتى فيمن يقومون على أمنِها، مثلى كُثرٌ. رجالُ أمنٍ بعنايةٍ أُختيروا، على خلقٍ وعلى وعىٍ، لم يدخلوا فى مشاكلٍ مع أىٍ من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ. طبيعةُ عملِهم تُحَتمُ عليهم التصدى لمن يحاولون السيطرةِ على الكلياتِ بأفكارِهم وأولوياتِهم، وميليشاتِهم، لهذا كان لهم أعداءٌ، يرونهم قاطعين عليهم خباياهم.

في الكليةِ رؤساءُ أقسامٍ بلحى وبدونها، لم يقفْ الأمنُ أمامَ تعيينِهم، كثيرٌ من المعيدين كذلك، ما أوقَفَ رجلُ أمنٍ طالباً يدرسُ، وما تعرضَ إلا لمن يحاولون السيطرةَ وفرضَ الفوضى. ما أكثرَ ما قيلَ من باطلٍ وتلفيقٍ، من يريدون خروجَ الحرسِ من الجامعة ينحصرُ نهجُهم فى القمعِ والترويعِ والكبتِ والحبسِ والتكميمِ، حلالٌ لهم وأقلُه حرامٌ على غيرِهم، لا ديمقراطيةَ عندهم ولا حريةَ رأىٍ، انقيادٌ فقط، يريدونها على الغاربِ.

الأمنُ الخاصُ موجودٌ فى الجامعاتِ الخاصةِ، لأنها خرجَت عن أجندةِ من يحاولون احتلالَ المجتمعِ، لأن أعدادَ الطلابِ بها قليلةٌ، لأن كلَ طالبٍ دفعَ من دمِ قلبِه ثمنَ تعليمِه، التناكةُ الموجودةُ فى البلوشى ترفٌ غيرُ واردٍ فى الجامعاتِ الخاصةِ، ولا فى أى جامعةٍ فى العالمِ. ما أكثرَ من خرجوا فى إعاراتٍ لدولِ الخليجِ، ساروا على العجين أمام الحرسِ الذى لا يرحمُ، لم يُفتحْ لهم فمٌ، لم تفارقْ شفتةٌ لهم أختَها، لم يُسمعْ لهم صوتٌ، عَوضوها هنا، الحرس الجامعى المصرى ضيَقَ عليهم حريتَهم، وعطلَ أبحاثَهم!!

لم يخرجْ حكمُ القضاءِ عن النصِ على عدمِ جوازِ وجودِ الحرسِ الجامعى التابعِ لوزارةِ الداخليةِ داخلَ الجامعةِ، فى صحفٍ وفضائياتٍ ومنتدياتٍ وتجمعاتٍ حَوَلوا نصَه بقدرةِ قادرٍ لطردٍ!! الطردُ يكونُ بنصٍ صريحٍ، لفظٌ غيرٌ لائقٍ، يكونُ لمُحتلٍ غاصبٍ بعد حربٍ، لكنهم صوروا أنفسَهم أبطالاً، طردوا العدو، الحرس الجامعى المصرى، لكن بدونِ حربٍ، فى الظلِ والطراوةِ!! الكارتُ الأحمرُ لمن يُفبركُ الأمورَ على هواه، لمن يصطنعُ البطولةَ، لمن يُظهِرُ ما لا يبطنُ، لمن يَعيثُ فُرقةً وانقساماً، لمن يُميزُ الناسَ بدينِهم وجنسِهم وفكرِهم وطبقتِهم.

لست مدافعاً عن وجودِ أو عدمِ وجودِ الحرسِ الجامعى، لكننى أُفضفِضُ بما آراه واجباً، الحرسُ الجامعى أدَى ولتُثبتُ الأيامُ العكسَ، لا نريدُها صومالاً فى الجامعاتِ ولا فى أى نقطةٍ على أرضِ مصر، وربنا يسترُ،،



الأحد، 17 أكتوبر 2010

دكتوراة من السعودية...


الدكتوراة أعلي مراتب البحث العلمي، تتطلبُ باحثاً ذا امكاناتٍ ذهنيةٍ وعلميةٍ متميزةٍ، إضافةً إلي إلمام عالٍ باللغة الإنجليزية في حال إجراء أبحاثٍ في المجالات الحديثة كالحاسبات والاتصالات. لا بدَ للبحث العلمي المحترم أن يعملَ الباحثُ في جامعةٍ تتيحُ له المناخ العلمي المتكامل من معامل ومكتبات وهيئة إشراف علي كفاءةِ، بحيث يخرج منها حاصلاً علي الدكتوراة، منفتحاً علي العالم، قادراً علي الإضافةِ وتقبل كل ما هو جديدِ.

مع هذه المقدمة لا بد من إعادة الإطلاع علي الترتيب العالمي لجامعات العالم والذي لم يتضمن أيةَ جامعةٍ عربيةٍ، باستثناءِ جامعةِ الأسكندرية في أحد التصنيفات التي رفعتها في بند وأنزلتها في كثير. من واقع هذه التصنيفات تبدو الجامعاتُ المصريةُ، علي تأخرِها، متقدمةٌ علي كافةِ الجامعاتِ العربيةِ، ولا زالت حتي يظهر ما يُثبت غيرَ ذلك. لم تشترْ الأموال مكانةً ولا ترتيباً علمياً ولن، طالما لم ولا يوجد ما يشي بإمكانِ توفرِ المناخِ الذي يضعُ العلمَ في المرتبةِ الأولي بما يفرضُه من انفتاحٍ، في المقام الأولِ.

مع هبوبِ نوباتِ الإنغلاقِ القائظةِ علي المجتمع المصري من ناحية، والاستسهالِ من ناحيةٍ أخري، ومع سُباتِ الأقسامِ العلميةُ والكليات في المقام الأول، جنح بعض المدرسين المساعدين بالجامعات، خاصة في المجالات العلمية المتقدمة، إلي الهروب للحصول علي الدكتوراة من المملكة العربية السعودية. كان الحصولُ علي الدكتوراة من أوروبا الشرقية نَدبةً تلحقُ بصاحبِها طوال حياته الأكاديمية. الآن استفحلَ بسرعةٍ النزوحُ إلي جامعاتٍ سعودية بعينها، يتوجه إليها انتهازيو الشهادات بلا اختبارات لغة ولا غيره، يُشرف عليهم حاصلون علي دكتوراة من جامعات غربية قبل أن ينضج عودُهم العلمي ودون أن يشغلوا مكانةً علميةً في بلادِهم، جاءوا إلي الخليج من أجلِ حفنةِ أموالٍ، ارتزاقٌ في ثوبٍ من أثوابِه.

مستقبل جامعات مصر يزدادُ إظلاماً، لا حياءَ ولا مجاملةَ ولا سياسةَ في العلم، لا دكتوراة بدون مناخ علمي في مجتمع يحترم العلم ويعترف به. هل هانت جامعاتنا إلي حد حصول من يُعَدون ليكونوا أعضاءَِ هيئاتِ تدريسِ بها علي دكتوراة منقوصة؟! أين المجلس الأعلي للجامعات الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة؟! الكليات فقدت الكثير، ألهتها اختيارات القيادات الجامعية ولقمة العيش عن الأساسيات، الفرصة علي البحري لمن يلعبون في الظلام، وهاهي الدكتوراة آتية من السعودية ومعها الجلباب القصير والشبشب، والتدريس الانتقائي، أي لمن يستوفي شروطاً بعينها، تماماً كما شاهد هناك وعاش.

جزء ٌ كبيرٌ من المعاناة العامةِ التي نعيشُها يكمن في معرفة أسبابها، ثم التخاذلِ والتكاسلِ في مواجهتها إلي أن تخرج عن السيطرةِ وتفرضُ نفسَها كأمرٍ واقعٍ. لم تخجلْ دولُ الخليجِ من رفضِ الاعترافِ بخريجي كلياتٍ ومعاهدٍ مصريةٍ، مصلحتُها أولي من أية اعتبارات هلامية، الدورُ علينا، ومن حقِنا بعين واسعة.

أركانُ الجامعاتِ المصريةِ تنهارُ ركناً ركناً، بدءاً من كيفيةِ اختيار القياداتِ الجامعيةِ، مروراً بالجودةِ الورقيةِ الارتزاقيةِ وانهيارِ السلوكياتِ الجامعيةِ الواجبةِ علي مستوي أعضاءِ هيئات التدريسِ والطلبةِ، وصولاً إلي تسللِ الدكتوراة السعودية في العلوم المتقدمةِ، لا الفقهَ،،

السكك الحديدية ... التذكرة لا تزال في جيبي


توجهت يوم الخميس ١٤/١٠/٢٠١٠ من القاهرة إلي الأسكندرية في قطار رقم ٩١٣ وكان الحجز في عربة ٤ مقعد ٣٤. بدأت السفرية والتكييف مخنوقاً وعند طنطا سلم النفس!! جاء شخص من أمن القطار، طبنجته في وسطه، صوته عالي، نيابة عن رئيس القطار، أعلن بشخط عن أماكن متاحة في عربات الدرجة الثانية ٨ و ٩!! نعمل لكم إيه؟ التكييف تعطل في الطريق مع أننا قمنا به سليم، إذا "شَرَكناه" رسمي يمكن فتح شبابيك الطوارئ!! هكذا تفتق ذهن الحذاقة والنصاحة!! ياحلاوتك!!


لقد حجزنا درجة أولي والدرجة الثانية قد تعوضنا مؤقتاً، لكن ماذا عما دفعناه وعن قيام قطار تذكرته بخمسين جنيه بدون تكييف؟! سيادة الوزير، صورك لعلعت في الصحف مع خبر إعادة نصف ثمن التذكرة في حالة تأخر القطار عن ميعاده؛ ماذا عن عطل التكييف وعن خروج قطار بدونه من الورشة!! علي فكرة تكررت حدوتة التكييف مع قطار آخر لكن الواحد كبر دماغه!!


باقي الحكاية ليس في التكييف وحده، فقد وصل القطار إلي محطة سيدي جابر و"بَلَط" أي "بَرَك"!! رفض التحرك وحوصر الركاب علي الرصيف، في قيظ موجة حارة!! الإنشاءات التي طال أمدُها العامين حالت دون خروجهم إلي شارع طريق الحرية والترام!! ما بإمكانهم إلا الخروج من الباب الخلفي والدوران حول الكرة الأرضية للوصول مرة أخري لطريق الحرية!!


الوزير الهمام، لا ثأر بيننا وبينك أو بيننا وبين ناسك، لكن المشكلة في السلوكيات وأمانة العمل وأيضاً تواضع الامكانات والتبديد في السكك الحديدية التي وُضِعت علي مسؤليتها. حجزنا في قطار مُكَيَف لا ساونا ولسنا في منجم شيلي مع العمال المحتجزين تحت الأرض!! عيب، مش كده والا إيه؟!! عندك حل بقي، ومن غير الصورة لو سمحت؟!

الخميس، 14 أكتوبر 2010

مش فاهمين...


أحياناً نضطر للكتابة بعد أن تضيق السبل ويعجز المنطق عن الاستيعاب. فقد فوجئنا بعد ثلاثة أسابيع من بدء الدراسة في الجامعات بقرار أضاف يوم السبت كأجازة أسبوعية، لم نفهم! هل تذكر فجأةً من أصدر القرار أن جمع شمل الأسرة المصرية أولي؟ وهل طُبِقَ هذا القرار الفوقي، أي جاي من فوق، علي كل الكليات والجامعات؟ وأين رأي الأقسام العلمية في قراراتٍ تؤثر سلباً علي العملية التعليمية ككل وعلي الدراسات العليا، خاصة بعد إعلان الجداول؟ لماذا لم يراعْ ضيق الأماكن المتاحة للمحاضرات والفصول والمعامل؟ أين الخوف علي الطلاب والطالبات المضطرين للعودة إلي منازلهم في ساعات متأخرة؟ وكيف سيتمكن طلاب الدراسات العليا من المواظبة في غير يوم السبت أو بعد انتهاء عملهم؟ أنا مبسوط بأجازة السبت ومفيش مانع الأحد، وماله، لكن كيف ستقف علي حيلها عملية تعليمية ودراسات عليا متعثرة أصلاً؟!

وبمناسبة وجوب الرجوع للأقسام العلمية فيما يخص العملية التعليمية بها، حسبما ينص القانون الغلبان المسمي قانون تنظيم الجامعات، فمن الضروري أن نفهم لماذا تُمَدُ الإعارات لما يزيد عن الستة أعوام رغم رفض الأقسام؟! وهل احتياجات أعضاء هيئات التدريس ذاتهم للإعارة خارج الاعتبار؟! لماذا يُفرضُ عليهم الانتظار عشرة أعوام بطولِها حتي يعود المعارون؟! لماذا نجعل المنتظرين "ينقون" علي المعارين ويلعنون الزمن؟! وماذا عن الانتداب الكامل بقرارات وزارية تسحب عضو هيئة التدريس، من كليته ورغماً عن قسمِه، إلي مكانٍ آخر مع صرف مرتبه ومكافآتِه من الجامعةِ؟!

هل تصدر القرارات ولا تلغي إلا بعد نكبة بها؟! ما أكثر علامات الاستفهام، ما أكثر ما يستعصي علي فهمنا، ما يثير القيل والقال، كان الله في عونِنا، وفي عون من يقرأ لنا،،

الخميس، 7 أكتوبر 2010

أنا وأنا ثم أنا...




نزاعات بين الدكاترة في مفاعل أنشاص، خناقات بين أعضاء مجلس إدارة نادي الشمس، حلُ مجلس إدارة نادي الزمالك، نعراتٌ لإثارة الفتن بين مسلمي مصر وأقباطها، شد وجذب بين المحامين والقضاة، كلُ مسئولٍ يتولي منصباً وفكرُه مشغولٌ بكيفية إزالة من سبقَه. الخلافات والتوتراتُ طالت الكل، مثقفٌ ومتعلمٌ قبل من جهلَ، أساتذةُ الجامعاتِ متقاتلون، مجردُ نماذجٍ؛ آلت الأمورُ في مصر لحالٍٍ ما له من مثيلٍ، لم تعدْ المصلحةُ العامةُ في بالٍ، الأهمُ المصلحةُ الضيقةُ لشخصٍ، ولو بالباطلِ، حتي لو ولي زمانه، لفئةٍ ولو علي حسابِ غيرِها. الإحساسُ بتشابكِ المصالحِ غابَ، وجوبِ استيعابِ الآخرين بقدرِ المستطاعِ حل محلَه شعورٌ متضخمٌ بالذاتِ، بالأنا، كل أنا أذكي وعلي حق وعلي قوة، ما عداها أقل وأدني، في كله.

لماذا تغلَبَت الأنا علي كل ما عداها؟ الأسبابُ كثرٌ، أولُها غيابُ مفهومِ المحاسبةِ وتأكدُ إحساسِ أشخاصٍ وفئاتٍ عدة بأنهم أعلي من أي مساءلةٍ مع وجودِ قرائنٍ علي تراخِ مقابلٍ من الدولة الرسميةِ. يُضافُ إلي هذا الإحساسِ الحداثةُ في ممارسةِ حريةِ الرأي وعدم رسمِ خطوطٍ واضحةٍ بين ما يُقبلُ كرأيٍ وما تجبُ المعاقبةُ عليه باعتبارِه تحريضٌ أو سبٌ يضرُ بصالحِ الوطنِ ككلِ. ومع السببين السابقين تتكررُ الدعاوي المناهضةُ للدولةِ الرسميةِ بحججٍ تحت ستارٍ ديني أو سياسي أو اجتماعي مع تغلغلِ هذه الدعاوي في مجال العملِ والإعلامِ بتصنيفاتِه وفي الشارعِ، بحيث بدَت دعاويٍ كتلك صواباً مع ما في العديدِ منها من أباطيل، وذلك من فرطِ تكرارِها مع تردٍ في الأحوالِ العامةِ ومع الأخطاء الواضحةِ في ممارسةِ الحكمِ. وهناك سببٌ أساسيٌ من الضروري عدمُ السهو عنه، وهو غيابُ الإحساسِ بهيمنةِ الدولةِ وسيطرةِ القانونِ، كلُ أنا فرضَت قانونَها وطبقَته، وما علي سلطاتِ الدولةِ إلا إثباتِ الحالةِ عِوضاً عن تراخيها، طناشاً أحياناً وقلة حيلةِ في أحيانٍ أخري.

هناك من لا يريدون بمصر خيراً، وهم كُثرُ، في الداخلِ والخارجِ، لهم أجندتهم، الظروفُ العامةُ تساعدُهم، وأيضاً الدولةُ الرسميةُ بسياساتٍ خاطئةٍ تُبددُ المتاحَ من أراضٍ ومصانعٍ ومكاسبٍ تحققت بشقِ الأنفسِ وبأشخاصٍ يوضعون في مواقعِ مسئوليةٍ بدون استحقاقٍ، فيزيدون الطينَ بِلةً. الشعبُ، أي شعبٍ في حاجةٍ إلي القدوةِ، فإن لم توجدْ في حاكميه وفي نظامِ الحكمِ فسيفرضُها آخرون بالشعاراتِ الهلاميةِ، بخلطِ الحقِ بالباطلِ، بالصيدِ في كل ماءٍ عكر.

كلُ أنا أصبحت مستودعَ الحكمةِ والفلسفةِ والمفهوميةِ، لا غرابةَ فيما نحن فيه، فيما نشكو منه، فيما نعانيه، في ما يحيطُ بمصر من خطرٍ متربصٍ،،

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

تقرير جريدة التايمز بأفضل 200 جامعة الصادر في 16/9/2010































































تقرير جريدة التايمز الصادر في 16/9/2010
بأفضل 200 جامعة علي مستوي العالم
للعام الجامعي 2010-2011
http://www.timeshighereducation.co.uk/world-university-rankings/2010-2011/top-200.html
(أُنقر علي الصورة للتكبير)
عناصر التقويم موزعة علي مائة درجة:
· ال
تعليم: بيئة التعلم (بقيمة 30 في المائة من النقاط في الترتيب النهائي)
·
البحث العلمي: الحجم والدخل والسمعة (بقيمة 30 في المائة)
·
الاستشهادات: تأثير الأبحاث في الأبحاث العالمية المنشورة (بقيمة 32.5 في المائة)
·
الدخل من الصناعة: الابتكار (بقيمة 2.5 في المائة فقط)
· ال
مزيج الدولي: الموظفون والطلاب من خارج الجامعة (بقيمة 5 في المائة)

ويلاحظ:
· ظهور جامعة الإسكندرية عن أفريقيا محتلة الترتيب 147 بعد جامعة كيب تاون بجنوب أفريقيا التي جاءت في الترتيب 107، ولم تظهر أي جامعة خاصة من ذوات الأسماء التجارية البراقة.
· لم تظهر أية دول عربية أخري في التقرير.
· غابت عنه إسرائيل وروسيا.
· ضم التقرير 26 دولة.

توزيع الجامعات علي القارات:
· أوروبا وبها 82 جامعة بنسبة 41% من عدد الجامعات (موزعة علي ثلاث عشرة دولة وغابت دول كبري مثل روسيا).
· أمريكا الشمالية بها 81 جامعة بنسبة 40.5% (أربع وسبعون جامعة في الولايات المتحدة و سبع في كندا).
· أسيا بها 27 جامعة بنسبة 13.5% (موزعة علي سبع دول وغابت إسرائيل).
· أستراليا ونيوزيلندا بها 8 جامعات بنسبة 4% (سبع جامعات في أستراليا وواحدة في نيوزيلندا).
· أفريقيا بها جامعتان بنسبة 1% (جامعة كيب تاون وجامعة الإسكندرية).
· أمريكا الجنوبية لا توجد بها جامعات ضمن المائتين الأفضل عالمياً.

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

خناقةُ الشرطةِ والمالِ....


خناقة مرور في شارع رئيسي من شوارع مصر الجديدة، بين ضابط أمن دولة سابق وإبن رجل أعمال، امتدت علي مدار يومين وانتهت بمطاردة البلطجية لضابط الشرطة وإصابته بفُجر وتهشيم سيارته. أصبحت خناقات المرور في مصر من المشاهد الدائمة، وكلٌ وحظه. ما لفت الأنظار هنا هما طرفا الخناقة، الشرطة وأهل المال.

توحشَ أهلُ المالِ في مصر، زينت لهم أموالُهم التعدي علي حقوقِ الغيرِ، وجدوا أنهم يستطيعون بأموالهم شراء كل شئ، حتي الذمم، استولوا علي أراضي الدولة، أقاموا مشروعاتٍ تُثريهم ولو أفقرت شعباً وجوعته. لن استرجعَ جرائماً كانوا طرفاً فيها، الصحف موجودة وكذلك الفضائيات. من الطبيعي أن يتأكدوا أنهم فوق الكلِ وأنهم أصحابُ حظوةٍ وسلطةٍ يتعرضُ للسحلِ من يتجرأُ عليها؛ تخطوا الخطوط الحمراء، استهتروا بسلطةِ الدولةِ وسلوكياتٍ واجبةٍ في المجتمعاتِ السويةِ.

الشرطةُ، تبذلُ الكثيرَ، تضحي، لكن فيها من يسيئون إليها. لنبدأ بسائقي سياراتِ الشرطةِ، استهتارٌ بالأرواحِ وبالملكيةِ العامةِ والخاصةِ، سياراتُ الشرطةِ ليست بأفضلِ حالاً من سياراتِ الميكروباص. أما ضباط الشرطة، فمنهم من يدخلون الأندية دون عضويةٍ، بالزي الميري وبغيرِه، بأسلحة في أحزمتهم، أحياناً علي الملابسِ المدنيةِ!! وسأروي تجربةً حاليةً لي كمأمورِ اتحاد ملاك عمارة ١٥ شارع الطاقة بالحي الثامن من بمدينة نصر. منذ أشهرٍ قليلةٍ اشترت سيدةً شقة بالطابق الأخير من العمارة الوادعةِ التي لا يتجاوز عددُ سكانِها الستة، ادعَت أنها لسكنِ إبنِها وأن زوجَها، والله أعلم، لواء شرطة. وفجأة، إذا بالشقةِ، المُفترض أنها للسكني، عيادةُ أطفالٍ، وعليها لافتة استشاري بينما الشهادة العلمية لم تتجاوزْ الماجستير!! عساكر يقودون سيارتها أو سيارة الشرطة، الله أعلم، ويديرون العيادة!! تعدي علي سلم العمارة بفرشِ الكراسي لراحة الزبائن الصاعدين، تَهَرُبٌ من سداد نفقات صيانة العمارة بحججٍ مخزيةٍ، من الآخر تمثيليات ونمر وتناكة فارغة. أهكذا تكون صورة الشرطة أمام المجتمع ونظرة الشرطة للمجتمع؟!

من المؤكدِ أن هناك خللاً اجتماعياً، الكلُ يريدُ أن يأخذ، و الأفضل أن يكون بلا مقابل، سلوكٌ مرضي معدٍ، تأكدَ بانعدامِ المحاسبةِ، اللهم إلا للشديد القوي بعد أن تفوح الوقائع وتخرج إلي العلن، مثل خناقة الشرطة والمال التي بها بدأنا، لقاء السحاب، مش. كده؟!

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

في بنك الدولة؟!


ذهبت يوم الإثنين، 06 سبتمبر، 2010، إلي البنك الأهلي فرع الجولف بمصر الجديدة، لقضاء مصلحة لا باعتباري من ذوي الملايين. قبل العيد، الزحامُ شديدٌ، أنجزتُ ما أريد بعد ساعة انتظار. عند خروجي لَفت نظري وضعُ خمسةَ مصاحفٍ علي منضدةٍ رئيسيةٍ بالقاعةِ تعلوها لافتةُ "أعِد المصحفَ لمكانِه بعد قراءتِه". دارت الأفكار في دماغي، قراءةُ المصحفِ شئٌٌ مستحب، لكن هل البنك مكانه؟ وهل كل عملاء البنك من المسلمين؟ وهل كل الإدارة من المسلمين؟ ألا يوجد أقباط في هذا البنك يحقُ لهم أيضاً تهوين الانتظار بالقراءةِ في الإنجيل؟ من وضعَ هذه المصاحفَ؟ إذا كانت الإدارةُ فقد جانبَها الصوابُ، وإذا كان عميلٌ فالإدارةُ علي غيرِ صوابٍ أيضاً. هل تُدار الدولة من خلال أجهزتها أم من خلال أيادي تستقوي بالدين رغماً عن الدولة؟! هل بهذه البساطة وبهذا القدر من تسطيحِ الأمور تُزرعُ الفتنةُ والكراهيةُ والتعصبُ؟! ماشي، لو كنا في شركةِ توظيفِ أموالٍ من إياها، لكن مش ماشي في البنك الأهلي، أحد أقدم بنوكِ الدولةِ المصريةِ!! لا عيب في احترامِ الأصول مهما كانت التشنجاتُ والبذاءاتُ التي امتهنها الجُهال المُنقادون،،

كِده وكِده...




سُرِقت لوحة زهرة الخشخاش للرسام العالمي فان جوخ من متحف محمود خليل بالزمالك، اتضح من التحقيقات الإهمال الجسيم وانعدام الإجراءات الأمنية. توجد كاميرات مراقبة، لكنها عطلانة، ورُصَ ورجال أمن، لكن منظر!! شئ محزن، فضيحة عالمية، الأهم الدلالة. متحف محمود خليل جزء من مصر، صورة لها. مصر الدولة، كل ما فيها يوحي أن هناك دولة متكاملة الأركان، نظام حكم، مجالس نيابية، جامعات، مدارس، مؤسسات، إعلام، ناس رايحة وناس جاية، لكن مع الأسف الصورة غير الواقع، الكل يؤدي دون أن يؤدي.
مسرحٌ كبيرٌ، فيلمٌ من أفلام الخيال، فيه من يتكلم عن الانتخابات بحرقة دون أن تكون موجودة حقاً، فيه من يتكلم عن مجانية التعليم وقد لهفت الجامعات الخاصة والدروس الخصوصية فلوس الناس، فيه من يتكلم عن جودة التعليم وفصل الجامعات عن السياسة بينما هي تدار من خلال لجنة السياسات، ناس إلي الشغل ذاهبة ومنه آتية دون أن تعمل، إعلام فضائي وأرضي لا ينقل إلا ما يريد لا ما يجب أن يكون. الناس حوصرت بالغم والهم والملل، كل واحد روحه وصلت لمناخيره. في هذا الزمن تتأكد مقومات الدول بتوافر الأساسيات من مياه وكهرباء، زراعة للقوت، صناعة تقي غدر السياسة والزمن، تعليم يزرع الأمل وصحة توصل إليه، سكك حديد حديثة وطرق آمنة. أين كل ذلك خارج تصريحات الريادة والزهزهة؟ ما يُري سوي هشاشة وهلامية، كيانٌ ضخمٌ رأسه صغير، رجلاه عودان من بوص، ويداه من كرتون، لكن صوته عال!! عليل وقليل الحيلة، طبيعي ألا يؤخذ علي محملِ الجدِ. كلام ثقيل، لكن التزويق والترويق غشٌ وتأكيدٌ علي استمرارِ ما وصلَ إليه الحال. لا نتمني أن تستيقظَ علي كارثةِ تصيبُ مصر، كما سُرِقت لوحة زهرة الخشخاش، لأن كله كِده وكِدة،،

شاهدت في السينما




فيلم حركة وتشويق حول عميلة مخابرات أمريكية تحاول إثبات براءتها من تهمة كونها جاسوسة مدسوسة لحساب الروس. الفيلم ملئ بالمطاردات والحركات الخطيرة, المنازلات وجثث القتلى, وإختيار أنجلينا جولى فى دور العميلة محور الأحداث يزيد من جاذبيته إلى جانب أنه يتزامن مع كشف السلطات الأمريكية عن شبكة تجسس لصالح روسيا من ضمنها سيدة إلا أن مؤلف الفيلم كيرت ويمر يكرر أخطاء فيلمه السابق (Law Abiding Citizen) من حيث المبالغات والنهاية المتوقعة التى توحى بجزء ثانى.
يا ترى هل كان الوضع سيكون أفضل لو كان إسم الشخصية بيبر Pepper ؟
درجة الفيلم : 6 من عشرة



فيلم مثير عن عميل سرى مطارد من أكثر من جهة لحيازته بطارية ذات طاقة متجددة قام بإختراعها شاب كان هذا العميل مكلفآ بحراسته وعن فتاة يتصادف وجودها فى نفس المكان والزمان والعلاقة التى تنمو بينهما.
السيناريو لا غبار عليه, الحوار ممتع, المونتاج متميز, الإخراج مناسب والأداء رائع من البطلين خاصة كامرون دياز التى رغم قيامها بدور فتاة ساذجة إلا أن الفيلم يعطيها مساحة مساوية لدور توم كروز وعنوان الفيلم بالإنجليزية يؤكد ذلك. إذا لم نتأخر كثيرآ أمام القصة وتغاضينا عن ضعف بعض الخدع البصرية سوف نجد فيلمآ ممتعآ ومسليآ إلى حد كبير.
درجة الفيلم : 7 من عشرة



فيلم تاريخى حول الشخصية الأسطورية روبن هوود. تتزامن الأحداث مع عودة الملك ريتشارد قلب الأسد من الأراضى المقدسة وفى صحبته روبن لونجسترايد (لم يكن معروفآ بروبن هوود بعد) الذى يقوم بدور هام فى مقاومة غزو قوات الملك فيليب الفرنسى لإنجلترا.
لم يركز السيناريو على شخصية روبن أو بطولاته مما أتاح فرصة التألق لمعظم الممثلين فى أداء أدوارهم المرسومة جيدآ ولكنه فى نفس الوقت لم يساهم فى جماهيرية الفيلم.
نهاية الفيلم تعلن عن بداية أسطورة روبن هوود وربما عن جزء ثانى يتناول مغامراته.
درجة الفيلم : 7 من عشرة


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

معارض مكتبة الإسكندرية – يوليو 2010


فى صيف هذا العام وللعام الخامس على التوالى أقامت مكتبة الإسكندرية معارضها الفنية الثلاثة التى أصبحت علامة مميزة للحركة الفنية فى المدينة.
1- سمبوزيوم الإسكندرية الدولى للنحت فى الخامات الطبيعية.
فى هذه الدورة تم إختيار الزجاج ثلاثى الأبعاد (3D Glass) وشارك فيها فنانون من مصر وقبرص وإيطاليا واليونان وجمهورية التشيك. الأعمال التى تم عرضها كالعادة فى ساحة البلازا بالمكتبة كانت معظمها مبتكرة وملفتة للنظر. فى مقدمتها وفى إطار مفهوم ثلاثى الأبعاد ياتى "الهرم الطائر" للفنانة القبرصية مالفينا ميدلتون والعمل المركب للفنان عبد السلام عيد. ومن الأعمال التى لفتت نظرى "إعصار" للفنانة ياسمينا حيدر و"حوار" للفنان وليد أنسى. للأسف لم تساهم الإضاءة فى إبراز جماليات الأعمال بشكل جيد.
2- معرض الفنان المقيم.
شارك فيه ستة من كبار الفنانين السكندريين بالإضافة لفنان سويدى بأعمال متنوعة ما بين تصوير ونحت وجرافيك وموزاييك وخزف وأعمال مركبة. يأتى فى المقدمة الفنان الكبير أحمد عبد الوهاب الذى شارك بأعمال متميزة ومتنوعة من نحت وباستيل وخزف وعمل مركب.
3-معرض أول مرة.
شارك فى هذا المعرض حوالى عشرون فنان وفنانة من الشباب بأعمال يفوق عددها المائة ما بين التقليدى والحديث. لا شك أن المستوى العام يتحسن من دورة إلى أخرى خاصة فى الأعمال التى تستخدم التقنيات الحديثة.
وبمناسبة مرور خمس سنوات على الملتقى تم تنظيم جناح خاص لعرض بعض المختارات المتميزة والمتنوعة من أعمال فنانى معرض "أول مرة" من الأعوام السابقة.


مهندس / دانيال تانيليان - سكندرى عاشق للسينما ومحب للفنون

الأحد، 22 أغسطس 2010

بالقلم علي وشها...















حوارًًٌ ساخنٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، لا يهمُ من المخطئ، ينتهي بقلمٍ صوتُه عالٍ، علي وجهِها، تَرِفُ المسكينة وتبكي، من هي؟ زوجته، إبنته، أخته، الجو. ما هو مستوي تعليمِها؟ مش مهم! ما هي وظيفتها إذن؟ أيضاً مش مهم!! سيناريو يتكرر في الأفلام والمسلسلات العربية، القديمة والجديدة، ثقافة، تراث، يندر في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي نقلدها، رمزٌ فشنك للرجولة والفتونة وقوة الشخصية، حتي لو كان القفا بعرض طريق صلاح سالم في الاتجاهين.
لما تنبه المجتمع لخطر التدخين انطلقت المطالبات لمنعُ مشاهدِ البطلِ المدخنِ في الأفلام والمسلسلات وتم بالفعل الاستغناء عنها ومعها قعدات الغُرَز، ولم يختل العمل أو يتأثر. لماذا لا تكون الدعوة بالمثل؟ لماذا لا تُمنع مشاهد ضرب المرأة علي وجهها والتعدي عليها؟ لماذا لا تُبتكر مشاهدٌ أُخري لإثبات الرجولة الشرقية، ذات الدم الحامي كما يتخيلون؟
في أفغانستان تُعاقب طالبان المرأة بقدرِ ما يتصورونه خطأً، ومن العقوبات قطع الأنف!! منتهي العظمة!! المرأة أصبحت مشكلة كثير من المجتمعات الشرقية وحائطها المائل. يلبس الرجل القصير والطويل، الشفاف والسميك، يفرفش وينعنش ويدلع نفسه، المهم أن يكون علي مزاجه، أما المرأة فلا يحقُ لها الخروج عن قوالبٍ قاتمةٍ، الحر والبرد سواء، فهي كائن منقوص الإحساس، والعقل، معاناتها وتألمها في غير بالٍٍ.
تقبلت المرأة نظرة المجتمع لها، دخلَت سجناً فُرِضَ عليها، تنازلت عن إرادتها، يَسَرت تَجَبُر َسي السيد عليها، حتي بدون وجه حق، بدون أمارة. لنجد نموذجاً في مسلسل "عايزة أتجوز"، خفيف وطريف لكنه ينتسب إلي طائفة وضع المرأة تحت بند الهطل من أجل عيون الحاج سي السيد، ولو كان معطوباً، علماً أو مكانةً أو شكلاً.
سي السيد يري أنه محور عالم المرأة، طبعاً القِوامةُ له حتي لو كانت الدواب أكثرَ منه فهماً ومقدرةً، أقعدي في البيت، أمرك يا سيدي، إلبسي كذا، أمرك يا سيدي، كفاية دراسة، أمرك يا سيدي، عالمك البيت والعيال، أمرك يا سيدي. ماذا لو عَطَبَ الحاج سي السيد في صحته أو ماله أو عمله؟ أين تذهب تلك المرأة بعيالها؟ لماذا التناكة الفارغة؟ أسئلة غير واردة، غير مطروحة طالما أمر سي السيد ورأي وشاء!!
منذ بضعة أشهر، في ترام الأسكندرية، فوجئ الجميع برجل في خمسينات العمر يضرب طفلة لا يتجاوز عمرُها الإثني عشرة عاماً، أشعبها تلطيشاً، لم يرِقْ أو يلين لبكائها وصراخِها، ولاستهجان الركاب، حكايتك إيه يا عم؟ محدش له دخل، إبنتي وأنا حر فيها!! منطقٌ مريضٌ، وكأن القانون يعاقبُ علي ضرب الغريب ويتسامحُ في ضرب القريب!!شيوع منطقِ سي السيد هذا يعكسُ مرضاً اجتماعياً نامَت عنه الآلة الإعلاميةُ، علي مستوي الدولة، وتغافلَت عنه عمداً فضائياتُ التكفيرِ التي تحصرُ نفسَها في أجندة محددةٍ، لا تحضُ علي علمٍ واحترامِ مجتمعٍ، إنما تَلِحُ علي قضايا معينةٍ يقعُ في أولِها تحجيمِ المرأةِ، مش عيلة انضربت!!
كثيرٌ من العرب يسافرون للغرب بحثاً عن العلم والعمل، يحملون في داخلهم ميراثٍاً اجتماعياً ثقيلاً يعزلهم عن المجتمعات التي سعوا إليها، يجدون الشرطة علي بابهم مع أول قلم علي وش حريمهم، أقصد ستاتهم، الحكاية مش سايبة، وسي السيد الحامي مكانه الوحيد السجن ثم أول طائرة لبلاده المحروسة.
سي السيد الشرقي الحامي الساخن قليل الانجازات، ساعات عمله قليلة، أعذاره كثيرة، لا يفكر جدياً في كيفية تقدم بلده ومجتمعه، في كيفية احتلال مكانة محترمة في عالم لا يرحم، سَلَمَ مُجَهلاً قيادَه لمفتيي القضائيات، همُه الرئيسي، أرقه الموجع، انحَصَرَ في تكتيف المرأة وتحجيمها، حفاظاً علي جنسه من الفساد والخطيئة. سي السيد ضعيف الإرادة، لا مؤاخذة، وعقله علي قده، والمرأة ستغويه وستعطله عن الإبداع، لذا لا بد من وضعها في كل القوالب، هو كده وإلا لا وألف لا!!
الدولة لأغراضِها وضعت المرأة في مناصب، رئيسة جامعة، عميدة، قاضية، ماشاء الله، لكنها لو خرجت للسوق وتحدثت مع البائع فهي الحاجة، لو دخلت في حوار كده أو كده سيكون الرد اتلمي يا ولية، أما في الأحياء الشعبية والأرياف والصعيد فالحكاية لا تحتاج سوق أو خناقة، هي حاجة وولية، وبس!!
لقد أصبحنا في مجتمعٍ يجنحُ إلي القتامةِ والغلظةِ الصحراويةِ، فقدَ أهم ما كان يميزُه، التسامحَ، التعدديةَ، قبولَ الأخرِ، تَفَهُمَ الاختلافِِ. كأبٍ، أجدني في قلق ٍ علي بناتي، وهن علي أول عتبات الحياة العملية، لست وحدي، إنما كل الأباء الذين يرجون لبناتهم الأمن والاستقرار والكرامة،،

السبت، 21 أغسطس 2010

اختيار القيادات الجامعية...بين الكياسة والسياسة



لم يجمعْ موضوعٌ كماً من القيل والقال في كل جلسة أو قعدة أو حتي وقفة مثلما نالَ تعيين أو إجلاس القيادات الجامعية، والقيادات الجامعية المقصودة هي رؤساءُ الجامعاتِ ونوابُهم وعمداءُ الكلياتِ ووكلاؤها. وتُصَنَفُ المناصبُ الجامعيةُ إلي إداريةٍ وأكاديميةٍ، فرئيسُ الجامعةِ ونوابُه وكذلك عمداءُ الكليات ووكلاؤها يمارسون مهاماً إداريةً بحتة، بينما يقوم رؤساءُ الأقسامِ بمهامٍ أكاديمية وإدارية علي مستوي أقسامِهم. ويختص رؤساءُ الجامعاتِ ونوابُِهم بأن آداءَهم لالتزاماتهم الوظيفية يكون عادةً بمنآي عن أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ، وهو ما يختلفُ تماماً عن المناخِ الذي يعملُ فيه عمداءُ الكلياتِ ووكلاؤها وكذلك رؤساءُ الأقسامِ، والذي يقومُ علي الاتصالِ المباشرِ بأعضاءِ هيئاتِ التدريسِ والتفاعلِ معهم، ومن هنا كان من الطبيعي أن تختلف قاعدة اختيار شاغلي تلك المناصب وأشخاصها.

لذا فإنه من غير المثيرِ للكثيرِ من السَخطِ واللغَطِ أن يُختار رئيسُ الجامعةِ أو نوابُه من خارج الجامعةِ ومن الممكن آلا يكون أي منهم متولياً لمنصبٍ بها. وإن كان من الأفضلِ لصالح العملِ أن يكونَ شاغلاً أي من هذه المناصبِ قريباً منها داخلاً في أجوائها تفادياً لخسارةِ فترةٍ يتعرفُ فيها علي العملِ وأشخاصه وطباعِهم وعقولِهم، سواء في مجلس الجامعةِ أو في وحداتِها المتصلةِ بطبيعتِها مع رئيس الجامعةِ أو نوابِه. علي أي حالٍ فهذه المناصبُ تخضعُ في اختيارِ أشخاصِها لاعتباراتٍ سياسيةٍ من حيث ضرورةِ اختيارِ أشخاصٍ بعينِهم، ذكوراً كانوا أو إناثاً.

لكن علي مستوي الكليات فالأمرُ واضحُ الاختلافِ، فوجوبُ اتصالِ عمداءِ الكلياتِ ووكلائها ورؤساءِ الأقسامِ بأعضاءِ هيئاتِ التدريسِِ يُضَيِقُ من قاعدةِ الاختيارِ، أو هكذا يجبُ أن تكون. وقد تكفلَ قانونُ الجامعاتِ بتحديدِ كيف يُختارُ رؤساءُ الأقسامِ وتكفلَ القضاءُ بإعادةِ الحقِ لأصحابِه في حالةِ التعدي علي ما أوجبَه القانونُ، ومن هنا كان مع الأسف الالتفافُ لتغييرِ القانونِ حتي يدخلُ رؤساء الأقسامِ في حظيرةِ الاختياراتِ غير المنضبطةِ. ومن تلك النقطةِ يبدأُ القصدُ، هل يَصِحُ أن يُختارَ العمداءُ أو وكلاءُ الكلياتِ من خارجِها، سواء لوجودِهم في إعارةٍ أو انتدابٍ؟ لسنواتٍ لم يكن هذا الطرحُ مقبولاً ولا مستساغاً، لكن مع سقوطِ كثيرٍ من الثوابتِ علي مستوي العملِ الجامعي أصبحَ المكروهُ أو المستهجنُ مفروضاً في أحيانٍ. وضعٌ شائك أن يُولي عميدٌ أو وكيلٌ فيتفاجأ به زملاؤه قدرَ تفاجؤه بهم، لا يعرفهم ولا يعرفونة، نساهم ونسوه، وضعٌ فيه ظلمٌ لكافةِ الأطرافِ، لمن عُين وهو غائبٌ عن رضا زملائه وتقديرِهم، للزملاءِ الذين سيستنكفون الدخولَ إليه وودَه، للعملِ الذي سيفتقدُ من يديرُه عن خبرةٍ ومقدرةٍ، وسيخسرُ مجهودَ الفريقِ والانتماءّ للمكانِ، بلداً كان، أو جامعةً، أو كليةً.

ليس من الصالح إخضاعُ إجلاسِ العمداء ووكلاءِ الكلياتِ لقواعدِ واعتباراتِ السياسةِ التي خضعَ لها رؤساءُ الجامعاتِ ونوابُهم، فعمداءُ الكلياتِ ووكلاؤها لا يملكون اختيارَ العملِ دون أن يدخلَ أحدٌ مكتبَهم، لن يساعدُهم أن تشيعَ أقاويلٌ غيرُ علميةٍ عن سبب اختيارِهم وأن يتشككَ الجميعُ في استقلاليتِهم وأحقيتِهم. كم من أحكامٍ قضائيةٍ ألغَت قراراتٍ لتعيين عمداءٍ بعد أن انحرفت في استعمالِ السلطةِ وحادَت عن كياسةٍ لازمةٍ.

الكياسةُ والفطنةُ تُنجيان من المهالكِ والمزالقِ، القراراتُ المتجاوزةُ تضرُ أيضاً بمن أصدرَها، شخصاً كان، أو نظاماً،،