الخميس، 17 فبراير 2011

كلُ هذه الفوضى فى مصر؟

أعلنَ الرئيسُ حسنى مبارك تنحيَه فى السابعة من مساء يوم الجمعة الموافق 11 فبراير 2011، صفحةٌ طُوِيَت وفُتِحَت أخرى جديدة تماماً بدأت بالأفراحِ والصياحِ فى كلِ شارعِ من كلِ مدينةٍ، وفى حينه اِنطلَقَ سيلٌ منهمرٌ من كلِ أنواعِ المخالفاتِ والتجاوزاتِ والانتهاكاتِ، عيبٌ وعيبٌ وألفُ عيبٍ، لمن يقدرُ معنى العيب.

هل يُعقلُ أن يتواكبَ ميلادُ مصرِ جديدةٍ مع عشرات الآلاف من التعدياتِ على الأراضى الزراعيةِ تبويراً وبناءاً فى الممنوعِ؟! من أين يأكلُ ثمانون مليوناً بعد أن تحوَلَت تلك الأراضى إلى عشوائياتِ بناءٍ؟! الأدهى أنهم بمنتهى الجرأة يقفون طوابيراً لتوصيل الكهرباء والمياه؟! أضفُ إلى ذلك الارتفاعُ غيرُ المسموحِ به فى المدنِ والتعدى على الشوارع بامتداداتٍ لا تمُتُ للعمارةِ ولا للذوقِ بأيةِ صلةٍ.

المقاهى ومحالُ العصيرِ والملابسِ ومعارضُ السياراتِ أُقيمَت فى الطوابقِ الأولى من العقاراتِ، لننظرُ فى شارعِ حسن المأمون بمدينة نصر كى نتعلمُ ونفهمُ معنى التحَسُرِ والأسى والحزنِ على اِنفلاتٍ سلوكىٍ وأخلاقىٍ يستحيلُ أن تكونَ له علاقةٌ بثورةٍ هدفُها الأولُ القضاءُ على الفسادِ.

لنر كيف نُسِيَت كلُ قوانين المرورِ وكيف تسيرُ سياراتُ السيرفيس فى الممنوعِ بدون لوحاتٍ، من يرتدى حزامَ الأمانِ الآن؟ لنُلق نظرةً كَسيرةً على شوارعٍ رئيسيةٍ وقد بَرَكت فيها سياراتُ نقلٍ، تبيعُ الفاكهةِ والخضرِ، غيرُ عابئةٍ بتوقفِ المرورِ، شارعُ الطاقةِ بجوارِ النادى الأهلى بمدينة نصر شاهدٌ.

أما عن الاعتصاماتِ والإضراباتِ المُطالِبةِ بالفلوسِ، على بلاطة كده، ألآ يوجدُ تعبيرٌ أكثرُ عِفةٍ عن تلك المطالبِ الحقيقيةِ؟! هل من يقفون مُتَصورين فى أنفسِهم قدرةً على مكافحةِ الفسادِ والمُفسدين فى أماكِنِ عملِهم، قد غَفِلوا أنهم أيضاً يَضُرون بلداً عليه يعيشون وأنهم قد يخسرونه إلى الأبدِ بأفعالِهم تلك؟! هل يقفون فى إضراباتٍ واعتصاماتٍ وينتظرون راتباً آخر الشهرِ؟! بأى منطقٍ، إلا البلطجةِ والبجاحةِ، بصراحة كدة. المطالبةُ برفعِ مستوى المعيشةِ حقٌ مؤكدٌ، لكن الخوفُ على هذا البلدِ أيضاً واجبٌ. كلُ واحد أضرَبَ فى مصر، ولو كان عايز يهرش أو يدخلُ الحمامِ أو يختم شهادة مضروبة!! وأيضاً كلُ مكانٍ، البنوكُ، شركاتُ النقلِ العامِ، شركاتُ الغزلِ، شركات البترولِ، السككُ الحديديةُ، الشرطةُ، لم يتبق إلا الجيش!!

الانفلاتُ سادَ وأصبحَت السرقةُ والبلطجةُ عينى عينك، هو فى إيه؟! تقفيلُ شوارعٍ وحصارُها لسرقةِ المحالِ، بلطجيةٌ يحتلون شوارعاً فى صورةِ باعةٍ جائلين، محالٌ تدَعى عدمَ وجودِ فكةٍ لتصريفِ سلعٍ مضروبةٍ، احتلالُ شققٍ سكنيةٍ ومدنٍ جامعيةٍ والإقامةُ فيها!! فرصةٌ للتهليبِ الأعظم، أقول إيه وإيه وإيه؟! فى سيناء حُرِقَت المدارسُ، بعد أن حرقوا مراكزَ الشرطةِ، مش فاهم، حتى التعليم رفضوه؟!!

هل سيحتاجُ المُقيمون على أرضِ مصرِ إلى إعادةِ تأهيلٍ إذا قُدِرَ لها أن تقفَ على قدميها مرةً أخرى؟! هل أهلُ تونس أحسن منا؟! هل شعبُ مصر لا يسيرُ إلا بالعصى؟! أهو انتحارٌ جماعىٌ؟ أهو غيابٌ عن الوعى لشعبٍ بأكملِه؟ كلام ثقيل، لكن النكبةَ أكبرُ، مصيبة وألف مصيبة. هل تعودُ مصرُ لعصرِ ما قبلِ التاريخ الحديث؟! هل ستولدُ مصرٌ جديدةٌ كما كنا نتمنى ونأملُ؟ ألله أعلَم.


Twitter: @albahary

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

To Prevent Egypt from the Hellish Circle

President Hosni Mubarak stepped down at 7 pm of Friday, February 11, 2011. A page is turned over, another one is opened on a totally new regime, a regime expected from the unseen. Hope all hope, that Egypt emerges anew, powerful, holding over the future where there is no place for the weak, divided and hatred driven. Future Egypt must know the differences in religion, sect, gender, opinion, it should be a melting pot for everyone, without conflicts, suspicions and accusations.

Hoped Egypt is no place for dictatorship, autocracy dictatorship, ruling family dictatorship, inflamed slogans dictatorship; dictatorships that carry the causes of their crash in time of their establishment; dictatorships are outdated and replaced by nowadays modern democracies that ensure the devolution of power after free and fair elections. Democracies where accountable rulers have specific power for limited duration, parliaments truly represent the people and only speak on his behalf.

Desired Egypt should not be built upon classes where exceptions from law under immunity, any immunity, bar a citizen from exercising his rights in face of an immunity protected being. It is not acceptable in modern Egypt to imprison a citizen after a road incident with an immunity shielded individual. Immunity as manifestation of inequality before the law is wiped out from societies that respect human rights and should vanish from should be modern Egypt.

In tomorrow Egypt, corruption is to be forbidden and accountable, making money at the expense of the country is not to be compromised or concealed, no for the corruption of municipalities, no to the abuse of power, no to profiting from public jobs, no to bribes, no to the hiring of relatives and non competent. As Egypt is responsible from the rulers, it should also be from the ruled, they are to be respectful of the laws, no for the slums they enforce, no to damaging fertile lands for constructions, no for building violations, no for parking in the forbidden, no for slowing down at work and lazing on it. With work only will Egypt prevail.

In future Egypt, public service is a mandate, no to those who see it as a means of arrogance and a way to get rich, it is only giving and innovating. Before taking a public job resignation must be ready in case of inability to continue, or in case of dissatisfaction with the announced policy. Public service requires thought, vision and moral courage, it is not docility and abolition of mind.

In Egypt of hope, media is reality, not a regime parrot for policies and personnel, it explains, directs, sees, reveals defects and never justifies errors, it does not incite divisions and hating others, it is diverse, for all colors, intellectuals, big NO for prevention and exclusion.

In Egypt, the progress of science is a value, universities lead and discern, university professors are leaders of thought and approach, they should not be fought or marginalized, they also have the duty to focus on their job without mix with extraneous jobs. In the modern world there is no place for the ruthless and intruder on humanity, for the ignorant and poor and violator of human rights.

The devolution of power is the basis of governance, the key to stability, length of stay on the chair is evil. Egypt has known fictitious stability for thirty years, with the lack of the basis of a modern state it collapsed, it lost a lot, men, money and resources of lands, stores, tourism, investments and antiquities. It is impossible to repeat the hellish circle of false stability, and then collapse after a long or short time. There must be a basis for modern Egypt with a new constitution and laws that apply on everyone, without exceptions or immunities, with a respect for the human being, ethics, science, work and behavior.

After a long troubled patience, Internet has changed Egypt, no turning back, the tools of the future will never stop, will penetrate the walls. God save Egypt from any dictatorship, under any tag, enough lagging behind, divisions and retreat.

Twitter: @albahary

الأحد، 13 فبراير 2011

حتى لا تَسقطُ مصر فى الدائرةُ الجُهنميةُ

أعلنَ الرئيسُ حسنى مبارك تنحيَه فى السابعة من مساء يوم الجمعة الموافق 11 فبراير 2011، صفحةٌ طُوِيَت وفُتِحَت أخرى جديدة تماماً، نظامٌ سَقَطَ ونظامٌ جديدٌ يُرتَجى من الغيبِ. الأملُ كلُ الأملِ أن تقومَ مصرٌ جديدةٌ قويةٌ صامدةٌ بنظامِها عبر مستقبلٍ لا مكانَ فيه للضعفاءِ المُنقَسمين والمُتكارهين، لا بُدَ من مصرٍ تَعرِفُ الاختلافَ فى الدين والمذهبِ والجنسِ والرأىِ، يختلطُ الجميعُ فيها دون أن يتصارعوا ويتنابذوا.

 
مصرُ المأمولةُ لا مكانَ فيها للديكتاتوريةِ، ديكتاتوريةُ حُكمِ الفردِ وأسرتِه، ديكتاتوريةُ الحكمِ باسمِ الدين، ديكتاتوريةِ الحكمِ بالشعاراتِ الملتهبةِ، ديكتاتورياتٌ تحملُ أسبابَ سقوطِها وقتُ قيامِها، ديكتاتورياتٌ تخطاها الزمنُ وحلَت مكانَها ديمقراطياتٌ حديثةٌ تضمنُ تداولَ السلطةِ بعد انتخاباتٍ حرةٍ نزيهةٍ، الحكمُ فيها غيرُ مُنزَهٍ عن المحاسبةِ، مُحَدَدُ السُلطةِ، مَحدودُ المُدةِ، المجالسُ النيابيةُ تمثلُ الشعبَ حقاً، تتحدثُ باسمِه لا باسمِ الحاكمِ.

مصرُ المَرجوةُ لا تقوم على الطبقيةِ، الاستثناءاتُ من القانونِ تحت مُسمَى الحصانةِ، أيةُ حصانةٍ، لا يُقبلُ فى مجتمعٍ سَوى ألا يتمكنُ مواطنٌ من الحصولِ على حقِه لحصانةٍ تحمى من يُواجِهُه، لا يُرتَجى لمجتمعٍ سَوىٍ مستقبلٌ إذا حُبِسَ مواطنٌ إثرَ حادثةِ طريقٍ مع صاحبِ حصانةٍ، أياً كانت. الحضانةُ المانعةُ من المساواةِ أمامَ القانونِ مظهرٌ لا مكانَ له فى الدولِ التى تُصانُ فيها حقوقُ الإنسانِ، طَبقيةٌ ولى زمانُها ويجبُ أن تُمحى من مصر الجديدةِ.

 
فى مصرِ الغدِ الفسادُ ممنوعٌ، مُحاسَبٌ عليه، الارتزاقُ على حسابِ الوطنِ جريمةٌ لا تهاونَ فى مواجهتِها ولا مُدارةَ على مُرتَكبيها، لا لفسادِ المحلياتِ، لا لاستغلالِ السلطةِ، لا للترَبُحِ من الوظيفةِ العامةِ، لا للرشوةِ، لا للواسطةِ. كما أن الوطنَ مسؤؤليةُ الحاكمِ فهو ايضاً أمانةٌ فى عُنُقِ المحكومِ، عليه أن يحترمَ أيضاً القوانينَ، لا للعشوائياتِ، لا للتعدى على أراضى الدولةِ، لا لمُخالفاتِ البناءِ، لا للوقوفِ فى الممنوعِ، لا للتباطؤ فى العملِ والتكاسلُ فيه، بالعملِ وحدِه سوف تَعلو مصر.

 
فى مصرِ المستقبلِ الوظيفةُ العامةُ تَكليفٌ، ليست لمن يَرَونها وسيلةَ تعالٍ أجوفٍ وطريقاً للثراءِ، هى مسؤؤليةٌ بالعطاءِ والإنجازِ، قبل توليها لا بدَ أن تكونَ الاستقالةُ مكتوبةٌ جاهزةٌ فى حالةِ العجزِ عن الاستمرارِ وفى حالةِ عدمِ الاقتناعِ بالسياساتِ. الوظيفةُ العامةُ فكرٌ ورؤيةٌ وشجاعةٌ أدبيةٌ، ليست انقياداً وإلغاءً للعقلِ.

 
فى مصرِ الأملِ الإعلامُ هو الحقيقةُ، ليس بغبغاءً لنظامِ الحكمِ، سياساتُه وأشخاصُه، هو الذى يُوَضِحُ ويُوَجِه ويُبَصرُ، يَكشفُ العيوبَ ولا يُبرِرُ الأخطاءَ، ليس إعلاماً مُتطرفاً يَحُضُ على الفُرقَةِ وكُرهِ الآخرِ، مُتَنوِعٌ، للجميعِ حقٌ متساو فيه، بكلِ ألوانِهم الفكريةِ، لا مَنعَ فيه ولا إقصاءً.
 

فى مصرِ التَقَدُمِ العلمُ قيمةٌ، الجامعاتُ تقودُ وتبحثُ وتُعلمُ، أساتذةُ الجامعاتِ قادةٌ للفكرِ والنَهجِ، لا يُحَارَبون أو يُهَمَشون، لا يَجمَعون مع العملِ فى جامعاتِهم وظيفةً وأكثر، لا يُصَنَفون أعداءً يَجِبُ تَحجيمُهم وإفقارُهم؛ بلا جامعاتٍ لا مكانةَ فى عالمٍ حديثٍ لا يَرحَمُ مُتَطفِلاً على الإنسانيةِ، جاهلاً وفقيراً وديكتاتورياً ومُنتهِكاً لحقوقِ الإنسانِ.



تداولُ السلطةِ أساسُ الحُكمِ، مفتاحُ الاستقرارِ، طولُ البقاءِ على الكرسى مَفَسدةٌ، مصرُ عَرِفَت استقراراً وهمياً لثلاثين عاماً، مع اِنعدامِ مُقَوِماتِ الدولةِ الحديثةِ اِنهارَت، خَسِرَت كثيراً، بشراً وأموالاً وثرواتٍ من أراضٍ بُوِرِت وأثارٍ نُهِبَت. يَستَحيلُ تكرارُ الدائرةِ الجهنميةِ من استقرارٍ زائفٍ ثم اِنهيارٍ بعد فترةٍ طالُت أو قَصُرَت، لا بدَ من وضعِ أساسٍ لمصرِ الجديدةِ بدستورٍ حديثٍ وقوانينٍ تُطَبقُ على الجميعِ، بلا استثناءاتٍ ولا حَصاناتٍ، باحترامٍ للإنسانِ وللأخلاقِ وللعلمِ وللعملِ وللسلوكياتِ.
 
الإنترنت غيرَت مصرَ بعد صبرٍ طالَ، لا عودةَ للوراءِ، أدواتُ المُستقبلِ لن تتوقفُ، تخترقُ الأسوارَ. حفِظَ الله مصرَ من أيةِ ديكتاتوريةٍ، تحت أى مسمى، كَفى تخلفاً وانقساماً وتراجعاً،،