الخميس، 14 مايو 2015

وضاع القَمَرُ يا ولدي ..

بوابة فيتو
تناقلَت الأنباءُ تنصلَ الصين من اتفاقِها على المساعدةِ الفنيةِ في تصنيعِ مصر لقمرٍ صناعي بسبب نقصٍ في الخبراتِ المصريةِ. وسبق أن أعلَنت وكالاتُ الأنباء الروسية فقدَ الاتصالِ بالقمر الصناعي المصري، وكعادةِ مسؤولينا كان النفي وكلُه تمام. القمر فين؟ الله أعلم. هل من آمارة أنه مازال في مسارِه؟ أبدًا. لا بدَ أن نتصارَحَ هل لدينا القدراتُ الفنيةُ والشخصيةُ على التعاملِ مع التكنولوجيا الحديثةِ؟ هل يمكنُنا إدارةَ مفاعلٍ نوويٍ دون وقوعِ كارثةٍ؟ 

حوادثُ الإهمال في المرورِ، والحرائقُ عمال على بطال، والانهيارات في الكباري والطرقِ تؤكدُ على نمطِ حياةٍ عشوائيةٍ متواكلةٍ. من الممكن أن يتسببَ عاملُ مزلقان في مصيبة لأنه سها ولأن النظام متخلف أثري، من الواردِ أن تدخلَ تريلةُ في سيارةٍ ملاكي أو سياحيةٍ لأن السائقَ ضارب دماغ أو لأن الفرامل سايبة. نَمَطٌ لكوارثٍ يمتزجُ فيها الإهمالُ بالتخلفِ عن التحوطِ والحذرِ، أنه التواكلُ بعينِه وشحمِه ولحمِه. ليست في المسؤول الكبيرِ على أي مستوى، إنها تبدأ من تحت ويتحملُها أدبيًا كُلُ مسؤولٍ أعلى. أما اختيارُ المسؤولين فهو دلالةُ أخرى على العشوائيةِ والتواكلِ، أشخاصٌ تُختارُ لأنها نجَحت في أكلِ عقلِ من عينَها، ببقين كلام وحركتين منظرة وتشخيص، ثم تواكلَ من عيَّن وأخذَ القرارَ الذي انكَشَفَ في ثانية أنه فشنك، لكن الرجوعَ فيه عيب، مش بسرعة كدة!! 

جريدة المساء
تخاذُلٌ وتواكلٌ على كُلِّ المستوياتِ، من تحت لفوق، أو من فوق لتحت، هجص في هجص. من يُحاسَب على التسيبِ والفسادِ الكارثي في الأحياءِ؟ من يُحاسَب على باعة المشبك الذين يصعدون في كل القطارات الفاخرة والمميزةِ التي تقف في طنطا فقط ويستمرون حتى القاهرة أو الإسكندرية حسبما يتجه القطار؟ هل تحريكُ الأسعارِ لفوق دليلُ تخطيطٍ، أم عجزٌ وفشلٌ وقِصرُ ذيلٍ وقلةُ حيلةٍ ولعبٌ بالنارِ؟ مسؤولُ فشارُ،
وزميلُه يكذبُ على المحكمة، وآخر لاوي بوزه ومكفهر وعايش الدور بالقوي، أضف الهِمباك وبتاع الفضائيات، نماذجٌ مع الأسف على التواكلِ في الاختيارِ والعجزِ عن الفرزِ والتدقيقِ.

نفسنا نفهم، لماذا يستحقُ الفاشلُ معاش وزير؟ أليس من باب الإصلاحِ والترشيدِ أن يعودَ لراتبِه الأصلي ودرجتِه وحجمِه مثل خلق الله؟ هل الوزارةُ سبوبة السبوبات، مثل الإعلامِ الفضائي مثلًا؟

كما أن للنجاحِ أسبَابه، للفشلِ قاعدتَه من تواكلٍ وتخاذلٍ وعشوائيةٍ وقلةِ ضمير وأخلاق. ضاعَ القمر يا ولدي، تاه في السما، عادي جدًا جدًا، وغير ذلك غلط بالقوي،، 

Twitter: @albahary