الاثنين، 29 مارس 2021

المُعاندة...


المُعاندة هي المُخالفةُ والمُعارضةُيعاندُ الناسُ رفضًا لما يُفرضُ عليهم ويرونه غيرَ ملائمٍالمُعاندة قد تكون صراحةً لما يخرجونعلانيةً للتعبيرِ عن رفضِهم وقد تكون ضمنًا عندما لا يتجاوبون مع مايرفضونه، قانونًا كان أو نظامًاهل أصبحت المعاندةُ سمةً غالبةً في مجتمعِنا؟



لما إتلافُ الممتلكاتِ العامة؟ لأن حالةً من العداءِ نشأت وتضخَمت من البعضِ تجاه أجهزة الدولةِهناك من يشعرون بأنه لايوجدُ من يحِسُ بهم، وأن معاناتَهم في غيرِ اِعتبارٍ؛ وسائلُ مُعاندتِهم هي إلقاءُ الحجارةِ على نوافذِ القطاراتِ، سرقةُ الكهرباءِ من الأعمدةِ، إلقاءُ المخلفاتِ في الشوارعِ، وغيرُه من قائمةٍ طويلةٍ للتعبيرِ عن الغضبِ


لما العزوفُ عن الإعلامِ المحلي؟ لأنه لا يطرحُ الموضوعاتِ التي تهمُ الناسَ، لأنه إعلامٌ مُوجه، محدودُ الحركةِ مُقيَّدُ الإبداعِالمقاطعةُ هي صورةٌ واضحةٌ للمُعاندةِالصحفُ أكوامٌ بينما تنَحَت الفضائياتُ أمام وسائلِ التواصل التي أصبَحَت مُتنَفسًا ومصدرَ ثقةٍالفضائياتُ العربيةُ والأجنبيةُ تجتذِبُ الناسَ بينما الإعلامُ المحلي يساندُه البرلمان بفرضِ ضرائبٍ لتعويضِ خسائرِه بما يُفاقِمُ المُعاندةَ!!



كلما أُصدِرَ قانونٌ أو مسودةٌ له تثورُ التكهناتُ عن دوافعِه ومدى الضررِ الذي سيلحقُ بفئاتٍ منه، وما يُثارُ عن قانونٍ جديدٍ للجامعاتِ مثالٌياترى هل سيتخلى القانونُ عن الأساتذةِ المتفرغين؟ هل سيطيحُ بمن تأخروا في الترقيةِ؟ هل سيُكرسُ الجودةَالتي قدَمَت مثالًا في التسطيحِ وإهدارِ قيمةِ الأستاذِ الجامعي وجرأت الطلابَ على مؤسساتِ الدولةِ ومنها الجامعات؟ هلستكون برامجُ الساعاتِ المعتمدةِ نموذجًا يُعمَمُ بالرغم من عدم ملاءمتِه لجامعاتِ الأعدادِ الكبيرةِ؟ عدمُ الثقةِ في الدوافعِالحقيقيةِ ردُ فعلِها الطبيعي هو المُعاندةُ، تمامًا كما يُقاومُ الفيروساتِ نظامُ المناعةِ في الجسمِ، قانونُ الشهرِ العقاري مايزالُ حيًا في الأذهانِ


المُعاندةُ تكونُ أيضًا من السُلطات لما تتجاهلُ متاعبَ الناسِ وأوجاعَهم ومخاوفَهم فتتمادى في فرضِ ضرائبٍ ورسومٍ وإجراءاتٍ مُجحِفةٍ 


أي نظامٍ أو إدارةٍ لابد أن تقومَ على اِحترامِ الناسِ، لا يُعاندُهم فلا يُعاندوه ...


اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،


Twitter: @albahary